أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -الانسايوان- وخطر اكذوبة -الانسان-؟














المزيد.....

-الانسايوان- وخطر اكذوبة -الانسان-؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7386 - 2022 / 9 / 29 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبدالاميرالركابي
يغتبط الكائن البشري بافتخار، حين يتصور او يعتقد انه هو "الانسان"، قفز فجاة من الحيوان السائر على اربعه، ليصبح منتصبا على قائمتين، وله يدين يستعملهما، وهو ناطق، ويفكر، وكل هذه بالمقارنه ميزات انقلابيه نوعية، تجعل الكائن الجديد مختلف نوعاعما سبق ان كانه، بما يضعنا امام صنفين من الكائنات: "حيوان"، و "انسان"، هكذا جرى الامر اعتباطا وقصورا، وحصلت التعيينات ضمن اشتراطات، اقل مايقال بشانها انها غير ادراكية، ماتزال عند العتبة الابتدائية من استعمال مادة العقل الحديثة العهد، ونقص الممارسة التي هي مهياة لها على مدى زمني طويل، هو طريق نموها واكتمالها المقرر.
لم يكن واردا، ولا مما يمكن ان يقارب بما متوفر عقلا، اعتبار ماحصل يومها كعتبة تحول اولى سائرة نحو هدف وغاية، وان "الانسان" هو بالاحرى مقصد وجودي مستقبلي، تبدا الخطوة الاولى باتجاهه، مع الانقلاب الذي يعرفه الحيوان بانتقاله من صنفه الى الصنف الاخر الاعلى المنتصب على قائمتين، ولنتصور مدى تعقيدماهو مطروح على وسيلة ادراك ماتزال خاما في اول الطريق، مثل القول بانفصال البنية، او الكينونة البشرية الى حيزين وعنصرين، احدهما "العقل"، واخر هو "الجسد"، الامر الذي يستحيل تخيل الذهاب اليه ادراكا، في الوقت الذي كان العقل ابانه مايزال اقرب للالتصاق كينونة بالجسد، الذي كان يحتويه ويضمه داخله على مدى يصل لملايين السنين، بما يجعله بموقع الطفوله الوجودية، فيضعف، ان لم يكن يضائل، اسباب استقلاله المكتسبه لحد الانعدام.
ذلك يعني ببساطة عدم توفر اسباب الذاتيه العقلية، الواجبة، واللازم لاجل اكتسابها خوض عالم من الممارسة الحية، والتفاعل الحياتي، وتراكم الاختبارات والتجارب،فالعقل لاكما يرى الانسايوانيون، ليس مادة تنشا من بدايتها مكتملة، مايضعنا بوضوح امام مسار تشكلي ضمن اشتراطات متاتية بحسب الحال الناشيء مع "المجتمعية" باعتبارها بوتقة تشكل وترق للعقل، تاخذ به من النطاق الاقرب للاندماج بالجسدية، الى الاستقلال عنها، والانفصال عن عالمها، وهو مايتيح لنا ان نجد في المجتمعية ووجودها على ماهي عليه بنية وتفاعلا، غرضية وهدفا مقررا، متفقا مع اجمالي المسارات التصيّرية السابقة الحيوية، التي مر بها الكائن الحي.
"الانسايوان" ليس "الانسان"، ومن يتصورون العكس يحرقون مراحل اساسية، يستحيل عبورها بلا اشاره تعين نوعها وطبيعتها، والمترتب عليها، وبالتدرج ثمة كائن هو الحيوان، واخر هو "الانسايوان"، وثالث لم يصبح موجودا بعد، وان قارب مبتدأ تصيره، واكتمال الاسس التي تشكل نوعه.
اشير لذلك اليوم بمثل هذه القطعية والوضوح، لانه احد اهم مرتكزات النظر الى الوجود ومسارات الحياة عند لحظة انعطاف غير عادية، لايمكن تصور استمرار الحياة بالاجمال من دون حسم الامر بشانها بصورة نهائية، فليس مايشار له من قبيل مايمكن تصور استمرار الحياة المجتمعية البشرية، كما كانت، من دون موقف حاسم بشانه، هو بحد ذاته انعطافة في المسارات الوجودية الناظمة للحياة على الكوكب الارضي، هذا في الوقت الذي تغدو الاستراتيجيات التحولية منذ اليوم ملحة التعيين، لايمكن تصور المتبقي من العملية الحياتيه المنقضية قبل الدخول في الانقلاب الاعظم، من دونها.
تتراكم امام الكائن البشري بحصيلة تاريخه التصيري، وتفاعليته المجتمعية المنقضية الى اليوم، عوائق كبرى منطوية على مخاطر افنائية، بينما يتجاوز الحاصل المنوه عنه، القدرة الاعقالية المتاحة "انسايوانيا"، ويصير هذا اذا ظل متحكما بالنظر البشري، سببا مؤديا للفنائية، فالاعقالية الانسانيه المتحررة من وطاة الجسدية والحاجاتيه، ليست مجرد قفزة نوعية ضرورية، ولابد منها، متفقه مع المسار الطبيعي، بل هي ضرورة ملحة قصوى، صارت اليوم عاملا اساسا لضمان الوجود، ولاستمرار النوع وتفاعليته التصيرية الى مابعد كائن بشري "انسايوان"، بعد ان استفد هذا ماهو مهيأ له ومقرر، والامر هنا يخص نوعا تفكريا اخر، لامجرد مايعرف بالدونية الاعقالية، او الغباء، فهذه مجرد مقاييس "انسايوانيه".
في الخلاصة:
ـ حيوان
ـ ثم "انسايوان" انقضت ضرورته..
ـ ثم "انسان" تهيأت اسباب تبلوره، ليبدأ من هنا فصاعدا بالظهور.
ذلك هو التسلسل الواجب التوقف عنده، والاخذ به، اذا كنا نريد ان نكون متوافقين مع اشتراطات وجودنا، وحقيقتنا الكونية، وما يضمن استمرارنا... فهل من مستجيب ينزع عنه ثيابا بلت، ومنظورات تعفنت....؟



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهاء الموت الجسدي مع الحاجاتية؟ ملحق ج4
- تنامي المجتمعات هل يتوقف؟؟/ ملحق ج3
- بيان إعادة تأسيس العراق والعالم /ملحق ج2
- علم اجتماع اللاارضوية وحداثة الغرب/ ملحق ج1
- الشيوعية العراقية اللاارضوية والنطقية العظمى/ ملحق ب2
- الشيوعية اللاارضوية العراقية والنطقية العظمى/ ملحق ب1
- بيان إدماج الشيوعية الطبقية باللاارضوية؟/ملحق أ
- الديمقراطية والاشتراكية مفهومان منقرضان؟(2/2)
- الديمقراطية والاشتراكية مفهومان منقرضان؟(1/2)
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/6
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/5
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/4
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/3
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيهم/2
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتية؟/1
- السردية -المجتمعوعقلية- أو الفناء البشري؟(2/2)
- السردية -المجتمعوعقلية- أو الفناء البشري؟(1/2)
- من-المجتمعية الجسدية-الى-المجتمعية العقلية/5*
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية-/4
- جذور ومصادرالشيوعيه العراقية -اللاارضوية-؟/3


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -الانسايوان- وخطر اكذوبة -الانسان-؟