أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - معبر سيمالكا والصراع الدولي














المزيد.....

معبر سيمالكا والصراع الدولي


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7119 - 2021 / 12 / 27 - 10:13
المحور: القضية الكردية
    


الجائع لا يبالي بحماية الوطن، بقدر ما يهمه سد الرمق، كالغريق الذي لا يخطر بباله صيد السمك، والشعب الكوردي الذي يعيش الويلات لا يهمه الصراع الدائر على طرفي سيمالكا، بقدر ما يهمه الإشباع، وكفاف الرضيع، وبشم الكهل، والحد من موجات الرعب وعدم الأمان بين الصامدين في الوطن. فالحقائق الكارثية والمآسي في غربي كوردستان تتحدث عن ذاتها، تجاوزت الكلمة، وأصبحت معلومة في كل بيت وشارع، وحديث كل إعلامي.
بعيدا عن صراع الطرفين، معالجة القضية بمجرده ليس بيع للوطنيات أو تفضيل لطرف على الآخر، بقدر ما هي مقاربة بين طرق حل الإشكالية وواقع الشعب المذري الذي يلهيه عن الصراع الداخلي، وعما تخططه القوى الإقليمية والدولية، وما يهمه هو تأمين كُفْيَة المعوز، وتخفيف مآسي الفقر والمرض.
ابتلعت إدارة إقليم كوردستان الفيدرالي الطعم، لعدم دراسة ما تم بوعي، ولم تنتبه إلى أن القوى المتآمرة على طرفي كوردستان، نجحت ليس فقط في إرسال مجموعة، مسلوبة الإرادة، غررت بهم؛ لتوسيع الصراع، بل في أغلاق المعبر؛ وكان هذا هو الهدف. وهي بكل بساطة، عملية من ضمن العديد من المخططات لتقويض المكتسبات. فبعد تدمير الديمغرافية الكوردية في غربي كوردستان يسهل القضاء على الشعب اقتصاديا وسياسيا، واقتطاع كركوك والمناطق الأخرى كان ضمن المؤامرة، فهم على دراية أن استفحال النزاع بين الشعب الكوردي هو الأسلوب الأمثل لتحجيمه.
يكاد المخطط أن ينجح، والمؤامرة ماضية في سبيلها متضمنة رسائل سياسية، والسياسة كالحرباء تتغير كلما تطلبت الضرورة، وعلى خلفيتها تتغير أساليب المتربصين بنا، فأصبحت أكثر خباثة وحنكة، وعليه تبرر: أولا، التجاء الإدارة الذاتية إلى التصالح مع النظام، حيث تساهم إغلاق المعبر في ذلك، وحينها يكون قبول الشروط الروسية مقبولة، ليس فقط للتحاور مع السلطة، بل السماح لها بالتوسع السياسي، وثانيا، التبرئة من معاناة الشعب في المنطقة. ولا يستبعد أن تقوم السلطة بتوجيه من روسيا على أغلاق المعابر الداخلية مع الإدارة الذاتية، كدعم إضافي لتكتيكها، وفي هذه الحالة لا يحتاجون إلى ثلة من جوانن شورشكر، لإثارة السلطة، بل؛ إن تم؛ سيكون بقرار أمني متفق عليه، مع حجج مفتعلة، وما أكثرها. ومن الغرابة لم تعترض الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن على هذا التوجه، رغم مواقفها السلبية الحادة تجاه سلطة بشار الأسد، خاصة في الشهور الأخيرة، حيث تتعارض مع تغاضيها حول هذا التوجه.
أيران وروسيا في المحيط البعيد يشرفون على ما جرى ويجري في منطقتنا، من توسيع هوة الشرخ بين الإدارتين الكورديتين، حتى ولو كانت الإدارة الذاتية تدعي الأممية، لكنها في المحيط الدولي تعرف كإدارة كوردية، إلى ضرب المكتسبات التي حصلنا عليها. والمخطط كما تريده روسيا إغلاق الحدود السورية الرسمية وغير الرسمية، وهدف إيران تخفيف الضغط الأمريكي عليها، وبالتالي إخراج أمريكا من المنطقة. ومن جهة أخرى هناك القضية الأوكرانية، التي تعد أكثر أهمية لأميركا من المعضلة السورية، ومضافة إليها توسعات حلف الناتو على أطراف روسيا، وما يقابلها رد فعل روسي للحفاظ على الجمهوريات السوفيتية السابقة من الانضمام إلى الناتو.
ولمعرفة مدى قزم حراكنا صمن المعادلات الدولية هذه، وكيف نقضي بذاتنا على قضيتنا المهمشة أصلا، بدون وعي ودراية، يجب أن نلاحظ أن القوى الإقليمية والدولية المتلاعبة بنا تلهينا بصراعنا الداخلي، ويدعون معالجتها للسلطات المركزية للدول المحتلة، وإدراجها ضمن القضايا الإقليمية، وما هي سوى الحل الذي ترتئيه القوى الكبرى لقضيتنا، وعليه يجب الانتباه إلى أن الطرفين الكورديين ليسوا سوى بيادق تتحرك ما تطلبت مصالح الدول. فما تم على طرفي سيمالكا سوى واحدة من المخططات التي كانت يجب أن تتم.
ففتح المعبر وأغلاقه، جله مخطط روسي مع صمت أميركي، لتأزيم الوضع الاقتصادي في غرب كوردستان، بحيث يتم فرض شروط إيصال المساعدات الإنسانية الدولية عن طريق دمشق، وهذا يعني الاعتراف بسلطة بشار الأسد كسلطة سياسية شرعية. وهنا سعي روسيا الحثيث في هذا هو إعادة الاعتبار بها؛ قبل أن يتم تداول قضية المعابر الدولية الثلاث ومن بينها معبر تل كوجر في العاشر من الشهر القادم. نرى أنه بإمكان الإقليم لعب دور مهم في تعرية هذه اللعبة، ليس بإغلاق المعبر، بل بفتحه مع زيادة التسهيل، واستمرار أغلاقه ستخلق الكثير من الأسئلة الشكوكية حولها.
بعيدا عن التلاعب الدولي، أغلاق المعبر، والذي كنا نحلم أن تبنى جسورا رسمية دولية عوضا عنه، الذي ما تم نشره قبل شهرين، كانت بشارة خير لشعبنا كحلقة وصل بين جسد أمتنا، إلا أن ما يجري الآن، حركت تجار الحروب على الطرفين، وكذلك محتكري الأسواق على تخزين الموجود أصلا في المخازن، لرفع الأسعار. وهنا وفيما إذا كانت الإدارتين على دراية بهذه فلا يستبعد أن يكون بينهم مفسدون يربحون من أغلاقه، ومعهم تجار الحروب في منطقة الإدارة الذاتية؛ حيث أصبحوا أكثر من معروفين للشعب، يستثنى المستثمرون الوطنيون.
فالصراع الدائر، وإشكالية معبر سيمالكا هي إحدى نتائجها، وما يتم ترسيخه من الكراهية، وتوسيع الشرخ بين المجتمع الكوردي، كاف ليس فقط في تعميق معاناة الشعب ومآسيه، بل في تدمير الإدارتين، وتأخير القضية إلى قرن آخر.
هل نحن جاهزون لتصعيد الصراع ونقله إلى حرب داخلية، حسب ما يملى علينا، ونقضي على ذاتنا بذاتنا؟ أم علينا أن نبحث عن الحلول الناجعة، والحوارات الواعية، لتهدئة عبثية الصراع.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
21/12/2021م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على طرفي معبر سيمالكا
- صدام الحضارات أم صراع الإمبراطوريات - الجزء الثاني
- صدام الحضارات أم صراع الإمبراطوريات - الجزء الأول
- غاية روسيا من إغلاق معبر تل كوجر والمعابر الحدودية السورية ا ...
- من غرائب الكورد-4
- من غرائب الكورد-3
- لماذا تتدهور الليرة التركية
- من غرائب لنا نحن الكورد-2
- من غرائب لنا نحن الكورد-1
- التطبيع العربي مع سلطة بشار الأسد
- هل حصل أردوغان على الضوء الأخضر من أمريكا وروسيا؟
- هل سيتكرر سيناريو عفرين في شرق الفرات؟
- أصبحنا لسان حال الأحزاب
- لماذا تلاحقنا الخسارات
- هل ستهاجم تركيا شرق الفرات؟
- هل سيحقق الشعب الكوردي غايته عن طريق البرلمانات؟
- إلى أين تتجه خلافات بوتين وأردوغان
- بعض القضايا المطلوبة من الإدارة الذاتية - الحلقة الرابعة
- فيدرالية المواطنة جريمة بحق سوريا
- هل ستنسحب أمريكا من شرق الفرات؟


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - معبر سيمالكا والصراع الدولي