أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صالح مهدي عباس المنديل - امراض المجتمعات الليبرالية















المزيد.....

امراض المجتمعات الليبرالية


صالح مهدي عباس المنديل

الحوار المتمدن-العدد: 7441 - 2022 / 11 / 23 - 14:27
المحور: المجتمع المدني
    


الأحزاب المتهالكة: بني النظام الديموقراطي المبني على حرية الفرد و الأقتصاد الحر الذي يترك سوق البضائع و العمل لتحديد الأسعار و الأجور، على وجود احزاب تتنافس على السلطة. هذه الأحزاب تدار من قبل اناس يدعون انفسهم ساسة عادة مدى الحياة. يعتمدون على اصوات الناخبين من اجل الوصول الى السلطة اذ تناست هذه الأحزاب المعنى الأستسي للديموقراطية و الأسس الليبرالية و تحول الساسة الى موظفين يتسابقون من اجل المناصب و يعملون كل ما امكن لأجل ذلك. بمرور الزمن اصبحت هذه الأحزاب غير امينة اذ تم اختراقها بصورة نظامية من قبل اصحاب رأس المال و المتنفذين و الشركات الكبرى عن طريق التمويل. لان هذه الأحزاب تحتاج الى رأس المال من اجل عملها و ادارة حملاتها الأنتخابية. و بهذا توجب على الساسة الأنصياع الى رغبات الشركات و المتنفذين بصورة مباشرة او غير مباشرة اي اصبح الساسة تحت رغبات المتنفذين مما ادى الى تسلط هؤلاء برقاب الناس بشكل غير مباشر. لابد للقارئ هنا ان يستنتج ان العملية الأنتخابية اصيبت بمرض ليس له شفاء ما لم توجد البدائل المناسبة. خذ على سبيل المثال القانون الأمريكي الذي يسمح لأي شخص بالترشيح الى منصب الرئاسة، لكن فرص النجاح لشخص خارج المنظومة المؤلفة من حزبين فقط قليل جدا جدا بل معدومة. و هذا يعتي ان العملية ليست انتخابات حرة و ان مصيرها معروف الى حد ما و هذا يتناقض مع القيم الليبرالية.

انعدام الثقة بين الناس:
عمدت الأنظمة الحديثة منذ نشوء الليبرالية على التركيز على الحرية الفردية او الأنفراد الفكرة التي افرزت الصراع بين الفرد و المجتمع ، مثال على هذا هو الضرائب التي يدفعها الشخص من اجل بناء مؤسسات عامة، اذ يحاول الفرد ان يدفع اقل ما يمكن مقابل دائرة الضرائب التي تحاول ان تجبي منه اخر دولار. كذاك المؤسسات العامة فيها انظمة الحساب و العقاب و الرصد و التدقيق ، مما جعل من مصلحة الموظف التجسس على زميله بطريقة تختلف قليلاً عن مهمة المخبر السري لأغراض الترقيات على حساب الآخر، الجميع يراقب الجميع ، بينما في الدول النامية تكون العلاقات الأجتماعية قوية و اكثر صحة. لذا تجد العمل بدأ يشكل ضغطا نفسيًا على كاهل الأنسان.

انعدام الثقة بالأنتخابات:
بسبب طبيعة العملية السياسية المصطنعة و تأثير رأس المال على مسرى الأنتخابات فقدت الناس الثقة بالعملية السياسية و انخفض عدد الناس الذين يدلون باصواتهم في الأنتخابات. الناس تعودو على وعود و عهود من الساسة الذين سرعان ما يتنصلون منها بعد انتخابهم. كذاك كون الأمر محصور على حزبين عادة في الدول الناطقة بالأنگليزية اصبحت العملية مقننة و انعدمت الفرص للآخرين. ترى ان الفوز عادة ما يكون بأقلية بسيطة مما ادى الى استقطاب المجتمع الى جهتين مثل ترامب و الأمريكان البيض ضد الديموقراطيون و الأحزاب اليسارية التي تستقطب السود و الأقليات و اليساريين و الأشتراكيين.

الفساد الأداري
على الرغم من كل الضوابط و اجهزة التدقيق فلم يقضي ذلك تماما على الفساد الأداري. المحسوبية من اكثر انواع الفساد الأداري فهي طاغية في التعيينات للمناصب المهمة في جميع اجهزة الدولة، تسير المحسوبية بشكل تام السرية و بطريقة دقيقة و محسوبة بحيث يمكن الدفاع عنها و التخلص من المسؤولية بشكل ناجح اذا وصلت القضايا الى المحاكم. الرشوة في الدول المتقدمة قليلة و لكن موجودة باشكال طفيفة على شكل هدايا او سفرات او تبادل المنافع بشكل آخر. و اوضحها تمويل الشركات الكبرى للحملات الأنتخابية مقابل خصم في الضرائب و امتيازات مستقبلية. الأنتخابات الأمريكية مثل واضح جدا، لان اي رئيس ينتخب لابد ان يقدم فروض الولاء الى الصهيونية و الشركات التي تعود لليهود تمول سخص ضد آخر بما يتناغم مع مصلحة اسرائيل.

الفوارق الطبقية:
عمد النظام الليبرالي على تقليل الفوارق الطبقية بين ابناء المجتمع و كان النظام ناجح الى حد ما. اذ جعل معظم ابناء المجتمع من الطبقة الوسطى الميسورة. و لكن السوق الحر و امتيازات الضرائب خلقت مشكلة كبرى و هي إن الأغنياء ازدادوا غنى و الفقراء ازدادوا فقراً. هناك احصائية اجريت في استراليا عام 2010 اثبتت ان 70٪ من الناس يكونون مفلسين اذا توقف عملهم الى مدة ستة اسابيع مما يدل على ان الطبقة الوسطى لا زالت فقيرة. اما في امريكا فيعتقد ان 1٪ من الناس الذين هم الإغنياء يملكون اكثر من الطبقة الوسطى برمتها. نتائج هذه الظاهرة ادت الى زيادة الظغط النفسي، الشعور بالعزلة، ارتفاع نسب الأنتحار. 35٪ من الناس في استراليا يعانون من العزلة. كذلك يقضي النسان عمره في عمل مضني و يتقاعد فقير، غالبا بدون تأمين صحي اذ يلجأ الى المستشفيات العامة حيث الخدمة عادة اقل من مستوى المؤسسات الأهلية. كذلك فُرزت طبقة لا بأس بها من الناس ذوي الأمراض النفسية و الأدمان على المخدرات و الكحول هذه الطبقة فقيرة الى حد كبير تسكن في بيوت متهالكة عادة بالأيجار و يعيشون على المعونة الأجتماعية و هم 18٪ من الشعب في استراليا،

الأغنياء يتنصلون من الضرائب
رأس المال اصبح هو الحاكم الفعلي، اذ يستطيع الأغنياء تمويل الأنتخابات لذلك في المقابل فان السياسيين يصبحون العوبة في يد الأغنياء من اجل تشريع قوانين من اجل خفظ الضرائب على الشركات الكبرى. مثال على ذلك في استراليا تصل الضرائب الى نسبة 46٪ . اما الشركات فالنسبة العليا تصل الى 25٪ كحد اعلى. مما ادى الى ازدياد الأغنياء ثراء و ازدياد الفقراء بؤساً.

انعدام صوت الأقليات:
ظاهرة استثناء الأقليات من الحياة العامة ظاهرة متجذرة في كل المجتمعات و لكن حال الأقليات في الدول المتقدمة لم يتحسن مع النمو .، الأفارقة و السكان الأصليين في امريكا و استراليا لا وجود لهم في الحياة العامة او القرارات السياسية. كذلك مستواهم الأقتصادي و التعليمي و الصحي سيء الى حد بعيد لا يتناسب مع التطور الذي وصلت اليه هذه البلدان. كذلك يعاني المهاجرين من كونهم شريحة يمكن ازاحتها عن الخط العام للحياة و النمطية و النظرة الدونية.



#صالح_مهدي_عباس_المنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السجون و حقوق الأنسان
- الطبيعة البشرية، خير ام شر و تأثير الحضارة عليها
- مادا حصل للعالم في سني الكورونا
- كليات الطب الأهلية
- حقيقة صراع الحضارات
- سر العداء بين هتلر و اليهود
- ما اشبه اليوم بالبارحة
- الأمل المفقود
- الولي الفقيه و الأنظمة الشمولية
- لابد من تشرين
- الشوفينية عند الولي الفقيه
- تغيير انظمة الحكم
- حقوق الأنسان
- المفهوم المعاصر للمساواة
- هكذا صودرت الحريات في الدول الليبرالية
- مفهوم الحرية
- الانسان ، غاية ام وسيلة
- لماذا فشلت الشيوعية
- لماذا سيفشل السوداني
- الصداقة في مجتمعنا


المزيد.....




- ?غضب الجامعات يصل الكويت.. طلاب وأكاديميون يتظاهرون تضامنًا ...
- هيئة الأسرى: سياسة الإحتلال بحقّ الأسرى لم نشهدها منذ عام 19 ...
- قلق في إسرائيل من مذكرات اعتقال قد تصدرها المحكمة الجنائية ا ...
- هآرتس: شهادة فلسطيني مفرج عنه عن التعذيب والاعتداء الجنسي بس ...
- مصر.. إعدام فتاة ارتكبت جريمة هزت البلاد
- عمدة كييف: عودة اللاجئين الأوكرانيين من ألمانيا ستمثّل تحديا ...
- الاتحاد الأوروبي يدين تشريع البرلمان العراقي قانونًا يجرم -ا ...
- مسئول إسرائيلي يدعو بايدن لمنع مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وجال ...
- هيئة الأسرى الفلسطينيين: سياسة الاحتلال بحق الأسرى لم تشهدها ...
- أيرلندا تهدد بإعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صالح مهدي عباس المنديل - امراض المجتمعات الليبرالية