أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - بماذا أخطأ فلاديمير بوتين















المزيد.....

بماذا أخطأ فلاديمير بوتين


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7180 - 2022 / 3 / 4 - 08:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مرحلة قصيرة تمكنت أمريكا والناتو من نقل الصراع بينها وبين روسيا وحلفائها، إلى صراع بين بوتين والعالم، فبدأت تظهر وكأن روسيا خسرت ليس فقط هيمنتها، بل أصدقائها الإستراتيجيين في العالم، والذين كانوا من المتوقع أن يشكلوا معا حلف المواجهة، بعدما كانت روسيا تنهض وتتوسع كأحد قطبي الصراع العالمي، متقدمة في السلاح، وفي عالم الأنترنيت والتحكم في ملفاتها، وكإمبراطورية كادت أن تنمو على نمط مغاير للإمبراطوريات الكلاسيكية المعتمدة على قوة السلاح، مستفيدة من مخلفات الاتحاد السوفيتي، بمنهجية الرأسمالية العالمية الحديثة، وهو ما كان يرعب أمريكا وأوروبا، لكنها وبعدما أقحمت ذاتها وحلف المستقبل في الصراع الكلاسيكي وحيث التبجح بقوة السلاح، ومحاولة إعادة مخلفات الشيوعية، خسرت ذاتها والمستقبل واحتماليات نجاح الطفرة الجديدة، ولن تنقذها إلا ما قد تنجم عن فتح الأبواب مع الصين بدون شروط مسبقة، والتراجع عن الاجتياح وإعادة النظر في الانحراف السياسي – الاقتصادي الذي تم، ورغم أن الدولة العظمى -الصين، والتي تقف في وجه أمريكا بمنطق مغاير لما يفعله بوتين، تتردد حتى الأن في مواقفها، على خلفية المغامرة التي وضعت مصير القوة الروسية على المحك، إلا أن احتمالية قبول التحالف مرجحة.
وضع بوتين دون حلفائه وإستراتيجييه، أوروبا، بل وربما العالم، أمام كوارث الحرب، ومآسيها، وكأنها مقدمة لدمار تتجاوز جغرافية أوكرانيا، وشعبها والشعب الروسي، كما نشاهدها أحيانا في أفلام الهوليود، حيث المجاعات، والهجرات، وانتشار الأوبئة، مصير البشرية الذي يصبح في مراحل وحالات ما لا قيمة له أمام تبجح رؤساء العالم وعنجهيتهم، فبعضهم أحيانا لا يقلون جهالة عن الأطفال وخلفيات صراعاتهم على احتكارات شخصية، ففي لحظات يصبحون أكثر الناس بعدا عن مجالس الحكماء وأراءهم وقراراتهم، وأقربهم إلى الانتهازيين والمنافقين والخبثاء، والمجرمين، المختفين وراء ربطات العنق والقمصان البيضاء.
هؤلاء الذين يقفون وراء تبجح بوتين، والناتو، وما يجري الأن في شرق أوروبا، والتي هي إعادة للمسرحية السياسية التي خلفت رواية نيفيل تشامبرلين (رئيس وزراء بريطانيا) محاور هتلر قبل الحرب العالمية الثانية، وقد كان بعمر جو بايدن (رئيس أمريكا) محاور فلاديمير بوتين، فرغم أنه كان يعاني من فوبيا ركوب الطائرات، أضطر لاستخدامها مرة واحدة فقط، عندما طلب هتلر محادثات سريعة، وإلا سيهاجم تشيكوسلوفاكيا، التنازل النفسي والدبلوماسي أدى إلى تصاعد العنجهية عند هتلر وقادة حكومته، مع ذلك لم يتمكن رئيس الوزراء من إنقاذ أوروبا والعالم من الدمار الذي ألحقه بها هتلر وحزبه النازي.
لربما درس استراتيجيو أمريكا وأوروبا هذه التجربة وقدموا لجو بايدن ورؤساء أوروبا رؤيتهم وتحليلاتهم حول التحولات النفسية في شخصية بوتين ومدى تأثيره على مستشاريه، وهو ما أدى إلى تنامى شكوكهم في بلوغ نتيجة مرضية من حواراتهم مع بوتين، تكرس هذا المفهوم بعد معاملته الدبلوماسية غير اللائقة مع رئيس فرنسا، مع العلم، وبغض النظر عن صحة أي من الجانبين، لم يتنازل أي منهم عن مواقفهم وأحقية رؤيتهم، وأستمر الطرفان في فرض مصالحهما وبحدة، وعلى أثرها أصبح الغرب، كدفاع غير مباشر، يتحدث عن شبه مرض نفسي حول حالة بوتين الأخيرة، وكرد فعل، نقل بوتين الصراع على نوعية النظام، وحكومة موالية له؛ إلى منهجية الصراع ضد النازية في أوكرانيا، حسب قوله وبناء على خطابه الحاد قبيل بدء الحرب، المفهوم الذي بدأ الإعلام الروسي يروج له وبقوة كتبرير جديد للاجتياح العسكري.
في الواقع لم يتنازل قادة الناتو وأمريكا عن مواقفهم، إلى جانب ما يخططون له، ليس لأنهم يروجون بأحقيتهم فيما يقدمون عليه من التجاوزات إلى حد العبث بالحدود الروسية، بل خوفا من التمادي المتوقع للحلف الروسي المستقبلي، قبلما يتحول إلى الخوف من التمادي البوتيني بعد أوكرانيا. فمعظم المحللين في الغرب رجحوا منطق احتمالية تصاعد الغرور عند الرئيس بوتين، المشخص كدكتاتور، والفارض ذاته كطاغية روسيا المطلق، أن يطلب من الدول الناتو الجديدة الخروج من الحلف أو الطلب من الناتو سحب قواته من الدول التي كانت في السابق ضمن النظام الشيوعي، وهنا ستضطر الناتو وأوروبا الدخول في مواجهة مباشرة مع الجيش الروسي، حينها ستبدأ الكارثة الكبرى.
ولا يستبعد أن أمريكا والدول الأوروبية اتفقوا على عدم التصعيد في مرحلة الحوارات؛ كمنطق لكسب الرأي العام العالمي ومن ثم عرض الشروط قبل فرض التهديدات، وهو ما لم يتقبله بوتين ومستشاريه، والرد الروسي لم يكن على سوية الخبرة السوفيتية العميقة في مثل هذه الحالات، وبالتالي بدأت تظهر البدايات المتشابهة بين ما يجري الأن والمرحلة السابقة للحرب العالمية الثانية، ترافقها أنتشار العديد من الأسئلة الشكوكية، على الإعلام العالمي وفي صفحات التواصل الاجتماعي، حول ما ينوي بوتين فعله، وما سيكون عليه العالم:
1- هل أوروبا مقدمة على حرب شاملة قد لا تكون عالمية، لكنها ستخلق كوارث على مستوى العالم؟
2- هل بوتين يرعب أوروبا وأمريكا مثلما أرعبهم هتلر في السنوات الأولى من الحرب؟
3- هل هذا ما أراده أمريكا وخطط له، وأن كان؛ فهل الغاية منه أسقاط الدكتاتورية، أم فرض دكتاتورية الناتو على العالم؟
4- ما فائدة أمريكا والناتو من التصعيد والصرامة في الموقف، والمؤدي إلى احتمالية انهيار الاقتصادي العالمي وأوروبا في المقدمة والذي سيرافق ما سيصيب الاقتصادي الروسي؟
5- هل يعيد التاريخ ذاته بصفحاته الكارثية وبهذه السرعة؟
6- هل نهاية بوتين ونظامه ستكون على حافة نجاحه أو فشله في أوكرانيا، أم أن الشعب الروسي والعالم أمام مسيرة طويلة من الكوارث، وهل ستكون نهايته كنهاية هتلر؟
7- هل دخلت روسيا في مستنقع مشابه لمستنقع الإتحاد السوفيتي في أفغانستان؟
8- هل روسيا تملك أمكانيات تحمل النزيف الاقتصادي، أم أنه كرد فعل سيهاجم دول أخرى مجاورة، وبالتالي سنرى أوروبا على أبواب حرب كارثية، وليس كما يقال بداية حرب باردة ثانية؟
9- أم أن الصراع سيتوقف على أطراف أوكرانيا؟
10- والاهم من سينجح في هذه الحرب، روسيا، أوروبا، أمريكا؟ والمعروف أن أول الخاسرين هو الشعب الأوكراني والروسي، ومن ثم العالم، وقد بدأت بوادرها تظهر على الأسواق العالمية.


د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
27/2/2022م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لم يأخذه فلاديمير بوتين بالحسبان
- هل خسر الإقليم الكوردستاني قوته أمام أدوات إيران؟
- لماذا أصدرت المحكمة العراقية الإتحادية قرارها بحق نفط كوردست ...
- ما الذي يحد من صوت شعبنا الكوردي
- مخطط القوى الإقليمية ضد الصعود الكوردي
- غربي كوردستان ومدخول النفط -4
- غربي كوردستان ومدخول النفط - 3
- غربي كوردستان ومدخول النفط -2
- غربي كوردستان ومدخول النفط -1
- من أين يأتي التآكل الداخلي كوردياً
- ماذا يعني المشروع القومي الكوردي-الكوردستاني
- انعكاسات المواقف الأمريكية المترددة على غربي كوردستان
- احتلال الكونغرس الأمريكي
- أنا والمنتقدون
- نداء إلى طرفي معبر سيمالكا
- معبر سيمالكا والصراع الدولي
- على طرفي معبر سيمالكا
- صدام الحضارات أم صراع الإمبراطوريات - الجزء الثاني
- صدام الحضارات أم صراع الإمبراطوريات - الجزء الأول
- غاية روسيا من إغلاق معبر تل كوجر والمعابر الحدودية السورية ا ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - بماذا أخطأ فلاديمير بوتين