أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سليم يونس الزريعي - الفيتو- والقطب الواحد 5/8















المزيد.....

الفيتو- والقطب الواحد 5/8


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7369 - 2022 / 9 / 12 - 16:02
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


ففي الفترة الممتدة من 1970 وحتى أيار/مايو 1990، تم استخدام حق الاعتراض(الفيتو) من الدول دائمة العضوية 116 مرة، كان نصيب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها 105 مرات، بينما استخدم الاتحاد السوفيتي آنذاك ذلك الامتياز عشر مرات، فيما استخدمت الصين ذلك الامتياز مرة واحدة(2).
والجدول التالي يبين عدد مرات استخدام ذلك الامتياز من قبل الدول دائمة العضوية:
الولايات المتحدة المملكة المتحدة الاتحاد السوفيتي فرنسا الصين
64 25 10 16 01
عدد مرات استخدام امتياز حق الاعتراض(الفيتو)، خلال الفترة من عام 1970 وحتى 31 أيار/مايو 1990.
ويبدو واضحا من قراءة مفردات الجدول أعلاه أن تلك الدول قد استعملت تلك المكنة
بكل ذلك القدر من التعسف في ظل وجود القطب الآخر،و ذلك يشكل مؤشرا هاما على أن تلك الدول ستتمكن من تسخير مجلس الأمن دون معارضة جدية لخدمة مصالحها في حال غيابه، وهو ما تحقق لها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، الذي ترك انهياره الساحة الدولية مفتوحة على مصارعيها لهيمنة القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي نصبت نفسها رقیبا دوليا على سلوك الدول الأعضاء في الجماعة الدولية دون ممانعة من أحد.
والثابت أن الظروف الدولية قد هيأت للولايات المتحدة في ظل ما يسمى النظام العالمي الجديد، مع امتلاكها لقدرات عسكرية واقتصادية استثنائية، مكنة استخدام مجلس الأمن كأداة لتحقيق أهدافها وتوطيد هيمنتها على آليات عمل ذلك الجهاز، الذي يؤمن له ثلاث مزايا أساسية تتمثل في:
- إضفاء الشرعية على تصرفاتها غير الشرعية.
- تجنب النقد المباشر لسياساتها والاستتار خلف غطاء قرارات المنظمة الدولية ودعم حلفائها الذين يدورون في فلكها.
- ضبط إيقاع النظام الدولي بما يحقق مصالحها وأهدافها عبر آليات المنظمة وأدواتها، بما يقلل من تكلفة تلك التصرفات ماديا وأدبيا(۱).
وفي سبيل خدمة تلك الأهداف والمصالح كانت حرب الخليج الأولى، التي لم تكن سوى ذريعة لتأمين وجود شرعي وقانوني للولايات المتحدة في منطقة خزان النفط الأهم في العالم، هذا من جانب وفي الجانب الآخر تدمير بنى العراق الاقتصادية والعسكرية والعلمية باعتباره قوة ناهضة لها تطلعات قومية تتعارض والمصالح الأمريكية في المنطقة.
ولأن إدارة بوش الأب لم تتمكن من استكمال تلك المهمة قام جورج دبليو بوش الابن باستكمال ذلك المخطط بالتدمير الكامل للعراق من خلال الغزو المباشر، ولكن في هذه المرة بعيدا عن الشرعية الدولية، عندما عجز أمام فجاجة المنطق الأمريكي وانعدام الأسباب الجوهرية في تأمين غطاء من الشرعية الدولية لذلك الغزو من مجلس الأمن.
فالأطماع والمصالح هي التي كانت وراء الحملات العسكرية المتتابعة في المنطقة العربية، ولعل ما نشر في دراسة صدرت عام 1977 عن معهد الدراسات الاستراتيجية في واشنطن، ما يلقي الضوء على خلفية والأسباب الكاملة وراء ما جرى في العراق منذ علم 1990 وحتى الآن، بأن جری تدمير منهجي للعراق المقدرات والإنسان وصولا إلى الاحتلال العسكري المباشر للعراق ولدول الجوار تحت ذرائع متعددة.
لقد أفادت تلك الدراسة بأن على الأمريكيين احتلال منابع النفط مباشرة حتى يكون في استطاعتهم تأمين حاجاتهم النفطية، بحلول عام ألفين، وتؤكد تلك الدراسة أن الولايات المتحدة لا تستورد حاليا من منطقة الخليج سوى 15 في المائة من حاجاتها النفطية، ولكن في القرن الحادي والعشرين سوف تتصاعد تلك النسبة لتصل إلى 65 في المائة،
كما ستزداد نسبة احتياجات أوروبا واليابان النفطية إلى أكثر من ذلك المعدل، إن الحل هو في وجود أمريكي مباشر لضمان مصالح واشنطن في منطقة الخليج(1).
أما قائد قوات التحالف في الحرب ضد العراق1990، الجنرال رومان شوارزكوف فقال في تقرير إلى لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي في 20 نیسان/أبريل 1989، بحلول عام 2000 يتعرض الإنتاج المحلي في الولايات المتحدة لانخفاض في نسبته تصل إلى 20 في المائة، مما سيزيد من اعتمادنا على المصادر البترولية
للمنطقة (العربية). كذلك فإن المنطقة تقوم على ملتقى الطرق البحرية الرئيسية التي
تربط الشرق الأوسط وأوروبا وجنوب آسيا وشرقها ونصف الكرة الغربي(2).
فالمصالح الأمريكية إذن هي المحرك الأساس للحرب الدموية عام 1990 التي شنت ضد العراق، رغم " لافتة " الأمم المتحدة، عندما تمكنت أمريكا من تسخير مجلس الأمن للقيام بذلك الدور، وهو ما عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كويیار آنذاك بقوله "إن مجلس الأمن هو الذي صرح بالعدوان وليست الأمم المتحدة، فالحرب ليست حرب الأمم المتحدة، ليس هناك خوذات زرقاء، ولا علم لهيئه الأمم المتحدة، وأنا ببساطة تصلني أخبار عن سير الحرب عن طريق تقارير الحلفاء، لا يمكن القول أن الأمم المتحدة مسؤولة عن هذه الحرب"(1)
إن هذا الإصرار المسبق فيما يخص تحطيم قدرات العراق الاقتصادية والعسكرية والبنية التحتية، يبدو واضحا من خلال عدد القرارات التي اتخذتها أمريكا في مجلس الأمن، ذلك أن مجلس الأمن أخذ اثنا عشر قرارا في الفترة من 2/8/1990 تاريخ كارثة الغزو العراقي للكويت وحتى 29/11/1990"(2).
إن كل تلك الشواهد تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد نجحت في السيطرة على مجلس الأمن وتوظيفه لصالح دعم سيطرتها على النظام الدولي وتكريس نفسها زعيمة للعالم رغم إرادته، الأمر الذي جعل العديد من الشعوب ومنها الشعب العربي أن تدفع
ثمنا باهظا نتيجة الهيمنة الأمريكية سواء في فلسطين أو العراق أو غيرها من الدول، ولذلك فإن المصطلح الذي جرى تداوله وأصبح يطلق على مجلس الأمن هو: "مجلس
الأمن الأمريكي" فيه ما يقارب الحقيقة، والوقائع الملموسة طوال السنوات الماضية وحتى الآن شاهد على ذلك.
-----------------------------
1--باتريك هيرمان، مصدر سبق ذكره، صفحة34-50.
2--ويكيبيديا "الموسوعة الحرة" شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت".
(1) د. محمد عاشور مهدي، مصدر سبق ذكره، صفحة 386.
(1) كابي طبراني، خريف الغضب، منشورات الأفق، دار الجيل، الطبعة الثانية 1991، صفحة 31.
(2) 1-المصدر السابق، صفحة 49.
1-باتريك هيرمان، مصدر سبق ذكره، صفحة35.
2-المصدر السابق، صفحة 35.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الفيتو- والقطب الواحد 4/8
- مقاربة في شعار حركة الجهاد.. وحدة الساحات
- -الفيتو- في ظل الثنائية القطبية 3/8
- مشاكسات فقدان الصدقية.. ! هم يرغبون.. !
- ألمانيا.. حالة إنكار وقحة للمحرقة المستمرة ضد الفلسطينيين
- مشاكسات ....انحناءة أم خيار؟.. تايوان.. ولاية أمريكية..!ّ
- -الفيتو-.. أداة للانقسام 2/8
- حرب الأيام الثلاثة.. تباين أجندات حماس والجهاد
- مشاكسات -إرهاب الدولة.. حماس.. اللغة المفارقة..!
- -الفيتو-.. أداة للانقسام 1/8
- مشاكسات تهديد بالاغتيال قلق.. !
- ديمومة حق الاعتراض(الفيتو) تضعف الأمم المتحدة 6/6
- الاعتراض(الفيتو) بين حرمان الكثرة ومكافأة القلة 5/6
- عندما تستجدي السلطة الفلسطينية حلا من بايدن.. من تمثل؟!
- حق الاعتراض(الفيتو) بين الفرض والرفض 4/6
- مشاكسات حقوق.. أي إنسان!.. مفردات.. الجعجعة..
- مشاكسات ...تحذير.. !... نار إمارة غزة.. !
- الجذور التاريخية لحق الٍاعتراض(الفيتو) 3/6
- مشاكسات.. توصيف موضوعي.. بايدن.. أنا مسيحي صهيوني..!
- مصطلح حق الاعتراض 2/6


المزيد.....




- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سليم يونس الزريعي - الفيتو- والقطب الواحد 5/8