أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - هل ستنسحب أمريكا من شرق الفرات؟















المزيد.....

هل ستنسحب أمريكا من شرق الفرات؟


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7024 - 2021 / 9 / 19 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا سيحصل لو أعلنت أمريكا أن المنظمات الإرهابية في سوريا والعراق لم تعد تمثل خطراً على أمنها والعالم؟
السؤال الذي طرحه علينا (دارا دلبخين) في قناة روداو، وهو بحكم رسالة، دائمة الحضور، متعددة الأوجه، لكلية الحراك الكوردي والإدارة الذاتية، ولأهميته، يتطلب منا جميعا، دراسته من عدة أوجه، والتحضير لكل الاحتمالات المتوقعة في حال حصل المنوه إليه.
ولقصر الوقت في المراكز الإعلامية، كثيرا ما يظهر التحليل والجواب ناقصاً، أو لا تتوازن وثقل السؤال، وهنا سنتطرق إلى وجهين من أوجهها المتعددة.
أولا:
لنتوقع في الزمن القادم، سماع خبر مفاجئ من الإعلام على أن الإدارة الأمريكية، بناءً على مؤشرات ما، قررت تسليم ملف الإرهابيين إلى دولة إقليمية، كتركيا على أنها من الناتو، أو إلى روسيا مثلما سلمت إدارة أوباما أغلبية الملف السوري إلى روسيا عام 2015م، وقررت سحب قواتها من سوريا ومن شرق الفرات، لأن وجودها في المنطقة لم يعد له داع! وهو ما سيؤدي إلى جملة من الأسئلة المرعبة والمحيرة، على خلفية توقع كارثة عسكرية، سياسية، ديمغرافية، في المنطقة:
هل الحراك الكوردي والإدارة الذاتية بإمكانها مواجهة الواقع؟ وهل هي جاهزة، أو حضرت ذاتها لهذا الاحتمال؟ المؤشرات التي سبقت تبين على أنها غير مكتفية ذاتيا، وتعيش واقع الاعتماد على الخارج؟ على الأقل عسكرياً وسياسياً، رغم أنها أفضل من المناطق السورية الأخرى المعاشة في الحضيض.
ما هي الطرق المفتوحة أمامها؟
هل تستطيع مواجهة تركيا مع قوات المعارضة الجهادية؟
هل ستقبل السلطة تنازلاتها؟
هل روسيا ستحل مكان أمريكا وبنفس الشروط؟ أم أنها ستعيدها إلى أحضان السلطة المركزية مع القليل من الامتيازات، كالإدارة الذاتية المصغرة ولجغرافية ضيقة؟
هذا ما يدفعنا أن نبين لبعضنا كحراك كوردي، أن الاستناد على القوى الخارجية وحدها؛ لديمومة الاستقرار، دلالة الضعف، وهو ما يخلق عدم الثقة بالذات، والحراك الكوردي مع الإدارة الذاتية، لا بد وأن تدرك أن الاعتماد على أمريكا في واقعنا الحالي دون تقوية العامل الداخلي وهي لا تزال موجودة وتدعم، جهالة، والنهايات قد تكون كارثية.
وألا تنسى أبدا أنه للسياسة أوجه متناقضة (صديق اليوم؛ قد لا يتعرف عليك غداَ، وعدو البارحة قد يصبح اليوم شريكاً للدرب) والدول الكبرى خير من ينطبق عليهم هذا، ففي السياسية قد يكون اليوم ربيعا، وغدا ينقلب الجو إلى الشتاء! لهذا لا بد من وضع الاحتمال الذي يحمله السؤال في ثناياه، ونتوقع أن القادم لا يخلوا من المفاجئات.
ثانيا:
لئلا نخلق جواً من الرهبة، بعرضنا للاحتمال السابق، وهو ما لم نتطرق له في حوارنا على القناة، والذي هو في الواقع وحسب المؤشرات الميدانية، وما تصدر من الإدارات الأمريكية المتعددة احتمال تتعارض ومجريات الأحداث والمصالح الأمريكية، وتتناقض والإستراتيجية الأمريكية العسكرية والسياسية في المنطقة، لكننا عرضناه، كتحذير لحراكنا الكوردي والإدارة الذاتية، لتعيد النظر في علاقاتها الداخلية، على أمل أن تبلغ سوية الحركات السياسية الناجحة، والتي تقلص مثل هذا التوقعات، وتعمل على تقوية العامل الداخلي، لتتلاقى مصالح الدول الكبرى مع مصالح أمتنا، كما حصل عند محاربة داعش.
في الواقع العملي، الولايات المتحدة الأمريكية وحسب ما يصدر من إداراتها، مصالحها تتطلب البقاء في شرق الفرات ولسنوات قادمة، والأسباب عدة، منها:
1- لا تتجرأ أية إدارة أمريكية الإعلان عن زوال خطر المنظمات الإرهابية، وعلى أنه بإمكانها أن تترك المنطقة دون مراقبة. هذا الاحتمال قد يؤدي إلى أن تعيد الخلايا النائمة تدريب مجموعات صغيرة لتقوم بأعمال إرهابية في الخارج، وأي احتمال كهذا، أي حدوث عمل إرهابي في أمريكا أو أوروبا، سيعرض الحزب والإدارة الحاكمة إلى كارثة انتخابية، ومسائله كبرى من قبل الشعب الأمريكي.
2- ما تصدره الإدارات الأمريكية، من البيت الأبيض إلى وزارة الدفاع إلى وزارة الخارجية، تؤكد على أن وضعها في شرق الفرات لن يحصل عليه أي تغيير في القادم من الزمن، ومثل هذه التصريحات تكررت عدة مرات ومن جهات مختلفة بعد خروجها السريع من أفغانستان، وأخرها كانت من بيرت ماكفيرك، وجو هود، وقد نوه إليها وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وغيرهم. وقد دعمت هذه التصريحات بدراسات صدرت من المحللين السياسيين الأمريكيين الذين يستخدمون بشكل غير مباشر لإيصال ما تريده الإدارة الأمريكية إلى العالم، وقد تضمنت إحدى هذه التحليلات، ثلاث نقاط: على أن ما يقارب عشرة ألاف داعشي يوجدون في السجون العراقية وضمن المخيمات في غرب كوردستان، وبدون مراقبتهم تزداد احتمالية خروجهم، وعودتهم إلى العمل الإرهابي. الثاني، وهو أن مثل هذا العدد تقريبا، خلايا نائمة، في العراق وسوريا، ما بين بادية الشام والأنبار ومدنها، وغيرها. الثالثة، وهي أن هذه الخلايا، تملك ما يقارب المئة مليون دولار من الأموال، أي في البعد الاقتصادي بإمكانها أن تقيم معسكرات سرية، تدرب وتخريج مجموعات إرهابية، وتنشرهم في العالم. هذه الاحتمالات تفرض حضورها والمراقبة الدائمة للمنطقة حفاظا على أمنها.
3- البيت الأبيض، هي التي تقرر أنه تم القضاء التام على المنظمات الإرهابية، داعش وأمثاله في المنطقة؟ وذلك على خلفية مصالحها، وأمنها القومي، وسلامة شعبها. وستظل مدعية كلما ادعت ضرورة مصالحها وبقائها في سوريا. وفي الواقع، المنظمات الإرهابية لا تزال تشكل خطرا على أمريكا وأوروبا، وعليه فهي لم تتساهل حتى الأن مع روسيا بوضع نهاية لقادم سوريا، ولن يكون لقرارات مجلس الأمن أية خلفية قانونية كما تلوح له روسيا على وجود القوات الخارجية، وفي مقدمته القوات الأمريكية في سوريا بدون شرعية قانونية.
4- حضور دول التحالف، وعلى رأسهم أمريكا، في المنطقتين الكورديتين ستستمر، لأن حروب السنوات الماضية أثبتت على أنه لا بديل عن القوات الكوردية في المنطقة، حيث إن مصالح الطرفين تتلاقى مع رسوخ الثقة بالكورد.
5- الدول الكبرى، تدرك تماما، على أن حزب العدالة والتنمية تحول من حزب إسلامي ليبرالي إلى راديكالي، وله علاقات لوجستية مع المنظمات الجهادية، كداعش والمنظمات السورية التكفيرية المعارضة، وبالتالي لا يثق بتركيا حتى ولو أنها دولة مهمة في الناتو، ولإيران وبعض الدول العربية علاقات مماثلة كل حسب نوعية مصالحها.
هذه العوامل تبين على أن سوريا ستستمر على الواقع المعاش حالياً، على الأغلب؛ لسنوات قادمة، والحل قد يأتي من ذاته، فيما إذا لم تنتهي إلى التجزئة، أو ما شابهها، وما يجري من حوارات، على الدستور والذي لن يكتب ولن يتم الاتفاق عليه حتى ولو فرضت روسيا نسختها، أو بين بعض الممثلين الأمريكيين والروس، والمؤتمرات التي تعقدها الدول الثلاث روسيا وتركيا وإيران، ليست سوى روتين سياسي دبلوماسي، فهم في الواقع مختلفون على مصالحهم في سوريا، وليس على ما يجب أن تكون عليه واقع النظام القادم والشعب. وبالتالي المناطق المنفصلة بشكل عملي، ومن بينها المنطقة الكوردية وهي تحت الحماية الأمريكية، ستظل كما هي عليه، مهددة من جهات عدة ومحمية من قبل أمريكا، وهي مرتبطة بقادم سوريا الكارثي، والضبابي ربما حتى لدى الدول الكبرى ذاتها، خاصة فيما لو لم تتمكن من إقناع أمريكا وروسيا على أن النظام الفيدرالي هو الحل الأمثل لإنقاذ سوريا من شبح التقسيم.
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
19/9/2021م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من متطلبات جيل العصر تغيير الحراك الكوردي، فأين هو؟
- بعض القضايا المطلوبة من (الحركة الكوردية) معالجتها في هذه ال ...
- بعض القضايا المطلوبة من (الحركة الكوردية) معالجتها في هذه ال ...
- بعض القضايا المطلوبة من الإدارة الذاتية معالجتها في هذه المر ...
- بعض القضايا المطلوبة من الإدارة الذاتية معالجتها في هذه المر ...
- جدلية مدمري عفرين ودرعا وإدلب
- هل فهمت الحركات الجهادية الإسلام؟
- أمريكا، الإمبراطورية والحضارة، في موازين الثقة
- ما هي غاية بشار الأسد من الإدارة الذاتية
- فشل أمريكا في أفغانستان وتداعياته على كوردستان
- جدل حول الأطراف الكوردستانية - الجزء السادس والأخير
- جدل حول الأطراف الكوردستانية - الجزء الخامس
- جدل حول الأطراف الكوردستانية - الجزء الرابع
- جدل حول الأطراف الكوردستانية - الجزء الثالث
- جدل حول الأطراف الكوردستانية-الجزء الثاني
- جدل حول الأطراف الكوردستانية - الجزء الثاني
- جدل حول قرارات الإقليم - الجزء الأول
- الشعب الكوردي يتآذى من مواقفكم وقراراتكم
- البقاء الأمريكي في سوريا والمصلحة الكوردية 2/2
- البقاء الأمريكي في سوريا والمصلحة الكوردية - 1


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - هل ستنسحب أمريكا من شرق الفرات؟