أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد طولست - القهوة كالحُب قليل منه لا يروي وكثير منه لا يشبع.














المزيد.....

القهوة كالحُب قليل منه لا يروي وكثير منه لا يشبع.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7404 - 2022 / 10 / 17 - 01:57
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قد لا يتصور الكثير من عشاق القهوة بأن شرابهم المفضل -الذي صنف بأنه مشروب الكتّاب والمدرسين والمعلمين ، والشعراء وأهل الأدب والفن والمطالعين للكتب - كان مثارَ جدلٍ فقهيٍ كبيرٍ استمر ردحًا طويلا من الزمن ، بين فريقَيْن حول حليَّتها و تحريمها ، اعتبر أحدهما أنها شرابٌ حلالٌ لا غبار عليه ، ينما حكم فريقٌ ثان على شربها بالتحريم ، نظرًا لتشابهها مع بعض المشروبات المحرمة للأضرارها الكثيرة والخطيرة على الصحة، الأضرار التي فنذه الشاعر إبراهيم ابن المبلط " 1583م" وجودها بقوله:
أرى قهوة البّن في عصرنا**على شربها النّاس قد أجمعوا وصارت لشـرابها عـــــــــــــــــادة ** وليست تضـرّ ولا تنفــــــــــــــــــــــــــــعُ.
الشهادة التي تنفي أي موجب لتحريم شرب القهوة، الإنتفاء الذي رجح كفة المؤيدين لإحتسائها، الذين سبق وانتفضوا ضد معارضة ومنع شربها ، في فتنة التي اندلعت في مصر سنة 1534م ،والتي انتهت بإحالة أمر القهوة إلى قاضي القضاة محمد بن إلياس الحنفي، الذي اختبر مدى تأثيرها على جماعات ، فلم يلاحظ شيئًا، فأقرها على حالها، الذي أثبت بالشيخ محمد البكري الصديقي أن في معاقرتها تنفيسا لما يصيب النفوس من الهم والغم والكدر ، ودفع به إلى دعوة كل من بصدره هم أو غم أو كدر إلى شربها بقوله:
أقولُ لمن ضاقَ بالهمّ صدرُه** وأصبحَ من كثر التشاغل في فكرِ
عليك بشرب الصالحين فإنه ** شرابٌ طهورٌ سامي الذكرِ والقدرِ
فمطبوخ قشرالبن قد شاعَ ذكرُه**عليك به تنجُومن الهمّ في الصدرِ.
وذلك لقدرة نكهة القهوة المتميزة ومذاقها الرائع ورائحتها النفاذة على التغلغل في نفوسِ شاربيها وإشعارهم بالرضا والراحة والإسترخاء ، الذي يصعب على مدمنيها الشعور به من دونها ،
كما تحكيه القصة الطريفة لاكتشافها التي وردت في كتاب "القهوة القوة المحركة للتاريخ" للكاتب "ستوارث لي آلن"، والتي مفادها أن بدايات استخدام القهوة تعود إلى الراعي الإثيوبي الذي لاحظ تراقص معزاته بصورة هستيرية، كلما تناولت ثمرة معينة، والتي دفعه الفضول إلى تجريبها على نفس ، فشعر بنفس النشاط والحيوية ، فقدمها لمتصوّفٍ فساعدته على قيام الليل ، وانتشرت بين الناس وكأنها الحب كما قال محمود درويش بقوله : "القهوة كالحُب قليل منه لا يروي وكثير منه لا يشبع" ، نفس القول الذي أكدته الكاتبة التركية إليف شافاق بقولها أن القهوة : مثل الحب، كلما صبرت عليها أكثر، ازداد طعمها حلاوة" ، وعظم الاستمتاع بها بكل أشكالها ، من القهوة السوداءBlack Coffee" أو "إسبريسو Espresso" أو "كابتشينو Cappuccino" أو "لاتيه ماكياتو" أو "أميركانوAmericano" أو اللاتيه Latte"أو" الكافي موكاCoffee Mocha" أو"دوبيو Doppio.
ما دفع بمهتم بآداب شربها ، لنصح معاقريها بعدم التسرع في احتسائها ، ، سواء كانت معصورة من حبوب الأرابيكا (Arabica) التي تتربع كل عروش القهوة ، أو من حبوب الروبوستا (Robusta) وحتى إذا كانت من حبوب ليبركا (liberica) أو اكسيلس ا (excelsa الأقل شهرة ، لأنها أخت الوقت ، فلا تُشرب على عجلٍ ،وإنما تُحتَسى على مهل ، وفي الأجواء الهادئة الرائع البعيدة عن الضغوط ، ومع صديق أو ضيف ، كما قيل :"فنجان قهوة في جو هادئ ورائع هو الفعل الأكمل ، وفنجان قهوة مع ضيف أو صديق هو الفعل الأسلم"
وفي الختام :طاب يومكم قرائي الأفاضل ، وطاب مذاق قهوتهم ، وزكيت رائحتها .
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتفاليات لا تجسد عظمة المحتفى به !
- حجاب إيران وقميص عثمان.
- الدين المعاملة
- إغتناء المتسولين على حساب -فاعلي الخير- !
- شر الناس من بفسوقه يضر نفسه والناس
- التعلق الغريزي باللذات 1
- إذا تعاطى الحاكم التجارة فسد الحكم وفسدت التجارة !
- يوم النظافة العالمي.
- عندما يشتاق الإنسان لنفسه !
- مكره أخوك لا بطل !
- ليس هناك أصعُب من أن تقوم بشيء أنت مجبر عليه !
- ولا يحق المكر السيئ إلا بأهله.
- الخيانة آفة تفتك بالمجتمعات وتدمر ما بينها من علاقات !
- وستبقى الصحراء مغربية!
- الخيانة لا يمكن أن تكون موقفا سياسيا
- هموم الامتِحانات والاختِبارات !
- المزايد بالقضية الفلسطينية لترميم المواقع السياسية !
- الوقاحة هي ان تنسى فعلك وتحاسب غيرك على فعله !
- لا أحد يموت قبل أوانه وإن أصيب بكورونا!
- تحجر العقول اخطر من تبرج الأجسام !


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد طولست - القهوة كالحُب قليل منه لا يروي وكثير منه لا يشبع.