أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى القرة داغي - بلموندو وديلون، صداقة عُمر لم تنضبها المنافسة














المزيد.....

بلموندو وديلون، صداقة عُمر لم تنضبها المنافسة


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 7374 - 2022 / 9 / 17 - 08:32
المحور: الادب والفن
    


النجمان الفرنسيان جان بول بلموندو وآلان ديلون، توطدت بينهما علاقة صداقة، تعَمّقت شيئاً فشيئاً، منذ اللحظة الأولى لإنطلاقتهما في عالم السينما، وإنخراطهما سوية بتيار الموجة الحديثة للسينما الفرنسية، والتي مثلا أبرز إيقوناتها، كنموذجين للروح الشبابية المتمردة، وإستمرت حتى رحيل بلموندو في مثل هذه الأيام من العام الماضي، حيث رثاه ديلون باكياً لشبكة CNews الفرنسية بالقول: "خسرت اليوم أخ وصديق، أنا مدمر تماماً. سأحاول الصمود كي لا أحذو حذوه في الساعات القادمة، ما كان الأمر ليكون سيئاً لو غادرنا معاً. فلقد بات جزء مهم من حياتي منذ بدأنا معاً قبل 60 عاماً".

كانا صديقين لدودين في شبابهما، لكن بمرور الوقت باتا رفيقين قريبين ونجمين ساطعين، لكل منهما ألقه ومكانته الخاصة وشخصيته المختلفة عن رفيقه. كان لقائهما الأول بفيلم "كوني جميلة وأصمتي" مع الجميلة ميلين ديمونجوت، لتبدأ بعده منافسة ثم صداقة إستمرت حتى أخر لحظة من حياة بلموندو. صحيح أنهما كان يتنافسان على الأدوار، لكن ليس بالصورة التي كان يظهرها الإعلام، فصداقتهما كانت أعمق بكثير من التنافس الذي كان ظاهراً على السطح. قال بلموندو مرة: "الصحافة بالغت كثيراً في هذا الأمر، إذ كان لكل منا مساحة كافية". أحبا بعضهما بنقاء وصدق، لم تؤثر عليه محاوﻻت البعض لإثارة الخلافات بينهما، في وقت كانا يتنافسان على صدارة شباك التذاكر، وبقيا يتربعان على قمته لمدة نصف قرن بماراثون فني لا مثيل له. على عكس صديق عمره ومنافسه الأبدي ديلون، بقي بلموندو يتحرك داخل أطر شاشة السينما الفرنسية حتى إعتزاله، ولم يُجَرّب خوض تجربة العمل في السينما الأوروبية أو العالمية إﻻ نادراً.

كانا مختلفَين كثيراً، مع قليل من المشتركات. بلموندو عاش طفولة سعيدة وكان محاطاً بحب عائلته البرجوازية المثقفة. في حين عاش صديقه ديلون طفولة حزينة فقيرة وعانى من الوحدة. كان بلموندو يضحك ويمزح طوال الوقت حتى قبل التصوير، بعكس صديقه ديلون الذي كان دائم التجهم ويحتاج الى التركيز قبل التصوير. وصف بلموندو ثنائيته المتناقضة هذه مع ديلون بالقول: "العلاقة بيننا صداقة مخلصة، رغم أنني وهو كالنهار والليل".

كانت لحظة الخلاف الوحيدة بينهما أثناء تصوير فيلم Borsalino، أحد أنجح الأفلام التي قدماها معاً عام 1970. فنظراً لأن ديلون كان منتجاً للفيلم، الذي لعب فيه كلاهما دور رجال العصابات، فقد إحتل إسمه المرتبة الأولى على ملصقات الفيلم، وهو ما لم ينص عليه العقد، مما دفع بلموندو لرفع دعوى قضائية فاز بها في النهاية، عَلّق عليها في وقت لاحق بالقول: "كان شجاراً بين الأحباب". يذكر أن الفيلم إعتُبِر حينها حدثاً سينمائياً فريداً لأنه جمع بينهما، وقد إقبتسته السينما المصرية وقدمته عام 1987 عبر فيلم "سلام ياصاحبي" الذي قام ببطولته النجمان عادل إمام وسعيد صالح.

كان المخرج جان لوك جودار أول من وضع قدم بلموندو على طريق النجومية وحببه في السينما، ومنحه الثقة في نفسه وقدراته بعدما حاول الكثيرون إحباطه، وأولهم أحد اساتذته بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي قال له يوماً "مع شَكلك هذا، لن تستطيع يوماً أن تحتضِن إمرأة، إذ لن يكون ذلك مقنعاً"، كونه لا يحمل ملامح الجان المتعارف عليها، والتي كان ديلون مثلاً إيقونتها الأبرز فرنسياً وعالمياً. لكن بلموندو كَذّب نبوءة أستاذه، فقد إحتضَن خلال مسيرته السينمائية عشرات الجميلات، وخفقت له قلوب النساء، كما خفقت لصاحبه الذي ترَبّع معه على عرش نجوم فرنسا الأكثر جاذبية في القرن العشرين. كما كان لديلون دور مهم في مساندة صديقه في بداياته، فقد تحَدّث بلموندو في كتاب سيرته عن صديقه ديلون: (كان مبتدئاً مثلي، إﻻ أنه كان قد أثبت وجوده وحاضراً هناك قبل وصولي بفترة، رغم ذلك لم يُظهِر علامة إنزعاج، ولم يضَع قدمَه لإبطائي، لم أسمع منه تنهدات، ولم أرى فكاً مشدوداً أو عيون غاضبة. عام1957 كنا ننتظر معاً عند باب أحدهم، وحين همَمَت بالرحيل، رمقني بنظرته الزرقاء الفولاذية قائلاً: "اهدأ، كُن قوياً مُبهِراً". بعد أيام قليلة صادَفته في الحي المُفضّل لدي، ومِن يومها بدأت بيننا صداقة لم تنضب أبداً).



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنطقة الخضراء وصراع الأخوة الاعداء
- هل سيمثل بوتين أمام المحكمة الدولية أم سيفلت منها كحليفه الأ ...
- فراغ السُلطة في العراق المَفتوح على خَيارات أحلاها مُر
- الأزمة الأوكرانية وزعامة أوروبا بين غربها الديمقراطي وشرقها ...
- المارد الألماني المُستَكين الذي أيقظه بوتين
- فرقة ABBA تتجدد رقمياً، ولكن بروحية الماضي‎‎
- في 9 مايو، الجيش الروسي بين شبح الهزيمة و وَهم الإنتصار
- بوتين على خطى هتلر وصدام، فهل سينتهي مثلهما؟
- من فورتفينغلر الى غيرغييف التأريخ يعيد نفسه
- سحر بوتين الذي إنقلب على صاحبه وحقق نقيض أهدافه
- عِلّة العراق ليست فيه بل في أزمة وعي ساكنيه
- عراق الأخوة الأعداء أو الأخوة عراقازوف
- ماركوس زودر.. واثق الخطوة يمشي مَلَكاً الى مستشارية ألمانيا
- عام على كورونا! تعددت الأسباب وجُرم الصين وإيشغل واحِدُ
- هل كانت عودة حسين كامل لموت محقق، خيبة بخفي حنين، أَم مجازفة ...
- فاروق الفيشاوي.. طائر الكناريا الذي حلق بعيداً
- المايسترو إنيو موريكوني .. هدية الموسيقى الى السينما
- أوركسترا دار الحفلات الموسيقية تحتفل مع قائدها إشنباخ بعيد م ...
- إنقلاب المالكي 2010 الذي أضاع مستقبل العراق
- مأزق ثورة تشرين العراقية الذي يُمَيّزها!


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى القرة داغي - بلموندو وديلون، صداقة عُمر لم تنضبها المنافسة