أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - فلسفة جان،-بول سارتر (الجزء الأول،)














المزيد.....

فلسفة جان،-بول سارتر (الجزء الأول،)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7451 - 2022 / 12 / 3 - 10:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جان بول سارتر هو الفيلسوف الفرنسي الأكثر مقروئية في العالم. لا يتردد البعض في جعل القرن العشرين قرن سارتر، لأن فلسفته أزعجت المشهد الفكري (حتى أن برنارد هنري ليفي - سيء الذكر - أكد أن القرن العشرين كان قرن  سارتر )
كان سارتر المفكر الشمولي، والمثقف (الذي "يتدخل فيما لا يعنيه")، مهتما بالسياسة والأدب والمسرح والسينما أو حتى بمجالات غير عادية، مثل الموسيقى (كتب عدة أغان لجولييت جريكو).
إن الوعي الإنساني، وفقا لسارتر، هو سلطة التعديم والحرية: إنه يتعارض بكل الطرق مع الشيء في ذاته، مع الكينونة الكاملة، الهائلة والمبهمة للأشياء. وهكذا، محكوما عليه بالحرية المطلقة، يجب على الإنسان أن يخترع طريقه.
ألا تقع نقطة بداية فلسفة سارتر في رواية "الغثيان"، هذا الإحساس المتميز الذي منحه معنى وجوديا تقريبا؟
يختبر روكينتان، بطل الرواية،نفسه كشيء غير ضروري وسط العالم (كشيء من بين أشياء)، إنه يعاني من "الغثيان".
جاء على لسان البطل: ما أفهمه إذن هو احتمال الوجود، مجردا من العقل والضرورة، وليس له، في حد ذاته، سبب وجوده.
وهكذا يكون عالم الوجود مفارقا لعالم التفسيرات والأسباب. وأن تكون موجودا هو أن توجد هنا، ببساطة، دون أي ضرورة.
يطبق سارتر أيضا على الوجود غير الضروري مصطلح الواقعية، الذي يعني حقيقة أن الأشياء موجودة، كما هي، بدون ضرورة وبدون سبب. لهذا يقول بطل الرواية: أنا هناك، من ضمنها، وأكتشف بالتالي حقيقتي الأصلية.
ولكن، على أساس هذه التجربة الأولى، سيتشكل شيء آخر: الوعي بالمشروع البشري، وبناء المعنى والقيم بحرية في صميم المجاني والعبثي، على أن تعريف الأخير هو أنه ما كان أبعد من كل الأسباب. ما لا يمكن تبريره بعقلانية.
الإبداع الإنساني، في الواقع، حر. عند سارتر ، أنا موجود وأنا حر هما افتراضان مترادفان بشكل صارم ومتكافئان.
ماذا يعني الوجود في لغة سارتر؟ الوجود هو أن توجد هناك، وفي عالم عبثي واحتمالي، ان تبني ذاتك وتضع بصمتك على الأشياء.
لاتوجد ماهية إنسانية جامدة وثابتة مسبقا، لا وجود لماهية سابقة على الوجود. ينبثق الإنسان من العالم وفيه يرسم صورته. لكن كيف يكون هذا التكافؤ بين الوجود والحرية ممكنا؟
تعني الحرية الإنسانية، عند سارتر، هذه الإمكانية المعطاة لنا لنضع مسافة، في أي لحظة، تفصلنا عن سلسلة الأسباب اللانهائية.
الحرية هي القوة التي يمتلكها الوعي بشكل دائم للتعديم، أي لإظهار العدم على أي خلفية للواقع، لسحق مختلف القرارات، أو المبررات أو الدوافع، للاختيار - يتم تعريف فكرة الاختيار، اساسا، عنده، عن طريق الوعي.
إن إمكانية قول "نعم" أو "لا"، القيام بالاختيار، لا يتمييز ابدا، في هذه الظروف، عن الوعي، عن أدراك ذواتنا، بما يتجاوز أي دافع وأي مبرر.
هذه الحرية، نختبرها جميعا في قلق، وهو شعور ميتافيزيقي حقيقي يكشف لنا حريتنا الكاملة، استيلاء انعكاسي حيث يصاب الوعي بدوار أمام نفسه وقواه اللانهائية.
يشير القلق إذن إلى رعشة الوعي أمام نفسه، إلى شعور مذهل بالاحتمالات.
بالطبع يمكن للوعي أن يختار وهو يتظاهر بعدم الحرية: هذا الكذب للذات وعلى الذات، حيث أحارب القلق، حيث أخفي حريتي، يشار إليه بسوء النية .
بسبب سوء النية، يجعل الوعي الذي يمارس الكذب على نفسه للهروب من قلق وصعوبة الحرية، نفسه أعمى عن حريته اللامحدودة.
سوء النية وروح الجدية يهددان الوعي باستمرار. إذا كان سوء النية يشير بالفعل إلى هذا الكذب على الذات، الذي يحاول به الوعي الهروب من حريته وقلقه، فإن الروح الجادة يمكن كذلك أن "تحولنا إلى حجر".
(بتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعزيز دور المرأة في الجامعة مطلب عالمي
- هل تعد مهاجمة شبكة الكهرباء الأوكرانية جريمة حرب؟
- نداء إلى الرأي العام الوطني وكل المعنيين بالدفاع عن المال ال ...
- سؤال حارق حول الاهتمام بحركة الجسد وتهميش حركة الفكر
- فلسفة اللغة
- المسألة الدينية محور لمناظرة بين ريجيس دوبري ورونيه جيرار
- لندن: استدعاء سفير الصين بعد توقيف صحافي تابع لبي بي سي
- ميتافيزيقا أرسطو طاليس في سطور
- تغير المناخ: كيف نؤدي ثمنه من رئاتنا؟
- الجبهة الاجتماعية المغربية تدعو إلى مسيرة احتجاجية حاشدة يوم ...
- تطور مفهوم التثاقف عبر الانتقال من الأنثربولوجيا إلى التاريخ
- الكتب الأكثر -خطورة- ومدعاة لحظر قراءتها
- الكتب الأكثر خطورة ومدعاة لحظر قراءتها (،الجزء الثالث)
- الكتب الأكثر خطورة ومدعاة لحظر قراءتها (الجزء الثاني)
- الكتب الأكثر خطورة ومدعاة لحظر قراءتها (الجزء الأول)
- الإنترنت وثقافة التفاهة
- المغرب: اعتقال النقيب محمد زيان يفجر غضبا إزاء سياسة نظام ال ...
- حقوق المرأة المغربية بين الأمس واليوم
- مشروع الأنوار كما رآه تزفتان تودوروف
- رسالة مفتوحة إلى جلالة الملك محمد السادس بصفته رئيسا للمجلس ...


المزيد.....




- تحديث مباشر.. دخول الصراع يومه التاسع وترامب: إسرائيل لا يمك ...
- على وقع الضربات المتبادلة مع إسرائيل.. زلزال في شمال إيران
- -فتاح 2-: الصاروخ الإيراني الذي يصل إلى تل أبيب في أقل من 5 ...
- الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لخيام تؤوي نازحين غرب مدينة غزة ...
- شاهد.. أفضل ضربة قاضية هذا العام
- هل ستقبل إيران بما يطرح على طاولة الأوروبيين؟ وما موقف إسرائ ...
- ترامب يكشف سبب -صعوبة- مطالبة إسرائيل بوقف ضرباتها على إيران ...
- تظاهرة في ماليزيا دعماً لإيران وفلسطين ورفضاً للدعم الأميركي ...
- مظاهرات حاشدة في بغداد دعمًا لإيران ورفضًا للحرب


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - فلسفة جان،-بول سارتر (الجزء الأول،)