أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - ضربتني بالكيماوي!














المزيد.....

ضربتني بالكيماوي!


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7388 - 2022 / 10 / 1 - 20:34
المحور: الادب والفن
    


ذات صيف من سنوات بداية التسعينات حيث المهاجرون يزورون المغرب، خرجت "فاكونسية" إلى المدينة عند الغروب، نبهتها قريبتها بأن الأمر خطير على النساء وقد تتعرض في المسافة الخالية من السكان بين حيهم ومركز المدينة للإغتصاب الذكوري، طمأنتها "الفاكونسية" بكونها تحمل سلاحا رادعا ستستعمله إذا تعرضت لتعنيف ما.
عند عودتها سألتها القريبة عن سلامتها، أخبرتها انها لم تتعرض لأي تعنيف إلا بعض التحرشات الجنسية التي استحسنتها: ذكور يتغزلون بنا في الشارع بكلام جميل لا أتلقاه من خطيبي من اقاربي الذي لا يرى فيي إلا انعتاق لروحه في الهجرة إلى فرنسا، قالتها وهي تضحك، ثم اضافت : "أجزم انه سيطلقني في فرنسا"
ــ لماذا؟
ــ لأني ببساطة لا أعرفه إلا كقريب وليس كحبيب، ليس بيننا تلك العلاقة المتناغمة كيميائيا، على الأقل من جانبي، أشعر بأنه متوحش لا ينتمي إلى كوني، غيرته غير محتملة: تصوري ! لا استطيع التكلم مع ابن عمي ، وطبعا إذا سمع بأني خرجت اليوم لوحدي في هذا المساء سيتفرقع بدون شك، وحتما سأتعمد هذا في إبعاده عني، احب ان يكون لي زوج أتناغم معه وليس مهاجرا إلى فرنسا.
ــ يقولون بأن النساء في الغرب مكبوتات ويعشقن الرجال الفاحلين، قالت قريبتها
ــ ليس صحيحا! مارست الجنس مع الذكور في سن المراهقة ومع اكثر من ذكر، من جهة تحديا للمنظومة الاخلاقية لأسرتي، ومن جهة أخرى مارست حقي الطبيعي في الحب..
ــ يعني انك لست عازبة؟
ــ بالنسبة لي تعني العزوبة أني بدون رفيق او حبيب، ما تعنيه عندك ليس تماما ما تعنيه عندي، عندك تعني ان تكون لدي بكارة خالصة، هذه خرافات قديمة.!
ــ أكيد، قريبك لن يتفهم هذا! استفسرتها قريبتها
ــ نعم بالتأكيد، قبولي له هو إرضاء لأسرتي، هم يريدون لي زوجا صالحا، قالتها بتهكم
ــ وهل هو زوج غير صالح بالنسبة لك؟
ــ الزوج الصالح عندي هو الزوج الذي أتناغم معه وليس الزوج الذي يضع علي ممنوعاته، هو زوج غير صالح لأنه حدد أساسا علاقته بي، ما يريده مني هو ان أضمن له هجرة بأوراق رسمية، اما تلك "الكليشيات" الأخرى في الرجولة والوفاء للتقاليد فهي أسباب يعرضها من الآن يبني بها انقلابه علي حين يطلب الطلاق مستقبلا: إنه يبني للزواج مني وفي نفس الوقت يبني أسباب الطلاق مني والأمر كله ليس كزواج أمي من أبي: امي مثلا تزوجت ابي قبل أن يهاجر، تزوجته لحصول تناغم طبيعي وليس لأنه مهاجر في فرنسا.
ــ ربما هو يقصد الوفاء!
ــ الوفاء؟ الرجال هم الأكثر نقضا للوفاء وليس النساء، وهذه قاعدة عامة، نعم قد نجد نساء تنقض الوفاء وهذا استثناء والأمر ببساطة معقد حسب الحالات. الدليل على كلامي هو صياغة الأربع نساء لرجل واحد، تعني ان الرجل غير وفي، وتشريعا لعدم وفائه اقتضى الأمر الزواج بأربع ، الزواج بأربع ينسف قانون التناغم.
ــ أنت متمردة! لكن اخبريني عن السلاح الجديد الذي يسنح لك بالخروج في المساء.
ــ هو سلاح عادي! سأعطيك حفنة منه، هي قنينة مملوءة بغاز يصيب بعمي لحظي ودوخة حين تنفثينه في عين وأنف خصمك، سيصاب باضطراب وفقدان وعي بشكل يسمح لك بالتخلص والهروب منه، ليس سلاحا قاتل ولكنه سلاح فعال.
أخذت القريبة إطوشا القنية النفاثة بالغاز، لكن حارت في أن تستعملها، كل جيرانها يعرفونها ولا أحد منهم يجرأ على التغزل والتحرش بها، لكن هي تريد ان تجرب فعالية السم الكرومولوجي الفرنسي .
خرجت في صباح سبت تبحث عن ضحية، في كل ذلك الصباح لم يتحرش بها أحد، وعندما مرت بقرب مقهى السلام بمريرت رآها المتيم بها، كان الرفيق حدوش يراقبها في كل مكان، وفاجأته ذلك الصباح في أن تمر بجانب مقهى السلام وهي تمشي وحدها، فكر حدوش أن يستغل الأمر وينفرد بها ويعترف لها بحبه لها، تبعها حتى وصلت تلك المنطقة الخالية التي تربط حيها بمركز المدينة، سارع في خطواته ليلتحق بها، هي ايضا كانت تسارع في خطواتها وتخاله يسارع وراءها، وحين وصل إليها، اوقفها بلمسة على كتفها، هي استدارت إليه ونفحته بالكروموجين الفرنسي، اصيب بعمي لحظي ودوخة، هي هربت إلى منزلها، هو أيضا هرب إلى منزله وهو يصيح: ضربت ب"الكيماوي" .
بعد لحظة جاء الدرك الملكي يدق في باب أسرتها، يسألون عنها وعن سلاحها الكيماوي، انتفضت الأسرة بأكملها كونهم لا يملكون سلاح كيماوي ولكم ان تتصوروا دقة الحدث، في تلك الأيام كانت أيضا الولايات المتحدة تتهم صدام حسين بالكيماوي، والعاشق الهوان لجارته اعتبر النفخ في عينية بكونه استخدام كيميائي، اخبرتهم القريبة أنه كروموجين فرنسي وليس بغدادي فادخلوها في حكاية سين جيم؟



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعياني أني أرث شوقك في دواخلي
- موسم صيد الكلاب
- رحلات الموت من جنوب الصحراء
- البن والشاي في المغرب
- حوارات سوريالية 2 (تتمة)
- حوارات سوريالية
- مشكل الصحراء الغربية
- نافذة على واقع الإعلام المغاربي
- قليل من الهدوء : حول الأزمة المغربية التونسية
- من ذاكرة جبل عوام 2
- قضية الصحراء بين الابتزاز الغربي والتشتت المغاربي
- من ذاكرة جبل عوام
- تيط أوسردون (عين البغل)
- خبراء الطبع السيئ ومفهوم التحريفية
- المراة ومنطق الاحتواء
- ما يجوز ولا يجوز في التعايش (تتمة للموضوع السابق )
- حول التعايش والإندماج
- غورباتشوف بالدار البيضاء
- كرة القدم النسوية
- مقام الفرس


المزيد.....




- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - ضربتني بالكيماوي!