أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صالح مهدي عباس المنديل - السجون و حقوق الأنسان














المزيد.....

السجون و حقوق الأنسان


صالح مهدي عباس المنديل

الحوار المتمدن-العدد: 7439 - 2022 / 11 / 21 - 13:05
المحور: المجتمع المدني
    


لطالما خطرت على بالي عقوبة السجن، هذا الوحش المخيف الذي اقرن اسمه بأماكن مثل ابو زعبل، نقرة السلمان ، ابو غريب و اسماء اخرى كثيرة. كذاك يقترن اسم السجون بالجرائم مثل القتل و الخيانة الوطنية و السرقة و الأغتصاب و تجارة المخدرات و الصراعات السياسية و غيرها كثير من الآفات الأجتماعية. يبدو ان عقوبة السجن فرضت على المخالفين من قدم العصور، حيث جاءت الجرائم الى حياة الأنسان مع بدأ الحضارة. السجن حدده المشرّع كعقوبة رادعة لمن يعتدي على حقوق الآخرين الخاصة او الأعتداء على الحقوق العامة اي التي هي ملك الدولة او المجتمع.
الحقوق مصانة في جميع الشرائع و لا يجوز الأعتداء عليها ثم لابد من قانون يحدد العقوبات و دولة تحتكر القوة من اجل المحافظة على تطبيق تلك القوانين و من هنا تولدت فكرة السجن. في المجتمعات البدائية كانت عقوبة من يخل بالأمن او يعتدي على حقوق الآخرين هي النفي و يوجد مثل مهم منها في التاريخ العربي و هم الخلعاء او الصعاليك ، اذ لم تكن لدى القبائل سجون تخصص للجرائم. و كانت هذه المجتمعات تقتص ممن يقتل و لكن من يرتكب جرائم اخرى بصورة متكررة، اؤكد هنا على تكرار الجريمة، لأن هؤلاء اشخاص يستهترون و يتنمرون على الآخرين و هذه عقوبة جيدة في ذلك الزمان و قد أصبحت غير ممكنة في الحياة المعاصرة بسبب المدنية التي يعيش فيها مجتمعات كبيرة جداً.
اعتراضي على عقوبة السجن سأجمله في النقاط الآتية:
1. ان السجن هو مصادرة حق اساسي من حقوق الأنسان و هو الحرية الفردية التي اعتبرها المشرعون و الفلاسفة مثل جون لوك على انها مثل حق الحياة، امر لا يجوز لأحد ان يتصرف به غير الشخص نفسه. عمد المشرع الأمريكي في بداية تأسيس النظام الليبرالي الحديث ان يحدد الحرية على انها حق للفرد لا يجوز لأحد ان يتصرف به مثل حق الأنسان في العيش الذي على اساسه أُلغيت عقوبة الأعدام. فاذا كان ذلك النظام اساسي خالي من التنقاض سيستنتج القارئ انه من المنطق الغاء عقوبة السجن و استبدالها بعقوبات اخرى.
2. السجن في العصر الحديث بني على انه اصلاح للنفوس، لذلك تجد الدولة تستخدم الباحث الأجتماعي و الطبيب و اخصائي علم النفس محاولة لأصلاح الفرد لكي يكون مواطن مؤتمن عند اطلاق سراحه و لكن كل المؤشرات تدلنا ان خريج السجون شخص منهك نفسيا و أخلاقيا و غالبهم يكررون الجرائم اما بسبب العداء الأجتماعي او ان طبيعتهم العدوانية لم تتغير و في بعض الأحيان من اجل العودة السجن لان الشخص تصبح له ارتباطات صداقة مع سجناء آخرين. و قلما يتم الأصلاح.
3. الخدمات الصحية في السجون سيئة جداً و هذا يخل بحق آخر من حقوق الأنسان تبنته الأمم المتحدة في عام 1967، لذلك يموت كثير من السجناء في السجن لأسباب طبيعية.
4. السجن ما هو الا فرانكشتاين ، مخلوق خارج عن السيطرة مخاطره على السجين كثيرة جداً و هي الاعتداءات الجسمية و الجنسية التي تدمر حياة السجين. اما التنمر و المخدرات فقلما يسلم منها سجين. لذا نجد ان السجن غالبا ما يحول الشخص الى كائن غير قابل للتأهيل
5. يكون السجين عرضة للتعذيب من قبل السجان و هذا امر مستشري في الدول العربية، يجب ان ندرك ان السجين فقد حريته بطريق لابد من وصفها بأنها تعسفية، لان الحرية حق مطلق، تحول بمرور الزمن الى حق محدود، لكن يبقى السجين انسان له جميع الحقوق الأخرى.
6. ان السجن هو اسوأ مؤسسات الدولة له نفقات كثيرة دون مقابل اقتصادي، عليك ان تفكر لو تم استخدام السجناء بطريقة انتاجية.
هناك البدائل عن السجن التي شرعت في الدول المتقدمة اقتصاديًا مثل الغرامة او العمل او الأقامة الجبرية او العقوبات المعنوية. انا هنا لا اعني ان من يقتل شخص يمكن ان تفرض عليه الأقامة الجبرية لان القصاص في هذه الحالة افضل ان يكون الأعدام لان عقوبة السجن طويلة الأمد تنهي كل شئ فعند اطلق السراح يكون قد تقدم به السن، و لن تجد من يكفله في المجتمع و يصبح عالة على الرعاية الأجتماعية. و كل ما دون القتل يمكن ايجاد له بدائل عن السجن. في هذا العصر المتقدم لابد للمشرعين و علماء الأجتماع من التفكير بحلول بديلة عن هذه المؤسسة المشؤومة السوداء التي تذل الأنسان و تخل بكرامته و تدمر صحته و تعرضه لضغوط و امراض نفسية لا تستجيب لعلاج. يضاف الى ذلك ان السجن مؤسسة استهلاكية و قد تبين انها لا تصلح احد.



#صالح_مهدي_عباس_المنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيعة البشرية، خير ام شر و تأثير الحضارة عليها
- مادا حصل للعالم في سني الكورونا
- كليات الطب الأهلية
- حقيقة صراع الحضارات
- سر العداء بين هتلر و اليهود
- ما اشبه اليوم بالبارحة
- الأمل المفقود
- الولي الفقيه و الأنظمة الشمولية
- لابد من تشرين
- الشوفينية عند الولي الفقيه
- تغيير انظمة الحكم
- حقوق الأنسان
- المفهوم المعاصر للمساواة
- هكذا صودرت الحريات في الدول الليبرالية
- مفهوم الحرية
- الانسان ، غاية ام وسيلة
- لماذا فشلت الشيوعية
- لماذا سيفشل السوداني
- الصداقة في مجتمعنا
- ادارة الدول العربية


المزيد.....




- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...
- أزمة مياه الشرب تزيد محنة النازحين في القضارف السودانية
- الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بشأن تنصيبه
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود
- -كرّمها بلينكن-.. القضاء التونسي يأذن بالاحتفاظ برئيسة جمعية ...
- الأمم المتحدة: مخزونات الغذاء بغزة تغطي الاحتياجات من يوم إل ...
- كاميرا العالم تنقل جانبا من معاناة النازحين الفلسطينيين في ر ...
- اعتقال اثنين من ضباط حرس الدولة الأوكراني.. كييف تعلن إحباط ...
- العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صالح مهدي عباس المنديل - السجون و حقوق الأنسان