أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عباس - من قتل شيرين نصري أنطوان














المزيد.....

من قتل شيرين نصري أنطوان


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7250 - 2022 / 5 / 16 - 21:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


الصحفية الفلسطينية – الأمريكية، مراسلة الجزيرة، شيرين نصري أنطوان أبو عاقله، المسيحية، الأرامية، الفلسطينية، المتحدثة باللغة العربية؟
قتلها المسلمون الذين رفضوا الترحم عليها، قتلتها حركة حماس مرتين، مرة بالتماطل مع مشايخ التكفير دون الرد، ومرة بجعلها وأمثالها حطب الصراع على حساب الدم الفلسطيني. قتلتها الحكومة الفلسطينية، وأئمة ولاية الفقيه، ودولة قطر، وحكومة أردوغان، وحلفاهم المتاجرين بالقضية الفلسطينية. قتلها الذين فضلوا النفاق الديني على نضالها الوطني الذي دام قرابة 25 عاماً.
لم يقتلها اليهود، بل قتلتها الأنظمة الفاسدة والإستبدادية، وفي مقدمتهم العربية التي تاجرت بالقضية، ورفضت الحلول، لمصالح ذاتية. سفكت دمها؛ قناة الجزيرة التي كانت وراء غليان الساحات لتجلب لهم الخبر المثير عربيا وعالميا، وتستخدم القضية كصفقة في سوق العهر السياسي والديني. قتلتها القيادات الفلسطينية، الباحثة عن مصالح شريحة سياسية، والشهرة، لا عن قادم مشرق للشعب المعاني من الويلات والكوارث. قتلها ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية وبعض الإسلامية.
أصبحت قربان على مذابح: الحركات الفلسطينية التي تخدم القوى الإسلامية الراديكالية الإقليمية قبل قضيتهم. والأنظمة العربية التي لم تبحث يوما عن الحلول بقدر ما نبشت في الشعارات الصارخة، لبيع الوطنيات على شعوبها.
في الوقت الذي كانت تقدم لها الديمقراطية الإسرائيلية البيئة الملائمة لنقل المعلومات من ساحاتها الساخنة، والتي تفتقدها جميع الدول العربية، ويحلم صحفيو الدول العربية والإسلامية الإقليمية بلحظة من اللحظات التي كانت تحصل عليها شيرين في ساحات وشوارع إسرائيل الساخنة، كانت الدول الإسلامية والعربية بجوار إسرائيل تقتل وتعتقل العشرات من الصحفيين والإعلاميين، ونشطاء صفحات التواصل الاجتماعي، أمام صمت كل من نوهت إليهم والقوى الكبرى. وقتلت الصحفية الكوردية دون أن تأتي على ذكرها أية صحيفة إسلامية أو عربية.
نحلم نحن الشعب الكوردي، أن تكون الأنظمة المحتلة لكوردستان؛ بنصف الديمقراطية التي عليها إسرائيل، وربع ما تسمح به للشعب العربي في الداخل، من النشاطات، إن كانوا داخل قاعات الكنيست، أو على مستوى الحراك الثقافي، وفتح المدارس والجامعات باللغة العربية، والاشتراك في تشكيل الحكومات، ودخول الانتخابات تحت صفة الأحزاب العربية المناهضة لإسرائيل.
نحلم أن يكون للصحفيين الكورد جزء بسيط من الحرية، التي كانت تملكها شيرين في شوارع المدن الإسرائيلية، من نقل المعلومات إلى تصوير الجرائم التي تتم بحق أمتنا، في شوارع المدن، أو ضمن سجون، دمشق وبغداد وطهران وأنقرة وديار بكر.
يحلم الكورد في إيران مرور شهر دون أن يتم إعدام كوردية أو كوردي صحفية أو إعلامية، وألا تعتقل تركيا صحفي كوردي، على خلفية نقل جريمة قام بها الأمن التركي.
السؤال ليس من أية بندقية خرجت الطلقة، قناص إسرائيلي، أم طلقة عشوائية فلسطينية. أية جهة هي المسؤولة، بل من كان يخلق الأحداث، ويقف وراء تأجيج الصراعات، ومن ثم تدفع بها لتكون الصحفية الحاضرة الدائمة، ناقلة الأخبار المزمنة والقادمة من أعماق التاريخ؟
من لهم مصلحة في ديمومة الصراع بين الشعبين اليهودي والفلسطيني، وكل النصوص الإلهية تقر بملكية اليهود، مع الفلسطيني وليس العربي. لتشتهر الصحفية، وتتحول إلى بضاعة وطنية تتم المزايدة على دمها، ومثلها العشرات من زملائها الأنقياء.
نحن لا نتحدث عن اللجان التي تبحث في القضية، والفيديو المتسرب من قبل المسلحين الفلسطينيين، وهم يصرخون على أنهم أسقطوا جندي إسرائيلي، لتتحول إلى شبه تثبيت لجريمة هم أصحابها، فالوحيدة التي سقطت هي الصحفية، ومرافقها. وبالتالي بدأت تنتشر دعاية على أنها قتلت برصاص أهلها، ودول تطالب بالتحقيق. إن صدقت الدعاية فهي كارثة فلسطينية، وحدث جلل، بالنسبة لأهلها وللحراك الفلسطيني الوطني.
والأغرب من كل هذا صرخات الشارع الكوردي، ومثقفينا، ونسيانهم لقضيتهم، ومشاكلهم القومية الكارثية، ليملؤو صفحات تواصلهم الاجتماعي، ويجعلونها مجالس للعزاء، والأسى على جريمة تمت بيد قوى عربية وإسلامية (رحمة الله عليها، عزائنا لأهلها، وللشرفاء من الفلسطينيين أمثالها، وليست للحركات الفلسطينية السياسية، التي حاربت الكورد شعبا وقضية طوال تاريخها، ودعمت أعداء أمتنا بكل ما تملك من القوة.
رحمة الله عليها، لأنها كانت صادقة مع قضيتها، بعكس كل الأنظمة العربية والإسلامية والحركات الفلسطينية المتاجرة بالقضية. ما أسعدهم اليوم، فقد حصلوا على بضاعة ثمينة ليرفعوا بها سقف صرخاتهم في أسواق النخاسة السياسية وبيع الوطنيات.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
11/5/2022م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الكاتب عباس عباس إلى الوطن
- المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال ...
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الخامس
- المشروع الأردوغاني حول التغيير الديمغرافي لغربي كوردستان - ا ...
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الرابع
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الثالث
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الثاني
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي- الجزء الأول
- كيف يمكن تقييم فلاديمير بوتين
- نتائج عبثية جوانن شورشگر
- ماذا قدمت وأنا على أبواب السبعين؟
- الطفرة التكنولوجية إلى أين ستجرنا؟
- أوجه المقارنة بين كوردستان وأوكرانيا
- الحرب الأوكرانية ذكرتني بغورباتشوف
- رد على مقترح منظمة المجتمع المدني، التابع للنظام
- لو كان غورباتشوف مكان بوتين
- مصير القضية الكوردية خلال الصراع الأوروبي
- هل هناك انحراف في صحة بوتين العقلية
- لماذا لم يلتزم الناتو باتفاقية أيسلندا
- بماذا أخطأ فلاديمير بوتين


المزيد.....




- أول تعليق من قناة الجزيرة على قرار حكومة نتنياهو بإغلاق مكات ...
- عرض باليه بحيرة البجع في الرياض
- سكان غزة يترقبون مصير المفاوضات
- زعموا أنه صور في جامعة مصرية.. فيديو عزف وغناء ورقص يثير -جد ...
- نتنياهو يغلق مكتب الجزيرة في إسرائيل بزعم أنها شبكة -تحريضية ...
- ميزات عملية جديدة تظهر في Snapchat
- رومانيا.. احتراق كنيسة بسبب شمعة
- الخارجية الروسية: الولايات المتحدة تستغل الدين في أجندتها ال ...
- مقتل 4 لبنانيين بغارة إسرائيلية و-حزب الله- يرد بالكاتيوشا
- وصفتها بالخطوة الممعنة في التضليل والافتراء.. الجزيرة تستنكر ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عباس - من قتل شيرين نصري أنطوان