أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - هل يمكن للعلم أن يعيد كتابة التاريخ ؟














المزيد.....

هل يمكن للعلم أن يعيد كتابة التاريخ ؟


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7392 - 2022 / 10 / 5 - 20:32
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد الحرب العالمية الثانية بدأت الكثير من الدول الكبرى فى عمليات تطوير علمية لم تشمل العلم النظرى فقط بل تعدته لتصل إلى أجهزة القياس والفحص والتطبيقات العلمية ، ولكن العولمة منذ مطلع التسعينيات زادت من فرص التعاون بين الجامعات ليس على مستوى البلد الواحد بل على مستوى الجامعات حول العالم مما زاد من سرعة تطوير أجهزة القياس والتطبيقات العلمية وتنمية الاكتشافات والابتكار حول العالم . لقد كان اكتشاف أجهزة تقيس الزمن بالفمتوثانية فتحا فى تطوير دراسة المكونات الصغيرة فى الكائنات الحية والكون مثل العناصر والجزيئات والتفاعلات والتركيبات الجينية وغير ذلك ، ومع تلك الدراسات ومن النتائج الثانوية تأثر التاريخ القديم والمعاصر عبر تحليل وتفسير وتقييم عمر المخطوطات والنقوش والحفريات بدقة كبيرة. لقد بدأت التطورات العلمية بعد الحرب العالمية الثانية بدراسة عناصر تسمى النظائر المشعة وهى تتحلل كل فترة لمعرفة ما يتم بنواتج التفاعلات النووية بصورة أساسية ، ولكن وبصورة ثانوية تم اكتشاف الكربون المشع كربون 14 الموجود فى الطبيعة بنسبة ضئيلة وهو قابل للتحلل لأن الكربون العادى ١٢ يتواجد بنسبة كبيرة فى الكائنات الحية وقد تمكنت الأجهزة من قياس تحلل كربون 14 ومعرفة طريقة تحلله المنظمة طبقا لقاعدة تسمى فترة عمر النصف التى أمكن من خلالها تحليل متبقيات ما يدخل فيه الكربون فى الإنسان والحيوان والنبات سواء فى العظام او ألوان النقوش او الجلد المخصص للكتابة وكذلك الألواح الخشبية والقماش وغير ذلك من مكونات الكائنات الحية وبالتالى أمكن تحديد اعمار المخطوطات ومتبقيات الكائنات الحية والحفريات لعشرات الآلاف من السنوات بدقة كبيرة ، وهو ما فتح الباب أيضا كناتج ثانوى لدراسة التاريخ بطريقة علمية لا تعتمد على هوى ورؤى المؤرخ الذى قد يتأثر كثيرا بالتوجهات العقائدية والعرقية ، وتم تطبيق ذلك على كفن السيد المسيح المحفوظ بالفاتيكان فأنكر العلم قدم كفن السيد المسيح وأنه يعود لنفس عصر اكتشافه فى عصر النهضة وليس فى عصر مولد السيد المسيح هو والدم الموجود عليه. إن تطور الأجهزة العلمية امتد إلى أجهزة قد تفيد التاريخ مثل الميكروسكوب الالكترونى والتلسكوب الالكترونى لرصد حركات الذرات الصغيرة والاجرام السماوية الكبيرة ، ثم تطور العلم مع تقنيات تقيس الفمتوثانية لترصد التفاعلات الكيميائية والبيولوجية وبالتالى فتحت الباب لدراسة تركيب الجينات فى الخلايا الحية فتم دراسة التركيب الجينى للكثير من الكائنات الحية وكان ذلك بغرض أساسى وهو مكافحة الأمراض وكذلك لزيادة الانتاج وعمليات الهندسة الوراثية . الآن بدأت تطورات الجينات تداعب التاريخ أيضا لتشرح كيف تنقل الإنسان بين القارات وكيف حدث تزاوج وتطور للإنسان القديم والحديث الذى قد يخفى الفارق بين حفريات الإنسان والقردة العليا القديمة لتكون كلها انسان تزاوج وتطورت جيناته بالتزاوج عبر القارات القديمة. وبرغم أن هذه الدراسات فى بدايتها إلا أن ذلك سيفتح ذلك الباب لدراسات قادمة ستغير فكرة العلماء عن أصل الأنواع ونظرية التطور والانتخاب الطبيعى وكلها نظريات لم تكن تستند على حقائق علمية واضحة بل كانت تعتمد على مقارنات تشريحية يمكن دحضها بسهولة . إن منح جائزة نوبل عام 2022 فى ذلك الفرع من البيولوجيا سيفتح الباب لدخول العلم منطقة جديدة فى التاريخ بطريقة علمية تعتمد على أجهزة قياس متطورة يمكنها تحليل جينات الكائنات والحفريات القديمة جدا وليس مومياوات الفراعنة فقط والتى اعتمد عليها البحث كثيرا. إن دراسة التغيرات الجينية يمكن أن توضح مقارنات بين التركيب الجينى للفراعنة والتركيب الجينى للمصريين المعاصرين وهكذا فى الكثير من دول العالم . أما المنتظر القادم فهو تطور أجهزة قياس الأشعة وعلم الفيزياء أيضا التى يمكن الاستفادة منها فى التلسكوبات الإلكترونية العملاقة وايضا الميكروسكوبات الإلكترونية الفائقة الدقة مما قد يؤثر على نظريات نشأة الكون والنظريات الذرية المختلفة التى تفسر تكوين الذرة . إن تطور علوم الفضاء ووصول كل من الولايات المتحدة والصين لتحليل تربة المريخ لهو أمر سيغير أفكارنا عن الكون وعما يدور حولنا.
وللعلم فإن معظم الأبحاث العلمية لم يكن الغرض منها تاريخيا بصورة واضحة ولكنها لأغراض علمية بحتة للبحث عن مصادر جديدة للطاقة أو لمعرفة تطور مخ الإنسان وقابليته للإصابة بالأمراض للتغلب عليها وغير ذلك من الأغراض العلمية ولكن النتائج الثانوية لتطور أجهزة القياس العلمية قد تحدث تغييرا فى فهمنا للتاريخ أيضا وربما تجد تلك الأجهزة داعما اقتصاديا يوما ما فتقوم بإعادة كتابة التاريخ عبر دراسة الجينات والحفريات والمخطوطات فى العصور المختلفة.
إنها دعوة للجامعات والمراكز البحثية فى المنطقة العربية لزيادة وتيرة الدخول إلى عصر العولمة العلمية المتسارع التطور بدرجة فاقت الخيال.



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين العولمة الثقافية والدين
- هل تغيرت طبيعة الوظائف وهل ستتغير مع وبعد جائحة كورونا ؟
- مشاكل الأديان مع العولمة الثقافية والاجتماعية وتنامى المعرفة ...
- القضايا الاجتماعية والأحوال الشخصية فى عصر العولمة
- الإدمان الرقمى الديجيتال هل سيحل محل الإدمان الحقيقى؟
- القوة الناعمة فى عصر العولمة الثقافية – الصين نموذجا
- هل يمكن أن تنتهى الأديان المعروفة الآن ؟
- التغيرات المجتمعية فى الأحوال الشخصية قد لا تناسب عصر العولم ...
- التعليم الخارجى هل هو ضرورة للدول النامية مع عولمة التعليم ؟
- نحو عالم جديد وعولمة جديدة بعد كورونا وأوكرانيا
- العولمة الجديدة وأول إنذار غربى بتقسيم العالم والحرب الباردة
- عالم استغلال الفرص
- الحزب الشيوعى الصينى ليس نموذجا عالميا فى ظل العولمة
- مفهوم الدين الواقعى بين الولايات المتحدة والصين
- هل نحن نعيش بالفعل داخل طفرة حضارية إنسانية ؟
- هل يستفيد رجال الأعمال من التغيرات الثقافية ؟
- الجذور فى عولمة العلاقات الاجتماعية والشذوذ
- هل يمكن لتطور المعرفة عبر العولمة أن تغيرمفهوم التاريخ
- حين يصبح الصغار كأفراد أو دول كبارا فى عصر العولمة
- الأنبياء الجدد من القرن التاسع عشر إلى عصر العولمة


المزيد.....




- شاهد.. مغامرة تتجول وسط -أعجوبة- ساحرة بالأردن
- انقلبت وتدحرجت.. شاهد حادث سير مميت بين مركبات على طريق سريع ...
- جمهور كان يكتشف تحفة -ميغالوبوليس- والعملاق الأمريكي كوبولا ...
- مصر.. أشقاء يقتلون إمام مسجد قبل صعوده لخطبة الجمعة
- خارجية ليتوانيا تقدم احتجاجا للقائم بالأعمال الروسي
- غزة| إطلاق نيران إسرائيلية كثيفة في مخيم جباليا ودول غربية ع ...
- منطقة عازلة أم سيطرة شاملة؟.. أهداف الهجوم الصيفي الروسي على ...
- إسبانيا تمنع السفن المحملة بأسلحة لإسرائيل من الرسو في موانئ ...
- ماذا يحدث على الحدود الأردنية - السورية؟
- إسرائيل ترد على اتهامات جنوب افريقيا بتصعيد -الإبادة الجماعي ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - هل يمكن للعلم أن يعيد كتابة التاريخ ؟