أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - ( خروف نذر )














المزيد.....

( خروف نذر )


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7389 - 2022 / 10 / 2 - 03:55
المحور: الادب والفن
    


فجرا في حي سجن بلا حرس او ابواب , يفضح ضوء الصباح صور الاولياء التي لصقت عليها, وتتجلى عناوين موحدة على ابوابها وجدرانها المتهرئة الملبوخة بالاسمنت, ,كتبت بمختلف الخطوط الرديئة والاصباغ المتنوعة ((الدار للبيع )), غالبا ما تمحى فتعاد ,لكن السكان الاصليين لم يتغيروا, ينتقلون فيه من زقاق لاخر , ولن يرحلوا بعيدا ,باب يقابل بابا , في فروع متوازية لا تتجاوزمائة متر طولا ولا يتسع عرضها لدخول سيارة , هذا الحي معمل للتفريخ , فقد ضاقت المساحات بالسكان والاطفال الذين يتكاثرون اكثر من النمل , السطوح واطئة ,تتكلم بدارك فيسمعك جارك فهو شريك معك بحديد السقف والجدران , كل بيتين بجدار واحد , فتعذر وضع الشبابيك .
ينشط هذا الحي ايام الاعراس والمآتم وتوزيع المواد الغذائية وايام عاشوراء , والمشاجرات ونصب السرادق لفض النزاعات العشائرية ,وينشط في ساعات قطع الكهرباء حيث تتحول البيوت مراجل ,في ايام الانتفاضات يتحول عاصفة من الرصاص , ويتجمع في رأس ازقته اناس من كلا الجنسين لازاحة ما تراكم من المياه الثقيلة النتة في فصل الشتاء .
فجرا , البائع متعب ومرح , عجوز تقترب تلف نفسها بعباءة تقف في انتظار ان ينضج الفلافل , الوشم يزدحم على رقبتها ويديها بشكل نجوم وصلبان وازهار , العطر البدائي يشع , الكحل يترسب : فاليأس وعجلات السنين والخيبة تكاد ان تطفيء عينيها ,
يمر قطيع من الماعز والخراف متسخ يعرج بعضه , يتشاجر , يتلفت , يسهو ,يتراكض الى موقع القمامة ,,
خروف مسن , علق شريط اخضر في رقبته ..: ( ما هذا ؟ ) فالتفتوا الى حيث يشير , .. (لماذا علق الشريط برقبة الخروف ؟!!)
قال البائع ـ وهو يقلب كريات الفلافل في دهن يغلي ـ (انه منذور للاولياء )
(لا ) , قالت العجوز... واكملت (انها حمت الرسول محمد (ص) اثناء هروبه من الكفار ).
الشركة التركية التي استوردتها الحكومة المحلية لتنظيف القمامة ـ بعدما سرحت اكثر عمال البلدية ,لم تبق شيئا من الزاد لهذا القطيع , الماعز يأكل الورق المقوى بشهية ,خروف يدخل بوزه في علبة الصفيح طلبا للزاد, فتقبض على فمه ويعاني وهو يحاول الافلات منها ,صغار الماعز اكتسب خبرة بفتح اكياس النايلون السوداء واستخراج الطعام ... الماشية تتصارع .
في الضحى ,ستتضخم القمامة مرة اخرى , فيتقاتل عليها الصغار وجامعو القناني الفارغة واسلاك النحاس , اطفال ينقلون القمامة الى بيوتهم ,نساء اخريات يحملنها من البيوت لتعود لموقع القمامة مرة اخرى .. كأن القمامة اواني مستطرقة .
يعود عمال النظافة الناقمون, اليافعون الذين يقنّعون وجوههم ــ لانها حسب رؤيتهم مهنة هابطة ـ والرجال والشيوخ بزي موحد ويملؤون عجلة القمامة التركية .. التي تكبس الزبل وهي تجري وقد كتبت عليها بخط انيق عبارة لا يهتم بها احد (حافظ على نظافة مدينتك ).



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول قصيدة النثر
- النادرون والعزلة قصيدة
- الحفر بمآزرة الصنارات قصيدة
- النحت الفاخر قصيدة
- ماء في غربال قصيدتان
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج8
- الملّاك .. بستان لاجل قبلة
- اياد في صفيحة الجص قصة
- رغيف الاستقراء قصيدتان
- المدرس.. لا يصمد سر قصة
- فراغهم
- المؤتمر الكروي قصيدة
- ( اللنجات والطيار) قصة
- نظرة للامام مذكرات ج15
- قصيدتان اغتيال قدري
- بسوس حول طير شارد قصة
- نظرة الى الامام مذكرات ج14
- الباص الخشبي قصيدة
- ثلاث قصائد الصيف
- الخفاجية قصة


المزيد.....




- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...
- الآلاف يتظاهرون تضامنا مع غزة على هامش مهرجان البندقية السين ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - ( خروف نذر )