حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 7390 - 2022 / 10 / 3 - 00:44
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
هل حل مشاكلنا الراهنة يحتاج إلى نشوب ثورة شعبية جديدة لإحداث التغيير والإصلاح ، أم أن الأمور يمكن السيطرة عليها بالمزيد من القمع والقهر ؟
وهل يمكن لنظام سياسى ما ، تعارضه نسبة كبيرة من شعبه ، أن ينجح فى علاج المشاكل والكوارث الذى يمثل هو جزء أصيل منها !؟ أم أن الأمور أبسط مما تصوره لنا بعض المصادر الإعلامية والسوشيال ميديا ؟
فى رأيى ببساطة أن أى ثورة شعبية جديدة ستفضى بنا إلى دمار شامل سيفوق بمراحل كل ما وقع فى سورية وليبيا واليمن والعراق من مآسى وكوارث وتدخل أجنبى،
ولكن بالطبع فإن توحش القمع وزيادة حدة القهر سيزيد من فرص نشوب ( هوجة )عمياء ستأتى على الأخضر واليابس ،
أما استمرار الأوضاع السياسية الراهنة والتى تستند إلى دعم بعض الفصائل السياسية الأقلوية المكروهة شعبيا ومعها بعض من الفئات الدينية والطبقية ، ونسبة كبيرة من أنصار ومستفيدى النظام السابق ، و إستمرار إجراءات الضغط السياسى وسياسة الشد والجذب والعصا والجزرة ، فلن تعالج الإقتصاد المتعثر ، ولا الاحتقان السياسى والإجتماعي الشامل ، ولن تجلب اى رضا شعبى ، بل على العكس ( فالطين ) سيزداد بلة ووحلا !؟
إذن ما العمل ؟
ببساطة الحل الوحيد لتجنب كارثة شعبية ووطنية، ينحصر فى إحداث انفراجة وطنية عامة تشمل كل جوانب الحياة السياسية ، ومن أهم أولويات تلك الانفراجة هو الإفراج عن كافة المسجونين السياسيين بلا تفرقة ، وكذلك إعادة الإعتبار لرجال الأعمال الذين تمت ضدهم إجراءات تعسفية على خلفيات سياسية ، مع إنهاء الخطاب الاعلامى الاقصائى العنصري وإبعاد رموزه عن كل مؤسسات الدولة ،
أيضا ينبغى بدء إجراءات فورية لتعديل الدستور بما يتيح الفرصة أمام كافة القوى السياسية للمشاركة فى انتخابات تشريعية تتيح تشكيل حكومة( برلمانية )مستقلة لها سلطات حقيقية و كاملة ، وتكون تلك الحكومة مسئولة أمام الشعب المصرى وحده، ويستحسن ان تكون حكومة إئتلافية ممثلة لكافة القوى السياسية ، على ان يكون الهم الأكبر أمام تلك الحكومة هو علاج الملف الإقتصادى والإجتماعي ، ووضع السياسات اللازمة لمواجهة كارثة سد النهضة ، وخلق رؤية سياسية مستقبلية للخروج من الوضع الراهن بأقل الخسائر ،،،
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟