أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - ماذا بعد الكوميديا البرلمانية الهزلية؟














المزيد.....

ماذا بعد الكوميديا البرلمانية الهزلية؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7444 - 2022 / 11 / 26 - 15:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لو كانت قوى الممانعة قادرة على الإتيان برئيس من صفوفها لفعلت. المسألة لا تتعلق بعدد الأصوات. هي غير قادرة حتى لو كانت الأكثرية النيابية إلى جانبها، السبب هو أن مشروعها السياسي بلغ ذروته وهو في مرحلة الأفول. أما آن أن يتأكد رئيس البرلمان من ذلك؟ لم يعد المشهد مملاً فحسب بل إن المسرحية الهزلية بلغت حد التفاهة، لأنها تضمر استخفافاً بوعي المواطنين وإمعاناً في تعذيبهم على أبواب المصارف والمستشفيات وفي قهر الكثيرين منهم على أبواب الجوع والعوز.
نواب الأمة ينتظرون، هذا واضح كشمس الظهيرة. كلهم، على اختلاف مواقعهم في الموالاة أو في المعارضة، ينتظرون "الترياق من العراق"، ويستجدون المساعدة لا بالأموال فحسب بل بتوافق القوى الخارجية على رئيس للجمهورية اللبنانية.
أن يكون النافذون والمرشحون المعلنون والمضمرون في وضعية الانتظار فهذا أمر مفهوم، لكنهم، عن قصد أو عن غير قصد أو عن سوء نية، يجعلون من أعضاء الكتل المؤيدة لهم"كالعير في البيداء يقتلها الضما" والمقترعون مصادرة أصواتهم إلى أن تهبط عليهم التعليمة من خارج الحدود. إن في عملهم هذا تحقيراً معيباً لممثلي الأمة الذين يحقرون بدورهم من أولاهم الثقة من الناخبين.
يقول الشاعر، "بدون النظر إلى ساعة الحائط أو مفكرة الجيب أعرف مواعيد صراخي". الشعب قام بواجبه ولم يقصر أبداً. بدأ الصراخ في أعوام 2013 و2015 و2017 وبح صوته في 17 تشرين 2019 وأعلن الثورة على الفساد والفاسدين وعلى منتهكي الدستور والمتاجرين بالقمامة وبالمشاعر الطائفية، والبائعين كرامة الوطن، والمقوضين سيادة الدولة على أرضها وعلى حدودها. فماذا تنتظرون بعد، يا نواب الأمة، لتدافعوا عن كراماتكم الشخصية؟ أم أنكم ترتضون أن يؤتى بكم إلى القاعة لتكملوا أعداداً محسوبة بدقة إن حضرتم أو قاطعتم، ثم يقف بعضكم على منصة التصريح لينطق بلغوٍ من كلام العجزة والجهلة؟
ما كان لخطابي الممانعة وخصومها أن يسودا لولا رسوخهما في عقول كثيرين من جمهور المتحمسين على الجانبين. المؤيدون والأتباع على الجبهة الأولى ما زالوا يحلمون بعودة الشيخ إلى صباه وبإحياء عظام اليسار القديم والقوميات الشوفينية والأصوليات الدينية، ويتوهمون أن بإمكانهم تحرير فلسطين قبل أن تتحرر بلدان العالم العربي من أنظمة الاستبداد وأحزابه، وقبل أن تتركز في عقولهم مفاهيم صحيحة وسليمة عن الدولة والديمقراطية.
على الجهة المقابلة، يطالبون بعودة الدولة ويشهرون، في الوقت ذاته، أسلحة كلامية لا تستخدم إلا في الحروب الأهلية، فيستعيدون بطولات الماضي ويستذكرون الشهداء وينددون بالقتلة ويرمون في وجه الثنائي الشيعي حرم العزل الذي سبق أن رمي ذات يوم في وجه الكتائب والجبهة اللبنانية، أو ينشدون، حين ييأسون، تقسيم الوطن غير القابل للتقسيم إلى فدراليات يصيح فيها ديوك الطائفية كل على مزبلته.
سلاح حزب الله جزء من أزمة، لكن ليس هو الأزمة. وخطأ حزب الله لا يكمن في سلاحه، فهو بهذا السلاح حرر الوطن من الاحتلال. خطأه سياسي كأخطاء من سبقوه إلى مغامرة إلغاء الوطن والدولة، والحلول سياسية أيضاً. مشروع الشيعية السياسية ليس وحده الانتحاري، فقد سبقته لاحتكار السلطة وممارسة الاستبداد في الحكم قوى حملت هي الأخرى أوهاماً أصغر من الوطن أو أكبر منه وأحلاماً سلطوية استقوت بالخارج واستدرجته، ثم انتهت قبل أن تصحو على هزائمها.
الإصلاح مستحيل إذا تولاه دعاة الحرب ولهذا فهو صعب بالتأكيد على حزب الله الذي ينتظر الخارجون من عقل الحرب الأهلية خروجه هو الآخر منها ليباشروا ورشة إعادة البناء. ولن ينجحوا إلا إذا انطلقوا من النقطة التي بدأ منها تدمير الدولة.
بالعودة إلى الدستور يبدأ الحل والإصلاح ويعاد بناء الدولة. أما كيف نبدأ من السياسة لا من السلاح فالوطن غني بالكفاءات وللحديث تتمة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد الوطني أم عيد الاستقلال؟
- صراع سياسي أم بين حضارتين وثقافتين؟
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(1)
- رئيس توافقي أم تعطيل توافقي؟
- نواب الثورة : دعسة ناقصة
- تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله
- القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات
- تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين
- -جمّول- و أطلالها
- تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟
- مع روسيا أم مع أوكرانيا؟
- بين خطبة الوداع وخطاب القسم
- مات مازن
- متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها
- تصريحاتهم -ناسخ ومنسوخ-
- الثورة صنعت نواباً فهل تصنع رئيساً؟
- نواب الثورة: احذروا مناوراتهم التافهة
- نواب الثورة: ادخلوا لعبة التعطيل
- لا تجيبوا على أسئلة مفخخة


المزيد.....




- -في زيارة أخوية-.. أمير قطر يصل الإمارات ومحمد بن زايد في مق ...
- وكالة: مخابرات الكونغو الديمقراطية تنجز التحقيق في محاولة ال ...
- ناريندرا مودي يقترب من فترة ولاية ثالثة -تاريخية-
- طهران تستضيف مؤتمرا لدعم غزة
- الدفاع الروسية: تحرير بلدة جديدة في دونيتسك وإسقاط طائرتين ح ...
- بعد تزكيته ومبايعة مجلس الوزراء.. أمير الكويت يعين الشيخ صبا ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي السفير الصيني على خلفية موقف بكين ...
- إعلام إسرائيلي: جندي يلقي قنبلة على مدخل مبنى وزارة الدفاع
- آخر تطورات اختفاء مواطن سعودي في مصر (فيديو)
- المدرب -المميز- البرتغالي جوزيه مورينيو يخوض تجربة جديدة في ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - ماذا بعد الكوميديا البرلمانية الهزلية؟