أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - كيف تحولت الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد رحيل الخميني ......!!!!!















المزيد.....

كيف تحولت الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد رحيل الخميني ......!!!!!


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 7415 - 2022 / 10 / 28 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اندلعت الثورة الاسلامية في إيران بقيادة وتوجيه من الامام الخميني في المنفى في أوائل عام 1978 .. وتمكنت بعد ما يقرب من عام من المظاهرات والاضرابات والثورة العارمة في المدن والشوارع من الاطاحة بحكم الشاه محمد رضا بهلوي في أوائل عام 1979... وقد شارك في هذه الثورة بالاضافة الى العديد من القوى والمنظمات الاسلامية مختلف الاحزاب العلمانية والتنظيمات اليسارية والمنظمات الطلابية والعمالية والنقابية ... وكان من أهم ما ميز ثورة الامام الخميني هو وقوفها الصلب الى جانب القضية الفلسطينية منذ اللحظات الاولى لسقوط حكم الشاه , وكذلك مُشاركة والتفاف كافة فئات الشعب الايراني بما في ذلك مختلف الاقليات القومية حول الثورة باستثناء الشرائح الطبقية العليا من التجار والاقطاعيين والقوى البرجوازية الكبرى ... وقد حازت هذه الثورة رغم خلفيتها الدينية الغير علمانية على إعجاب الملايين من التقدميين والثوار العرب والفلسطينيين وخاصة مع طرد السفير الصهيوني من طهران وفتح سفارة لفلسطين بدلاً من سفارة الكيان الصهيوني .. وقد أعلن الخميني في دعمه المطلق لفلسطين عن تخصيص آخر جمعة في شهر رمضان من كل عام للاحتفال بيوم القدس العالمي .. كما كان من الواضح وقوف ثورة الخميني منذ اليوم الاول لانتصارها بحزم الى جانب الفقراء والعمال والفلاحين في ايران ونصرة القضية الفلسطينية ووقوفها بحزم ضد التحالف الامبريالي والصهيوني في المنطقة .
ومن المهم جداً هنا الاشارة الى المعايير الثورية التي رسختها ثورة الخميني لضمان نجاح الثورة وبقائها , وكانت من خلال توجيهاته عند تأسيس الحرس الثوري المُكلف بحماية الثورة .. وكان من أهم هذه المعايير منع عناصر الحرس الثوري بشكلٍ حازم وصارم ليس فقط من التدخل بالشؤون السياسية وعدم الانخراط بأي شكل من أشكال النفوذ والمناصب السياسية , بل أيضاً منعهم من ممارسة أي نشاط في حقل التجارة والاستثمارات لتحقيق مكاسب اقتصادية .. وكان الخميني بحكمته وعبقريته ونظرته الثاقبة للمستقبل يهدف من ذلك الى ضمان الحفاظ على الثورة الايرانية من الانحراف والاخطاء من خلال ابعاد قيادات وعناصر الحرس الثوري المكلفين بحماية الثورة عن كل أشكال الانتهازية والفساد والانحراف السياسي والطبقي .
ولكن بعد وفاة الخميني لم تتقيد القيادات السياسية للثورة الايرانية في عهد علي خامنئي بتعليمات وتوجيهات الخميني الصارمة .. حيث بدأ العديد من عناصر وقيادات الحرس الثوري خلال السنوات اللاحقة بعد وفاة الخميني في الانخراط تدريجياً في مختلف المناصب السياسية والقيادية سواء من خلال ترشحهم للبرلمان أو من خلال حصولهم على مناصب سياسية وإدارية في مختلف الوزارات والمُؤسسات الحكومية وحتى في الجهاز القضائي ... مما أدى تدريجياً الى تزايد نفوذ بعض قيادات الحرس الثوري في كافة أجهزة الدولة البرلمانية والتنفيذية والقضائية .. وظهر ذلك بجلاء مع نهاية فترة الرئيس محمود أحمدي نجاد ... ولكن للاسف لم تنتهي الامور فقط عند هذا الحد .. حيث انخرط بعد ذلك العديد من عناصر وقيادات الحرس الثوري بمختلف الاعمال التجارية والاستثمارية واستغلال نفوذها في المناصب السياسية والادارية في الدولة في عقد صفقات مالية ... وهنا بدأ الانحراف والفساد يظهر تدريجياً في أجهزة الدولة الايرانية , وتفاقم بعد ذلك ولا سيما في العقدين الاخيرين مع انحراف العديد من قيادات وعناصر الحرس الثوري نحو الانتهازية والبيروقراطية والفساد بدلاً من حماية الثورة من الانحراف والانتهازية والفساد وتم كل ذلك تحت صمت ورعاية ونفاق المرشد الايراني خامنئي وكبار الاثرياء من القيادات الدينية والسياسية في الدولة .
وبالتالي فقد كان لظهور التراجع والفساد في اجهزة الدولة والحرس الثوري في ظل الانحراف عن مبادئ الثورة بعد رحيل الخميني من أهم الاسباب التي قادت الى الاخطاء المُتراكمة والتراجع الكبير في مسار الثورة الايرانية وفي ممارسات القيادات السياسية الايرانية ليس فقط في الداخل الايراني بل أيضاً على صعيد المنطقة العربية وتحديداً مع فصائل المقاومة الاسلامية المُمولة من إيران ولا سيما في لبنان والعراق واليمن ... وهنا وعلى سبيل المثال فقط شهدنا كيف تراجعت شعبية حزب الله في لبنان الى أن انهارت على نحوٍ كبير ولا سيما مع نهاية الفترة التي كان يتلقى خلالها الحزب الدعم والتسليح من القيادة السورية والتي تحقق فيها تحرير الجنوب من الاحتلال الصهيوني عام 2000 , ثم دحر وهزيمة العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 ... حيث وصلت عندها شعبية حزب الله الى درجة العبادة في كل أنحاء العالم العربي .... ولكن مع دخول الدعم الايراني المالي والتسليحي في السنوات اللاحقة على خط الحزب وتحديداً بعد عام 2006 وبشكلٍ كلي منذ عام 2011 ... بدأت شعبية حزب الله تتراجع تدريجياً وعلى نحوٍ محدود ... ثم تراجعت شعبيته على نطاق واسع بعد تخليه عن الوقوف الى جانب الشعب اللبناني في انتفاضة تشرين التي اندلعت عام 2019 .. وذلك تحت مختلف المبررات الواهية كالحفاظ على السلم الاهلي وغير ذلك من الاسباب التي تفتقد الى الثورية والواقعية والمصداقية .. حيث فضل الحزب عندها للاسف عدم الوقوف الى جانب الانتفاضة (ربما بتوجيهات من القيادة الايرانية) وفضل للاسف الانخراط في مختلف أشكال الصراع السياسي والمحاصصات الطائفية والفراغ الحكومي في ظل انتشار هائل للفوضى والنهب والفساد وفي ظل التخريب والتآمر والعمالة الذي كانت تُمارسه مختلف القوى والاحزاب الطائفية المُتآمرة كالقوات اللبنانية والكتائب والحزب الانتهازي الجنبلاطي وتيار المستقبل ...الخ ولا ننسى بالطبع حركة أمل المُتحالفة مذهبياً مع حزب الله والتي يرأسها زعيم مافيا النهب والفساد والتآمر في لبنان نبيه بري بالاشتراك مع النائب علي حسن خليل .
وقد ظهرت ممارسات للقيادة الايرانية أسوأ بكثير في تدخلها على نطاق واسع في العراق .. حيث أظهر بوضوح الانتهازية والانحراف لهذه القيادة بالاضافة الى مختلف أشكال التواطؤ من خلف الستار في اطار الصراع مع قوات التحالف الغربي في العراق , ولا سيما بعد سقوط الموصل وكامل محافظة نينوى بيد عناصر داعش بشكلٍ مفاجئ في صيف عام 2014 .. وعندها لم يتعلق الأمر فقط بهروب الجيش العراقي من ساحة المعركة عندما سيطرت قوات داعش على الموصل ، بل أيضا باستيلاء داعش على عدد كبير من الأسلحة والطائرات الحربية التابعة للجيش العراقي بما في ذلك أعداد هائلة من المدرعات العسكرية بعد أن أعطى رئيس الوزراء العراقي حينها نوري المالكي الموالي لإيران أوامره لقائد الجيش العراقي في الموصل للانسحاب المُفاجئ من المدينة بدون قتال تحت مختلف المبررات والاكاذيب والحجج الواهية ... وهنا ويا للمفارقة فقد كان لسقوط الموصل بيد داعش مُبرراً ليس فقط لقوات التحالف الغربي لزيادة تواجدها العسكري والتآمري في العراق للمساعدة في ""القضاء "" على داعش وفق الاتفاقيات المعقودة مع الحكومة العراقية , بل أيضاً مُ برراً لبعض القيادات العراقية لتأسيس فصائل الحشد الشعبي المذهبية وفي مقدمتهم قيس الخزعلي ورئيس حزب الدعوة الاسلامي وكتلة دولة القانون نوري المالكي .. وكلاهما معروف بولائه الانتهازي الشديد للقيادة الايرانية الغارقة في الانتهازية والانحراف والفساد .
كما ظهرت خلال انتفاضة تشرين العراقية عام 2019 تدخلات شبيهة للقيادة الايرانية من خلال فصائل الحشد الشعبي لقمع هذه الانتفاضة بشكلٍ دموي حيث قامت هذه الفصائل بالاشتراك مع بعض القوات الامنية خلال انتفاضة تشرين العراقية عام 2019 بقتل المئات من المتظاهرين العراقيين معظمهم من الشيعة الفقراء وإصابة ما يقرب من 17 ألف جريح .. هذا بالاضافة الى ارتكاب هذه الفصائل مع بعض القوات الامنية مجزرة دموية في مدينة الناصرية الشيعية بعد حرق العلم الايراني في النجف من قبل أهالي الناصرية انتقاماً لضحايا انتفاضة تشرين ... حيث تسببت هذه المجزرة الدموية (بين 28 نوفمبر و30 نوفمبر 2019) بمقتل ما يقرب من 85 مواطن وإصابة ما يزيد عن 370 جريح .... وقد شهدنا مُؤخراً في العراق العديد من المظاهرات والاعتصامات الشعبية الهائلة المُناهضة لايران من قبل أتباع التيار الصدري الذين يشكلون اغلبية ساحقة بين الجماهير الشيعية في العراق .
أما بالنسبة الى الوضع المُتأزم الراهن في إيران فقد شهدنا في الاسابيع الاخيرة استمرار الانتفاضات والاضرابات الشعبية العارمة في مختلف المدن والمحافظات الايرانية بعد مقتل الشابة من اصول كردية على يد الشرطة الايرانية بطريقة وحشية , في ظل استمرار إجراءات القمع والقتل والتي وصل عدد ضحاياها الى ما يقرب من 250 قتيل وعشرات الالوف من الجرحى على يد الشرطة والحرس الثوري ولاسيما في محافظة بلوشستان التي قُتل فيها في يوم واحد فقط ما يقرب من 90 قتيل .
وبالتالي فمن الواضح أن النظام الايراني الحالي تحت قيادة خامنئي الذي شوه الثورة الاسلامية في ايران .. هذا النظام لم يزل بعد مُضي ما يزيد عن ثلاثة عقود على رحيل مُؤسس الثورة الايرانية الامام الخميني لا يزال يتخبط بشدة وسيطرت على ممارساته أساليب النفاق والانحراف والقمع الدموي والفساد من أجل الدفاع عن مكتسباته وبقائه في السلطة تحت مختلف اشكال الكذب والنفاق والقمع والاختباء تحت شعارات القضية الفلسطينية ومحور المقاومة الاسلامية وشعارات الموت لامريكا وإسرائيل وغيرها من الشعارات الكاذبة في الوقت الذي لم يُطلق هذا النظام ولا حتى قذيفة واحدة على الكيان الصهيوني .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ينظر الرئيس بوتن للتاريخ الروسي والاوكراني لتبرير الهجوم ...
- هل تم الحكم على الشعوب العربية والفقيرة في العالم الثالث بال ...
- العالم العربي في ظل الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الكارثية وا ...
- نظام عالمي جديد ....!!! هل لمصلحة الشعوب .....؟؟؟؟
- مصير العالم بين الاحادية القطبية والتعددية القطبية .....!!!! ...
- النتائج الكارثية للحرب الاوكرانية .....!!!!!
- هل أخطأ بوتن في غزو أوكرانيا ..... ؟؟؟؟
- ما هي الاسباب والخلفيات الحقيقية لتدهور الاوضاع السياسية وال ...
- مع نهاية العام الحالي كيف تبدو الامور في العالم العربي ....؟ ...
- الثورة السودانية في مواجهة الجيش والمشهد السياسي المعقد .... ...
- الاسلام السياسي في المشرق العربي .. نشأته وتمويله , فصائله , ...
- الانتخابات البرلمانية المُبكرة في العراق .. النتائج والخلفيا ...
- لبنان والمغرب ... حدثان مُتميزان .....!!!!!
- طالبان .... إرهاب وتطرف ديني أم حركة تحرر وطني ....؟؟؟
- ملاحظات حول لبنان وفلسطين والمنطقة العربية ....!!!!
- من يقف وراء حرب التجويع والافقار والابادة في لبنان ....!!!!
- كيف نُقيم مصداقية الاعلام العربي ودوره الوطني ..... ؟؟؟
- لماذا يختلط على البعض فهم الحركة الاخوانية في المنطقة ....؟؟ ...
- العراق ولبنان بين الطائفية السياسية وفصائل الاسلام السياسي ا ...
- هل من بارقة أمل لوقف الانهيار والتراجع بكل أشكاله في العالم ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - كيف تحولت الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد رحيل الخميني ......!!!!!