|
المخفي من زيارة جو بايدن-1
محمود عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7313 - 2022 / 7 / 18 - 10:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
معظم رؤساء أمريكا يدمغون الشرق الأوسط، عادة يعتبرونها زيارة تاريخية، تسبقها وتلحقها ضجة إعلامية، يحركون قضايا عديدة، إقليمية وعالمية، لتكون على مستوى الهيمنة الأمريكية كإمبراطورية عالمية، فعلها كلينتون وبوش وأوباما وترمب، واليوم سار على خطاهم جو بايدن، وفي كل مرة يتم الحوار على القضية الإسرائيلية -الفلسطينية كأحد المنعطفات المهمة، لكن في الواقع، لكل زيارة مهامها التكتيكية والإستراتيجية، والتي تختلف عما يتم الإعلان عنه، وما تنشر في بياناتهم الختامية. إحدى وعشرون نقطة تضمنتها بيان مؤتمر جدة الختامي، جميعها مواقف روتينية؛ وكأنها صادرة عن مؤتمر القمة العربية، وليس من مؤتمر ترأسها رئيس الإمبراطورية الأمريكية، للتغطية على ما عقدت من أجله والتي ستكون إحدى ركائز الإستراتيجية الأمريكية حول المنطقة والعالم للمرحلة القادمة، وما قيل ضمن قاعة المؤتمر من قبل الرؤساء العرب، وصدرت على أسسه البيان؛ ليس بأكثر من ترضية إعلامية، أو بالأحرى توهيم الدول لشعوبها، أو بلغة دبلوماسية؛ سياسة الأنظمة مع رعاياها. مصالح أمريكا تتجاوز رغباتهم وما وردت في كلماتهم الروتينية العربية، والتي تركز على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومواجهة التمدد الإيراني-الشيعي. فهي تهدف إلى اتجاهين: آني، متعلق بالطاقة، والصراع الأوكراني-الروسي، وإظهار أمريكا على أنها الإمبراطورية التي لا يمكن تجاوزها بأية قضية. وعلى المدى الطويل، وهو الأهم، الصراع مع الإمبراطورية الصينية الصاعدة، ومحاولة ترسيخ الحلف الأمريكي في العالم، ومن المعروف أن الشرق الأوسط إحدى المناطق الرئيسة بالنسبة لمخططات التمدد الصيني التجاري-الاقتصادي، فهي إحدى أغنى مناطق العالم، وأكثرها اضطرابا، وسهولة في التغلغل. ففي البعد الأول تم الحديث: 1- عن قضايا جميع دول المنطقة، بدءً من اليمن، والعراق، وسوريا ولبنان، وليبيا، والسودان، وسد النهضة الأثيوبية، إلى البعد الإسلامي، تطرقوا إلى القضية الأفغانية، وإشكاليات الإرهاب، وعرضوا حلول نظرية للجميع، والتطبيق سيظل بذمة الزمن القادم، خاصة ومعظمها، إن لم يكن جلها قضايا تتجاوز قدرة الدول المعنية، وأحيانا قدرة الدول الكبرى ذاتها، لكن بعضها ربما تحتاج إلى الأموال الخليجية، فكم سيكون كرمهم بالدعم، أو ما سيفرض عليهم دفعها تحت منطق المساعدات، كلبنان وسوريا والسودان، التي لن تتجاوز المساعدات الإنسانية، مادام النظام والمعارضة التكفيرية قائمتين في بعض الجغرافيات، وغيرها من الإشكاليات لم تكن بأكثر من متطلبات الواجب البحث فيها، كما هي العادة في مثل هذه المؤتمرات السياسية، أي تبيان موقفهم من قضايا المنطقة. 2- تم الحوار على بناء ما يشبه الناتو العربي-الإسرائيلي-الأمريكي، تحت مفهوم مواجهة التهديد الإيراني وأدواتها والمد الشيعي في المنطقة، والحلف المزمع، ربما القول أنه كان مجرد حديث عابر، ومفهوم غير قابل للتطبيق في هذه المرحلة، رغم أهميتها بالنسبة لدول الخليج الغنية والمحاطة بخطر دائم، لذلك قد يبدأ به بعد مرحلة تعميق مسيرة التطبيع، وإدراج جميع الدول المعنية، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، إلى ساحة التطبيع، وإيجاد حل مبدأي عملي منطقي للقضية الفلسطينية-الإسرائيلية بعيداً عن الصراع الديني والصورة النمطية الشاذة والمترسخة طوال القرون الماضية. 3- القضية الإسرائيلية-الفلسطينية أكثر من واضحة لديها، مع ذلك يتم ترديد المخطط الأمريكي، وهو بناء الدولتين، مرفقة بشروط مسبقة في حال البدء بالتطبيق، كما وأن إشكالية المستوطنات، وقدس العاصمة، بنود تجاوزتها اللجان الأمريكية، ودعمها لإسرائيل حتى ولو جاءت على أشكال مختلفة تظل في جوهرها هي ذاتها، ورحلة بادين منها دلالة على عدم تغيير الموقف المعروف، وما ورد في خطابات البعض من الرؤساء في المؤتمر كان روتين لموقف سياسي عربي أمام القضية، والتي أصبحت المقياس ما بين الوطنية والخيانة، الإيمان بالإسلام وعدمه، وهو المفهوم الذي تم ترويجه بين المجتمع الإسلامي منذ نشوئه، أي محاربة اليهودية، واليوم يتم تحت منطق الصهيونية، علما أن النص الإسلامي وسابقيه من النصوص تثبت أحقية اليهود في إسرائيل، ويذكرنا القرآن الكريم على أن نبي الله (سليمان عليه السلام) ضم سبأ (بلقيس) إلى مملكته، وبالإمكان على أسسه، حل القضية، بإيجاد الدولتين، فيما لو تم إعادة النظر في المفهوم المطعون فيه. وفي الحقيقة أبعاد الزيارة وعقد المؤتمر الموسع تتجاوز المذكور، وهو على نقيض إستراتيجية زيارة ترمب الذي قدم إلى المنطقة من مركز القوة، فارضا شروطه لمصلحة أمريكا الحاضرة وشركاتها، مرغما دول الخليج وعلى رأسهم السعودية على عقد صفقات تجارية عسكرية تتجاوز عقدين من الزمن كلفتهم أكثر من نصف تريليون دولار، مع حفاوة غير عادية، أما هذا التجمع والذي حصر في العلن ضمن البروتوكولات الرسمية، ليتم التركيز على: 1- الطاقة، والأزمة العالمية، وهنا سنحصرها في النفط والذي نسبته تتجاوز 31 % حتى اليوم من مزيج الطاقة العالمي، المتفاقمة في الدول الصناعية وعلى رأسها أوروبا قبل أمريكا، وزيادة الأسعار، والتضخم المتصاعد والذي يتجاوز 20 % وفي بعض القطاعات أكثر، خاصة في قطاع الوقود والذي تضاعف خلال الستة أشهر الأخيرة، ومعها أسعار البيوت والسيارات والكهرباء، وهي المواد الأكثر تأثيرا على المجتمعين الأوروبي والأمريكي، إلى أن أصبح الحديث اليومي للشارع الأمريكي ، وضمن قاعات الكونغرس وأروقة البيت الأبيض، والمؤثرة بشكل صارخ على حاضر إدارة جو بايدن، وقادم الحزب الديمقراطي، واحتمال ترجيح الميزان السياسي الانتخابي لصالح الجمهوريين، وهو ما يدفع جو بايدن الحث على تأمين حاجة أوروبا قبل أمريكا، لتعويض النقص الحاصل بعد الحرب التي تخوضها مع أوكرانيا ضد روسيا، وهي من إحدى خلفيات زيارته المطمورة بين السطور إلى المنطقة الغنية بالطاقة. يتبع...
د. محمود عباس الولايات المتحدة الأمريكية 16/7/2022م
#محمود_عباس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلم اتفاقية دولية بمقام كوردستان
-
سوريا تموت
-
من جعل الحراك الكوردي أداة رخيصة - 2/2
-
من جعل الحراك الكوردي أداة رخيصة 1/2
-
كيف نحن الكورد نعالج قضايانا
-
هل مصالح الناتو تفرض عليها معاداة القضية الكوردية؟
-
غربي كوردستان حاضر مؤلم ومستقبل غامض
-
هل تأجل أم ألغي الاجتياح التركي لغربي كوردستان
-
هل ستتراجع تركيا عن اجتياح غربي كوردستان - الجزء الثاني
-
هل ستتراجع تركيا عن اجتياح غربي كوردستان - الجزء الأول
-
مواقف قادة االعالم الإسلامي من القضية الكوردية
-
هل ستوحد تركيا جزأي كوردستان - 2/2
-
هل ستوحد تركيا غرب وشمال كوردستان- 1/2
-
المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال
...
-
أغرب حدثين في هذا الإسبوع
-
المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال
...
-
من قتل شيرين نصري أنطوان
-
عودة الكاتب عباس عباس إلى الوطن
-
المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال
...
-
ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الخامس
المزيد.....
-
تحذير -أسود- من هطول أمطار غزيرة.. هونغ كونغ تتعرض لموجة جدي
...
-
بأسماء جديدة تماما.. الإعلان عن أعضاء لجنة تحكيم الموسم الجد
...
-
رأي.. عمر حرقوص يكتب: نتنياهو.. -إسرائيل الكبرى- بأهداف متعد
...
-
الاستيطان الإسرائيلي: هل تسعى إسرائيل إلى منع إمكانية إقامة
...
-
باريس سان جيرمان بطل السوبر الأوروبي.. كيف قلب النتيجة ضد تو
...
-
الشرطة المصرية تقبض على شبان طاردوا فتيات بسياراتهم وتسببوا
...
-
غضب عربي وإسلامي من حديث نتنياهو عن -إسرائيل الكبرى-
-
بين مشيد ومنتقد... جدل واسع في المغرب حول قانون مجلس الصحافة
...
-
-الناس يموتون من الجوع-... أحد سكان شمال دارفور في السودان ي
...
-
الحكومة السورية ترحّب بنتائج التحقيق الدولي في أحداث الساحل
...
المزيد.....
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|