أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالوهاب حميد رشيد - بوش والإسلام: أقوال مقابل أفعال *















المزيد.....

بوش والإسلام: أقوال مقابل أفعال *


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 10:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفجوة الواسعة بين أقوال بوش وأفعاله بالعلاقة مع الإسلام والمسلمين حكمت على خطابه بالفشل في الأمم المتحدة (19 أيلول/ سبتمبر). هذا الخطاب الذي لم ينجح لا في إرضاء المسلمين ولا في تهدئة روع المسيحيين من الرهاب/ الهلع الإسلامي Islamophobia.
لم يمضِ أسبوع على خطابه عندما تكلم مؤلف ونستون تشرشل- الصحفي، العضو السابق في البرلمان، حفيد رئيس الوزراء السابق- في الجامعة الأمريكية مُديناً "الإسلام المتطرف" بسبب تهديده الحضارة الغربية كما فعلت النازية والدولة السوفيتية، حسب قوله.1
أنكر بوش أن الغرب يقود حرباً ضد الإسلام، بقوله أنها "دعايات إعلامية propaganda كاذبة،" لكنه أكد أن بلاده مصممة على مواصلة "حربها على الإرهاب" و "صراعها الايديولوجي العظيم" مع بداية القرن الحادي والعشرين، وتحديداً ضد المسلمين والبلدان الإسلامية.
"بلدي يرغب في السلام"، قالها بوش لقادة العالم في افتتاح الدورة الحادية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، مضيفاً "المتطرفون وسطكم ينشرون دعايات إعلامية يدَّعون فيها أن الغرب متورط في حرب ضد الإسلام. هذه الدعايات كاذبة... نحن نحترم الإسلام."2 وفي تسجيل له يقول "الإسلام هو دين السلام"، ويمجد الإسلام لأنه "يلتزم بحرية الأديان."
هذه التعبيرات النادرة لاحترام الإسلام كان يمكن أن تُستقبل بترحاب من قبل المسلمين لو لم يُدفعوا للإهمال التام من قبل الأمريكيين في سياق مواصلتهم المستمرة ترديد الألفاظ المعادية للمسلمين: الإسلام الفاشست، الفاشية الإسلامية، التطرف الإسلامي، المتطرفون الإسلاميون، الإرهاب الإسلامي، المسلمون الإرهابيون، الإسلام الراديكالي..، الخ..
جاء خطابه في 19 سبتمبر موجهاً، بالتحديد، نحو "الشرق الأوسط" ذات الأكثرية الساحقة من المسلمين. أن غياب مجرد الإشارة إلى كوريا أحد أقطاب "محور الشر"، حسب بوش، يوحي على نحو كاف أن حربه العالمية الثالثة3 "على الإرهاب" أصبحت تتركز، تحديداً، على المسلمين في الشرق الأوسط.
"مع بداية القرن الحادي والعشرين، من الواضح أن العالم انهمك في صراع ايديولوجي ضخم بين المتطرفين الذي يستخدمون الإرهاب سلاحاً لخلق الرعب وبين الناس المعتدلين ممن يعملون من أجل السلام." قالها بوش لتحديد خطوط معركته في حربه العالمية الثالثة.
قبل أربعة أيام من كلامه هذا، شخَّص المتطرفين بأنهم "الإسلاميون" ممن "يريدون" فرض "ايديولوجيتهم على كامل الشرق الأوسط." وفي وقت سابق (العاشر من أغسطس/ آب) اقتبست CNN عن بوش قوله "هذا الشعب هو في حالة حرب مع الإسلام الفاشست."
كذلك حدّد مهمة الرجل الأبيض الانكلو- سكسون في القرن الحادي والعشرين بقوله "واجبنا أن ندافع عن الحضارة والحرية لدعم قوى الحرية والمعاصرة في كل الشرق الأوسط."4
كيف يمكن لعامة المسلمين أن يدركوا احترام بوش أو الولايات المتحدة عندما تقوم آلتهم الدعائية الإعلامية الضخمة إنتاج هذا الكم الجارف من المصطلحات المعادية للإسلام، بينما تقوم آلتهم الحربية الطاغية بتمزيق المجتمعات الإسلامية وإعادتها إلى ما قبل مرحلة الدولة الوطنية، بزعم الدفاع عن حرية الشعب الأمريكي. كيف يمكن لقائد تأمين حرية شعبه عندما يُحرم شعوباً أخرى من حريتهم!؟
يضيف أحد مؤيدي ايديولوجية بوش من المحافظين الجدد- رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق، غنغرش- مصطلح "الحرب العالمية الثالثة على الإسلام." ويقول "أن استراتيجية بوش ليست خاطئة، لكنها تتجه نحو الفشل،" جزئياً بسبب عدم تحديد وزن حرب عالمية ثالثة تنبثق بين الغرب وبين قوى الإسلام."5
محاولة بوش التفريق اللفظي بين الإسلام وبين المسلمين في دعايته الإعلامية لتبرير العسكرية الأمريكية العدوانية العقيمة، وسياسة السيطرة الخارجية الخائبة، محكوم عليها بالفشل.
بعد خمس سنوات من إعلان بوش الحرب على الإرهاب، اختُصرتْ هذه الحرب إلى الحرب على الإسلام. ولكن من غير الممكن استهداف كل المسلمين، بلدانهم ومنهجهم الإسلامي دون استهداف دينهم.
أن حربه العالمية، تهدف، في الغالب وبشكل محدد "الإرهاب الإسلامي." ففي خطوة متأخرة، ألغت إدارة/ وزارة الخارجية الأمريكية 36 منظمة، تضمنت 24 منها منظمات إسلامية. كذلك في قائمتها المكونة من 26 دولة وصفت أن شعوبها تمثل خطراً أمنياً عالياً على الولايات المتحدة، وفيما عدا كوريا الشمالية، تشكل البقية منها بلداناً إسلامية.6
المصطلحات الدينية التي يستخدمها بوش تكشف حقيقة حربه ألا دينية، تُعادي ليس عامة المسلمين، فحسب، بل أيضاَ الأقلية المسيحية الذين يُشكلون أعداداً كبيرة يعيشون وسط المسلمين لأن هذه الأقلية تشعر بأنها مهددة نتيجة تحريض بوش في ادعاءاته ضد المسلمين، مما يخلق بيئة عدائية قابلة للانفجار ضدهم يتلاعب بها نفس المتطرفين الذين يستخدمهم بوش كبش فداء في حربه الظالمة والعقيمة.
تجاهل الشرق الأوسط فرضية خاطئة تستخدم في بعض الأحيان لتبرير سياسة بوش الحربية وتعبيراته اللفظية الحمقاء ضد المسلمين. ولا يمكن الوثوق به طالما أن بلده يستنزف الثروة النفطية للمنطقة منذ قرن.
كافة المصطلحات اللفظية المعادية للإسلام لا تستطيع أن تحجب الحقيقة، وهي أن المسألة في جوهرها تنصب على النفط. لا خلاف على أن السيطرة على النفط وما تحققه من أرباح هي قمة أولويات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، خاصة وأن واشنطن لا تبني دعائم تعزيز منافستها مع الصين والهند من أجل السيطرة على هذه الثروة الاستراتيجية فحسب، بل أيضاً هي الآن في سباق حاد مع أوربا واليابان للسيطرة على هذه الموجودات الاستراتيجية التي تزيد قيمتها وتتصاعد أسعارها بصفة مستمرة، لأن من يضع يده على هذه الثروة، يستطيع أن يقود الاقتصاد الدولي والعولمة. من هنا انطلقت الحرب الأمريكية ضد أفغانستان القريبة من مستودع احتياطي النفط وسط آسيا، وأيضاَ الحرب على العراق كونه مستودعاً أضخم لاحتياطي النفط في الشرق الأوسط.
في أكثر مواقفه الصاخبة والمعبرة عن التناقض الذاتي، أعلن بوش "الحرية، بطبيعتها، لا يمكن فرضها، بل يجب اختيارها." لكنه لم يتردد أن يُملي أوامره، وبشكل متعجرف، على قادة العالم بعد جَلد المسلمين في قاعة الأمم المتحدة: "يجب" على العالم.. "يجب" على الأمم المتحدة.. "يجب" على الشعوب المحتشدة في هذه القاعة (الجمعية العامة للأمم المتحدة).. "يجب" على المسلمين في العالم.. "يجب" على "قادة" العراق.. "يجب" على الحكومة السورية.. ثم أصدر لحكومة حماس الفلسطينية، أمراً صريحاً "اخدموا الفلسطينيين.. اعترفوا بحق إسرائيل في الوجود.. احترموا الاتفاقات.. واعملوا من أجل السلام."
يتهم بوش الإسلاميين استخدام القوة لفرض أفكارهم على الآخرين في حين يستل سيفه ويرفعه على رقاب الآخرين لإملاء مهمة (سيطرة) الرجل الأبيض في القرن الحادي والعشرين لتحويل المسلمين نحو منظور جديد يخدم مصالح الولايات المتحدة.
لا غرابة أن تقرير المخابرات الوطنية تضمن "تعاظم المشاعر العدائية ضد الولايات المتحدة بين أغلب المسلمين،" وأنها "حركة ذات قدرة احتمالية على النمو بشكل أسرع من قدرة الغرب على مواجهتها خلال الخمس سنوات القادمة."7
ومع ذلك لا زال بوش غير قادر على التعامل مع السؤال القائل "لماذا يكرهوننا" وجوابه "يكرهوننا بسبب حريتنا." كلا يا سيد بوش، أنهم يكرهونكم بسبب إدارتكم والإدارات السابقة من قبلكم التي استمرت لعقود يحرمونهم من تحرير بلادهم وحريتهم ومواردهم وانتخاب حكوماتهم. ففي السياق التاريخي تمتد ممارستكم من إسقاط القائد المنتخب في إيران الخمسينات لتأميمه نفط بلاده وتبديلكم له بشاه إيران- الدكتاتور الفظ- ولغاية خنق الشعب الفلسطيني للضغط على وإسقاط حكومة حماس المنتخبة..
بادر بوش بأسلوب سخيف غير مقنع ومتعجرف فرض نفسه كمحرر للإسلام والوطن العربي، دافعاً بقوة "الديمقراطية" الأمريكية في سياق حملته لتغيير الأنظمة العربية والإسلامية باستخدام القوة العسكرية عند الحاجة.
الأكثر من ذلك أن المسلمين، وبخاصة العرب، واعون وحذرون جداً من أن نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي جعل الإسلام كبش فداء مفيد ومساعد لتعزيز القطب الأوحد الأمريكي. أن كتباً مثل كتاب المستشرق بيرنارد لويس (و) صاموئيل هنغنتون: تصادم الحضارات، تلقى شهرة واسعة في الغرب لأنهم طوروا فكرة أن الإسلام يُشكل التهديد الرئيس لـ "الحضارة" الغربية.
أنهم كذلك واعون وحذرون من أن هذه الحرب جاءت لفرض سيطرة أمريكية عالمية شاملة ودائمة، على شاكلة الإمبراطورية الرومانية باتجاه قلب المسلمين والإسلام والعالم العربي. من هنا فإن كافة أنظمتها مستهدفة عاجلاً أم آجلاً. أنها لا تُفرق إن كانوا إسلاميين معتدلين أو متطرفين، علمانيين أو ليبراليين، ملكيين أو جمهوريين.
مممممممممممممممممممممـ
* Nicola Nasser, Bosh and Islam: Words Vs Deeds, Aljazeera.com-29 September, 2006.
Notes
(1) Winston Churchill at the Union University on September 26. Reported by the
Baptist Press BP on Sept. 27, 2006.
(2) President Bush’s speech at the 61st session of the UN General Assembly on September 19, 2006.
(3)“WWIII” is a term used by the former Republican Speaker of the House of Representatives Newt Gingrich in a recent speech at the neo-conservative American Enterprise Institute (AEI); he was quoted by Jim Lobe, Asia Times on September 14, 2006.
(4) Bush’s news conference at the White House on Friday, September 15, 2006.
(5) Jim Lobe, Asia Times on September 14, 2006.
(6) Praful Bidwai, Inter Press Service, September 7, 2006. Reported by http://www.snpx.com
(7) The Washington Post on September 27, 2006.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسد سوريا يقول- يجب على أمريكا أن تصغي *
- كيف أصبح الحال في -الشرق الأوسط- 1
- تشريع التعذيب !! *
- الصراع الفلسطيني القادم *
- قتلى الحروب الأمريكية تجاوزت ضحايا 11 سبتمبر
- مبعوث الأمم المتحدة: تصاعد غير مسبوق للتعذيب في العراق *
- كلمة الرئيس الفنزويلي في الأمم المتحدة- ثوروا في وجه الإمبرا ...
- عقاب جماعي ل: أنبار العراق *
- حان الوقت لبناء ديمقراطية حقيقة في- الشرق الأوسط *
- مستقبل قاس ينتظر الفَقْر في- العراق المجروح *
- المحرومون من حماية القانون: انتزاع الاعتراف بالقوة، التعذيب ...
- الاتحاد الأوربي قد ينشر قوات على الحدود اللبنانية- السورية *
- العراقيون- يُطوقون بغداد بالخنادق *
- حملة الرئيس بوش: العودة إلى الأسس *
- هل دبَّرت الولايات المتحدة الهجوم على سفارتها في دمشق؟ *
- سراب الإدعاء بالنصر *
- هل ستقود سياسة الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في المنطقة ؟ *
- فشل- الحرب على الإرهاب *
- بوش يستحق: نزع سلطته 1
- هل كانت أحداث 11 سبتمبر تدبيراً أمريكياً؟ *


المزيد.....




- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالوهاب حميد رشيد - بوش والإسلام: أقوال مقابل أفعال *