أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - مقتطف من رواية لم انشرها















المزيد.....

مقتطف من رواية لم انشرها


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7407 - 2022 / 10 / 20 - 02:27
المحور: الادب والفن
    


مع غياب الذوق لم يعد أي شيء عند عُمر مثيرا، لكن هو لا يعرف سبب المشكلة، هل هي منها أم هي منه؟
في الآونات الأخيرة أصبح كل شيئ غر، حتى الأمور الفنية أصبحت عنده مسخرة، لا شيء يستقيم في ذاكرته وفي ذوقه! حتى طعم الفاكهة الجذاب لم يعد يمتعه، الأكلات المتنوعة، المواد الغذائية أساسا فقدت شهيته طعمها أو أن شهيته هي التي فسدت بسببها. فيما مضى كان يشتهي "البوعويدة" في الشجرة، كان للتفاح بهجة عجيبة في غصنه، وكان يميز منها الناضج اكثر قبل أن يقطفه، وطبعا كا كذلك الأمر مع الخوخ والمشمش والبرقوق والعنب وكل تلك الانواع التي كانت تأتي في موسمها وكانوا ينتظرونها بشوق عظيم، شوق لم يعد يتحسسه الآن كما كان في الماضي، وحتى فاكهة العنب التي تغذي ذاكرة طفولته والتي لا يتردد في شرائها حين يمر بمتجر الخضر لم يعد الآن يشتهيه، بدا يتكمش ويزيح عينه منها، إنها تذكره بأيام بريئة طاعنة في الماضي، إنه يذكره بالجنة التي نزلنا منها، وذات مرة سأله صديقه في المهجرحول هذه الأهمية القصوى التي له مع العنب فأجابه: "يذكرني بطفولتي وغذا قلت لك امرا حصل لي في طفولتي لن تصدق مع انه نظريا قابل للتصديق"
ــ ماهو؟ سأله صديقه
ــ هل تستطيع أن تبقى بدون ماء مدة شهر؟
ــ مستحيل! لكن ربما أتفهم الأمر الآن..!
ــ نعم ذلك ما حصل! عندما بدأت فرنسا في سياسة تحديد الملك الغابوي، كان يأتي أعوانها مع تقنيين لتحديد الملك الخاص والملك الغابوي العام، وكان الكثير من القرويين قد حصلوا على مساحات خاصة من الملك الغابوي، وبسشكل ما لم يكونوا شاطرين، كانوا على نياتهم بحيث لم يطلبوا إلا مساحات صغيرة والكثير منهم ممن ناهض الفرنسيين لم يحضروا أثناء زيارة هذه اللجن التقنية في تحديد الملك الغابوي، نعم كان هناك من استفاذ وهم من المقربين للدوائر الفرنسية ممن اخبر بالعملية وهم من استفادوا من مساحات كبيرة والآخرون لم يكونوا يعرفون أنها مسالة تحديد الملكية الخاصة فقط، نعم اغلب الناس هربوا حين اتت هذه اللجن الفرنسية في الحماية.. لكن ليس هذا غرضي من ذكر كل هذا، كانت منطقة البساتين التي يستعملها السكان في زرع بعض أشجار الفواكه والخضر قرب المجاري المائية تحاصرها الغابات من كل جنب، استغل جدي تلك العملية من تحديد الملك الغابوي ليحتفظ بمساحة لا تصلح لأحواض الخضر أو التشجير الزراعي، زرع جدي دالية عنب عند عين ماء طبيعية، بالتحديد، حيث تبدا مساحة المزروعات وترك المنطقة الوعرة بكل شجرها الغابوي، وطبعا ترك الدالية تتمدد مع الأشجار الغابوية التي حصل عليها من سياسة تحديد الملك العام، كان المشهد رائعا في طفولتي، كانت أشجار البلوط التي تعلقت بها دالية العنب تلد عنبا، عنب إيكولجي بثقافتنا العصرية الآنية، عناقيد عنب بجانب ثمار البلوط الحار الأطلسي، أليس الأمر رائعا؟ كنت استيقط صباحا وأتسلق تلك الأشجار، كنت مثل القرد أظل طيلة اليوم متسلقا وأختار من عناقيد العنب أنضجها على الإطلاق، ولذلك وطيلة شهر لم أشرب الماء، لم أحسب الفترة بالتحديد لكن مرة وانا بعين "تيط إفسثن" تنبهت إلى أني لم أشرب الماء منذ مدة وحتى والدتي التي كانت تغسل الثياب بالعين لم تصدق الأمر حين أخبرتها..!
ــ ياه يا أيها القرد ابن القردة، ضحك صديقه قليلا ثم سأله:
ــ لكن ما علاقة هذا بالجنة؟
ــ هناك عالم روسي ربط الإيمان بوجود الجنة بعلم النفس الوراثي، شيء من هذا القبيل، لا اتذكر جيدا، وخلص إلى ان الجنة كانت موجودة بالفعل ولذلك هي ترسخت في أدمغتنا بالوراثة الجينية أو شيء من هذا القبيل، وهو في تحليله يؤكد أن وجودها كان بالصحراء الكبرى الإفريقية، والمسألة بالنسبة لي هي اني صدقت هذا الأمر استنادا إلى تجربتي مع العنب .
ــ يعني انك تصدق أن آدم نزل او أنزله الله من الجنة بالفعل ؟
ــ اقصد أن الأحوال وتغير المناخ أخرج الإنسان من الجنة، نفس الذي حصل لي الآن مع عنب الدالية الكريمة: كنت أتناوله مجانا والآن أشتريه وأحوال المناخ جعلت ورثة جدي يقطعون تلك الدالية من جذرها.

لم يعد للعنب نفس الطعم كما السابق وهو الآن يتعجب من الأسعار كيف تعلي قيمة تلك الحلاوة الفاسدة، في متاجر الخضر، تلك الطيبة الفاسدة في الذوق والتي قتلت فيه ذلك العشق الجميل للتلذذ والإستمتاع بها.. بالنسبة لعمر كانت حلاوة وطيبة العنب تتجلى في ذلك التسلق الطفولي للأشجار وفي طعم العنب، وربما طعم العنب عنده كان بمرح الطفولة ذات هذا المنحى من التوحش: مرح قرد بريئ يتسلق الأشجار! "ماوكلي" آخر بطعم الحقيقة وليس بطعم رسوم كارتونية.
الآن يمضي حيث توجد هذه الأمور أمام المتاجر وبائعي الخضر ولا تنزع منه تلك المنتوجات أي التفاتة برغم ألوانها الزاهية المخصبة بالأسمدة والكيماويات، وربما هكذا يعتقد عُمر حين يراها بعين الشيخوخة التي فيها تصبح الأجسام فاقدة للألق والحبور، فاقدة لروحها المرحة القردية، أحيانا يعتقد أن فقدان الشهية لهذه الأشياء نابع من غريزة الإشباع، لم تعد تلهمه بسبب الإشباع منها في الماضي، هكذا يشعر أحيانا وهنا يتكلم عن نفسه كحالة خاصة بشكل يسحب ذلك التعميم الذي يفترضه الناس: كيف تشبعه هذه الأمور وهو من عائلة فقيرة؟ نعم كان فقيرا لكنه لم يكن كما يحدده الناس، كانت روحه مليئة بالحبور وقنوعة.
يتأمل ذاكرته وماضيه من جديد ثم يخمن: "فقدت الذوق والنشوة والتلذذ بسببها"، ثم يعود ويسترسل في تأملاته: "الحقيقة ان الفقر في وقتها لم يكن في الغذاء بل في أمر وحيد فقط هو العري، كنا عراة بمعنى ما، لم تكن لدينا ملابس جذابة ولا أحذية: "أنا آخر طفل لبس سروال الدجين، كان كل لباسي مطبوعا بعلامة قروي أو بدوي، وفي حالات أخرى كان جهدا كبيرا في اختيار لباس من قح الجوطية المغربية، وكان عريي يصيبني بالحشمة والخجل والإبتعاد والمبالغة في احترام الآخرين"، "نعم كنا عراة وجيوبنا فارغة لكن لم نكن نعاني المجاعة! وكان حين يزورنا هؤلاء الآخرون في غاباتنا الجميلة، كنا نحاول دائما ان نسحرهم بفواكهنا في أغصانها وخضرنا الجبلية الإيكولوجية، كنا نفتخر بسحر طبيعتنا، وكان بعض السلوك الهمجي الجميل يثير هذا الآخر".
"مرة استضفنا عائلة قريب بورجوازي في الجبل، كانت زوجته المدنية تراقب طريقة تهييئنا البدوي للأكل بشكل من الاشمئزاز، اواني الطبخ سوداء بسبب دخان الحطب، ليس فقط سوداء بل تكلست ببقايا الدخان وزيت الحطب بشكل تبدو مغلفة به وبشكل أيضا لا يمكن إزالته ولو بألف غسيل، لكن حين تذوقت زوجة قربي مرغمة حاولت أن تشارك والدتي وتبارك طبختها بطلب الوصفة".
كانت مرغمة لأن زوجها قريب عُمر كان يلح عليها ان تبدي قليلا من المروءة معللا ذلك بأن النار تقتل الأوساخ والميكروبات والجراثيم مهما كانت ، كان يلح عليها ان لا تظهر عفتها لهم لأن ذلك يعتبرونه قلة مروءة وشياكة زائدة، وبالفعل سقط منها الاشمئزاز حين تذوقت ذلك الأكل فبدأت تنهم وتمازح زوجها بلغة خليطة من الفرنسية والعربية: "بالفعل هي أكلة لذيذة!"
ــ بالفعل لذيذة بالخزف ودخان الحطب! يضحك زوجها قليلا ثم يعود ليتمتم ان النار تقتل السم حين ترجوه هي أن لا يقطع شهيتها بمزاحه الخشن.
ولكي تغطي عن اشمئزازها المثيرسابقا حاولت ان تشارك صاحبة الطبيخ لتسألها عن وصفة الطبيخ معتقدة أن للأمر وصفة، أجابها والد عُمر بخبرة القروي، بعربيته الممزغة الساخرة: "هو لذيذ بشيء من روح البداوة، حتى لو اعطتك الوصفة لن تحصلي على نفس المذاق. إنه قليل من البروك البدوي!
ــ لأكل البدو روح خاصة، قالها وهو يضحك ساخرا وهو ينظر في وجه قريبه المدني ويتمتم بأمازيغية قحة:" شان شويت نوخوب انمازيرث!" (فيها قليل من تعب البادية، يقصد الطبيخة)
تدخل زوجها قريب عمربالقول بأن القرويون لا يعتمدون على وصفة معينة بالطبخ وان غناءه نابع من كون المواد المستعملة غير ملطخة بالأسمدة والكيماويات.
في تلك الايام حين زارهم قريبهم البورجوازي من مدينة الرباط، كان عمر يدرس بالجامعة بفاس، وكان يزور عائلته فقط في العطل، كان يشعر بغربة بين أهله برغم فرحة اللقاء بهم، لكن كانت البادية الجبلية مثيرة له، كانت تفتح بديهته او كما يردد هودائما بلغته: تغسل العقل من أوساخ المدينة!
كانت المطالعة في البادية تشعره بنوع من الصفاء بشكل كان يبدوا ذكيا وطموحا في دراسته باعتراف حتى رفاقه.
مرة اقتربت منه طالبة بورجوازية من مدينة إفران تسأله في مسألة فيزيائية، نظر إليها في حياء، اخذ قلما من جيبه وبدأ يشرح او يفكك المسألة وصولا إلى بنائها كنظرية فيزيائة وأنهى الحوار في دقائق في الوقت الذي تمنى يطول ذلك اللقاء، وحين ودعنه صاح في وجهه رفيقه بأمازيغيته المعهودة: هل قتلت النمر؟
ــ لا! قتلني النمر، في الأمازيغية المرأة مهيبة، هي أغرياس أو تاغرياست (النمر او النمرة) هي إزم او تيزمت (الأسد أو اللبؤة) هي أي حيوان له هيبة ومنه اغنية تقول: إزم أبرباش الرعب اغا أوراعانش غوري (ايها الأسد المزركش، رعب نظرك إلي)
ــ لماذا لم تطل معها في الحوار؟
ــ هناك مسافة فارقة بيني وبينها، اول شيء حضر في ذهني هو أنها ناضجة كالتفاح في قريتي لكن "إيلا أوعساس"! (يقصد هناك حارس!)
ــ أي حارس؟
ــ معادلة رياضية بسيطة نسفت طموحي فيها: "ابحال "الجردة" ديال ابَّا عسو"، (يقصد حقل التفاح لجاره في البادية واسمه عبد السلام الذي مزغ بكلمة عسو، وكان هذا الأخير اول من أنشأ مزرعة للتفاح في البادية قصد تسويقه بشكل كان يحرسه بشكل غير معتاد في المنطقة)، ضحك قليلا بشكل محتشم ثم اردف: ما تلبسه في هندامها يكفيني بالشايط (بالمغربية تعني الباقي من توزيع بضاعة معينة) ما أصرفه طيلة سنتين في هذه الجامعة البئيسة ثم عن ماذا سنتكلم غير الفيزياء اللعينة؟ هل تعلم؟ شعرت بالخجل بشكل كنت أعرق لمجرد وقوفها معي وكان الخلاص وبشكل غير مفكر فيه هو التهام تلك المعادلة الجافة في الفيزياء.
ــ هي تحبك لذلك استعملت الفيزياء للتقرب إليك
ــ الإيقاع بالحب لا يتم بالفيزياء، الفيزياء هي أبعد بكثير من أن توظف في المشاعر، دعني! هذه "خزعبلاتك" الرومانسية.
كان العمل في الحقول بالنسبة لعمر عامل موازنة مصاريفه في الجامعة، المنحة المخزنية ملعونة بكل المقاييس ونضال الطلبة مشحون بقضايا دولية وأيديولوجية غير مهمة بالنسبة له لأنها ببساطة لا تحل مشاكله ونبوغه في الفيزياء لا يعتمد على طقوس التلقين الأيديولوجي للطلبة: "الطبقة العاملة أفضل بكثير منا، هي على الأقل تحصل بنضالاتها على زيادات بئيسة في أجورها، اما منحتنا نحن فهي كما كانت منذ الاستقلال"، كان عمر يشعر بهذا ويردده في داخله كلما حضر في حلقة نقاش بالجامعة.
في البادية تعلم الحصاد وعملية الدرس وتلقيم الشجر وأمور أخرى كانت تعفيه من أن ينتظر في طوابير البحث عن العمل، ومما كرس فيه هذه القناعة زيارته لأكادير في منتصف الثمانينات، كان يقضي جزءا من عطلته الصيفية بها عند احد أعمامه، يذهب في الصباح إلى البحر ليستحم، وعند عودته يمر ببزار ابن بلدته يوسف الذي أدهشه كونه يتكلم كل لغات العالم برغم أنه لم يدرس بالجامعة، وكان كل مرة يتفاجأ عنده بلقاء شخصية معينة، مرة صادف العداء المغربي سعيد اعويطة الذي لم يراه في كل حياته إلا بالتلفزة المغربية، ومرة رئيس أمريكي اشترى مركب سياحي بالمدينة او انشأه، ومرة التقى بشخصية نازية من ألمانيا كان يساوم بالبزار حول زربية مغربية، سألهم النازي عن منطقتهم ولما اجابوه تحول يتكلم باللغة الأمازيغية الأطلس متوسطية، اخبرهم بأنه ألماني وكان مخبرا بمنطقتهما وانه يتقن الدارجة المغربية والأمازيغية الأطلس متوسطية وأنه معجب بمنطقتهم، ولما سألوه لماذا معجب بها أجابهم بمسألة هي عادية عند عمر، قال الألماني بان شباب تلك المنطقة لا يتوقف، شباب مرح وعملي ولا ينتظر المناصب، بل يعمل اي شيء إلى ان يأتي او لا يأتي المنصب (خمن عمر في نفسه: "لديك كل الحق، نذهب للعسكر حين لانجد عملا ويقال اننا أيضا أبطال في الحروب". هضم عمر هذه المسألة وهو يردد في داخله: "ماذا لو زار هذا الألماني منطقته مرة أخرى، سيكون حكمه بدون أية قيمة" . لكن مع ذلك شعر بأن الأمر ينطبق على شخصيته، فهو في دراسته لا يعتمد على منحة المخزن ولا على عمل مكاتب الشغل المعطلة أصلا في منطقته، ضحك في نفسه ساخرا من مكتب الإنعاش الوطني الذي يسخر عمال مياومين في أعمال بلدية او جماعة وحين يتمموها يتركهم بدون أجورهم أو يجترهم حتى ينسوها، مرات، وفي أحسن الأحوال يقدمون لهم سلة مواد غذائية كالتي يتطوع ملك البلاد الآن لتقديمها للفقراء أيام شهر المجاعة الذي يسمونه رمضان.
كانت زوجة قريب عمر تنادي أطفالها كل مرة: لا تشربوا من ماء عين القرية! إذا عطشتم عودوا إلى هنا او خذوا معكم قنينات ماء سيدي احرازم. لا تأكلوا الفواكه بدون غسلها!
ــ أوف! ضجيج مدني آخر، رددها عمر في دواخله، ثم اردف متسائلا: ماذا سيحصل لهم، نحن نلتقط أحيانا فاكهة التين المتساقطة من الشجر فنأكلها بدون غسيل!

ضحك مرة أخرى حين تذكر حكاية أخيه الأصغر مع ابنة القريب سلمى، تغوطت فوق مجرى الواد، وغسلت مؤخرتها ولكي تتأكد من الأمر فرعت مؤخراتها أمام أخيه الأصغر تسأله هل خلصت من بقايا غوطها في مؤخرتها، ضحك عُمر في نفسه ثم قال في نفسه: "أنا عندما تقدمت لأول مرة إلى بائعة جنس، خجلت حين كانت تخلع سروالها، كنت مفزوعا، اما أمر إظهار المؤخرة بكل تفاصيلها لأخي الطفل فهو امر مدني"
تنهد قليلا فصاح: " يرحمك الله يا ابن خلدون! الترف في التمدن هو هذا العري بالتحديد، هو نفسه التفسخ في أخلاق القرويين الذين تحولوا إلى مدنيين!"
هذا الأمر غير مألوف عند أطفال البادية،.!
أما أخوها الطفل الآخر فأظهر إعجابه بقضيب الحمار أثناء مأدبة الغذاء، كان يصف طوله وحجمه فوق مائدة الغذاء بشكل لم يستطع أحد أن يكبت ضحكته، اما الطفلة الصغيرة فوصفت أكل الجزر من طرف احد إخوة عمر أثناء تجولهم بالبستان بالأرنب لأنه انتزع الجزر من الأرض فأكله.
ــ إنه الصدام الثقافي، يقول عمر في تأملاته
أربعة أطفال أحدثوا ضجة وأسقطوا عائلتين في خجل متبادل، حتى الطفل الرابع ذي الخمس سنوات أثار موضوع ولادة جذي رآه حين كان يتجول مع إخوة عمر في الحقول، كان يصف كيف يخرج الجذي من فرج العنزة بشكل عجائبي ويصف تذيله منها قبل أن يسقط وتلحس هي تلك السوائل المصاحبة للولادة، كان يصف الأمر بشكل يصف أعضاء الجنس كيف توسعت عند العنزة اثناء الوضع، كان يصفها مستعملا لغة أعضاء البشر التناسلية بشكل أثار لغة القمع الجنسية : لا تقل ذلك، احشوما! ترددها ام الطفل بينما هو يؤكد أنه رأى الأمر بأم عينية.
تدخل عمر ليهدئ من هول الصدام: لا بأس إنهم أطفال يصفون ما رأوا! جميل ان يخطئ الطفل في صغره (جات اعليه لأنه طفل بريئ)، لكن حين يكبر سيعرف أن ذلك هو "احشوما".



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين
- الحرب هي الحرب...!
- أسلمة الفيزياء
- ضربتني بالكيماوي!
- أعياني أني أرث شوقك في دواخلي
- موسم صيد الكلاب
- رحلات الموت من جنوب الصحراء
- البن والشاي في المغرب
- حوارات سوريالية 2 (تتمة)
- حوارات سوريالية
- مشكل الصحراء الغربية
- نافذة على واقع الإعلام المغاربي
- قليل من الهدوء : حول الأزمة المغربية التونسية
- من ذاكرة جبل عوام 2
- قضية الصحراء بين الابتزاز الغربي والتشتت المغاربي
- من ذاكرة جبل عوام
- تيط أوسردون (عين البغل)
- خبراء الطبع السيئ ومفهوم التحريفية
- المراة ومنطق الاحتواء
- ما يجوز ولا يجوز في التعايش (تتمة للموضوع السابق )


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - مقتطف من رواية لم انشرها