أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ عامةٌ حولَ الأصولية والفكر الأصولي (1)














المزيد.....

أفكارٌ عامةٌ حولَ الأصولية والفكر الأصولي (1)


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 7401 - 2022 / 10 / 14 - 23:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأُصولية - حسب زعمي - هي سبيلٌ فكري يقيني، لا يختصُ بدينٍ معينْ أو عقيدة بعينها، و ليس له حزب ذو صبغة إيمانية حصرية مُحدّدة.
هي ببساطة : الدعوة الى وقف إعمال العقل في النص، وتوهّم إمتلاك الحقيقة المُطلقة.
تبدأ دعواها من كراهية المُختلف، وتمرّر خطابها في أكذوبة الإعتدال، ثم تنتهي بعد ذلك إلى تصدير الارهاب بالضرورة.
---------------
الأصولية بمختلف أنواعها، هي وباءٌ فكريٌ عالمي بغيض، موغل في القدم بشكل عام.
لكن أعتقد أنّ أغصان هذه الأصوليات الدّينية المُعاصرة، الممتدة بكثافة في مجتمعاتنا المشرقية بالذات، كانت قد دُعِمَت و رُويَّتْ و اشتدّ عودها، في تقديري منذ مَطلَعِ القرن العشرين.
وذلك منْ قِبَل جهاتٍ سياسية مُعيّنة ، ولأسبابٍ وغاياتٍ نفعية كثيرة، يَصعبُ ذكرها في هذه العجالة..
إلا أنّ أهمها ، يقع في بند الإستغلال السياسي المُحْكم لها ،
و نجاح خطة استخدامها كأداةٍ نَشِطة ، في لعبة دولية ، من أجل كسب وحماية مصالح طرف ما،
و كذلك في حُسن استعمالها كسلاحٍ فكريٍ فعّال، من قبل إحدى القوى العالمية، منْ أجلِ كسبِ معركتها الاستراتيجية، وتمكين الحشد الظافر ، ضد أحد أهمّ أقطاب العالم آنذاك .
--------------
الأصوليات الدينية بعامة، تَسْتولدُ الكراهية ضد بعضها البعض - بالضرورة - لأن كل منها يؤمن يقيناً أن لديه الحق المبين وحده .
ولهذا ترى الأفهام فيها تستعذبُ جداً نرجسية التميّز ، وتميل بطباعها المتطرفة، إلى مُخالفة كلّ ما يقدّمه لها الواقع من صدق أو حق،
و قد تبدو كالأصفاد الصلبة، المُحكمة على معصم التفكير ، كلّما حاول العقل المنطقي هزّها أو تحريكها ، اشتد خناقها عليه أكثر فأكثر ..
إنّها مجرّد أفهامٌ مُغلقةٌ تماماً على نفسها، لا تقبل بالآخر، ولن ترضى عن المُختلف الضال عن سبيلها، حتى يتّبع مِلتها .
تشعرُ دوما بفوقية شديدة، وتعيش في تعالٍ على الآخرين، مهما حاولتْ أنْ تدّعي أنّها سَمْحاء مع المعتقد الآخر ، أو جاهدت في ترويج خطاب الانفتاح معه، أو التسامح إزاء المناهضين لها.
-----------------
و لعلَّ الشرّ المُستطير في تلك الافهام الأصولية ، يَتأتّى - في تقديري - ليس في إيمانها العميق، أنّ هناك حقيقة واحدة في هذا العالم فحسب، بلْ في يقينها المُطلق ، أنّ تلك الحقيقة الواحدة، هي الجهة الوحيدة التي تمْتلكها. وهي وحدها المُخوّلة في تمثيلها والدّعوة لها.
-------------
إنّ ما يُقابل الافهام الأصولية - في زعمي - هي الأفهام العلمانية.
التي تُؤمن وتفكر بالنسبي ، بما هو نسبي مُتغيّر ، وليس بما هو مُطلق " على حد تعبير أستاذنا المُفكر د. " مراد وهبة " .
وقد لاحظت أنّ الأفهام الأصولية (الدّينية منها بالذات ) على إختلاف جغرافيتها و مراجع مطلقياتها أو دوغمائياتها الفكرية، ( سماوية أم أرضية) تتشابه كثيراً، في أنماط التفكير و مسالك الحوار .
بل تكادُ تتطابقُ في أساليب تعبيرها، ومناحي اهتماماتها، إلى حدٍ بعيد، و أحياناً مذهل.
و كثيراً ما رأيت أنّ الفهم الأصولي -مثلاً - عندما يناقش أحداً ما ، حول حقائقه المُطلقة، يكون هدفه الانتصار لها فقط، وليس الإمعان في فهمها ، أو التفكير في نقائصها.
و لذلك نراه لا يمتنع عن استخدام أيّة وسيلة ( مادية ام فكرية أم نفسية)، من أجل هزيمة حقائق الفهم الآخر، المُضاد له، او إقصائه تماماً عن الوجود، إنْ أمكن ذلك.
بينما الفهم العلماني -المُنفتح على منهج التفكير العلمي، يُحاور كي يفهم أولاً ، ويتقدّم بالوعي الى مناحٍ جديدة ثانياً،
و لهذا تراهُ يدأبُ في نقل سفن الحقيقة، الى معارج جديدة ، ويثابر في استكشاف فضاءات فكرية لحقائق غامضة، قد لا تكون معروفة لديه منْ قبل..
-----------------
و على خلافِ الفَهم العَلماني، المملوء دوماً بقلق الشك المنهجي، ومزيّة الدّحض والإنتقاد..
يمتلكُ الفهم الأصولي اليقيني، حسّاً مُطمئناً، وروعاً رائقاً ، يوفّر له براعةً هائلةً، حين يتسنّى له الإشتراك في لعبة الإعتدال والفوز أمام خصومه ..
حيث تتوفّر لديه - غالباً - الحماسة الشديدة للمناكفة والمجادلة، وإثبات الحضور، و الرغبة النفسيّة العارمة، والمهارة الملحوظة في فنّ الاقناع ، وتسويق الأغاليط،
التي تساعده كثيراً على ليِّ عنقِ الحقائق ، و التوفيق المزيّف بين مجريات الواقع وخرافاته المتناقضة، بطريقة يصعب على الإنسان البسيط كشفها أو دحضها ..
يُضاف الى كلّ ذلك، حسن توظيف الخيال المبدع للبيان لديه، في التلفيق المُنظّم والدّجل العاطفي الذي يمارسه في تجميل تهافت أيّة حجة أو بُرهان، سواء في بثِّ آية معلومة، أو سرد خبرٍٍ مَكذوب،
بغايةٍ واحدةٍ فقط لاغير ، وهي دعمُ عقيدتَه ، ونُصرة دغمائياته المُقدّسة، بكل عَجَرِها وبَجَرِها .
للحديث بقية
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يَخون المُثقّف..؟!
- أفكارٌ بَسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحَد ..( 15)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحَدْ ..(14)
- طاعون الشرق..
- رأيٌ خاص حولَ مَنْعِ التّفاهة ..
- آراءٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحَدْ ..(13)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير ملزمة لأحد .(12)
- آراءٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحدْ (11) ..
- حول كتاب - تهويد المعرفة -
- - جودي بلول - ( إبداعٌ ينوسُ بينَ جرأة التجريبْ وتزاحمِ الأف ...
- حرق الكتب .. بين مجرم بالقوة وجاهل بالفعل
- ما هو الإبداع .؟!
- آراءٌ بسيطةٌ غير ملزمة لأحد ..(10)
- آراءٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد ..(9)
- مداخلة حول - المثقف والسلطة-
- آراءٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحَدْ ( 8 ) ..
- أفكارٌ أوّليةٌ حولَ نشوء الشّعور الدّيني
- أراءٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحدْ..(7)
- أفكار أولية حولَ مفهوم -الرّوح الكليّة- عند -هيغل-
- -قد ترامَتْ إِلى الفسادِ البرايا-


المزيد.....




- بوتين يؤدي اليمين لولاية خامسة في حكم روسيا: لا نرفض الحوار ...
- لافروف يؤكد مع نظيره السعودي ضرورة توحيد الجهود لحل الصراعات ...
- 1.5 ألف جندي ومدرعات غربية ومستودعات وقود.. الدفاع الروسية ت ...
- وسائل إعلام: -حزب الله- أطلق 6 مسيرات مفخخة من لبنان باتجاه ...
- يوم عالمي بلا حمية غذائية.. شهادات لأعوام في جحيم الهواجس ال ...
- ماذا نعرف عن -رفح-- المعبر والمدينة؟
- وزيرة الخارجية الألمانية تضيع ركلة ترجيح أمام فيجي
- -جدار الموت-.. اقتراح مثير لسلامة رواد القمر
- لحظة دخول بوتين إلى قصر الكرملين الكبير لأداء اليمن الدستوري ...
- معارك حسمت الحرب الوطنية العظمى


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ عامةٌ حولَ الأصولية والفكر الأصولي (1)