أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - الديمقراطية الأمريكية في الجزائر *















المزيد.....

الديمقراطية الأمريكية في الجزائر *


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1697 - 2006 / 10 / 8 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"تعهدنا بالديمقراطية ينبع من أنها جُرِبَتْ في الشرق الأوسط،" قال ذلك بوش في كلمته بالتلفاز في واشنطن دفاعاً عن الديمقراطية الأمريكية.. وأضاف بقوله: هناك بعض الحكومات في المنطقة "بدأت تنظر في الحاجة إلى التغيير مثل المغرب، البحرين، عمان واليمن.".. الثلاثاء 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2003..
أحد المزاعم التي قالها بوش بعد الغزو/ الاحتلال لتبرير وجود أكثر من 140 ألف عسكري في العراق هو "المساعدة على بناء الديمقراطية."
المقيمون والمراقبون في الشرق الأوسط معذورون إن أصابتهم الدهشة من هذه التصريحات بالعلاقة مع سجل الولايات المتحدة، ليس فقط في دعم، بل وفي فرض الأنظمة الدكتاتورية في هذه المنطقة.
الانتخابات الفلسطينية الأخيرة التي شجعتها الولايات المتحدة والغرب، وشهد الجميع بنزاهتها، ولكن لأنها جاءت بحماس إلى السلطة، لم يقف رد الفعل المضاد للولايات المتحدة تجاه الحكومة المنتخبة بل امتدت للشعب الفلسطيني برمته. ولم تقطع الولايات المتحدة والغرب معونتها المالية عن فلسطين فحسب، بل ومنعت حتى الحكومات الصديقة تقديم أي شكل من أشكال المساعدة للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الحصار العسكري والاقتصادي الإسرائيلي- الغربي.
على أي حال، أن "الديمقراطية العظيمة" للشرق الأوسط هي تلك التي حصلت في الجزائر، وقلّما ذكرها "المحرر العظيم" في البيت الأبيض. مجرد إلقاء نظرة على "الديمقراطية" الجزائرية وحقوق الإنسان فيها ربما يُدهش هؤلاء ممن لا زالوا مخدوعين بأكذوبة أن الولايات المتحدة مهتمة بالديمقراطية في العالم العربي- الإسلامي.
في ديسمبر/ كانون الأول 1991 بدأت في الجزائر أول انتخابات حرة ونزيهة (وكانت الأخيرة أيضاً) وعلى أساس تعددية الأحزاب، منذ تحررها من الاستعمار الفرنسي عام 1962. كان الحزبان الرئيسان ضمن ثلاثة عشر حزباً اشتركت في الانتخابات: جبهة التحرير الوطني (و) جبهة الإنقاذ الإسلامي. فاز الإنقاذ الإسلامي في الجولة الأولى بأغلبية كبيرة. وحسب قانون الانتخابات كانت هناك جولة ثانية طالما لم يحصل أي حزب على أكثر من 50% (حصل الإنقاذ على 47.4% مقابل 23.5% للجبهة الوطنية) وكان واضحاً أن الإنقاذ الإسلامي سيفوز بأغلبية الثلثين. ولكن ما حصل فيما بعد يُعطي مثالاً لعهود الديمقراطية الغربية- الأمريكية في الشرق الأوسط.
قام الجيش الجزائري بالانقلاب. أجبر الرئيس بن جديد على الاستقالة. ألغى الانتخابات. وفرض الحظر على الحزب المرشح للفوز. وأنهى بُرعم النظام الديمقراطي من التفتح والازدهار. بتاريخ 13 يناير/ كانون الأول 1991 وبعد الانقلاب العسكري، أصدرت الولايات المتحدة تصريحاً رسمياً بإدانة الانقلاب، ولكن بنبرة منخفضة. وبعد أربع وعشرين ساعة راجع متحدث الخارجية الأمريكية التصريح المذكور داعياً إلى حل سلمي دون إدانة الانقلاب.
قاد هذا الانقلاب العنيف إلى إغراق الجزائر في حرب أهلية دموية حصدت حياة مائة ألف مواطن، ورافقتها مجازر وقع ضحيتها مدنيون أبرياء غير محرضين. وعلى مدى عام 1992 رفضت حكومة الانقلاب الجزائرية دعوات عالمية عديدة للسماح بدخول مسؤولين من الأمم المتحدة و/ أو منظمات حقوق الإنسان للتحقيق في ممارسات قوات الأمن من تعذيب وخطف وقتل دون محاكمة.
بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، تحولت الولايات المتحدة من متفرجة صامتة على مذابح الجزائر إلى واحدة من أكثر الدول المؤيدة لإحدى الحكومات الأكثر وحشية. وفي عام 2002 بدأت الولايات المتحدة دعم قوات الأمن الجزائرية بالتجهيزات العسكرية لمساعدتها في قتالها ضد المليشيات الإسلامية. وأثناء زيارته للجزائر أعلن مساعد الخارجية الأمريكية- بعد تصريحاته بتقديم المساعدة العسكرية للحكومة الجزائرية لدعمها ضد "الإرهاب"- بقوله "تحتاج الولايات المتحدة أن تتعلم الكثير من الجزائر بشأن طرق محاربة الإرهاب."
شكّلت صفقات إرسال السلاح الأمريكي إلى قوات الأمن الجزائرية انتهاكاً للقانون الدولي حسب منظمات حقوق الإنسان التي صرّحت بوضوح أن الحكومة الجزائرية مارست "اعتقالات عشوائية، خطف واختفاء وتعذيب" في حربها ضد المليشيات الإسلامية.
زعمت الولايات المتحدة أن تعزيز علاقاتها العسكرية قد يُحسن سجل حقوق الإنسان في الجزائر، لكن من الواضح أن هذا التبرير ذريعة وفي أفضل الأحول شكّل وهماً في سياق التوجه الأصيل للولايات المتحدة نحو دعم الأنظمة الدكتاتورية الموالية.
في فبراير/ شباط 2003 أعلنت منظمة مراقبة حقوق الإنسان اختطاف واختفاء سبعة آلاف مواطن جزائري بفعل ممارسات قوات الأمن الجزائرية- أعلى رقم للاختفاء في العالم منذ عقد باستثناء فترة الحرب البوسنية. ولغاية الوقت الحاضر لم تُعلن الحكومة الجزائرية عن مصير هؤلاء ولم تُقدم لعائلاتهم أجوبة عن مصير أحبائهم ولم يُحاسَب أي شخص عن اختفاء هذا العدد الضخم من المواطنين.
إذن لماذا هذا التظاهر الكاذب والرياء الوقح بادعاء الفضيلة في التعهد بتحقيق الديمقراطية في بلدان الشرق الأوسط؟ هل كان الخوف فقط من جبهة الإنقاذ الإسلامي أم أيضاً والأهم الثروة المعدنية الجزائرية بخاصة النفط والغاز!؟
تمتلك الجزائر 160 ترليون قدم مكعب من الاحتياطي المؤكد للغاز الطبيعي، في حين أن كميات الاحتياطي المحتمل يمكن أن تصل إلى 282 ترليون قدم مكعب. أكبر مصدر للغاز الطبيعي إلى أوربا والولايات المتحدة. بلغت صادرات الغاز الطبيعي الجزائري خمس الواردات الأوربية من الغاز لعام 2002- المرتبة الثانية بعد روسيا. ويساهم قطاع الهيدروكروبات مساهمة محورية في الاقتصاد الجزائري: 30% من الناتج المجلي الإجمالي، 60% من إيرادات الميزانية و 95% من قيمة الصادرات. تمتلك الجزائر سابع أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم وثاني أكبر دولة مصدرة للغاز، وتحتل المرتبة 14 في مجال الاحتياطي النفطي.
وأخيراً، فالدروس المستفادة هنا واضحة من فلسطين إلى الجزائر.. أن الولايات المتحدة ليست معنية بديمقراطية حقيقية، بل تريد فقط انتخاب حكومة تذعن لإرادة الغرب. وفي غير ذلك تكون كافة الخيارات قائمة من المقاطعة الاقتصادية ولغاية القمع العسكري الوحشي.
مممممممممممممممممـ
* U.S. “Democracy” in Aljeria, Aljazeera.com- 5 October, 2006.

ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلّما طال بقاء المحتلين، زاد ضعف الحكومة *
- لِمَنْ تذهب أرباح تجارة الأفيون الأفغانية؟ *
- ذرف دموع التماسيح على مأزق دارفور *
- إرهاب، تمرد، أم مقاومة؟
- ذرف دموع التماسيح على مأزق دارفور
- العراقيون لا يريدون الخراب- الديمقراطية الأمريكية
- بوش والإسلام: أقوال مقابل أفعال *
- أسد سوريا يقول- يجب على أمريكا أن تصغي *
- كيف أصبح الحال في -الشرق الأوسط- 1
- تشريع التعذيب !! *
- الصراع الفلسطيني القادم *
- قتلى الحروب الأمريكية تجاوزت ضحايا 11 سبتمبر
- مبعوث الأمم المتحدة: تصاعد غير مسبوق للتعذيب في العراق *
- كلمة الرئيس الفنزويلي في الأمم المتحدة- ثوروا في وجه الإمبرا ...
- عقاب جماعي ل: أنبار العراق *
- حان الوقت لبناء ديمقراطية حقيقة في- الشرق الأوسط *
- مستقبل قاس ينتظر الفَقْر في- العراق المجروح *
- المحرومون من حماية القانون: انتزاع الاعتراف بالقوة، التعذيب ...
- الاتحاد الأوربي قد ينشر قوات على الحدود اللبنانية- السورية *
- العراقيون- يُطوقون بغداد بالخنادق *


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - الديمقراطية الأمريكية في الجزائر *