أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - -فتح- بين شيخوخة العقل السياسي والكفاحي.. وشرط مواجهة الاحتلال















المزيد.....

-فتح- بين شيخوخة العقل السياسي والكفاحي.. وشرط مواجهة الاحتلال


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7386 - 2022 / 9 / 29 - 06:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


ربما تجيب ملحمة جنين الجديدة في مواجهة جيش الاحتلال بكل آلته العسكرية التي ارتقى فيها أربعة شهداء وعددا من الجرحى، على سؤال البعض الملغم بسوء النية، أين حركة فتح في المشهد الكفاحي الفلسطيني في بعده العنفي؟ ومن ثم قصر هذا الشكل من أشكال الصراع مع الاحتلال على بعض الفصائل وتغييب حركة فتح.
والمفارقة أن ذلك يبرز عندما تخاطب الآلة الإعلامية لبعض الفصائل والأحزاب التي تتخذ من غزة قاعدة لها، ثم تتحدث عن وحدة البندقية والساحات، لكنها تسقط دوما حركة فتح من خطابها وتعبئتها الإعلامية، كونها تريد ذلك بدوافع حزبية وفكرية وسياسية، لأن تلك القوى المتنفذة عسكريا، تعتقد سواء كان ذلك صحيحا أم لا، أن فتح فقدت إيقاعها الكفاحي في شكله المسلح سواء في الضفة أو غزةـ بعد أصبحت السلطة.
لكن مع أن هناك من عمل على وضع فتح داخل صندوق أوسلو وربما جزئيا إلى حين، لكن فتح بكل ثقلها المادي والمعنوي وتجربتها الكفاحية وإرثها تبقى أكبر من أن تدجن وسلبها وعيها بحقيقة التناقض الأساس ومع منْ؟ لكن من موقع المراقب، يمكن القول إن مشكلة فتح أن الرأس القيادي فيها يعاني من شيخوخة سياسية وفكرية، ولا يريد أن يقرأ المتغيرات التي حدثت في المشهد الفلسطيني وهو المتغير الذي يقف وراء تلك النظرة إلى حركة فتح، وربما بسوء نية تحميل هذه البنية لفتح أوزار أوسلو وخيارات قيادتها السياسية والكفاحية، ولأن هذا العقل السياسي الذي يقود فتح مُصِر مع كل هذه العدوانية الصهيونية على أن موقف فتح هو كما أكد الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة هو عدم اللجوء لما سماه: " للسلاح والعنف.. هذه قاعدة لدينا.. لن نلجأ للإرهاب وسنحاربه معًا وسويًا.." هذا الموقف الذي يتقاطع فيه رئيس فتح مع بعض مواقف الكيان الصهيوني من المقاومة، هو سبب أكيد في الحد من أخذ فتح لدورها ارتباطا بثقلها الموضوعي وريادتها للكفاح المسلح.
ومن ثم فإن شيخوخة قيادة فتح الذي تعتبر أن وجودها على رأس هرم التنظيم هو حق الميراث الذي ينعكس سلبا على الحركة ، ويجدر الإشارة هنا أنه ليس المقصود من الشيخوخة شيخوخة الأعمار، ولكن شيخوخة الفكر والمقاربات السياسية، والفكرية في مواجهة الاحتلال، كون تلك القيادة استمرت لسنوات وحتى الآن، تراوغ ومصره على نهج تجاوزه الزمن في ظل صراع مع عدو أكد خطل مبررات طريق البائس، الذي أنتج للأسف قوى متنفذة، في فتح وفي المشهد الفلسطيني في حين أن فضاء تلك القوى هو حديقة فتح الخلفية وهؤلاء جميعا ليس لها مصلحة في المراجعة السياسية، وتبني مشروعا وطنيا جامعا لمفهوم الكفاح بكل أشكاله وعلى رأسه الكفاح المسلح، الذي يجب الأخذ به في مواجهة الإجماع الصهيوني، بعد أن تبين أنه ما من حل سياسي مع الفلسطينيين ولا دولة حتى بمواصفات أوسلو.
وأستطيع أن أقول كمراقب إن المشكلة ليست في جسم فتح في مستوياته المتوسطة والقاعدية وربما بعض المستويات القيادية في هرم التنظيم، لكنها في العقل السياسي والفكري والعملي الذي يقود فتح، سواء كان شخصا أو أشخاص، وفي أولئك الذين من خارج فتح ويسعون إلى إزاحتها من المشهد في حين أن فتح وفق آخر انتخابات تشريعية كانت الثقل الشعبي الأكبر كأصوات في صناديق الاقتراع بصرف النظر عن النتائج التي قررها قانون الانتخابات. ومن ثم فإن كان هذا الثقل الوازن بحاجه إلى تفعيل، فمن غير المتوقع أن تستطيع ذلك قيادة عاجزة بالمعنى السياسي والفكري، ساهم سقفها المتدني سياسيا وكفاحيا في إضعاف فتح حتى وصل الأمر أن تأكل أبناءها.
إن ما يجري في الضفة من حضور لحركة فتح من خلال الاشتباك الشعبي والعسكري مع الاحتلال هو من فعل فتح الغاضبة التي يحدد بوصلتها حس أعضائها الوطني، وليس الخيارات السياسية لقيادتها العليا، ومع ذلك فإن وجود فتح في غزة الذي يمكن توصيفة بـ" المراقب" على ضوء انقلاب حماس الدموي عام 2007، وتعامله معها كعدو محتمل، في حين أن مواجهة المشروع الصهيوني يتطلب وجود كل القوى الفاعلة وليس القوى المنصبة من هذا الطرف أو ذاك، دون وجود موضوعي كفاحي أو شعبي، سوى أنها أصوات إعلامية في حدائق بعض القوى الفلسطينية الأكبر.
إن وجود فتح في المشهد الكفاحي وفق برنامج ورؤية سياسية وكفاحية مسؤولة جادة وموضوعية لمشروع التحرير هو هدف يجب العمل عليه من قبل القوى الحريصة على الوحدة أفعالا لا أقوالا ، لأننا لا نتصور أن مشروع وحدة فلسطينية تُغيّيب عنه فتح، هو مشروع كامل الوطنية، لأنه في مثل تلك الحالة يعكس نوايا مقصودة لا تريد مصلحة فلسطين بل مصلحتها ومصلحة داعمها الإقليمي.
إن وجود فتح بثقلها وتجربتها هو مثابة وضع هرم فتح على قاعدته مجددا، شرط أن تواءم العقل القائد مع الجسم، كي نكون أمام جبهة فلسطينية واحدة تضم الجميع دون استثناء، بدل الهبات الفصائلية التي تهدف لإثبات الذات فيما الشعب يدفع الثمن لإرضاء غرور هذا الفصيل أو ذلك، سعيا وراء "برواز" إعلامي مقابل ثمن فادح يدفعه الشعب. لأن هذه الوحدة هي السبيل لترجمة الأقوال إلى أفعال على طريق تحرير الأرض وإنجاز حق العودة.
ومن ثم فإن دور فتح الكفاحي في الضفة ، من شأنه يقول إن غياب دور فتح كفاعل في الضفة وغزة، هو عامل سلبي ويضع علامة استفهام جول صدقية وحدة المقاومة سواء في شكل سيف القدس أو وحدة الساحات أو أي عنوان آخر ، وإنه من ثم لتقدير خاطئ من البعض تغليب التناقض الداخلي على التناقض التناحري الرئيس، كتناقض مع مشروح الحركة الصهيونية في فلسطين، وهذا في تقديري يتطلب صياغة برنامج سياسي وكفاحي مشترك يستجيب لشرط اللحظة بعد أن ثبت أن الطريق الخاطئ الذي سار فيه فريق أوسلو ضيع الكثير من الأرض، وجعل الشعب الفلسطيني يدفع أثمانا باهظة جراء تلك السياسات، وأيضا جراء حماقات بعض الفصائل التي جعلت الشعب الفلسطيني أسير مصالحها السياسية والأيديولوجية.
وهذا بالتأكيد يتطلب القطع مع فكر أوسلو ومشتقاته بعد انكشاف وهم حل الدولتين، ومن ثم بناء ميزان قوى فلسطيني وفق شرط اللحظة في بعده الراهن والمستقبلي، لأنه هو العامل المقرر في الصراع مع هذا الكيان الإحلالي، ووعي أهمية وضرورة هذا العامل، هو بداية جدية للخروج من المأزق الذي يعيشه الواقع الفلسطيني.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكسات أمريكا.. ثقافة الاحتيال .. أمريكا..أيضا ربانية!
- الاعتقال الإداري.. البدعة الصهيونية..!
- لابيد وحل الدولتين.. أي خدعة.. !
- سلطة -الفيتو- وقضايا التحرر 7/8
- مرافعة الرئيس عباس..بين استجداء الحل وفرضه
- مشاكسات أمريكا.. ثقافة السرقة..! الزهار ومعركة زوال -إسرائيل ...
- مشاكسات بوصلة بوريك الإنسانية .. مفارقة السيادة الأمريكية..
- مقاومي الضفة بين سندان أمن السلطة ومطرقة الاحتلال!
- مشاكسات قلق أميركي.. !! من يصدق؟!
- سلطة -الفيتو- وقضايا التحرر 6/8
- مشاكسات إرث متداول..! نفاق..
- الفيتو- والقطب الواحد 5/8
- -الفيتو- والقطب الواحد 4/8
- مقاربة في شعار حركة الجهاد.. وحدة الساحات
- -الفيتو- في ظل الثنائية القطبية 3/8
- مشاكسات فقدان الصدقية.. ! هم يرغبون.. !
- ألمانيا.. حالة إنكار وقحة للمحرقة المستمرة ضد الفلسطينيين
- مشاكسات ....انحناءة أم خيار؟.. تايوان.. ولاية أمريكية..!ّ
- -الفيتو-.. أداة للانقسام 2/8
- حرب الأيام الثلاثة.. تباين أجندات حماس والجهاد


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - -فتح- بين شيخوخة العقل السياسي والكفاحي.. وشرط مواجهة الاحتلال