أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - عندما يكون المنحط قويا، تركيا وإيران مثالا















المزيد.....

عندما يكون المنحط قويا، تركيا وإيران مثالا


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7451 - 2022 / 12 / 3 - 08:03
المحور: القضية الكردية
    


جدلية القوة والضعف، من أبشع القوانين التي تفرض ذاتها رغم خطأها الكارثي على الإنسانية، حضارات دمرت، وأخرى أزيلت، وجيوش همجية سادت، وشعوب عانت الويلات على خلفيتها، الأمثلة لا حصر لها، كوردستان بحضاراتها وشعوبها من بين أكثر الجغرافيات في العالم التي عانت منها وذاقت مراراتها.
واليوم تركيا وإيران والقوى المتربصة بكوردستان، مخلفات الإمبراطوريات الفاسدة، من الأنظمة الأكثر تطبيقا لهذه المعادلة المرعبة، فهم وعلى مدى عقود طويلة، يستخدمون أبشع الأساليب للسيادة قبل أن يقدموا شيئا للحضارة، خلقوا قوى فرعية مآلها التدمير والقتل والعبث بالمنطقة، صرفوا عليهم المليارات، مقابل العدم من أجل تطوير ثقافات الشعوب والبناء الحضاري، وما تم على هذه الساحة تكاد لا ترى مقارنة بما صرف على قوى الشر والترهيب، وجل الغاية هي ديمومة سيادتهم العسكرية المتعارضة مع الأسس الحضارية، والديمقراطية.
وللحصول على غاياتهم، لا يتوانون من استخدام: القوة العسكرية لتعويم الخباثة السياسية، والقوة الاقتصادية الهائلة لإقناع القوى الكبرى بمنهجيتهم وإسناد سيادتهم، وقوة المال السائل على الدبلوماسية، فيتم سلب إرادة الشعوب، وتغييب قضايا المغلوبة على أمرها، وفي مقدمتهم قضية الشعب الكوردي.
وللأسف كلا القوتين، العسكرية والاقتصادية، شبه معدومتين لدى الحراك الكوردي، العسكرية تطعن قبل أن تتماسك، والثانية تنهب على مرأى من الكوردي الضعيف والعالم المستفيد منه. والغريب إن ثقافة الشعب الكوردي رغم ركائزها التاريخية العريقة نادرا ما وقفت على هذين البعدين لبناء المستقبل الأفضل، إلى درجة كثيرا ما تصرف هذه كجهالة في معرفة شروط الحياة والعيش، والأغرب أن بعض الأمثال الشعبية الدارجة حولها، رغم منهجيتها الخاطئة، لا تزال تنتشر بين الشعب؛ وتقال كحكم.
القوة لها لغة مختلفة صادمة صارمة، وشروط القوي عند الصراع والحوارات لها رنتها، تتجاوز حدود المنطق، وهي تنقل الحق من جهة إلى أخرى بدون عوائق، تبدل من أماكن الظالم والمظلوم، وتجعل من اعتداء المعتدي رحمة، ومن صرخات المعتدى عليه إزعاجا، ومن الحروب والتدمير حالات لا بد منها.
للقوي حجج وأسباب متعددة عند الاعتداء على الضعيف تقبل من القوى الكبرى مهما كانت ضحلة، أم حجج الضعيف وصرخاته لا تقرأ ولا ترى ولا تسمع، وإن ظهرت فتدرج كطلبات مخالفة للقوانين الدولية.
وللأسف، ومن المؤلم، أن لغة وشروط القوى الكوردية المشتتة، والتي تسمى جدلا بالقوى، دون أن تملك شروطها وسماتها، رغم أنها قضت تحت المسمى ذاته على الإرهاب بسند من القوى الحقيقية، لكنها ولعدميتها، على الأقل مقارنة بقوى المحتلين، بالكاد تفهم، خامدة، ومتطلباتها تغرف من المظلومية، مقابل نبرات الأنظمة التركية والإيرانية الصارخة، وطلباتهما الوقحة، من أمريكا وروسيا ودول التحالف، والتي تتجاوز المنطق، رغم اعتداءاتهما وجرائمهما بحق الشعب الكوردي. تتعالى لغتهما يوما بعد آخر على خلفية، التشتت الكوردي، ومن ثم تذبذب مواقف القوى المذكورة، والضامنة لحماية المنطقة، والمتقاطعة مصالحهم مع المحتلين الأقوياء، وعلى رأسهم أمريكا، وروسيا.
فلولا الجدلية المذكورة، وعلى خلفية ما قدمته القوى الكوردية، رغم ضعفها، من التضحيات والخدمات للعالم ولشعوب الدول الكبرى، لما رضخت أمريكا والناتو للمطالب التركية، وروسيا، وعلى مسافة ما أمريكا وأوروبا أيضا لإيران، وبالعكس لساندوا الشعب الكوردي، وبسوية مماثلة تقريبا لما يبدوه مع أوكرانيا، من عدم الحوار مع تركيا مثلما يفعلونها مع روسيا إلا بعد الانسحاب التام من أراضيها، إلى التعويض عن الدمار الذي أحدثته تركيا وإيران بجنوب وغربي كوردستان، والإقدام على إجراءات مشابه لما أقدمت عليه الإتحاد الأوروبي بتجميد الودائع الروسية لصرفها على إعادة بناء المدمر من البنية التحتية لأوكرانيا.
إسرائيل على سبيل المثال، رغم حقها التاريخي في ملكية أرضها والمعترفة بها نصوص الأديان السماوية الثلاث، كحق الكورد بوطنهم، لولا قوتها في عدة مجالات، لما تمكنت الصمود أمام ضراوة الهجوم والإعلام المكثف ضدها، وتعاضد عدة قوى في محاربتها، ولما تمكنت من مواجهة القوى العربية والإسلامية طوال سبعين سنة الماضية.
إسرائيل قوية بلغة السلاح والمال، رافقتها القوة الدبلوماسية؛ ودعمتها التطور في العلوم، وثبتتها تفضيل مصلحة الشعب على الإدارة، والديمقراطية على التفرد المطلق في الحكم، هذه القوى جذبت الدول الكبرى لإسنادها، ودعمها، أي أنها ملكت المعادلة ببعديها، القوة في يد وحق الضعيف في اليد الأخرى، لولا الأولى لما رأت الأعين ما يوجد في الطرف الأخر، ودونها لما كانت اليوم إسرائيل الحالية والتي تكاد أن تنافس الدول الأوروبية بتطورها وتقدمها وتكنولوجياتها، واختراعاتها، ودخولها الحضارة من أوسع أبوابها، ولما رضخ لهم أردوغان، رغم كل تبجحه بإسلامه، ومساندته الحق الفلسطيني، ودعمه لحماس.
نتحدث عن مثال واضح بغض النظر عن الخلافات العرقية والإشكاليات المرافقة لها، ولهذه مخرجاتها، وهي رغم كل تبجحها مع القضية الفلسطينية، لا تنسى ديمقراطيتها في الداخل الإسرائيلي، بعكس الأنظمة الدكتاتورية المحتلة لكوردستان.
ليتمكن الشعب الكوردي من إقناع العالم بعدالة قضيته، لا بد من تجميع إمكانياته لتكوين القوة اللازمة، وهذه تأتي مع إعادة النظر في كلية نضالنا، وتنقية ثقافتنا التي لوثتها الأنظمة المحتلة وعلى مدى قرون طويلة، وتصحيح تاريخنا المحرف، وتصليح أو ربما إعادة تركيبة البنية التي تأسست عليها حراكنا والمنهجية التي تستمر عليها، وتشذيب ما رسخ في ذهنية مجتمعنا، فعلى سبيل المثال منطق المعارضة، والنقد يجب أن تزيدنا قوة وتماسكا، لا أن تخلق جدلية القوي والضعيف بيننا، أي إلغاء الآخر، والعداء المطلق، والتآكل الداخل.
وفي الساحات الخارجية، يجب تعلم أساليب العلاقات، والدبلوماسية، ولبلوغ هذه، يجب على الإدارتين الكورديتين صرف جزء من الدخل الوطني على ممثلي الوطن والشعب في الخارج، وليس على شخصيات حزبية أنهكها الصراع الداخلي، لا بد أن يكون المعنيين على مستوى المسؤولية، ثقافة ومداركا، وحنكة دبلوماسية، ومؤمنين بالقضية، يملكون قدرة الاختلاط وإقناع الذين لهم قدرة التغيير في السياسة الخارجية لدولهم، وبالصحفيين الذين تصل أصواتهم إلى الجهات المعنية. يجب إقناع الدول الكبرى أن الأمة الكوردية تملك كل أمكانيات تكوين دولتها، وإدارتها، ومن إيقاف الاعتداءات البربرية على الشعب الكوردي كالجارية الأن على شرق وجنوب وغرب كوردستان.
لربما، حينها، سيسود السلام في المنطقة، ولن يحتاج الكورد إلى الثورات في الجبال، ولا التضحيات الجسام والدخول في حروب دموية مستمرة مع الأنظمة العنصرية.
لمعرفة مكامن القوة، لا بد من التركيز على نقاط التقاطع، والتخلي عن نفس الأساليب في مواجهة البعض، وعدم نقل النقد إلى خانة الكراهية، وتغيير ذهنية إن العدو هو الكوردي الأخر المخالف فكرا أو منهجية، لا بد من تقييم البعض بخلاف تقيم العدو الخارجي، ومن الغرابة وعلى هذه المنهجية يستمر القول التالي: ولكن الكوردي الآخر المخالف عدو داخلي، لا بد من اجتثاثه قبل مواجهة العدو الخارجي، وهو ما يؤدي إلى أضعاف البعض، أي البقاء ضمن الجدلية بوجهها الضعيف، ويظل الصوت الكوردي خافتا بدون صدى.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
1/12/2022م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب رفض بشار الأسد اللقاء بأردوغان
- أمريكا وروسيا وتركيا وجدلية انعدام الثقة
- لماذا لا ترد أمريكا على الجرائم التركية
- مصالح أمريكا تعارضت مع عقد مؤتمر المجلس الوطني الكوردي
- أين تتجه الإمبراطوريات الحالية
- أين تتجه الحضارة الحالية 1/2
- أيننا من النقد البناء؟
- العابثون في حراكنا الثقافي الكوردي
- الائتلاف الوطني السوري-التركي
- هل الإمبراطورية الأمريكية بحاجة إلى ظهور كوردستان
- عفرين أيقونة غربي كوردستان
- لماذا فشلت المخابرات المركزية الأمريكية في دمشق وانتصرت في غ ...
- لماذا خسرت ال سي أي أيه في دمشق وانتصرت في غربي كوردستان - ا ...
- فقط نحن الكورد
- تفضيل مناهج البعث على المناهج الكوردية
- كيف تعقدت القضية الكوردستانية؟
- محاضرتي ضمن فعاليات مجموعة ريبين
- الائتلاف الوطني السوري ودعاية الخروج من تركيا قبل رأس السنة
- متى ولماذا ظهرت الدول العربية؟
- البعد القومي لدى العلامة (محمد كرد علي)-الجزء الأخير


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - عندما يكون المنحط قويا، تركيا وإيران مثالا