أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - سؤال حارق حول الاهتمام بحركة الجسد وتهميش حركة الفكر














المزيد.....

سؤال حارق حول الاهتمام بحركة الجسد وتهميش حركة الفكر


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7449 - 2022 / 12 / 1 - 14:44
المحور: الادب والفن
    


خذوا مارادونا، ميسي، رونالدو، وكل ابطالكم ونجومكم، واتركوا لنا سقراط، تلميذه أفلاطون، نيتشه المشاغب، دريدا ودولوز.. يا لها من مفارقة! الطيور على أشكالها تقع.. نحن قلة وأنتم الأغلبية الساحقة.. اتركوا لنا معلمينا ليعلمونا ما معنى أن تكون إنسانا، ليعلمونا كيف ننتشل أنفسنا من طبيعة البشر لننغمس في ثقافة الإنسان..
بمحرد ما نشرت هذه الأسطر القليلة على منصة فيسبوك الرقمية حتى رد علي أحد الأصدقاء معلقا بما يلي:
"الحياة تتسع لكل المبدعين سواء في العلوم والتكنولوجيا والفلسفة والادب وكذلك في الرياضة والفن. من يحب الحياة يحب الابداع والنجاح بكل ألوانه وأشكاله."
راغبا في تطوير النقاش، طرحت عليه هذا السؤال:
لماذا يعطى لحركة الجسد كل هذا الاهتمام ويصرف عليها بسخاء بينما أغلب البشر السادرين في اللعب والعبث لا يستيقظون من سباتهم؟ وكيف يصحون وهم عن حركة الفكر غافلون؟ إنها العولمة، يجيب محاوري الذي أضاف قائلا:
"لاحظ معي ان اغلبية الآباء بالعالم أصبحوا يوجهون أبناءهم للشعب العلمية والتقنية، لإعدادهم لسوق الشغل، بدل توجيههم لشعب تنتج الأفكار والأدب. لقد ولى زمن السبعينيات."
ومن أجل دعم أطروحته، قال:
"لا أظن ان مصر ستنتج مستقبلا نجيب محفوظ أو المغرب سينتج عبد اللطيف اللعبي أو محمد عابد الجابري.بل حتى الأحزاب كان يسيرها متقفون وحكماء،انظر الآن.."
بخصوص الشق الأول من رده الأخير، خطرت ببالي فكرة عبرت عنها بهذه الكلمات:
هذا اختيار فاسد من أوله. لماذا؟ لأن دراسة العلوم بمعزل عن الفلسفة والأدب تحكم على كل من سار على هذا السبيل بالعقم وضيق الأفق..هذا هو النهج الذي سارت عليه الدولة المغربية في تكوين أساتذة العلوم والتقنيات حيث يتم التركيز على إمهارهم في إيصال موارد علمية للتلاميذ والطلبة دون تضمين المنهاج التكويني أو الأكاديمي مجزوءات ومصوغات خاصة بتاريخ العلوم ومقاربات الفلاسفة للممارسة العلمية عبر التاريخ..
وعندما أشار الصديق المشارك في هذا الحوار إلى أن المشكل ليس مطروحا فقط على المجتمعات المغاربية وحدها، بل على كل دول العالم، قلت له إن هناك فرقا كبيرا على هذا المستوى بين الغرب ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا..عندهم الحرية الأكاديمية مكفولة بالقانون وآفاق البحث العلمي مفتوحة بينما عندنا تكثر العراقيل والصعوبات أمام طلبة العلوم في ظل بيئة اجتماعية متخلفة وشح مقصود تجاه البحث العلمي المسدود الآفاق..
لحسن حظ هذا النقاش، دخل على خطه كاتب مغربي اسمه كنار على علم ليساهم بجواب عن سؤالي المنطلق بتعليق مفعم بالفطنة والدلالة، حيث قال
"سؤال مثير.. ولكن جون ستيوارت ميل أجاب بطريقة ما بأنه يفضل أن يكون سقراط تعيسا على أن يكون خنزيرا سعيدا.. على اعتبار أن ذوي القدرات العقلية الدنيا يكتفون بأقل مجهود فكري.. بينما ذوو القدرات العليا لا يكتفون ببساطة العيش. هذا يعني أن الجسد لا يطلب الفكر! بل يطلب نتائج الفكر التي تضمن راحته فحسب. وعليه إذا لم يكن هناك فكر فهو يكتفي بما لديه."
وما أكد أن السؤال إياه مثير حقا هو إقدام صديقي الكاتب على إعطاء جواب إضافي اختار له شكل تدوينة مصورة هذا نصها:
"حركة الفكر هي حركة الإنسان بينما حركة الجسد هي حركة النوع! لذلك الإنسانية هي أفق دائم، وإلا ما كان الإنسان إشكالا معقدا.."
في محاولة للإجابة عن سؤالنا كتب صديق ثالث يقول:
"ربما لأن الجسد تحول من حامل للمعرفة ومنتج لها إلى سلعة وماكينة استهلاكية في مجتمع ينزع نحو إفراغ الإنسان من محتواه ومضمونه الإنساني."
وبما أن السؤال إياه كان بالنسبة لي هاجساً حقيقيا منذ وعيت بأن الاهتمام بالتفاهات انتشر على نطاق واسع، كتبت قبل أيام تدوينة على شكل "ستوري" أقول فيها:
من الناخية الفلسفية والأنثروبولوجية، نجد أن انعدام اهتمام المتعلمين، حتى لا نقول الأميين، بالخيرات الثقافية يعمق هموم المثقفين الطامحين لانتشال أمتهم من براثين التخلف ويولد فيهم الشعور باليتم وبالتيه في صحراء موحشة. وما يضاعف هموم المثقفين العضويين أهتمام قطاع واسع من الشعب بالتفاهات التي أصبحت بفضل اليوتوب مذرة للدخل وضامنة الشهرة والنجومية للتافهات والتافهين في زمن تغول السوق الرأسمالية وتفوقها في تنميط البشر وفق نمطها الذي يغلب كفة المظهر على كفة الحقيقة. هكذا يكون الاهتمام بالتفاهات جنونا يتيح للمصابين به النوم في العسل على حساب المغفلين الذين لا يقل ون عنهم جنونا، ويحكم بالتهميش والتفقير على المفكرين المتيقظين الذين همهم استبدال أوضاع بلادهم بأحسن منها، غير أنهم جميعهم في الهم شرق..



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة اللغة
- المسألة الدينية محور لمناظرة بين ريجيس دوبري ورونيه جيرار
- لندن: استدعاء سفير الصين بعد توقيف صحافي تابع لبي بي سي
- ميتافيزيقا أرسطو طاليس في سطور
- تغير المناخ: كيف نؤدي ثمنه من رئاتنا؟
- الجبهة الاجتماعية المغربية تدعو إلى مسيرة احتجاجية حاشدة يوم ...
- تطور مفهوم التثاقف عبر الانتقال من الأنثربولوجيا إلى التاريخ
- الكتب الأكثر -خطورة- ومدعاة لحظر قراءتها
- الكتب الأكثر خطورة ومدعاة لحظر قراءتها (،الجزء الثالث)
- الكتب الأكثر خطورة ومدعاة لحظر قراءتها (الجزء الثاني)
- الكتب الأكثر خطورة ومدعاة لحظر قراءتها (الجزء الأول)
- الإنترنت وثقافة التفاهة
- المغرب: اعتقال النقيب محمد زيان يفجر غضبا إزاء سياسة نظام ال ...
- حقوق المرأة المغربية بين الأمس واليوم
- مشروع الأنوار كما رآه تزفتان تودوروف
- رسالة مفتوحة إلى جلالة الملك محمد السادس بصفته رئيسا للمجلس ...
- فلسفة اللغة (الجزء الرابع)
- فلسفة اللغة (الجزء الثالث)
- فلسفة اللغة (الجزء الثاني)
- جاك دريدا وعبد الكبير الخطيبي تربطهما علاقة صداقة من نوع خاص


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - سؤال حارق حول الاهتمام بحركة الجسد وتهميش حركة الفكر