أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كيف تعقدت القضية الكوردستانية؟















المزيد.....

كيف تعقدت القضية الكوردستانية؟


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7381 - 2022 / 9 / 24 - 10:59
المحور: القضية الكردية
    


تعقدت القضية الكوردستانية وتشعبت في العقود الأخيرة، لتأخذ منحنيات عدة، وتتجاوز البعدين القومي والمذهبي إلى المجالات السياسية والديموغرافية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وبعدما كانت قضية جزأين محتلين من قبل الإمبراطوريتين الشيعية والسنية، تحولت إلى قضية بين عدة دول إقليمية، متشابكة مصالحها مع مصالح الدول الكبرى التي قد تتعرض إلى ضربات في حال تقسيمها وتحرير وتوحيد أجزاء كوردستان. وأصبحت إحدى أهم المعضلات التي تواجه الحراك الكوردي التحرري، السؤال التالي: هل ستتخلى الدول الكبرى عن مصالحها مع الدول المحتلة، وستساهم أو ستغض الطرف عند محاولة تحرير كوردستان، أو ستقف في طريقها، أي هل ستتغير مصادر مصالحها أم لا؟ ومن خلال عدة محاولات، وآخرها عملية الاستفتاء، تبينت على إنها لا تزال ترجح مصالحها على بقاء كوردستان محتلة، والحراك الكوردي أضعف من أن تتمكن على تغيير المعادلة.
كما ويجب ألا ننسى إشكاليات علاقات الحركات الكوردية مع حركات الشعوب التي ترفع شعارات الأوطان الحديثة، والحقوق على مبدأ الأنظمة الديمقراطية، أو حقوق المواطنة وغيرها من الطروحات التي تعرضه بديلا عن الطرح الكوردستاني إن كانت على مستوى الفيدراليات أو حق تقرير المصير. أي أن الشعب الكوردي يقف اليوم أمام قضايا معقدة ومتشابكة وليست قضية واحدة كما كانت عليه قبل قرن من الزمن.
الإشكاليات المنوهة إليها تعد من إحدى أسباب عجز الحراك الكوردي في حمل القضية بتشعباتها والمتجاوزة قدراتها، وهو ما يؤدي إلى الخلافات المتصاعدة بين أطرافها والمؤدية إلى تفاقم ضعفها، وعلى أثر ما تواجهها إما إنها تتناسى عمليات البحث عن الحلول المنطقية والمعقدة، أو تدرك إنها دونها معرفة وإمكانيات، فتتعثر بتأنيب الضمير، أو تتجه إلى منطق إتهام البعض، وبالتالي يتعمق التآكل الداخلي، من استخدام التخوين إلى التهم الشخصية، وهذا ما يسهل للأعداء ديمومة الاحتلال وسهولة تعقيد القضية لتصبح فوق طاقة الشعب الكوردي وحراكه، فتوهم الدول الكبرى على أن الحراك الكوردي دون القدرة على حمل مسؤولية الشعب.
ظهرت القضية قبل قرابة ستة قرون، على بنية الخلاف المذهبي بين الإمبراطوريتين السنية والشيعية والتي أدت إلى تقسيم كوردستان، جغرافية وديموغرافيا، وتحولت مع المراحل إلى قضية قومية سخرتها الإمبراطوريتين لمصالحهما مثلما سخرا المذهبين لدعم أنظمتهما السياسية، فكان لابد من تعميق الصراع بين طرفي كوردستان ليتم على أسسها تمتين تبعية الشعب الكوردي مع المركز، ومن ثم إضعاف الانتماء إلى الإمارات الكوردية، كما وعملوا على تهميشهم وتجهليهم من البعد السياسي والثقافي، وسخروهما كمنبعين للتغذية العسكرية والاقتصادية.
تعمقت الجدلية وتشعبت جذور القضية بعد انهيارهما، وظهور الاستعمار الأوروبي، فتطلبت مصالحهما إعادة تقسيم كوردستان، ومع غياب قوى أو شخصية كوردستانية مركزية، بعكس ممثلي الشعب العربي والفارسي والتركي (وهو ما يعانيه الشعب الكوردي حتى اليوم) تحكمت القوى المختلفة بمصير الكورد ونقلوا القضية من الخلاف المذهبي إلى صراع بين الحركات التحررية الكوردية والأنظمة التي عرضت ذاتها مسؤولة عن الشعب الكوردي، في فترة كانت قد قضيت فيها على جميع الإمارات الكوردية، وغيبت الشخصية القابلة أن تمثل كلية كوردستان، والذين ظهروا في المواجهة كان تمثيلهم لا يتجاوز مناطقهم أو جغرافية قبيلتهم وربما قبيلة مجاورة، أو مشيخة دينية، كما وأن مطالبهم لم تكن على مستوى كلية كوردستان.
وبالتالي لم تجد الدول الاستعمارية أية مصلحة لها بالتعامل مع القضية على منهجية كوردستان موحدة، فرجحوا تجزئتها بين بعضهم، ليظهر التقسيم الجديد، وكانت بداية تعقيد القضية، وتحويلها من مجرد خلاف مذهبي، إلى صراعات سياسية ومذهبية، وثقافية، وديموغرافية، واقتصادية. منها داخلية كوردستانية، ومنها إقليمية ربطت مع الأبعاد القومية، وفيما بعد قامت الأنظمة المحتلة بترجيح الوطن الافتراضي على كوردستان، لتعميق وتوسيع الإشكاليات وتعقيد القضية قدر المستطاع.
بريطانيا وفرنسا الدولتين الأكثر معنية بالأمر، بعدما كانت الإمبراطوريتان، الأخيرة ربما ظهرت بشكل عفوي، بعكس الأولى القادمة إلى المنطقة بتخطيط مسبق، ودراسات إستراتيجية، واطلاع على تاريخ ومطامح الشعب الكوردي أو قياداتهم. المفاهيم والتجارب التي أورثوها للأنظمة التي حلت مكانهم بعد الاستقلال.
في الواقع الحالي، ومع ضعف الحراك الكارثي، والذي له دور فيما آلت إليه القضية من التشعبات والتعقيدات، إن كان على خلفية التآكل الداخلي والذي للقوى المحتلة الدور الأكبر فيه، أو على خلفية الجهالة التي فرضتها القوى المهيمنة على الحراك والمنطقة، أصبحت حل القضايا أكثر صعوبة، فهي ورغم ظهور الأبواب المتعددة الممكنة استخدامها للتحرر، لا تزال تتمسك بالقناعات المبنية على السذاجة الماضية، مستخدما المنهجية ذاتها، مبرراً الخلافات والأخطاء وعدم القدرة على إيجاد الحلول بحجج مقنعة للذات، ومدمرة لقادم الأمة، قبل إقناع الشعب، ولا شك جلها من نتائج الأساليب الخبيثة التي استخدمتها الأنظمة المحتلة لكوردستان، والثقافة التي غرزتها بين المجتمع.
وعلى خلفية تلك البنية؛ لا ينتبه الحراك، أن من أسباب معارضة القوى المحتلة لكوردستان للنظام الفيدرالي، أو لمطلب حق تقرير المصير تحت غطاء عدم تلائمه مع الوطن الافتراضي، نابع من الرهبة لما قد يأتي بعده، فالصور النمطية المركبة حول الكورد وعلى أن جميع مطالبهم تتجه إلى هدف واحد وهو تحرير وتوحيد كوردستان، لذلك يعتبرون أي طرح من الجانب الكوردي، بداية الطريق نحو كوردستان مستقلة، وهو في منطقهم تقسيم لدولهم؛ لا تحرير لجغرافية جزأت على خلفية مصالح بريطانيا وفرنسا، ولهذا فطروحاتهم البديلة، حتى من قبل القوى الوطنية والحركات الثقافية-السياسية الديمقراطية مبنية على الذهنية الشكوكية عن الكورد. وبما أن معارضتهم للقضية الكوردستانية، بشكل مباشر يعرضهم للمسائلة الضميرية أو الإنسانية، يبحثون عن إيجاد مخارج حديثة؛ كعرض دولة المواطنة، وهي أخر اختراعات المعارضة السورية لمواجهة الحراك الكوردي المطالب بالنظام الفيدرالي.
ومن المؤلم القول، أن الحراك الكوردي يقف اليوم أمام كم هائل من القضايا المعقدة، وقضية التحرير ليست سوى أخرها، حتى ولو كانت الرئيسة، وبدون دراستها بدراية سيزداد تيها وضياعا، وكلما تفاقمت الخلافات الداخلية ازدادت إشكاليات القضية وصعبت دروب الحل، وقد تصل إلى حد اللاعودة، لذلك لا بد من البحث في:
1- أسباب تفاقم التآكل الداخلي، ودور الأعداء فيه، قبل اتهام البعض.
2- إيجاد الحلول لإحداث تغيير جذري في الحراك، بحيث تخرج بإمكانيات عصرية تكون على مستوى مواجهة القضايا المعقدة، وإدراك مؤامرات القوى الإقليمية والمصالح الدولية.
3- القضية الكوردستانية، مع أو قبل قضايا أجزاء كوردستان ضمن الأوطان الافتراضية.
4- كيفية عقد حوارات متواصلة، حول القضايا العديدة المعقدة والتي تشعبت مع الزمن بعد مرحلة الاستعمار الذي رسخ التقسيم الجاري، ولوضع مشروع كوردي وكوردستاني واضح للقوى الدولية.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
23/9/2022م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاضرتي ضمن فعاليات مجموعة ريبين
- الائتلاف الوطني السوري ودعاية الخروج من تركيا قبل رأس السنة
- متى ولماذا ظهرت الدول العربية؟
- البعد القومي لدى العلامة (محمد كرد علي)-الجزء الأخير
- البعد القومي لدى العلامة (محمد كرد علي ) -3
- البعد القومي لدى العلامة (محمد كرد علي) 2/3
- البعد القومي لدى العلامة (محمد كرد علي)1/3
- من غياب المصداقية إلى التحريف الممنهج لتاريخ الكورد في الجزي ...
- من غياب المصداقية إلى التحريف الممنهج لتاريخ الكورد في الجزي ...
- من غياب المصداقية إلى التحريف الممنهج لتاريخ الكورد في الجزي ...
- من غياب المصداقية إلى التحريف الممنهج لتاريخ الكورد في الجزي ...
- من غياب المصداقية إلى التحريف الممنهج لتاريخ الشعب الكوردي ف ...
- من غياب المصداقية إلى التحريف الممنهج لتاريخ الشعب الكوردي م ...
- لا يزال الأمل قوي بكيان كوردستاني
- من هم الذين يقصفون الأراضي التركية من أطراف القرى الكوردية ح ...
- للتاريخ
- ماذا يقول قراء الفيس بوك لحراكنا الكوردي
- ما الذي دفع بأردوغان المسلم ليكفر
- لا جريمة بدون إرادة إلّهية
- المخفي من زيارة جو بايدن - 3


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كيف تعقدت القضية الكوردستانية؟