السيرة الذاتية للمناضلة الأشتراكية :ألكساندرا لفوفنا سوكولوفسكايا ( 1872- 29 أبريل 1938).

عبدالرؤوف بطيخ

الحوار المتمدن-العدد: 7425 - 2022 / 11 / 7 - 04:32
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

(الكسندرا سوكولوفسكايا:السيرة والإبداع والعمل والحياة الشخصية).

[1] كانت ثورية ماركسية روسية وزوجة ليون تروتسكي الأولى. لقيت حتفها في عمليات التطهير الكبرى قبل عام 1938.
ولدت ألكسندرا لفوفنا سوكولوفسكايا عام 1872 في مدينة فيركنيدنيبروفسك التي تنتمي إلى مقاطعة يكاترينوسلاف. الآن هي منطقة دنيبروبيتروفسك. لم تكن الأسرة غنية ، لكنها متعلمة وذكية. كان والد الكسندرا شعبويا.
تؤكد بعض المصادر أن اسمه لم يكن ليف بل ليب. كان من الممكن أن يكون سوكولوفسكايا يهوديًا بالجنسية.
لكن هذه البيانات لم تسجل حتى في الوثائق مع قائمة ضحايا القمع حيث تم إدراجها.

• السنوات الأولى
كان والد سوكولوفسكايا ، ليف سوكولوفسكي ، نارودنية ، يشجع أطفاله على الوقوف إلى جانب الثوار.
أصبحت ألكساندرا ماركسية وهى مازالت طالبة في جامعة أوديسا. في عام 1896 ، انضمت إلى مجموعة نارودنيك في نيكولاييف بأوكرانيا ، نظمها بستاني يُدعى فرانز شفيجوفسكي ، قام أيضًا بتجنيد ليون برونشتاين البالغ من العمر 16 عامًا ، والذي أطلق لاحقًا اسم تروتسكي.
كان سوكولوفسكايا الماركسية الوحيدة في المجموعة:
جميع الآخرين كانوا من النارودنيك ، بما في ذلك برونشتاين ، الذي كان "أشد خصوم سوكولوفسكايا مرارة".
[2] في عام 1897 ، أسست سوكولوفسكايا وأخويها إيليا وغريغوري اتحاد عمال جنوب روسيا في نيكولاييف ، والذي انضم إليه برونشتاين أيضًا.لقد جندوا حوالي 200 عامل مصنع وعمال رصيف ، قبل إلقاء القبض على المنظمين ، في يناير 1898.

بعد أن تم نقلهما عبر عدة سجون ، تزوجت سوكولوفسكايا وبرونشتاين - ضد معارضة والديه – على يد قسيس يهودي في سجن موسكو في عام 1900. بحلول ذلك الوقت ، تحول برونشتاين إلى الماركسية. تم ترحيلهم معًا إلى أوست كوت في شرق سيبيريا.
كتب تروتسكي لاحقًا:
كانت ألكسندرا سوكولوفسكايا قابلة عن طريق التعليم.
لقد كانت تسعى جاهدة لمكافأة الأنشطة منذ الطفولة. للعمل في هذا التخصص ، كان عليها إكمال دورات متخصصة خاصة في جامعة أوديسا. لكن الفتاة كانت تنجذب دائمًا إلى الحياة الاجتماعية والسياسية. بدأت بالفعل في سن مبكرة في قيادة الأنشطة الثورية التي جذبت إخوانها إليها. لكن العمل احتل أيضًا أحد الأماكن الرئيسية في حياة ألكسندرا ، لذلك قررت الفتاة التخرج من مدرسة القابلة في مستشفى الولادة في أوديسا. علاوة على ذلك ، لم تتطور حياتها المهنية في هذا الاتجاه. تحررت ألكسندرا من التحيز ، وانتقلت إلى مدينة نيكولاييف عام 1890 وأصبحت:
• ماركسية ثورية
• شعبوية.
• ديمقراطية اجتماعية.
بعد ستة أعوام (1896) من هذه الأحداث ، نظم سوكولوفسكايا "اتحاد عمال جنوب روسيا" خلال هذه السنوات ، دعمت الحركة الماركسية بالكامل ، وشاركت بنشاط مبادئها ، وعملت مع الشباب ، وشاركت في الدعاية.
• الحياة الشخصية والأنشطة الاجتماعية
شغلت ألكسندرا لفوفنا أحد أهم المناصب في اتحاد عمال جنوب روسيا. لقد منحها ولائها المطلق للاشتراكية وافتقارها التام لأي طموح شخصي لها سلطة أخلاقية لا جدال فيها. العمل الذي كنا نقوم به يربطنا ببعضنا بشكل وثيق وهكذا لتجنب الانفصال ، تزوجنا في سجن النقل في موسكو.

[3] ضمت الدائرة الثورية التي شكلتها ألكسندرا سوكولوفسكايا أيضًا ليف برونشتاين (تروتسكي)الذي كان في ذلك الوقت يبلغ من العمر 16 عامًا فقط. كانت الكسندرا أكبر منه بسبع سنوات. في اتحاد عمال جنوب روسيا ، كانت ألكسندرا هي القائدة التي لا شك فيها ، وهي ماركسية ساحرة فتنت الكثير من الشباب. جذبت ملامح الوجه الصحيحة ، والشكل النحيف ، والشعر الرائع أعضاء نارودنايا فوليا الآخرين. كان الجميع يحب هذه الفتاة قليلاً. لم يتأثر الشاب تروتسكى بجاذبية ساشا ، لكنها شددت على أن لديها "عينيًا لطيفًة وعقلًا حديدا". قدمت أعمق التفاني للاشتراكية وتجاهل وغياب تام للحياة الشخصية جعلت من ألكسندر سوكولوفسكايا يتعذر الوصول إليه ومدهشًا. في دائرة الثوريين ، لديها صورة شخص موثوق صارم وغير متوقع. لكن تبين أن تروتسكى كان شابًا مستبدًا وحازمًا لقد فاز بسرعة بقلب ألكسندرا.
من المعروف أنه بعد عام من لقائهما ، توطدت علاقتهما ، وفي عام 1898 تزوج العاشقان. دعونا نقدم زوجها للاتجاه الماركسي ، لم تكن الكسندرا تشك في أنها وجدت حليفًا موثوقًا به لسنوات عديدة. في نهاية يناير 1898 ، تم القبض على سوكولوفسكايا وتروتسكي. حتى عام 1902 ، كانا معًا في البداية في السجن ، ثم في المنفى في شرق سيبيريا. في سجن الإسكندر كان لديهم ابنتان زينيدا فولكوفا (1901-1933).
[4] ونينا نيفيلسون (1902-1928) ، وكلاهما توفيا.

[5] عندما فكر برونشتاين في الهروب من سيبيريا (بمفرده ، بالضرورة) في صيف عام 1902 ، على الرغم من أن ابنتهما الصغرى تبلغ من العمر أربعة أشهر فقط أخبرته سوكولوفسكايا أنه "يجب عليه ذلك" لأن "واجب الثورة فوق كل شيء آخر بالنسبة لها ، وفوق الاعتبارات الشخصية خاصة ".

[6] أصبحت زوجة ليو. تزوجا من قبل حاخام حسب العادات اليهودية. يذكر في سيرة سوكولوفسكايا أن والديها وافقا على زواج ابنتهما من شاب قوي الإرادة.
لكن عائلة برونشتاين عارضت هذا التحالف. في أرشيف الولاية لمنطقة نيكولاييف ، تم الاحتفاظ برسالة إلى حاكم إيركوتسك من والدي تروتسكي. لقد طلبوا عدم السماح بالزواج ، لأن سوكولوفسكايا أكبر من ابنهم ومن الواضح أنها ضللته.

• بعد الفراق
بقيت الكساندرا في المنفى حتى ثورة 1905 ، عندما كانت حرة لفترة وجيزة لكن تم ترحيلها مرة أخرى بعد قمعها. ترعرعت بناتهم في الغالب على يد ديفيد وآنا برونشتاين ، والدا تروتسكي الأثرياء ، في يانوفكا ، أوكرانيا. تم إطلاق سراحها أخيرًا من قبل ثورة فبراير عام 1917 ، بعد فترة من السجن والنفي التى استمرت لأكثر من 19 عامًا ، وتمكنت من العيش في بتروغراد مع بناتها ، اللائي كن الآن في سن المراهقة. كانت مؤسسة (اتحاد الشبيبة - Komsomol )في بتروغراد ، وقامت بتحرير صحيفة اتحاد الشبيبة في المدينة لمدة 16 عامًا.
لمدة تقدر من عام ، الى خمس اعوام ، بقي تروتسكي في سيبيريا.
ولكن في عام 1902 هرب من المنفى.سافر ليو إلى الخارج ، وترك زوجته مع ابنتين صغيرتين. لاحقًا ، كتبت ألكسندرا سوكولوفسكايا أنها وافقت على هروب زوجها ولم تعارضه. أكد تروتسكي نفسه أنه ترك زوجته بسبب دين ثوري. تشير بعض المصادر إلى أن الماركسية نفسها دعت والد أبنائها للهروب لمواصلة قضية نارودنايا فوليا.
في الخارج ، دخل ليون تروتسكي في زواج مدني مع الثورية الشابة ناتاليا سيدوفا. تذكر القصة أن الكسندرا لم تطلق زوجها قط. لذلك ، أصبح أبناء صديقة جديدة غير شرعيين. بالكاد استسلمت سوكولوفسكايا للخيانة ولم تظهر معاناتها بكل قوتها. يُعتقد أنه حتى نهاية حياتهم ، حافظ ليو وألكساندر على علاقات ودية وتراسلوا واجتمعوا في حلقات قصيرة. تمت تربية الابنتين نينا وزينايدا من قبل والدي تروتسكي لفترة طويلة. شغلت قضية تحرير الطبقة العاملة والأسرة الجديدة كل أفكار ليف.
كما عملت في مفوضية الشعب للتعليم. قامت بتربية حفيديها بعد وفاة نينا نيفيلسون بمرض السل في يونيو 1928 ، بعد وقت قصير من ترحيل زوجها باعتباره تروتسكيًا.
كانت أيضًا من المؤيدين النشطين للمعارضة اليسارية. وفقًا لما ذكره التروتسكي
الفرنسي ، فيكتور سيرج "عادة ما كانت تتولى الرئاسة في اجتماعاتنا. ممتلئة الجسم ، وشعرها الأبيض على وجهها اللطيف ، كانت ألكسندرا لفوفنا برونشتاين هي الكلمة الأخيرة في الفطرة السليمة والصدق".

[7] ادعى سيرج ذلك في بداية عام 1928 ، كان هو وسوكولوفسكايا هما المعارضان الوحيدان المعروفان في لينينغراد اللذان لا يزالان طليقين.
في يناير 1933 ، انتحرت ابنتها الكبرى ، زينة ، التي سُمح لها بالسفر إلى الخارج للانضمام إلى والدها. عندما علمت سوكولوفسكايا بوفاتها ، كتبت لتروتسكي رسالة تلومه على بروده. "كل هذا يأتي من شخصيتك ، من حقيقة أنك تجد صعوبة بالغة في إظهار مشاعرك ... كان من الممكن أن تنقذها أنت ، والدها." [8] تولت رعاية ابنة زينايدا ، ولكن في أوائل عام 1935 تم القبض عليها بعد اغتيال سيرجي كيروف.
شوهدت آخر مرة في معسكر عمل كوليما من قبل ناديجدا جوفي ، ابنة أدولف جوفي. تم إطلاق النار عليها على الأرجح في 29 أبريل 1938.
وكانت ألكسندرا سوكولوفسكايا تقضي عقوبة في المنفى في لينا حتى عام 1905. ثم أطلق الثوار سراحها لفترة وجيزة واعتقلت مرة أخرى حتى عام 1917. بعد أن نالت الحرية أخيرًا ، استقرت المرأة مع بناتها في بتروغراد. عملت زوجة تروتسكي المهجورة:
• في سمولني
• مدرس تاريخ في بعض المدارس في لينينغراد
• مدير المدرسة في بتريشول.
كان سوكولوفسكايا أيضًا عضوًا في R.S.D.L.P لمدة 10 سنوات. كانت تتواصل باستمرار مع تروتسكي،لتتعرف على نجاحاته في قضيتهم المشتركة.
في ديسمبر 1934 ، تم القبض على الثورية سوكولوفسكايا وحكم عليه بالسجن 5 سنوات في المنفى في منطقة أومسك. واتهمت المرأة بالدعاية التروتسكية بين طلاب معهد الغابات. في عام 1936 ، تم إرسال سوكولوفسكايا إلى معسكر كوليما ، ثم على خشبة المسرح إلى موسكو. وقضت المحكمة العسكرية العليا لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية على المرأة بإطلاق النار عليها.
كان السبب الرئيسي لهذا الاتهام هو الاتهام الكوميدى (تنفيذ تعليمات ليون تروتسكي) التي جاءت من الخارج. لكن التاريخ يظهر أن سوكولوفسكايا لم تتلق رسائل دعائية من زوجها.

[9] في أبريل 1938 ، تم إطلاق النار على الثورية الكسندرا سوكولوفسكايا.
ولكن بعد خمسة عقود ، أعيد الأعتبار للثورية (ألكسندرا لفوفنا سوكولوفسكايا) بالكامل بعد وفاتها.
كما أن المصير المأساوي لزوجة تروتسكي قد خيم عليه حقيقة أنها عاشت أكثر من ابنتيها لعدة سنوات!.
ماتت زينايدا ونينا تاركين وراءهما الأطفال. اعتنت ألكسندرا لفوفنا بأحفادها الأربعة حتى يوم تنفيذ الحكم.
وفقًا للمؤرخ F.. نيتريبسكي ، لم يتم تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقها وعاشت سوكولوفسكايا بشكل متكرر حتى ذوبان الجليد في عصر خروتشوف ، على الرغم من أن قلة من المؤرخين يتفقون مع هذا التقييم.
أعيد الأعتبار ل ألكساندرا سوكولوفسكايا بعد وفاتها في 7 مارس 1990.
المراجع:

1- "الكسندرا لفوفنا سوكولوفسكايا 1872-1938". الماركسيون الروس. بحوث الايسكرا. تم الاسترجاع 9 يناير ، 2020.
2- دويتشر ، إسحاق (1954). النبي المسلح ، تروتسكي: 1879-1940. لندن: Oxford U.P. ص. 27.
3- تروتسكي ، ليون (1975). حياتي. هارموندسورث ، ميدلسكس: البطريق.ص. 128.
4- لوبيتز وبيترا وولفغانغ. تروتسكيانا نت- ليون تروتسكي - علم الأنساب من عائلة تروتسكي".
5- www.trotskyana.net. يوفر قدرًا كبيرًا من المواد - بشكل رئيسي المعلومات الببليوغرافية البيولوجية ، وأدوات البحث ، والمقالات والمنوعات - المتعلقة ب ليون تروتسكي (7 نوفمبر 1879-21 أغسطس 1940) وكذلك التروتسكية والتروتسكيين. نشر LTN على الإنترنت في 21 أغسطس 2004 ؛ و أعيد التحديث في 10 أبريل 2006 وايضا تم التحديث قى21 أغسطس 2011 وكذلك فى 21 أغسطس 2014. وحدثت السيرة الذاتية اخيرا في أغسطس 2018 تمت مراجعة الموقع وتغيير التصميم من الأصفر إلى الرمادي. يتم دخول حوالي 100الف متصفح سنويا.
6- (LTN هو مشروع مستمر). تم إنشاء معظم فصوله بين عامي 2004 و 2008 ، وتمت مراجعة بعضها وتعديله عدة مرات ، وظل البعض الآخر دون تغيير منذ ذلك الحين.
7- منذ عام 2009 ، أصبحت (LLTB) قائمة مراجع ليون تروتسكي من لوبيتز هي الجزء المركزي من LTN ؛ الذى يتم تحديثه بشكل نصف سنوي.
8- من هي نينا نيفيلسون؟ Omnilexica.
9- تروتسكي. حياتي. ص. 137.
10- سيرج ، فيكتور (1984). مذكرات ثورية. لندن: تعاونية الكتاب والقراء. ص. 208. ردمك 0070863160.
10 -دويتشر ، إسحاق (1963). النبي منبوذ ، تروتسكي: 1929-1940. لندن: أكسفوردU.P. ص. 197.
11- كليموفيتش ، لودميلا (2018). "تروتسكي المجهول: إيليا تروتسكي وإيفان بونين والموجة الأولى للهجرة بقلم مارك أورالسكي". أب إمبراطورية. 2018 (2): 278-282. دوى: 10.1353/ imp.2018.0045. ISSN 2164-9731.

-عبدالرؤوف بطيخ( كاتب اشتراكى ومترجم وشاعرمصرى)
(الأسكندرية1اكتوبر-تشرين اول 2022)

#عبدالرؤوف_بطيخ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات