أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - فراغ السُلطة في العراق المَفتوح على خَيارات أحلاها مُر














المزيد.....

فراغ السُلطة في العراق المَفتوح على خَيارات أحلاها مُر


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 7300 - 2022 / 7 / 5 - 07:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن أعلنت كتلة السيد مقتدى الصدر، التي فازت بالإنتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر2021، إنسحابها من البرلمان العراقي. لا يبدو أن حلاً لأزمة تشكيل الحكومة العراقية، على ضوء نتائج هذه الإنتخابات، يلوح في الأفق. فهل سيمضي العراق الى فوضى؟ أم سيدخل في نفق تجاذبات سياسية تنتهي بتشكيل حكومة وفق خياراتها، وليس وفق ما أفرزته نتائج الإنتخابات، كما هو واقع الحال منذ 2003 والى اليوم؟

رغم أن السيد مقتدى الصدر يصر على الظهور دائماً بمظهر رجل الدين الشيعي، ويُذَكِّر دائماً بإنتسابه الى عائلة دينية شيعية، وكونه وريث وإبن لمرجع كان ولا يزال له مريديه ضمن شرائح واسعة من العراقيين، إلا أن كل هذا لم يشفع له عند حلفاء الأمس، رغم فوز تياره بالإنتخابات، لمجرد أنه قرر أن يختار حلفاء اليوم من القوى السنية والكردية لكسر روتين المحاصصة الطائفية التي إعتُمِدت منذ عام 2003 للتحكم بالعملية السياسية وآليات تشكيل حكوماتها، وللتحايل على نتائج إنتخاباتها في حال جائت نتائجها على غير هوى إيران وأذرعها السياسية والمليشياوية من تيارات الإسلام السياسي الشيعي التي باتت تتحكم بمقدرات العراق، وتوجه تفكير وتقرر مصير نسبة كبيرة من سكانه. فما يحدث مع السيد الصدر اليوم، يذكرنا بما حدث مع الدكتور أياد علاوي قبل عقد من الزمن، حينما فاز وفازت قائمته الانتخابية العراقية، التي كانت تضم جميع مكونات المجتمع العراقي في إنتخابات2010، لكن إيران وأتباعها في العراق عرقلوا حينها مساعيه لتشكيل الحكومة، ثم توجهوا الى المحكمة الاتحادية الصورية للإلتفاف على النتائج والتحايل على الدستور، عبر تفسيره على مزاجهم بطريقة مكّنتهم في النهاية من تشكيل الحكومة على هَواهم وهَوى قم. وما يحدث اليوم وما حدث بالأمس يؤكد بالدليل القاطع أن إيران وأتباعها في العراق لن يسمحوا لأحد بتشكيل الحكومة، حتى وإن كان شيعياً. سواء من عائلة شيعية مَدَنية عريقة، ما دام علمانياً وطنياً لا يدور في فلك المحاصصة كعلاوي. أو من عائلة شيعية دِينية عريقة، ما دام لديه بعض الحِس الوطني ولا يدين بالولاء لإيران كالصدر. فما يهمهم هو ليس مصلحة التشيع، بل الولاء لإيران ومصالحها.

الكتلة الشيعية الموالية لإيران في البرلمان عَرقلت ثلاث محاولات للصدر وكتلته الفائزة لتشكيل الحكومة وإنتخاب رئيس للوزراء، وأعضائها على الأغلب، هم من أشار إليهم بـ"الفاسدين" في خطابه الذي ألقاه معلناً إنسحاب كتلته المكونة من73 نائباً من البرلمان. ورغم أن مناوراته خلال الأشهر الماضية وآخرها إستقالة نوابه قد كسرت جمود العملية السياسية، لكنها أيضاً وضعتها على مفترق طرق أحلاها مُر تنتهي جميعاً بأنفاق مظلمة لا ضوء في آخرها حتى الآن على الأقل، كما خلقت فراغاً سياسياً قد يسعى أتباع إيران لملأه على طريقتهم لتعزيز نفوذها في العراق أكثر، فهذا هو هدفهم في النهاية وليس تشكيل حكومات تنهض بالعراق وتوفر لشعبه التنمية والخدمات، بل تحويله الى ولاية تابعة وخط دفاع لها في صراعها مع أعدائها، وبقرة حلوب تمتص خيراته خدمة لمشروعها التوسعي الملتحف برداء الإسلام والتشيع، وتحويل شعبه الى حَطَب لصراعاتها بإسم الدفاع عن المذهب والمقدسات.

من ناحية أخرى إستخدم الصدر في خطابه مصطلح إنتخابات مستقبلية عدة مرات، مما يوحي بأنه قد يدعو الى إنتخابات جديدة، وفي حال رفضت القوى السياسية الأخرى إجراءها، قد يدعو أنصاره إلى الخروج في إحتجاجات حاشدة، قد تتطور بدورها الى حراك سياسي في الشارع يضغط على أحزاب السلطة مرة أخرى، ليفضي الى حل توافقي يؤدي الى تشكيل حكومة توافقية. ربما هذا هو أحد أهداف الصدر من الإنسحاب، بعد أن فشل في تحقيق مبتغاه تحت قبة البرلمان، وهو رمي الكرة في ملعب الشعب، وتحميله مسؤولية وضع نتائج أصواته التي أفرزتها صناديق الإقتراع موضع التنفيذ، كما جائت، لا كما تريدها إيران وأذرعها في العراق. وهذا يعني أن المظاهرات يمكن أن تعود إلى الشارع لتحوله الى عامل ضغط على البرلمان وقواه السياسية، كما حدث في الأمس القريب مع حكومة الكاظمي التي جائت نتيجة توافق على مَضَض بين الشارع والتيارات السياسية.

حتى إذا كانت هناك إنتخابات جديدة فهي لن تغير من الأمر شيئاً، لأن الصدر، ورغم القوة التي يمتلكها، لن يتمكن من منع من وصفهم بـ"الفاسدين" من الترشح للانتخابات، لأنه لا يريد إستخدامها الى أقصاها، خوفاً من أن يفقد السيطرة وينهدم المعبد على راسه ورؤوس الجميع. بالتالي سيعودون الى البرلمان كسكينة في خاصرته وخاصرة أي مسعى لتشكيل حكومة وطنية بعيداً عن موازناتهم الطائفية، كما حاول الصدر أن يفعل خلال الأشهر الماضية.



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة الأوكرانية وزعامة أوروبا بين غربها الديمقراطي وشرقها ...
- المارد الألماني المُستَكين الذي أيقظه بوتين
- فرقة ABBA تتجدد رقمياً، ولكن بروحية الماضي‎‎
- في 9 مايو، الجيش الروسي بين شبح الهزيمة و وَهم الإنتصار
- بوتين على خطى هتلر وصدام، فهل سينتهي مثلهما؟
- من فورتفينغلر الى غيرغييف التأريخ يعيد نفسه
- سحر بوتين الذي إنقلب على صاحبه وحقق نقيض أهدافه
- عِلّة العراق ليست فيه بل في أزمة وعي ساكنيه
- عراق الأخوة الأعداء أو الأخوة عراقازوف
- ماركوس زودر.. واثق الخطوة يمشي مَلَكاً الى مستشارية ألمانيا
- عام على كورونا! تعددت الأسباب وجُرم الصين وإيشغل واحِدُ
- هل كانت عودة حسين كامل لموت محقق، خيبة بخفي حنين، أَم مجازفة ...
- فاروق الفيشاوي.. طائر الكناريا الذي حلق بعيداً
- المايسترو إنيو موريكوني .. هدية الموسيقى الى السينما
- أوركسترا دار الحفلات الموسيقية تحتفل مع قائدها إشنباخ بعيد م ...
- إنقلاب المالكي 2010 الذي أضاع مستقبل العراق
- مأزق ثورة تشرين العراقية الذي يُمَيّزها!
- وصِيّة الخميني التي نَفّذها له العراقيون بِقَصد أو سَذاجة
- بين وفاء التونسيين للسَبسي وجحود العراقيين للباجه جي
- تظاهرات الشارع العراقي بين الواقع والطموح


المزيد.....




- بيرنز يعود إلى القاهرة وواشنطن تأمل -جسر الفجوة- بين حماس وإ ...
- -الماموث-.. -أكبر مكنسة- لامتصاص الكربون في العالم تدخل حيز ...
- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - فراغ السُلطة في العراق المَفتوح على خَيارات أحلاها مُر