مخالب الضباع التعطيلية

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7429 - 2022 / 11 / 11 - 23:01
المحور: سيرة ذاتية
    

في غضون عام ونصف العام، وفي وزارة قيادية تتألف من 12 مؤسسة تنفيذية، وفي كل مؤسسة مئات الأقسام والشعب والوحدات الإدارية، يتعذر على أي عبقري التكهن بتوجهات المدراء ونواياهم، ويصعب عليه التنبؤ بما يحملونه من برامج تعطيلية يراد منها إفشال المشاريع المستقبلية المرشحة للتنفيذ، وبخاصة عندما تختفي مبادئ السلوك المهني، وتتلاشى اخلاقيات الوظيفة العامة بتحريض من القوى السياسية الراغبة بإسقاط الآخر وإخراجه بأي ثمن من حلبة المنافسة. .
فبعض الاحزاب في العراق لا تعبأ بمتطلبات المصلحة الوطنية، ولا تكترث بها، وتسعى جاهدة لإضعاف المدراء الذين يرتبطون بكيانات حزبية مناوئة، اما إذا كان الوزير (الهدف) من طبقة التكنوقراط، فلن تأخذهم فيه رأفة حتى لو كان في طليعة المتألقين والمتفوقين. .
ولست مغالياً إذا قلت: ان حملات عدم السماح لمطار كركوك بالاشتغال، كانت ضمن التوجهات التعطيلية، على الرغم من حجم الموارد المالية، التي يحققها المطار لوزارة النقل، ولمحافظة كركوك، ولسلطة الطيران، فتسببوا في تعطيله على مدى خمس سنوات متواليات. .
واذكر ان مشروع التشغيل المشترك بين ارقى الشركات الفرنسية المتخصصة ببناء السفن والزوارق، وبين المسفن البحري العائد للموانئ، كان من ضمن المشاريع التي أودت بها معاول التعطيل في البصرة. .
وكنا نخطط جادين لتنفيذ مشروع تأهيل شاطئ شط العرب (في التنومة) المقابل للكورنيش، والذي يبلغ طوله 1500 مترا، لكن مشروعنا قوبل بالرفض بحملة قادها المهرجون والمبغضون. .
اما أغرب المواقف التي واجهتها بنفسي، فكانت عندما قمنا بمسح وفرز وتحديد ملامح أرض النجيبية بهدف تخصيصها كقطع سكنية لموظفي الموانئ بالبصرة، ‏حيث فوجئنا بقوة سياسية، اقتحمت الموقع ببلدورزاتها، وباشرت برفع العلامات واقتلاع الأساسات، ثم طمست معالم الارض، وشوهت صورتها، بهدف حرمان الموظفين من حق التمليك، وحتى لا يُحسب المشروع من منجزات (الخصوم). .
لكن اللافت للنظر ان معظم المدراء الذين تورطوا في تعطيل مشاريعنا، أصبحوا بعد مغادرتنا الوزارة من المكرّمين والمدعومين سياسياً، ونالوا المواقع المتقدمة من صنف الدرجات الخاصة، ذلك لأنهم كانوا من مخالب الضباع التعطيلية، لكننا لم نكتشفهم إلا بعد فوات الأوان. . .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل