أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - ألمانيا.. حالة إنكار وقحة للمحرقة المستمرة ضد الفلسطينيين















المزيد.....

ألمانيا.. حالة إنكار وقحة للمحرقة المستمرة ضد الفلسطينيين


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7349 - 2022 / 8 / 23 - 00:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


حذرت بعض الصحف الصهيونية من شدة الهجمة على الرئيس محمود عباس والفلسطينيين قد تدفعهم إلى نبش تاريخ الإرهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ووضع كيان الاحتلال في قفص الاتهام مُجرما بـ"هولوكست" مستمر منذ بداية الهجمة الصهيونية على فلسطين وشعبها برعاية بريطانية مباشرة وحتى الآن.
حصرية المحرقة!
ومن الواضح أن ردة فعل أحفاد النازيين وورثتهم والنازيين الجدد في فلسطين المحتلة ودول أوروبية، يريدون إسكات أي صوت يتحدث عن المحرقة المستمرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ ما قبل النكبة عام 1948، وكأن المحرقة تخص اليهود فقط ، وأن أي مقاربة تربط ما يتعرص له الفلسطينيون أو غيرهم بالمحرقة هو تجديف أخلاقي، في حين أن التجديف الاخلاقي هو في إنكار المحرقة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني الذي تعرض لعشرات المحارق من قبل العصابات الصهيونية والجيش البريطاني أثناء احتلاله فلسطين ثم كيان الاحتلال فيما بعد وحتى الآن.
ومن ثم فإن حملة التنمر الألمانية ضد فلسطين والرئيس أبو مازن، تعقيباً على استخدامه لمصطلح "هولوكوست" للتعبير عن الجرائم الاسرائيلية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، تحاول بسوء نية متعمدة تجاهل جرائم الكيان الصهيوني المستمرة عبر الزمان، بل وشيطنة الفلسطينيين والاستهانة بمعاناتهم الهائلة، وإسكات أي صوت يكشف حقيقة جرائم النازيين الجدد في فلسطين المحتلة.
وتصل هذه المواقف الألمانية والأوروبية والنازيين الجدد في فلسطين المحتلة، حد منح اليهود احتكار الألم، وأنه ما من حق أحد آخر استخدام هذا المصطلح ولو مجازيا، لأنه حق حصري لليهود، وهو ربما لا ينطلق من موقف أخلاقي وإنما هي محاولة إنكار متعمد لمأساة الشعب الفلسطيني التي يرتكبها اليهود الصهاينة الذين يعتبرون أنفسهم الضحايا، فيما هم يمارسون نازيتهم بضخ كل عقدهم التاريخية ضد الشعب الفلسطيني.

ممنوع.. أن تتألم.. !
والمفارقة أن ألمانيا والنازيين الصهاينة الذين يتشدقون بقيم الحرية والعدالة وحرية الرأي يريدون مصادرة حق الفلسطيني في التعبير عن ألمه ومعاناته وتوصيف ما تعرض ويتعرض له بتكييفه القانوني، بعيدا بهذه الهجمة الأخلاقية المفتعلة للتغطية في ظل ضوضائها على جرائم وعنصرية الكيان الصهيوني وهي النتيجة التي وصلت إليها الكنيسة المشيخية الأمريكية التي صوت مؤمنوها على اعتبار كيان احتلال نظام فصل عنصري في قرار تاريخي يعري النفاق الألماني والأوروبي وكذب كيان الاحتلال.
وتصل حالة الإنكار والاستهانة بآلام الآخرين إلى حد أن أي اتهام للكيان الصهيوني والتذكير بجرائمه بمثابة معاداة للسامية، وهم بهذا يمنحون الكيان الصهيوني رخصة لارتكاب المجازر بحماية تهمة معاداة السامية والكراهية، في حين أن التعالي والفوقية العرقية والثقافية هي مكون أصيل في ثقافتها، وربما تكشف محاولة ضخ ثقافة وسلوك الكراهية ضد روسبا مدى تأصل هذه الثقافة في ألمانيا وغيرها، فإذا كان الحال هو هكذا مع روسيا فكيف الحال بالشعب الفلسطيني؟
لكن عندما تصل وقاحة رئيس الوزراء الإسرائيلي، يئير لبيد، اتهام الرئيس محمود عباس بارتكاب جريمة ضد التاريخ، ويصف كلام عباس بـ"الحقير"، فإن السلوك الحقير والمجرم هو ما يمارسه المحتل برموزه السياسية وقادته الأمنيين والعسكريين وقطعان مستوطنيه الذي يرتكبون المجازر ضد الشعب الفلسطيني على مدار الساعة.
رد الاشمئزاز لصاحبة
لكن ما يبدو مستهجنا هو إضفاء المستشار الألماني أولاف شولتز صفة (الإطلاق) على الهولوكست بأن جعل أي محاولة لإضفاء الطابع النسبي على تفرد المحرقة أمر غير محتمل وغير مقبول، بل ويقول"وأنا أدين أي محاولة لإنكار جرائم الهولوكوست" وتابع "أنا مستاء وأشعر بالاشمئزاز إزاء التصريحات المشينة التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس". لكن المستشار الألماني الذي يشعر بالاشمئزاز لابأس ان نرده إليه ونحن نستعرض المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني التي أماط اللثام عنها كتاب ومؤرخين يهود مقيمين في فلسطين المحتلة ومنهم المؤرخ إيلان بابيه الذي يقول "هكذا اكتشفت أكاذيب الصهيونية وهكذا كفرت بروايتها"، إن توصيف تدمير العصابات الصهيونية 500 قرية في فلسطين عام 1948 هو "تطهير عرقي" وأضاف "إذا كانت هناك 500 قرية مدمرة وعدد كبير من اللاجئين فأنت تدرك أن تطهيرا عرقيا قد حصل في البلاد.
وبقول بابيه إن الوثائق كشفت عن 1000 أمر عسكري صدر قبل 15 مايو 1948 (أي قبل حرب 48 ودخول الدول العربية ) تنص على اقتحام أحد القرى وقتل الرجال وأسر الآخرين وتفجير بيوتها وإحراق ما أمكن حرقه، وبوصّف بابيه أن ما جرى هو إعدام ممنهج وبشكل وحشي، وأن الأوامر صدرت قبل حرب 48 وقبل الدخول العربي.
ويقول وفي الأرشيف وجدت 1000 أمر عسكري كل منها خاص بقرية، وهو ينبه هنا إلى أن "تاريخ صدور تلك الأوامر مهم، هنا كونها مؤرخة بمعظمها قبل مايو 1948 وهذا أول ما فتح عيوني"… وهو يرى أن "الوثائق هذه مهمة لأنه درس في المدرسة أنه تم الإعلان عن قيام إسرائيل في 15 مايو 1948 فقرر العالم العربي منع قيامها عنوة وأرسل جيوشا لتدميرها فنشبت الحرب واللاجئون من نتائجها وهذا ذنبهم. لبجد بابيه أن "الأرشيفات زرعت الشك في مصداقية الرواية الصهيونية. عندما تجد وثيقة تاريخية قبل الحرب بشهور تحمل تعليمات عسكرية خاصة بقرى قيسارية والبرج ثم قرى حيفا ويافا تنص على اقتحام القرية وقتل الرجل وأسر الآخرين وتفجير بيوتها وإحراق ما أمكن حرقه»، موضحا أنه قال في سره في البداية وقتها: هذا غير معقول وربما هذه وثيقة واحدة، وربما هذا قائد مجنون ومن غير المعقول أن يكون هذا الوضع، فقد قاتلت ضمن صفوف الجيش الأخلاقي في العالم، لا يعقل. وعندها فتحت المزيد من الوثائق ووجدت التعليمات ذاتها بما يتعلق بقرى عكا وغيرها. ولاحقا أذكر أنني وجدت وثيقة تتعلق بيوسيف فاشيتس أحد قادة حزب اليسار الصهيوني في «هشومير هتسعير» التابع لـ حزب «مبام» (رئيس الدائرة العربية في الحزب). وفي الوثائق الخاصة به يسجل أسماء القرى الفلسطينية التي تعرضت لجرائم ومجازر، قرية قرية كالصفصاف، حيث يقول فاشيتس الذي قررت حكومة الاحتلال قبل عام حجب أرشيفاته:
في الصفصاف جمعوا 52 رجلا تم ربطهم واحدا بالآخر وإيداعهم داخل بئر ثم قتلوهم بالرصاص. ثم قتلوا امرأة تحتضن طفلها. ما صدمني وزعزعني بقول بابيه "وصفه ما جرى في قرية الدوايمة قضاء الخليل وحتى الآن استصعب قراءة المادة: قيام جنود باغتصاب نساء وتحطيم جماجم أطفال وتفجير بيوت على رؤوس ساكنيها. أذكر وقتها أن شقيق رئيس الحكومة الأسبق إيهود أولمرت (يوسي أولمرت) قد درس معي وأعد هو الآخر دكتوراه في التاريخ وكنت أعبر عن استغرابي على مسامعه مما نقرأ فكان يقول: لا، هذه وثيقة أو وثيقتين فلا تضخم الأمور. لكن لاحقا اكتشفت عددا كبيرا من الوثائق المشابهة، وبعد أسبوعين أدركت أن هناك خطة صهيونية. كان مخططا لها من قبل الحركة الصهيونية. وأكد وقوع تطهير عرقي في فلسطين حتى ولو أنكرت إسرائيل ذلك، وكذلك العالم الغربي.

حق لن يضيع
هذه الحقائق الدامغة يعرفها الصهاينة ويخشون انكشافها، وشهادة المؤرخين اليهود الذين كانوا جزءا من المشروع الصهيوني، من شأنها أن ترد على المستشار الألماني الذي يمثل رفضه توصيف ما جرى في فلسطين من قبل النازيين الصهاينة وداعميهم الغربيين حالة إنكار شاذة لمحرقة كانت مبيته للشعب الفلسطيني وهي مستمرة حتى الآن، كما أنه لا يجدر الالتفات لما يقوله النازيون الصهاينة الجدد في فلسطين المحتلة، لأنهم المجرمون الذين ارتكبوا المجازر وما يزالون يغتالون براءة أطفال فلسطين بدم بارد في غزة والضفة، ومن المؤكد أنهم سيلاحقون هذا الكيان الغاصب وكشف محارقه من أجل أن يحصل الضحايا على العدالة والإنصاف بالقصاص من هذا الكيان المجرم.
-------
المصدر
* وديع عواودة، المؤرخ إيلان بابيه: هكذا اكتشفت أكاذيب الصهيونية وهكذا كفرت بروايتها، 1/1/2020، https://www.alquds.co.uk/



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكسات ....انحناءة أم خيار؟.. تايوان.. ولاية أمريكية..!ّ
- -الفيتو-.. أداة للانقسام 2/8
- حرب الأيام الثلاثة.. تباين أجندات حماس والجهاد
- مشاكسات -إرهاب الدولة.. حماس.. اللغة المفارقة..!
- -الفيتو-.. أداة للانقسام 1/8
- مشاكسات تهديد بالاغتيال قلق.. !
- ديمومة حق الاعتراض(الفيتو) تضعف الأمم المتحدة 6/6
- الاعتراض(الفيتو) بين حرمان الكثرة ومكافأة القلة 5/6
- عندما تستجدي السلطة الفلسطينية حلا من بايدن.. من تمثل؟!
- حق الاعتراض(الفيتو) بين الفرض والرفض 4/6
- مشاكسات حقوق.. أي إنسان!.. مفردات.. الجعجعة..
- مشاكسات ...تحذير.. !... نار إمارة غزة.. !
- الجذور التاريخية لحق الٍاعتراض(الفيتو) 3/6
- مشاكسات.. توصيف موضوعي.. بايدن.. أنا مسيحي صهيوني..!
- مصطلح حق الاعتراض 2/6
- مشاكسات وقاحة قنصلية أمريكية.. تموضع القاهرة..!
- كولومبيا.. فوز اليسار.. المتغير الاستراتيجي
- حق الاعتراض(الفيتو).. بداية المأزق ( 1/6)
- مشاكسات أي عمالة..!.... ناتو.. الأدوات المحلية..!
- مقاربة في موقف حماس من اجتياحات الأقصى والقدس


المزيد.....




- موسكو: أوروبا تحرض كييف على الإرهاب
- ماكرون يضع إكليلاً من الزهور على قبر الجندي المجهول
- عاصفة ثلجية في نهاية الربيع.. الثلوج الكثيفة تغطي موسكو
- شاهد.. المقاتلة الوحيدة من الحرب العالمية الثانية تنفذ تحليق ...
- بعد تعليق تسليم الذخائر الثقيلة لإسرائيل.. الخارجية الأمريكي ...
- شاهد.. غرق سفينة معادية خلال التدريبات الأمريكية والفلبينية ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لوحدات مدرعة تتوغل في رفح
- زوجة زيلينسكي تتعرض لحملة انتقادات واسعة بعد منشور لها عن ال ...
- زاخاروفا: روسيا لم توجه دعوة إلى سفراء ومسؤولي الدول غير الص ...
- مشاهد مروعة لرجل يسقط من الطابق الـ20 أثناء محاولته اليائسة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - ألمانيا.. حالة إنكار وقحة للمحرقة المستمرة ضد الفلسطينيين