أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عذري مازغ - الحرب هي الحرب...!















المزيد.....

الحرب هي الحرب...!


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7397 - 2022 / 10 / 10 - 22:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الحرب هي الحرب لأنها الحرب!
"الحرب هي الحرب نفسها في كل زمان وكل مكان!"
صيغة ساخرة لمهدي عامل زمن الحرب الأهلة اللبنانية في نقضه للبرجوازية العربية الكولونيالية، يقول مهدي عامل بما يشبه خلاصة عامة لذالك الفكر البورجوازي، في كل الموضوعات التي تناولها هذا الفكر في ندوة بالكويت أنها "تفسر الماء بالماء":
"الحرب هي الحرب لأنها الحرب"
"العقل العربي عقل عربي لأنه العقل العربي"
"المستقبل العربي هو الماضي والحاضر متكلسا في الخصوصية العربية"
كثيرة هي مقولات مهدي عامل التي حين اطلعنا عليها ونحن شباب لم نفهم منها سوى صيغتها الساخرة المضحكة، لكن مع ذلك كنا نفهم أن كل هذه الثرثة الرائدة، في موضوع خاص، لم تكن سوى تكرار يجتر تكرارات أخرى، وبشكل عام: كل ما هو عربي هو عربي لأنه العربي.
وبصيغة أخرى، يفتقد الفكر العربي بشكل عام إلى مبدأ التفسير من حيث هو فكر متوغل في الوصف ويشرح مهدي عامل هذا بالقول ان اغلب الإشكاليات التي يطرحها هذا الفكر يغيب فيها ما يسميه هو بالسؤال المعرفي واعطى امثلة لثلة مفكرين يطرحون إشكالية فكرية عربية حول اي موضوع، تجد حلها في السؤال نفسه او في الإشكالية المطروحة ذاتها. اي انها تفتقد لمبدإ الاجتهاد في الفكر.
السؤال المعرفي هو سؤال استكشافي وكونه استكشافي يعني أنه يرمي إلى بناء مختلف في التفسير: يعني ببساطة عقلنة الوصف بما يبنيه كمعرفة علمية، هنا تنطلق آفاق أخرى للفكر: تنولد النظرية التي هي استنطاق آفاق الفكر في موضوع معين وهذا يجرنا إلى كون ان الشيء ليس كما في الفكر العربي هو الشيء نفسه بل هو آخر متميزا عنه كميا او نوعيا.
في الحرب الأوكرانية لو طبقنا تلك المعادلة العربية: هي نفسها الحرب في كل مكان وزمان، الحل هو رفضها لأنها الحرب.
رفضها لأنها الحرب هو الموقف الساذج منها، ببساطة دولة روسيا تعتدي على دولة اوكرانيا كدولة مستقلة وهذا من حيث المبدا يتنافى مع القانون الدولي، الامر صحيح تماما في سياق الصفاء النظري المتماثل مع القانون الدولي.
في سياق موازي، حق تقرير المصير حق دولي أيضا تضمنه المواثيق الدولية، في هذا السياق كل الامم والشعوب التي تلمس في ذاتها ضرورة الإستقلال الذاتي او الاستقلال الكامل على المجتمع الدولي ان يحفظ لهم حقهم بدون حروب، انا أيضا أومن بهذا المبدأ في مثاليته، من وجهة نظر صرفة، هذا المبدا يفترض نزع الأسلحة، ليس هذا فقط، يفترض عدم تكوين جيوش أصلا لان مهمة الجيوش هي تاكيد هيمنة نظام دولة على إقليم معين بمعنى ما: إذا اراد إقليم معين ان ينفصل عن دولة فله الحق ان يعبر عن ذلك في استفتاء خاص، وحين يتحقق له ذلك بالتصويت يجب على الدولة التي كان ينتمي لها ذلك الإقليم أن تقبل بالأمر: هذه هي "كينونة حق تقرير المصير" بشكل نظري مطلق مترفع عن خصوصيات الدول القائمة آنيا، في إسبانيا مثلا (وفقط لاني اعيش بها وملهم فيها حتى بثقافة تقرير المصير) شاهدت بأم عيني نجاح استفتاء كاتالونيا في حق تقرير مصيرهم الذي لم توافق الدولة المركزية الإسبانية عليه والذي أيدته كل الدول الأوربية بدون استثناء عدا المنظمات الحزبية في الدول الاوربية التي تتبنى مسألة حق تقرير المصير وهي على العموم اقليات قومية في أوربا.. لم يحتج العالم على نسف استفتاء كاتالونيا بل إن الكثير عبروا عن وحدة الدولة الوطنية، في الحقيقة استقلال كاتالونيا لو تم سيغير جغرافية الدول الأوربية (أراضي كاتالونيا التاريخية تمتد حتى مارسيل بجنوب فرنسا الشرقي وإلى منطقة بيزيي غرب فرنسا) أيضا مناطق الباسك في شمال إسبانيا لها امتداد في جنوب فرنسا، ايضا منطقة غاليسيا بغرب إسبانيا لها امتداد في شمال البرتغال وهلم جرا فالحدود القومية للقوميات داخل كيان دولة يخترق الحدود الوطنية لتلك الدولة (أضف إلى هذا الاكراد في الشرق الأوسط والامازيغ في شمال إفريقيا)
(هذا فقط جرد من الامثلة)
مالذي حصل بأقاليم دونباس والقرم ودونتسيك بأوكرانيا؟ هم ايضا قوميات لها الحق في تقرير المصير فلماذا اوربا لها الحق في نسف تقرير مصير أقليات بجغرافيتها بينما تبتز دولا أخرى بخرافة حق تقرير المصير (سكان الصحراء بالمغرب لا يتجاوزون 900 الف نسمة منهم اقل من 2% تعيش بتيندوف إذا صدقنا احصائيات المنظمات الخيرية).
8 مليون نسمة رفضت الإنتماء إلى اوكرانيا على خلفية المس بهويتها الروسية، في البداية فضلت الإستقلال ومع الحرب فضلت الإنتماء إلى روسيا.
بدئيا هكذا الامور: مسألة قومية بسيطة اتجاه نظام دولة مستفز لهذه القوميات، هكذا بالوصف الساذج البسيط، لكن المسالة ليست تماما هكذا بل هي أمر يتناقض مع مبدا حق تقرير المصير إلى مبدأ الامن القومي لدولة أخرى: الحرب هنا تجاوزت حرب الأقليات مع نظام دولة، الحرب هنا نسفت مفهوم حق تقرير المصير إلى حق الأمن القومي لكيانات اقتصادية اكثر منها دول بعينها: الحرب بين روسيا والغرب هي حرب اقتصادية في الأساس فجرت إعلاميا على انها حرب أوكرانيا ولا ادل على هذا سوى تصريحات زيزو الاوكراني نفسه: "إننا نقود حرب الغرب ضد الشرق"، "إنها حرب وجودية" يقودها زيزو ضد الشرق اللاديموقراطي. هكذا يصيح نيروم أوكرانيا حين يقدم بلده كحطب لحرب بلاده اصلا لا علاقة لها بها .
يعترف جون بولتون في مقاله الاخير حول تنحية فلاديمير بوتين ان الولايات المتحدة وطيلة 70 سنة دبرت اهم الإنقلابات المعروفة عالميا كما اعترف انه يشي بقتل بوتين كحل للأزمة الأوكرانية، بكل صدق فاجأنا اعتراف بولتون، بكل صدق يقول: لا تهمنا الديموقراطية في العالم، تهمنا سيادتنا للعالم، وببساطة، حول اعتراف بولتون الديموقراطية المنشودة، في دول العالم، إلى انها سيعترفون بانها ديموقراطية إذا كانت تسيد هيمنة الولايات المتحدة ومن خلالها الغرب الاوربي.
تبدوا الآن أن الحرب ليست الحرب في كل زمان ومكان: معادلة قتل الإنسان في كل الحروب ليست معيارا لشن الحروب بل هي حروب تبنى على خلفيات مختلفة في الزمان والمكان، تعني الحرب بشكل مطلق قتل الناس وهنا الحرب هي هي لكنها في الحقيقة لا تعني هذا: تعني انها صراع في الهيمنة.
الشعوب الحقيقية في اغلبها، في اوربا بالتحديد حيث اعيش هي ضد منظمة اوتان (الحلف الأطلسي سابقا).. المظاهرات الاخيرة في اوربا ضدها تعني بشكل موضوعي انها سبب الحروب وسبب تدهور الإجتماع الإنساني الغربي بتعبير ابن خلدون.
في سياق التحليلات في الحرب الروسية الأوكرانية، الشعوب في العالم أصيبت بالتخمة في تدفق المعلومات، لم نعد نثق بأي تحليل، اصبحنا ننظر إلى الأحداث في تجلياتها كما ترى: خراب هنا وهناك.
ضد الحرب، ضد تكوين الجيوش، ضد كل هذه الثقافة المرحة التي تغرنا بحرب نووية وكأنها غزوة ينتصر فيها الغازي على المغزي . ضد هيمنة قوة عظمى على العالم.
مع عالم متعدد الأقطاب بدون حروب!



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسلمة الفيزياء
- ضربتني بالكيماوي!
- أعياني أني أرث شوقك في دواخلي
- موسم صيد الكلاب
- رحلات الموت من جنوب الصحراء
- البن والشاي في المغرب
- حوارات سوريالية 2 (تتمة)
- حوارات سوريالية
- مشكل الصحراء الغربية
- نافذة على واقع الإعلام المغاربي
- قليل من الهدوء : حول الأزمة المغربية التونسية
- من ذاكرة جبل عوام 2
- قضية الصحراء بين الابتزاز الغربي والتشتت المغاربي
- من ذاكرة جبل عوام
- تيط أوسردون (عين البغل)
- خبراء الطبع السيئ ومفهوم التحريفية
- المراة ومنطق الاحتواء
- ما يجوز ولا يجوز في التعايش (تتمة للموضوع السابق )
- حول التعايش والإندماج
- غورباتشوف بالدار البيضاء


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عذري مازغ - الحرب هي الحرب...!