أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - العمل التطوعي تعزيز للقيم الذاتية والاجتماعية














المزيد.....

العمل التطوعي تعزيز للقيم الذاتية والاجتماعية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7420 - 2022 / 11 / 2 - 11:16
المحور: المجتمع المدني
    


انتشر الفساد السياسي والاداري  في العراق بشكل لم يسبق له مثيل حتى اصبح آفة تهدد الدولة والمجتمع .
وغالبا مايجري الحديث عن الفساد  كونه ظاهرة تقوض قدرة الدولة على البناء والازدهار وتعطل كل مفاصل الدولة والفعاليات الاجتماعية .

الفساد مرض اخلاقي معدي اخذ ينتشر  بين كثير من الناس حتى اصبحوا يتهالكون على جمع المال بغض النظر عن مصدره وباي وسيلة كانت .

وأمام هذه الظاهرة المرضية في المجتمع نرى اناسا" يعملون جاهدين لاعلاء القيم الاخلاقية والانسانية السامية من خلال حملات التطوع في النظافة والتشجير وبناء المدارس او تهيئة مستلزماتها او توزيع الاطعمة والملابس والادوية على العوائل المتعففة وكثير غيرها اضافة إلى التوعية الصحية والاجتماعية .

مما لاشك فيه ان العمل التطوعي نابع من الرحمة الانسانية ومتعة العطاء دون مقابل  .  
وهذا العمل يهدف إلى الحفاظ على حياة وكرامة الناس وانسنة المجتمع امام هذا الزخم من الانحراف والتلوث بالفساد .

المتطوع في العمل الانساني هو   المواطن الملتزم بكامل حريته للقيام بعمل انساني بدون مقابل .
لذلك يعتبر التطوع هدية طوعية ومجانية تقدم للمجتمع وافراده .
ومثل هذا العمل لايلقى التقدير إلا عندما يكون موجهاً إلى عامة الناس ، ولأسباب  إنسانية بحتة وليس للاقرباء والاصحاب .

وهو بذلك يمثل إيمان بعقيدة نابعة من القلب لتحقيق الذات من خلال تقديم خدمة مجتمعية تطوعية .

في العالم المتقدم يقع على عاتق الاسرة تعليم الاطفال على العمل التطوعي ، حيث يكون الابوين قدوة في الاعمال الانسانية وخدمة المجتمع . ثم تاتي المدرسة
لتستكمل المهمة وتعزز المفاهيم التطوعية من خلال اعمال بسيطة يكلف بها تلاميذ المدرسة الابتدائية مثل توزيع الهدايا على الفقراء في المناسبات والاعياد . وفي الثانويات هناك مناهج اسبوعية لجمع وتوزيع
الملابس المستعملة ، وجز الاعشاب وغرس الأشجار في الاماكن العامة ، او تقديم دروس خصوصية لزملائم في المدرسة ، وهناك قائمة مشاريع طويلة ، واحيانا يتوجب على التلاميذ التطوع لمدة لاتقل عن 25 ساعة كشرط للحصول على دبلوم المدرسة الثانوية .

وفي عموم المجتمع  هناك جمعيات خيرية توجه الناس على المشاركة في الاعمال الخيرية،  حيث يستمد المتطوعين الرضا من قدرتهم على المساهمة في توفير احتياجات  الآخرين او اسعادهم . في المطابخ الشعبية وحدائق المسنين ، او جمع التبرعات لمساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية او الحروب او المشاركة في تنظيف الشوارع والسواحل من النفايات الورقية والبلاستيكية وغيرها .

وهكذا فان العمل التطوعي يعزز روح المبادرة والإبداع وينمي الشعور بالالتزام والمسؤولية والمشاركة الجماعية
وهو اندفاع ذاتي خالص يهتم بالآخرين والعالم في أقصى الحدود
وهو حب للانسانية وإيثار طبيعي بعيدا عن الانانية والفردية ، فهو التزام اجتماعي بقضية ما حتى يكون جزءًا من تغيير إيجابي يعزز الوحدة الوطنية في المجتمع . وبالنتيجة يؤدي الى تقوية التقدير الذاتي والشعور بالرضا والسمو الاخلاقي والنفسي ،
ويلبي حاجة الفرد إلى الانتماء من خلال مشاركته مع المجموعة لتنفيذ مشروع مشترك .
واضافة الى كل ذلك فان العمل التطوعي يساعد على تطوير مهارات وقدرات جديدة للمتطوع
ويضيف خبرات اكثر تعزز سيرته  الذاتية .

ان الدافع الرئيس للعمل التطوعي يكمن في رغبة المواطنين في أن يكونوا نافعين للمجتمع ولخدمة الآخرين .

على الرغم من اننا نشاهد بين فترة واخرى مبادرات الشباب في بعض الاعمال التطوعية في العراق ، الا انها لاترقى الى المستوى المطلوب ، رغم حاجتنا لمثل هذه الاعمال التي تحقق انجازات للمواطنين ، وفي نفس الوقت تنمي شخصية الانسان ، وتعزز الروح الوطنية وتساهم في تقوية اواصر المجتمع .

وهناك حاجة فعلية الى زيادة الوعي والتثقيف باهمية الاعمال التطوعية وخدمة المجتمع . وسن التشريعات اللازمة لتنظيم الاعمال التطوعية والتشجيع عليها . 

وكذلك القيام بحملات اعلامية حول اهمية العمل التطوعي للفرد والمجتمع . وغرس ثقافة التطوع من خلال التأكيد في المدارس المختلفة والجامعات على القيام بالاعمال التطوعية على وفق مناهج خاصة بذلك ، اسوة بالدول المتقدمة .

       ان تقديم الخدمات للمواطنين لايقتصر على مؤسسات الدولة او البلديات فقط ، خصوصا ونحن نشهد اهمالا في هذه الواجبات ، مما يتطلب حث المواطن المخلص لوطنه على ان يكون مثالا حسنا للأخرين في هذا العمل التطوعي . وشعبنا العراقي الكريم لم يكن بعيدا عن هذا النهج الانساني .
وبهذا الصدد نقترح اقتران التوعية بالعمل التطوعي ببرامج عملية عن طريق القيام بحملات غرس الأشجار في الشوارع والساحات العامة وسقيها وادامتها  .
وعلى العموم فلكل مواطن توجهاته ورغباته في تقديم الاعمال التطوعية حسب امكانياته وجهده . . فالعمل التطوعي ركن اساسي في البناء الحضاري لاي  مجتمع .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا انقلبت المعادلة الديموقراطية في العراق
- ادارة الذات. . فن الحياة
- في المسألة الطائفية
- اشكالية الاحتفال باليوم الوطني في العراق
- الإعلام الجديد وثقافة الانترنت
- الاحزاب العراقية دويلات داخل الدولة
- أثر الاخبار الكاذبة على الدولة والمجتمع
- حتمية انهيار النظام السياسي في العراق
- الفرق بين الاحتلال البريطاني والاحتلال الامريكي للعراق
- التكنولوجيا الحديثة واثرها على مصادر السلطة
- في العراق. . الشارع على فوهة بركان
- بغداد من حاضرة الدنيا الى مدينة مهملة
- الانسداد السياسي في العراق. . أسبابه وآفاقه
- لماذا نحتاج إلى ثورة فكرية؟
- الحرب في اوكرانيا. . مولد نظام عالمي جديد
- النفوذ الايراني في العراق واثره على العملية السياسية
- أضواء على اعادة انتخاب ايمانويل ماكرون
- الدوافع الحقيقية للصراع السني الشيعي في المنطقة
- انسداد الافق السياسي في العراق
- إنهم يسرقون انتباهنا


المزيد.....




- منذ بداية حرب غزة: اعتقال 120 مصرياً على الأقل بينهم طفلين و ...
- لدعمها صندوق -الأونروا-.. المفوض العام للوكالة يشكر الجزائر ...
- بينهم مسؤول وإعلامي.. حملة اعتقالات في السعودية بسبب منشورات ...
- بعد اعتقالات الثلاثاء.. احتجاجات الطلبة تجتاح نيويورك
- أردوغان: من يتشدقون بحقوق الإنسان اكتفوا بمشاهدة مقتل 35 ألف ...
- إيرلندا: قانون الترحيل إلى رواندا يدفع بالمهاجرين إلينا
- منذ بداية حرب غزة: اعتقال 120 مصرياً على الأقل بينهم طفلان و ...
- للحد من الهجرة.. مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو للبنان
- اعتقال ما لا يقل عن 167 شخصا خلال يومين في الجامعات الأمريكي ...
- بايدن يرحب بالمهاجرين ويحذر من رهاب الأجانب


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - العمل التطوعي تعزيز للقيم الذاتية والاجتماعية