أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - حول قصيدة النثر















المزيد.....

حول قصيدة النثر


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7388 - 2022 / 10 / 1 - 13:55
المحور: الادب والفن
    


لم تكن قصيدة السياب ( هل كان حبا ) في المسار الحداثوي الذي سينمو ويزدهر الا خطوة اولى ولم تبتعد عن هيمنة الفراهيدي الا قليلا انها تنتسب الى المغامرة الشكلية اكثر من انتمائها الى الشعر الحقيقي الا ان السياب في ديوانه انشودة المطر وقصيدته انشودة المطرفتح افاقا للمغامرة واربك الخطوات الخجلى للتجديد واطلق الشعر من قبضة الخليل المهيمنة.
لم يستطع الباحثون والمؤرخون ان يجيبوا بشكل دقيق على هذا السؤال الخطير (كيف نشا الشعر الحر ) .. حتما كان انعكاسا لتطور اجتماعي وثقافي وسياسي عالمي ومحلي . حتما كانت وراءه مواهب متفردة ولكن الاجابة على السؤال تبقى عصية حتى نكشف الحلقات والوثائق المفقودة .
في العراق جذورنا استفادت من الشعر الانكليزي لانهم كانوا هنا .. في لبنان استفادوا من منجزات الشعر الفرنسي لان الفرنسيين كانوا هناك .
مر الشعر الحديث بمرحلة التسامي فبدأ حيث انتهىت الرومانسية العربية متجاوزا المرحلة اللاحقة ولقد تواجد ونما الشعر الحر في خيمة الفراهيدي قبل ان ينسلخ منها محتفظا باهم مرتكزاتها الشكلية واعني التفعيلة . بعد مرحلة الرواد واجهنا الستينيون بنتاجهم المهم وفتحوا ابوابا جديدة على الصراعين : المشهد الادبي وروح الزعامة .
في العراق كان الشعراء الستينيون الذين سرعان ما انهمكوا في الصراع الذي لا تكمن وراءه الاعمال الادبية وحسب بل والصراع السياسي ايضا وسرعان ما اجهزعلى مجلتهم (الشعر 69 ) واحيلكم الى الكتابين -الروح الحية لفاضل العزاوي و-الموجة الصاخبة - لسامي مهدي ... وسيتجلى لمن فاتته هذه الاشارة التاريخية الصراع الذي ذكرناه بوضوح . في لبنان ظهر ادونيس وزملاؤه ونشروا اطروحاتهم الحداثوية ونتاجهم الواعد وتجمعوا في - مجلة شعر - التي تاخر النقد عن رصدها كثيرا وكان كتاب - افق الحداثة وحداثة النص -لسامي مهدي مشروعا جريئا تبعه كاظم جهاد بعد فوات الاوان بعشرين عاما . الشعراء الستينيون اهتموا بمصطلحي : المجايلة والشباب والذي ستستغله السياسة منذ 69 في العراق وتحرفه لاهدافها وهكذا فالشيخ شيخ وان هرم والشاب يافع وان نضج . كان الستينيون يهدفون الى الزعامة ويدعون بان لا اساتذة لهم وقالوا جئنا لنكتسح الرواد ربما استخدموا المجاز لذلك او الاستعارة او المباشرة الوقحة ودخلوا في صراع مع الكتاب والشعراء في مجلة شعر فاذا اكدوا بانهم الاعلون فسيحتل الزعامة والصدارة في المشهد الادبي العربي كتاب عراقيون معدودون . اين انتهى الستينيون وكيف ستفرز الاصالة عن الادعاء هذا ما يحتاج الى بحث مستفيض وتلميحا اذكر في العراق صدمتنا القصائد الالية وفي لبنان اذهلتنا اطروحة جدار اللغة الذي انتهى عند البعض الى اللغة الدارجة ,وفي جلسة الخميس التي كان ينظمها كتاب وشعراء مجلة شعر قرا ادونيس ابياتا احالت بعض الحاضرين الى شعراء مثل رامبو وبودلير الا انه اشار الى فتى نحيل وقال هذا هو الشاعر وقصد محمد الماغوط وكان شاعرا صادقا وجريئا وطاقة ابداعية فريدة واستطاع الماغوط عبر دواوينه ان يوجه صدمة للذوقية العربية وان يفعل ما فعله السياب مع الفارق وان يثبت بان بامكاننا ان نكتب الشعر الحقيقي دون ان نلتمس العون من العمود الشعري وبحور الخليل بن احمد الفراهيدي لقد تركت الحداثة الشبابيك مشرعة لاية ريح ,عاصفة كانت او نسيما رقيقا عطرة او نتنة تاركة للذوقية المرهفة والكيان الانساني الممتليء حرية الفرز والتحكم , ولكي نكون منطقيين علينا ان نعترف بان الشعر العظيم صدمنا قبل قصيدة النثر الحديث . البحث في قصيدة النثر هو البحث في الشعر وحقيقته وتطوره لهذا لم تكن قصيدة النثر مغامرة شكلية انما ضرورة فرضتها التطور لم تكن منافسا او وحشا للايقاع العربي بل لونا رائعا من الادب الا ان اخطر ما في قصيدة النثر هو انها ان لم ترتق الى الشعر فسيقتل فيها جمال النثر وروح الشعر معا . لن يقودنا الفراغ الى الاصالة فمن لم يهضم الشعر العالمي ويحتوي كنوز الشعر العربي عميقا في روحه ويبتلى بمحنة الموهبة لن يكون شاعرا وان نحر حياته بقوة الوهم .
لم يكن الايقاع في الشعر العربي قالبا جاهزا لقد كان تيارا يتفاعل بحيوية مع كنوز المحتوى ولقد عاصر الهزات والنكسات وعبر عنها. وعندما يتخلى الشعراء عن الايقاع العربي فستكون كتابة الشعر عسيرة . ادعى كتاب قصيدة النثر ومنظروها بانهم لجؤوا اليها تخلصا من النغم الخليلي الرتيب , الا ان الكثير من قصائدهم وقعت في الرتابة ورفع بعضهم راية عزرا باوند الصورية وانتهوا الى قصيدة تتراكم فيها الصور بلا ضرورة كما تتراكم الصور في استوديو العرائس.. اخرون صفقوا لمعادل اليوت الموضوعي وترجلوا في اجواء لا تقود لقضية او رعشة في المشاعر وتم استخدام التكثيف وانتهى الى العقم والثورية قادت الى شعارات جامدة واختصارا اغلب المنجزات في الشعر العالمي حاول شعراؤنا العرب ان يستفيدوا منها ولكنهم واجهوا عسر الهضم و صعوبة التكوين وتوفرت القمصان واختفى النبض الحي الا ان المستثنى من تلك القصائد يثير الدهشة واحيلكم الى مختارات (سلمى الخضراء الجيوسي ) نموذجا لما تؤول اليه البهرجة الايقاعية حين سيقرؤها الاخرون بلا ايقاع , ولا يزال افق عمود الشعر وقصيدة التفعيلة رحبا و المدارس والتيارات الشعرية قابلة للتجديد كما فعل الشعراء الانكليز (الرومانطيقيون الجدد) ومنهم توماس بعد قصائد اليوت المركبة وسيبقى الشعر اقوى محطم للاقفاص نحن لا نستطيع ان نتكهن بما يؤول اليه الشعر الا ان النظرة الفاحصة لتطورات العالم تجعلنا واثقين بان الشعر يتجدد باستمرار ما بقيت المواهب الخلاقة وربما سينقذ الشعر الكثير من منجزات السينما والقوة الدرامية . تصوروا ان بعض المنظرين نفوا المتنبي من جمهورية الشعر وقالوا حكيما وسخر نقاد من شعر المولدين ورمى بعضهم اليوت بالبيض الفاسد .. تصوروا مصير الشعراء الميتافيزيقيين لولا اليوت وكيف استقبل الفرنسيون لولا سارتر , لا يمكن للابداع المجدد ان يستقر قبل مرور وقت ناضج وعلينا الا نعالج قصيدة النثر بمعزل عن التاريخ الشعري وتطورات العالم .. اعطني موهبة حقيقية اونصا مخلصا واكتب كما تشاء عندئذ ساتشرف بان انحني لك .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النادرون والعزلة قصيدة
- الحفر بمآزرة الصنارات قصيدة
- النحت الفاخر قصيدة
- ماء في غربال قصيدتان
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج8
- الملّاك .. بستان لاجل قبلة
- اياد في صفيحة الجص قصة
- رغيف الاستقراء قصيدتان
- المدرس.. لا يصمد سر قصة
- فراغهم
- المؤتمر الكروي قصيدة
- ( اللنجات والطيار) قصة
- نظرة للامام مذكرات ج15
- قصيدتان اغتيال قدري
- بسوس حول طير شارد قصة
- نظرة الى الامام مذكرات ج14
- الباص الخشبي قصيدة
- ثلاث قصائد الصيف
- الخفاجية قصة
- الجمعيات بعد السقوط قصة


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - حول قصيدة النثر