أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - حرب ناعمة في زمن الحرب الخشنة














المزيد.....

حرب ناعمة في زمن الحرب الخشنة


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 7448 - 2022 / 11 / 30 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمنطق سيميو- سوسيولوجي صرف، لعبة كرة القدم كانت و ستظل بمثابة حرب ناعمة the soft war تدور رحاها بين الدول، و كل دولة تسعى إلى تحصين سيادتها/مرماها، مع تسجيل الأهداف في مرمى الدولة-الخصم.
لعبة كرة القدم-الحرب الناعمة، منذ ظهورها و انتشارها، تجسدت كبديل للحرب الخشنة، تقوم بوظيفتها على مستوى ممارسة التطهير catharsis في علاقة باللاشعور الجمعي، باعتماد معجم الحرب لكن دون إشعال نيران أو إزهاق أرواح !
منذ ظهورها و انتشارها كلعبة جماهيرية، تجسدت لعبة كرة القدم كطقس حربي ناعم يستعير معجمه من قاموس الحرب ( الخطة، الدفاع، الهجوم، التسديد، المناورة...) و على مستوى الشكل، لا يختلف فريق كرة القدم عن الفرقة العسكرية، أحد عشر لاعبا بزي موحد يمثلون دولة أو جهة أو مدينة... اللاعبون/المحاربون يدخلون الملعب الشبيه بساحة المعركة مجردين من السلاح، لكنهم مستعدون لمواجهة الخصم و إلحاق الهزيمة به، عبر خطة يضعها مدرب الفريق تجمع بين الهجوم على مرمى الفريق الخصم و بين الدفاع، و في كلا الوضعيتين تحضر المناورة كسلاح المباراة/ المعركة.
لقد كانت المباريات التي تجمع بين الدول المتصارعة دائما صورة مصغرة ناعمة عن الحرب (كوريا الشمالية - كوريا الجنوبية/ إيران- السعودية/ روسيا- أمريكا).. بل إن المباريات التي تجمع بين فرق تمثل جهات/قوميات متصارعة داخل الدولة الواحدة، لا تختلف عن سابقاتها ! ( البارصا/كاطلونيا الجمهورية- الريال/مدريد الملكية).
تظاهرة كأس العالم، المنظمة هذه الدورة في قطر، تزامنت مع الحرب الخشنة الجارية على الأراضي الأوكرانية، و التي تهدد بالتحول إلى حرب عالمية عابرة للقارات، في أي حين، و هذا يجعل هذه التظاهرة مختلفة عن سابقاتها من التظاهرات، و يحملها مسؤولية كبيرة في تطهير اللاشعور الجمعي العالمي، من خلال خوض حروب ناعمة على أٍرضية الميدان تعوض الحرب الخشنة المدمرة أو على، على الأقل، تخفف من وطأتها.
الحرب العالمية الناعمة جارية، الآن، في الصحراء العربية الممتدة، فهل يتخلص العالم من شحناته النفسية و يتجنب حربا نووية خشنة لن تبقي حيا على وجه البسيطة ؟
في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب) تنبأت المستشرقة الألمانية "زيغريد هونكه" بأن العالم كلما اختنق سيظل في حاجة إلى العرب ليطلقوا نسمة هواء صحراوية منعشة ! تقول "زيغريد هونكه": لعل مصيرنا سيتعلق بمصير العالم العربي، الذي سبق له أن غير، يوما ما، صورة عالمنا بشكل جذري . (ص: 13).
اليوم، بين كثبان الرمال العربية المتحركة، دول/شعوب العالم تتحارب، رمزيا، بوسائل ناعمة لتتطهر، نفسيا، فلعلها فرصة للتنفيس، على أرضية ملعب أخضر معشوشب بوجود حكم و جمهور !



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركوتينغ الديني
- أركون المزدوج.. وجهان لعملة فكرية واحدة
- مولد الإسلام.. تأملات نيتشوية
- هل دخل عبد الله العروي مرحلة النقد الذاتي ؟
- أنبوب الغاز نيجيريا-أوربا.. المغرب يحسم الصراع لصالحه
- المعرض الدولي للكتاب.. سوء تنظيم و تواصل مع الترويج للمثلية
- مقاربة عبد الله العروي لظاهرة الفولكلور .. بين التاربخانية و ...
- الكيان العلمانوي الفرنسي عاريا
- الأدب الفرنكفوني و إعادة تدوير Recyclage المتخيل الكولونيالي
- أضواء على مؤتمر حظر استعمال الدين في السياسة
- دير تومليلين .. إعادة تدوير المتخيل الكولونيالي
- مسلسل -فتح الأندلس- الفن في خدمة الجيواستراتيجيا
- الحرب الأوكرانية: المركزية الغربية ضد الفاشية البوتينية/السل ...
- فولوديمير زيلنسكي .. سلاح الشعبية في مواجهة سلاح الخبرة
- أمريكا تصطاد عدة طرائد بطلقة واحدة
- الصين و روسيا.. الخصوصية بين المعرفي و السياسي
- بوتين يبتلع الطعم الأوكراني.. نهاية روسيا كما نعرفها
- النموذج التنموي الجديد.. مساءلة الإطار المرجعي
- النموذج التنموي الجديد.. هل هي بوادر الانفلات من القيد الفرن ...
- الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من المنطق الإيديولوجي إلى المنطق ...


المزيد.....




- إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات ال ...
- -استهداف قيادة الفرقة 91 بثكنة بيرانت-.. -حزب الله- ينشر ملخ ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار طريق سريع جنوب الصين إلى 48 شخصا
- الأمن المصري يكثف جهوده لكشف ملابسات العثور على هيكل عظمي شم ...
- -كوميرسانت-: تم تفجير جسر القرم بقنبلة وزنها 10 أطنان -تي إن ...
- مسؤول عسكري أمريكي سابق يزعم استخدام السنوار رهائن إسرائيليي ...
- الداخلية الروسية تدرج أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكرا ...
- الجيش الأمريكي يعلن إسقاط ثلاث مسيّرات حوثية في اليمن
- المغرب يستعد لتسليم أحد أخطر زعماء العصابات المطلوبين لفرنسا ...
- -رويترز- تعيد نشر الخبر عن تصريحات كاميرون بشأن أوكرانيا بعد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - حرب ناعمة في زمن الحرب الخشنة