أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - لماذا تلاحقنا الخسارات















المزيد.....

لماذا تلاحقنا الخسارات


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7052 - 2021 / 10 / 19 - 12:07
المحور: القضية الكردية
    


أعداؤنا يتربصون بنا، ويخططون على دراية، ونحن كحراك كوردي نطعن ببعضنا، وندمر احتمالات التفاهم، نعمق الخلافات ونقطع حلقات التواصل، وجلها بحنكة، لو استخدمنا تلك المهارات في تنوير الدروب لكنا من الدول الأكثر تطورا في المنطقة. قسم منا ينبش في الخيال، وآخر في أحلام اليقظة، وشرائح تأمل، وأغلبية الحركة الثقافية أصبحت لسان حال الأحزاب، وهي هياكل مؤسسات، تتحكم بها مجموعات جلهم دون القضية إدراكاً.
من غرائب حراكنا، إننا نلتهي بتقطيع بعضنا بذكاء، نسميها تنقية الداخل الكوردستاني، والدول الإقليمية تنهش في جغرافيتنا، وتخطط مسارات مصيرنا حسب مصالحها، وتحاول تقويض المكتسبات التي حصلنا عليها أو أعطيت لنا، وإن درسناها تكون عادة بسذاجة، وأحيانا بقلة دراية، وندعي المظلومية أمام العالم الذي لا يسمعنا.
فمن جهة تركيا تهدد باجتياح أوسع لغرب كوردستان، وإيران تجتاح على نار خافته مدننا وريفنا من جهة أخرى، والأنظمة العربية بمعارضاتها تساندهما بما تتمكن منه. ولم نتوفق حتى اللحظة من إقناع أمريكا وروسيا بالتوقف رسميا على قضيتنا، أو لتوضيح موقفهم السياسي من قادمنا في سوريا إلى الأن. كيف سيتم هذا والشرذمة الدبلوماسية الكوردية الحزبية تسافر تحت صفة مؤسساتها غير المعترفة بها، أو كحلقات تابعة لقوى يستخدمونهم لإضفاء الصفة الوطنية على وفودهم، وجميع من سافروا لم يتمكنوا من عرض ذاتهم كممثلين عن الشعب الكوردي والقضية في المحافل الدولية.
ننقد أعداءنا من باب العتب، ونصغرهم بجهالة معرفة، ونتناسى كم هم أقوياء ومحنكون وكم هي عميقة ومحكمة مخططاتهم ومؤامراتهم علينا. ونهاجم بعضنا بدراية ودون رأفة، نبتذل الحزب الأخر، بل أحيانا حراكنا، على خلفيات البعض من قياداتها الساذجة أو الانتهازية، على أنهم أدوات الصراع، ونقف حائرين أمام مؤامرات أعداءنا، نتهم بعضنا ليس فقط حول خلفيات الصراع الداخلي، بل على أن الكوردي الأخر سبب لعداوة المتربصين بنا، ونكاد نبرأهم من جرائمهم بحق أمتنا وقضيتنا، ونجرم، أو نخون، الطرف الأخر من الحراك.
نتناسى على أننا بقدر ما نعمق خلافاتنا نسهل الدروب لأعدائنا للتحكم بأمورنا، نلهب شارعنا الكوردي ضد بعضه ونخلق الرهبة فيه من المتربصين، نشوش رأي المجتمع، وبإبداع لا ترقى إليها قدرات معظم قادة الأحزاب ولا كتبتهم، وهم دونها ثقافة ووعياً ودراية.
وطنيون كانوا أم انتهازيون، قيادات الإدارة الذاتية (الأممية) والمجلس الوطني الكوردي بأحزابهم، نهاجمهم بحنكة ونبدع في الحجج، بعدما نرفعهم إلى سويات، هم دونها، ليكونوا جديرين باهتمام حراكنا الثقافي، وفي الواقع بهذا؛ نهدم مدارك بعضنا، ونجعل ذاتنا حلقات تابعة لكليهما، وقد أثبتت مسيرة عشرة سنوات على أنهما لا يمثلون إلا شرائحهم الحزبية، وهم دون صفة المؤسسات السياسية الواجبة أن تمثل الشعب، وتدار في أروقتها إشكاليات قضية أمتنا.
جعلناهم طوطم نقاشاتنا، وكأننا مريديهم، وجلهم في الواقع قيادات أحزاب موجودة اسما بلا فعل، والفاعلة خدماتهم تصب في مصلحة الأخرين قبل شعبنا.
نحلل ونؤول القضايا والصراعات السياسية من خلالهم، وهم دونها مكانة ومعرفة وإدراكاً، مع ذلك لم نقدم يوما دراسة مقارنة، جدية، علمية، بين المدارك أو التراكم المعرفي لقادة الأحزاب والأحزاب كمؤسسات يجب أن تكون عليه. هل لهم الإمكانيات الكافية لتقديم مشاريع ترقى إلى سوية القضية والأمة الكوردية؟ لا شك معظمهم وطنيون، ولا نقاش عليه، لكن هل ساعدتهم الظروف السياسية والاقتصادية على تحرير الذات من تحت عباءة التحزب؟ هل البيئة الثقافية والحزبية كانت ملائمة لترسيخ الوطنية في لا شعورهم ونقلها من مجرد قول إلى فعل؟ وإن لم يكن فلماذا يستأثرون بالساحات الحزبية؟ أليس من الأنسب أن يشاركوا الحراك كمراقبين ومستشارين، ومحللين وغيرها من النشاطات؟
تائهون نحن جميعا، في دروب النقد والتهجم والتحليل والتأويلات (مثلما أفعلها الأن، فلست باستثناء، لكنني فضلت عدم الخوض في ساحات القرار، وكم أتمنى من الأخوة الذين لا يملكون الإمكانيات الكافية؛ الانتقال إلى ساحات تناسب مداركهم) والأعداء يخططون لنقل قضيتنا إلى قرن قادم، وكأن غشاوة من اللا شعور تخيم على مدركنا، لا نرى سوى المجموعات المسماة جدلا بقطبي الأحزاب، يتصدرهما قيادات، جلها فرضتها الظروف على مجتمعنا الكوردي، لا حول لها ولا قوة، بعضهم لا يريدون لتنظيماتهم أن تكون على هذا الشكل، يستثنى منهم المستفيدون من الواقع الحزبي المزري؛ لا يهمهم ما تؤول إليه مصير شعبنا، ولا إلى أين يجب أن تتجه الأحزاب، وماذا يجب أن تقدمه، وما يتربص بأمتنا.
بينهم الوطنيون، لا يريدون التخلي عن الهيكل وترك الساحة للانتهازيين، وهم دون القضية قوة وتأثيرا، وأغلبية الحراك الثقافي مثلهم لم يعد يعرف كيف ينير الدروب، أو يشذب المفاهيم، فأصبحنا نسقط في مستنقع النقد السلبي والتهجم الحاد، وفي الحقيقة نسير معهم أو خلفهم ونتعامل مع الواقع كقوى عاجزة عن الإتيان بالأفضل. هكذا استمرت مسيرة حراكنا الكوردي، الثقافي والحزبي، بأغلبيته، طوال نصف قرن وأكثر تتخبط بين التهم والتهجم والانتقادات الناجمة عن عدم قدرة تغيير ما تم فرضه على شعبنا، مع ذلك هناك من يروج على أن هذه المؤسسات الغارقة في الخلافات تمثل الأمة الكوردية.
نحن نسخ عن الماضي، نخلق مرحلة لا تختلف عن سابقاتها، أعداء متماسكون، يحاربوننا بحنكة، عسكريا، وسياسيا، وثقافيا، واليوم دبلوماسيا في المحافل الدولية، ونحن كحراك نبدع بين بعضنا ونقف ببلاهة أمام محتلينا. يؤلمنا تكرار الأمثلة، إن كان من التاريخ أو الحاضر الجاري.
في جنوب كوردستان:
فشل الريفراندوم عمليا رغم ما قدمته للأمة من ثقة بالذات، خسرنا كركوك، ونهب الحشد الشعبي ثلث جغرافية جنوب كوردستان جل قادتهم احتضنتهم ثورتنا يوما ما.
في غرب كوردستان:
خسرنا عفرين وما حولها إلى سري كانيه، على خلفية الاستخفاف بقدرة الأعداء ومخططاتهم، وخباثتهم في تحويل المسارات السياسية والدبلوماسية لصالحهم، رافقتها العامل الداخلي الكارثي، إشكاليات إلغاء الكوردي الأخر، والتفرد بالسلطة. فضاعت مكتسبات ملكناها أو ملكوها لنا القوى المستفيدة من خدماتنا.
هل هي جهالة، وهل الجهالة خيانة؟ فكما نعلم بين الجهالة والغباء مسافات، ربما للأخيرة مبرراته بعكس الجهالة، والتي هي خيانة للذات قبل أن تكون للأخرين، وهي من أحد عوامل بيع الذات للأعداء لمصالح دونية. والبعض يبررون عدم الاستئثار بغايات الأعداء على أنها جهالة وليست خيانة؟ كالجهالة في طرح المفاهيم الطوباوية في عصر التنوير؟ أليست التبعية للأعداء تحت منطق الشراكة في الوطن جهالة مغطاة بالخيانة، أم خيانة تبررها الجهالة؟ وفي الواقع، كثيرا ما كان فشل حركاتنا نابعة من الجهالة في انتقاء الدروب السليمة والصحيحة، علماً أن الغاية كانت صادقة، لكن الخسارة دفعت بالفعل لتدرج في خانة الخيانة؟ وبالتالي فمعظم مسيراتنا الكوردستانية خيمت عليها الجهالة، حيث الخلافات الداخلية، وانتقاء أساليب الصراع مع الخصوم، والوقت المناسب، ومعرفة الأعداء، تفاعلت كل هذا مع خباثة الأعداء وإمكانياتهم المتعددة. وهكذا نحن من لحقنا الخسارات وكررناها، وليست هي من هرولت خلفنا.
يتبع...
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
14/10/2021م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستهاجم تركيا شرق الفرات؟
- هل سيحقق الشعب الكوردي غايته عن طريق البرلمانات؟
- إلى أين تتجه خلافات بوتين وأردوغان
- بعض القضايا المطلوبة من الإدارة الذاتية - الحلقة الرابعة
- فيدرالية المواطنة جريمة بحق سوريا
- هل ستنسحب أمريكا من شرق الفرات؟
- من متطلبات جيل العصر تغيير الحراك الكوردي، فأين هو؟
- بعض القضايا المطلوبة من (الحركة الكوردية) معالجتها في هذه ال ...
- بعض القضايا المطلوبة من (الحركة الكوردية) معالجتها في هذه ال ...
- بعض القضايا المطلوبة من الإدارة الذاتية معالجتها في هذه المر ...
- بعض القضايا المطلوبة من الإدارة الذاتية معالجتها في هذه المر ...
- جدلية مدمري عفرين ودرعا وإدلب
- هل فهمت الحركات الجهادية الإسلام؟
- أمريكا، الإمبراطورية والحضارة، في موازين الثقة
- ما هي غاية بشار الأسد من الإدارة الذاتية
- فشل أمريكا في أفغانستان وتداعياته على كوردستان
- جدل حول الأطراف الكوردستانية - الجزء السادس والأخير
- جدل حول الأطراف الكوردستانية - الجزء الخامس
- جدل حول الأطراف الكوردستانية - الجزء الرابع
- جدل حول الأطراف الكوردستانية - الجزء الثالث


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - لماذا تلاحقنا الخسارات