أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - ميركل وهَزلها حول أخذ كلام بوتين على محمل الجِد!














المزيد.....

ميركل وهَزلها حول أخذ كلام بوتين على محمل الجِد!


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 7415 - 2022 / 10 / 28 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"على المرء أن يأخذ كلامه على مَحمَل الجد"، كان جواباً سطحياً وغير موفق للمستشارة الألمانية السابقة ميركل حول بوتين، رداً على سؤال طُرِح عليها قبل أيام في ندوة صحفية حول رأيها بما قام ويقوم وينوي القيام به، لا يقل سطحية عن قرار توريطها لألمانيا، هي وسَلَفها الوصولي شرودر، بمشروع أنابيب غاز ستريم 1 و 2 سيء الصيت، الذي لم يَجني الألمان وبلادهم منه سوى الأزمات والإذعان لإملائات شخص نزق كبوتين.

هي تعلم جيداً أن الجميع يأخذ بوتين وكلامه على مَحمَل الجد ويعرف خَطَره وخَبَله وإمكانية إقدامه على أفعال غير سوية، كغزوه لجيرانه بين الحين والآخر، أو تهديده لهم وللعالم بإستخدام الأسلحة النووية، والذي إن دَل على شيء، فعَلى فقدانه لأهليته ولقواه العقلية، لأن أي إنسان لديه ذرة عقل يعلم أن كل ما وَعَد به قطعانه سيبدو عبثياً حال إستخدامه لهذه الأسلحة، فحينها ستزول روسيا وكل الدول التي يَسعى لضَمِّها إليها، سواء بفعل سلاحه النووي أو بفعل الأسلحة النووية للغرب، الذي لن يقف متفرجاً عليه وهو يخرق القانون الدولي ويُبيد الملايين من أبناء شعبه والشعوب المجاورة له. لكنها على ما يبدو، كانت تقصد بذلك الإنبطاح له ولنزواته، وتسليمه كل أوكرانيا، ليأتي بعد كم سنة ويطالب بكل مولدافيا متهماً إياها بالنازية وإضطهاد الروس المتواجدين في منطقة ترانسنيستريا المولدافية التابعة لروسيا بشكل غير رسمي منذ 1992. ثم ليأتي بعد كم سنة ويطالب بكل جورجيا متهماً إياها بالنازية وإضطهاد الروس المتواجدين في منطقة أوسيتيا الجنوبية الجورجية التي إحتلها عام 2008. فهذه هي السياسة التي كانت تعتمدها ميركل معه، وهي التوافق مع نزواته، لذا مَرّت مغامراته النزقة وإعتدائاته السابقة على جيرانه مرور الكرام خلال فترة حكمها التي شهدت الكثير من الأحداث التي كان يمكن التحرك للَجمه وإيقافه عند حده في وقتها، قبل أن يتهَستر ويُصبح خارج السيطرة، كما هو الآن.

لا يمكن تصديق أن سيّدة حَكَمت دولة بحَجم ومكانة ألمانيا لمدة 16عاماً، يمكن أن يصدر منها تصريح بهذه السطحية حول حدث خطير كالغزو الروسي لأوكرانيا، فهي تتحدث عنه وكأنها مستطرقة، رغم أنها من جعلته مُمكناً بعد ما وفرته لبوتين مِن سنوات رخاء وإسترخاء، إستطاع خلالها أن يجمع المليارات من تصديره للغاز الى ألمانيا، وأن يستجمع قواه بل ويقوم بعمليات إحماء إستعداداً للجولة الأساسية التي كان يفكر بها ويخطط لها، فكل جرائمه السابقة، بدئاً من إحتلال أوسيتيا الجنوبية ثم القرم، بالإضافة لجرائمه في الشيشان وسوريا، حدثت خلال فترة ولايتها ولم تحرك ساكناً، بل إكتفت بعتابه والطبطبة على ضحاياه. بسبب ذلك تعرضت المستشارة السابقة لإنتقادات عديدة نتيجة سياستها تجاه روسيا، فهي متهمة بالتقرب من بوتين رغم إقرارها بخداعه وكرهه لأوروبا. وأقسى إنتقاد جائها من مجلس العلاقات الخارجية الذي إتهمها بالتماشي مع منطق السياسة الروسية لكونها من ألمانيا الشرقية، وبأنها كانت تعلم أين ومتى كذب عليها بوتين، لكنها لم تفعل شيئاً، وتصرفت في النهاية بشكل إنتهازي لمصلحة سلطتها ومصلحة الاقتصاد الألماني كما كانت تراه.

مشكلة ميركل هي أنها تفتقر للنقد الذاتي، وهو ما يعكسه إصرارها على عدم الإقرار بالذنب والإعترف بخطأ سياستها مع بوتين. ففي لقاء صحفي سبق هذا اللقاء، وكان حينها الأول بعد تركها للسُلطة، وحينما سُأِلت إن كانت قد أخطأت في إتخاذ بعض القرارات خلال فترة حُكمها، أخذت تلف وتدور وتتحدث بعمومية وهلامية، دون الإقرار بخطأ واحد إرتكبته، رغم أن فترة حكمها شهدت الكثير من القرارات الخاطئة والكثير من الخطوات الصائبة، ويفترض بالسياسي الواعي الحكيم أن يذكر الإثنين، لتتعلم الأجيال القادمة منه، على الأقل، فضيلة الإعترف بالخطأ.

في النهاية، إن كانت تعني فعلاً قولها "خذوا كلامه على مَحمَل الجد"، فتلك مصيبة، وقد أوضَحنا لماذا. وإن كانت تُهَرِّج وتمزح، ولا أظنها تفعل في ظل الأزمة الحالية التي يَمُر بها العالم، فالمصيبة أعظَم، لأنها تسَبّبت بها، وبدلاً من أن تقف متفرجة تُنَظِّر بخصوصها، وكأن الأمر لا يعنيها، يفترض بها أن تبذل جهداً إستثنائياً ومُضاعَفاً عن غيرها لإنهائها، عِبر محاولة التأثير على حاكم مَسعور أطلقت لِجامه أو تغاضَت عن سُعاره، لأنه كان يهديها باقة ورد بقُطر متر كلما زارها في برلين، أو زارته في الكرملين!



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خط غاز نورد ستريم وغلطة ألمانيا التي بألف
- هشام سليم.. الفنان المُبدِع والأرستقراطي المُتواضِع
- رحل غورباتشوف وعَينه على سلام صَنعه هو وأضاعه خُلفاءه وحُلفا ...
- بلموندو وديلون، صداقة عُمر لم تنضبها المنافسة
- المنطقة الخضراء وصراع الأخوة الاعداء
- هل سيمثل بوتين أمام المحكمة الدولية أم سيفلت منها كحليفه الأ ...
- فراغ السُلطة في العراق المَفتوح على خَيارات أحلاها مُر
- الأزمة الأوكرانية وزعامة أوروبا بين غربها الديمقراطي وشرقها ...
- المارد الألماني المُستَكين الذي أيقظه بوتين
- فرقة ABBA تتجدد رقمياً، ولكن بروحية الماضي‎‎
- في 9 مايو، الجيش الروسي بين شبح الهزيمة و وَهم الإنتصار
- بوتين على خطى هتلر وصدام، فهل سينتهي مثلهما؟
- من فورتفينغلر الى غيرغييف التأريخ يعيد نفسه
- سحر بوتين الذي إنقلب على صاحبه وحقق نقيض أهدافه
- عِلّة العراق ليست فيه بل في أزمة وعي ساكنيه
- عراق الأخوة الأعداء أو الأخوة عراقازوف
- ماركوس زودر.. واثق الخطوة يمشي مَلَكاً الى مستشارية ألمانيا
- عام على كورونا! تعددت الأسباب وجُرم الصين وإيشغل واحِدُ
- هل كانت عودة حسين كامل لموت محقق، خيبة بخفي حنين، أَم مجازفة ...
- فاروق الفيشاوي.. طائر الكناريا الذي حلق بعيداً


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - ميركل وهَزلها حول أخذ كلام بوتين على محمل الجِد!