أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ما الذي دفع بأردوغان المسلم ليكفر















المزيد.....

ما الذي دفع بأردوغان المسلم ليكفر


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7320 - 2022 / 7 / 25 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


درجت الدعاية وإن كانت تهم من المعارضة، على أن هدف أردوغان؛ وقبله قادة التيارات الإسلامية التركية، القضاء على التركية الكمالية، ترسخت التهمة بعدما رافقتها أكوام من التحليلات والإثباتات، والتأويلات، لتصبح شبه حقيقة، وتوضحت عندما كثف أردوغان محاربته للدولة الخفية ومعها أرغنكون، وبعدها عمل على هدم المنهجية المبنية عليها تركيا، من الدستور إلى التوجه الغربي العلماني، وإعادتها إلى الحضن الإسلامي، وجعلها دولة ذات مرجعية عثمانية المحتوى تركية اللباس، والطموحات لم تكن في نقل تركيا إلى السويات الحضارية الثقافية، بقدر ما كان إعادة حلم السلطنة العثمانية السنية، على غرار منهجية إيران الخمينية وحيث الدولة الجامعة للأمة الشيعية، ولربما هو رد فعل على خلفيته العرقية، فيتماهى مع البعد العثماني السني وليس التركي الطوراني، فكما هو معروف أردوغان لا ينتمي إلى العرق التركي، بل يقال أنه من أحد شعوب قفقاسيا، والبعض يذكر على أنه من غجر تركيا.
يؤكد على المقال، مخططاته التوسعية، تحت حجج متنوعة، وإثارة المسائل الثانوية للتغطية على الإستراتيجية الحديثة، والتي تم وضع محاربة الكورد، والقضية الكوردستانية في مقدمة حروبه الإقليمية، مقنعا حاشيته على أن مطالب الحراك الكوردي، والتي يحصرها بحزب العمال الكوردستاني أهم عائق لبلوغ الهدف، علما أنه يحارب حزب الشعوب الديمقراطي، وغيره التي له منهم رهبة.
من إحدى أهم أسباب إقدامه على التصالح مع العمال الكوردستاني، كانت لتقوية منهجيته الإسلامية السنية، إي إعادة بناء الدولة يشترك فيها كل الشعوب، لإنجاح مشروعه الإستراتيجي، وهو ما دفع به إلى نشر منطق صفر مشاكل، وتراجعه عنها فيما بعد كانت لأسباب ذاتية قبل أن تكون موضوعية، واعتبر زمن التراجع عن حل القضية الكوردية، مرحلة ظهور الخلافات ضمن حزبه على طموحاته العثمانية، وبسببها وإلى جانب غيرها من القضايا تخلى عنه أقرب أصدقائه في الحزب، وكانت بداية ملامح التباطؤ ومن ثم وبعد سنوات بدأ التراجع، ليس فقط في هيمنة الحزب بل والدعم الدولي والعالم الرأسمالي لتركيا الأردوغانية المنتقلة من منهجية الإسلام السني الليبرالي إلى الراديكالي. ولا شك لا يمكن هنا تناسي سذاجة قيادة حزب العمال الكوردستاني أو وربما على خلفية إملاءات خارجية، في الانتقال المفاجئ من التقارب إلى العداوة بدل من محاولة رأب الصدع وعدم التخلي عن المحاولات السياسية، والذي كان بإمكانهم التعامل مع حزب العدالة والتنمية في الانتخابات على الأقل، وهو الذي بدأ يحتاج إلى حليف، بعد ابتعاد الأحزاب الكوردية، فأتجه إلى التحالف مع المتطرفين، وبالمقابل تحالف الشعوب الديمقراطي مع حزب قومي متطرف مماثل.
ومع مرور السنوات، وتصاعد مكانة تركيا، وزيادة ثقة أردوغان بذاته وحزبه، عمل على احتضان المنظمات التكفيرية الإرهابية واستخدامهم لبلوغ العديد من أهدافه، ومنها محاربة الحراك الكوردي، وفي مقدمتها الإدارة الذاتية في جنوب كوردستان، إلى أن أصبح البعض من المحللين الغربيين يصفونه بعراب داعش والنصرة، وكيف استخدمهم بالتدخل في بعض الحسابات الدولية، إلى جانب المنظمات الأخرى التي أنتجها تحت تسميات عثمانية.
وعلى هذه المنهجية والتعامل مع العالم الإسلامي غير الراضخ لتوصيفه لذاته على أنه يترأس العالم الإسلامي السني، وعلى أثرها استضاف مؤتمر القمة الإسلامي لمنظمة التعاون الإسلامي في استانبول، لا ليخدم الإسلام، بل ليخدم العالم الإسلامي رغباته وأهدافه، وتبين ذلك عندما أرضخ (القرضاوي- رئيس المنظمة) على إصدار الفتوى في شرعية تركيا لمحاربة العمال الكوردستاني، وأتهمها بالإرهاب، وبها ليس فقط دفع برئيس المنظمة ليخالف الشرع الإسلامي، والسقوط في هوة التكفير، بل وجهه نحو التكفير، فكفره وكفر ذاته بتسخير الشرع بدون سند نصي لنزعاته الإنسانية، والتي على هداها حلل قتل المسلمين المطالبين بحقوق قومية إنسانية، وهو كفر بسند من الحديث الشريف (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ..) فالذين قتلوهم أو من سيقتلهم لا حقا على منهجية الفتوى، إن كانوا من الكورد أو المعارضة التركية مؤمنون ومعظمهم مسلمون سنة، وعلى خلفية التوسع في جرائمه المسنودة بالفتوى الدينية للتغطية على الطموح السياسي، أوصله إلى التهور إلى أن بلغ به ما فعله بحق زوار مصيف زاخو، وحيث القتل المتعمد، راح ضحيتها أطفال وشباب ونساء مسلمون أبرياء، تحت سقف محاربة العمال الكوردستاني التي أفتى بها رئيس المنظمة الإسلامية، ومثل هذه الجريمة تتكرر بشكل أسبوعي في جنوب وغربي كوردستان.
نحن هنا لا نحاكم الأعداء على خلفيات المظلومية، فجرائم الدولة التركية ممنهجة إن كانت تحت سلطة أردوغان أو من سبقه أو ربما من سيلحقه، وطلب العدالة والإنصاف منهم أو من أي عدو، جهالة سياسية، وتثبيت لمنطق السيد والموالي، وهي تعمية للشعب وإقناعه لقبول التبعية.
منطق المظلومية، إن كان على المنطق الإنساني أو بسند من النص الإلهي، لن توقف شنائع أردوغان وحكومته، خاصة في هذه المرحلة، فبعدما كان ينجح في معظم اعتداءاته ومخططاته السابقة، بدأت الصعوبات تعترضه داخليا ودوليا، وتؤثر بشكل جلي على قادمه وقادم تركيا، الدولة الثامنة عشرة عالميا، لذا على الأرجح سيصعد من إرهاب الدولة التركية ضد المناطق الكوردية وما يجاورها، والجريمة البشعة بحق المدنيين العزل في مصيف زاخو في الإقليم الكوردستاني الفيدرالي هي البداية، ولا يستبعد أن تتوسع في المستقبل وتصبح أكثر شراسة.
من المعروف؛ بعد كل اقتراب لموعد الانتخابات، يتم إثارة الشارع التركي، بجريمة ضد الشعب الكوردي، تحت منطق حماية تركيا من الإرهاب، لكنه في هذه المرحلة وعلى خلفية عدم قدرته على إنجاح أي مشروع جديد يستلب بها رأي الشعب، وفشله الأخير في قمة طهران، بعدم الحصول على الموافقة الإيرانية-الروسية لتنفيذ مخططه الرابع بالهجوم على غربي كوردستان، قد يقدم على جرائم مماثلة لجريمة مصيف زاخو، مستخدما التلاعب السياسي، الجريمة مع التبرئة ، أو الصمت كما فعلها أردوغان حول ما تم في المصيف، وهو الأكثر تشدقا بتصريحاته في مثل هذه الحالات.
معظم المحللين السياسيين يعيدون خلفية هذا الفعل، الذي يدرج ضمن خانة القتل العمد للمسلمين، وفاعلها مصيره الجهنم، ولا يدخلها إلا الذين كفروا، كمحاولة لديمومة الفوضى في المنطقة، بعد:
1- نتائج قمة طهران وحيث الرفض الإيراني -الروسي لمخططه التوسعي.
2- عرقلة الكونغرس الأمريكي لصفقة طائرات ف-16 التي وعده بها الرئيس جو بايدن.
فتبرئة الذات واتهام الضحية، مستخدما أسلوب بشار الأسد المجرم، مع محاولة إتهام العمال الكوردستاني، ومن إتهام الـ ب ي د وقوى الإدارة الذاتية بالتنسيق مع العمال الكوردستاني، للحصول على موافقة الدول المعنية باجتياح مناطق طموحه العثماني والتي لا زالت تلاقي الممانعة، يزيد من احتمالية تسخير أدواته من المنظمات التكفيرية لخلق الفوضى.
لكن معظم القوى المعنية بالقضية أدانوا قتل زوار كوردستان الأبرياء، مع إتهام مباشر لتركيا، ويعتبرونها رد فعل طائش، الغاية منها إلى جانب ما نوهنا إليه:
1- تعميق الخلاف بين حكومة الإقليم، وبشكل خاص الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب العمال الكوردستاني.
2- تخويف الناس من مصايف كوردستان، وبالتالي ضرب قطاع السياحة فيها، وتحويل وجهتهم إلى مصيافها، بعد التضخم الحاد في اقتصاده، وتدهور عملته.
لذا على حكومة الإقليم، حض بغداد لنقل القضية إلى مجلس الأمن، وهو ما تم كما ذكر، لذلك عليهم دعمها، تحت سقف الاعتداء على سيادتها ومواطنيها، والتحرك الدبلوماسي لإقناع أمريكا للتنديد بالجريمة. والأهم هو التركيز على إقناع حكومة بغداد للمطالبة بإخراج القواعد التركية من جغرافية جنوب كوردستان.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
21/7/2022م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا جريمة بدون إرادة إلّهية
- المخفي من زيارة جو بايدن - 3
- المخفي من زيارة جو بايدن- 2
- المخفي من زيارة جو بايدن-1
- حلم اتفاقية دولية بمقام كوردستان
- سوريا تموت
- من جعل الحراك الكوردي أداة رخيصة - 2/2
- من جعل الحراك الكوردي أداة رخيصة 1/2
- كيف نحن الكورد نعالج قضايانا
- هل مصالح الناتو تفرض عليها معاداة القضية الكوردية؟
- غربي كوردستان حاضر مؤلم ومستقبل غامض
- هل تأجل أم ألغي الاجتياح التركي لغربي كوردستان
- هل ستتراجع تركيا عن اجتياح غربي كوردستان - الجزء الثاني
- هل ستتراجع تركيا عن اجتياح غربي كوردستان - الجزء الأول
- مواقف قادة االعالم الإسلامي من القضية الكوردية
- هل ستوحد تركيا جزأي كوردستان - 2/2
- هل ستوحد تركيا غرب وشمال كوردستان- 1/2
- المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال ...
- أغرب حدثين في هذا الإسبوع
- المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال ...


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ما الذي دفع بأردوغان المسلم ليكفر