أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ابراهيمي - زغاريد قماش للرقص بنصف هلال .















المزيد.....

زغاريد قماش للرقص بنصف هلال .


حسن ابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7385 - 2022 / 9 / 28 - 02:32
المحور: الادب والفن
    


ما من شك في أن التاريخ العربي من خلال سيرورته ، والمتغيرات التي عرفتها بعض منعطفاته عرف لحظات توقف عندها الفكر بطرح السؤال ، وكان لمختلف العلوم شرف الوقوف عند هذه اللحظات ، حيث أنتج هذا التاريخ نفسه قراءات ساهمت في تحريك المياه الراكدة ، المياه التي تعفنت بفعل انزلاق الفكر ، والاشتغال على منعطفات تاريخية كانت بمثابة لحظات بزوغ الجديد في مختلف الحقول المعرفية ، فهل وفق العقل العربي عند سؤال الجوهر، في مجابهة لحظات تاريخية اعتبرت ملاذ الوعي بالفكر ، والانسان العربيين ؟
يشهد التاريخ العربي أن كل شيء ينجبه يتخذ صورة غير مكتملة ، لذلك يكتسي سؤال البداية أهمية كبرى ،. ان الكوابيس التي تقذف في رحم سؤال البداية تسيج الاجابة بمسخ لا نهائي .
وما دام الأمر كذلك لا ينبغي أن نستغرب حتما استسلامنا لهواجس سؤال الولادة ،مادام القذف معروف خصائصه .فالتشويه الذي يطبع كل مولود يفجر اسئلة ،غير أ ن هذه الأسئلة ا ليست جوهرية ، وليست ذوات قيمة معرفية ، ومن تم يتجه الفكر العربي إلى البحث عن إجابات بخصوص سؤال ذي طبيعة بلهاء ، سؤال أريد به التضليل ، التضليل المثقل بمعرفة لا تسمح بالتدقيق بشأن جوهر الشيئ ، وطبيعته ، وخصائصه الممتلئة بالتناقضات . إنه بدافع الانحراف ، وبرغبة عدم الكشف عن الإعاقة ، ينتصب السؤال في سياقات تاريخية مسرعا ، حيث يكشف عن هويته ، ممتلئا بالمكر ، والرغبة في قتل اللحظة التاريخية التي يتبدى الإجهاض في رحمها ، وتمفصلها ، وبالتالي ينتصب السؤال من أجل عدم مجابهة واقع يرتدي أسمال الخدعة .
إنه سؤال يقود الإجابات إلى ضرورة التوقف عند أسباب الهزيمة ، و إعاقة البداية بلحظات أحيانا تنفلت خصوبة الكشف عن أعطاب الزمان .، وما يسوقه من لحظات تاريخية تتبدى في كل منعطف على أنها هي السؤال ، بل هي الغاية في ذات الوقت . .
قد ينتظر منها في كل مناسبة أ ن ترتعش لتنجب ما يعطل العلل التي تتناسل بتناسل السيرورة التاريخية للسؤال نفسه.
إن طرح السؤال الذي يموه الغاية ، ويجعل منها لحظة صفر كثيرا ما يتكوم في عملية احتساب السراب ، وإذن طرح سؤال يعيدنا إلى الانطلاق من يقتضي افتحاص تجاعيد البداية ، و لابد من تحديد طبيعتها ، لتجنب السقوط في مأزق الخلف.
إن الانزلاق والتيه خلف السراب ، وخلف التخوم ، كل ذلك لا ينجب إلا ضبابا يلغي استعمال العقل، ويعوضه بالموت الأبدي ، إنه الموت الذي يحيي طقوس البداية ، التي تدفعنا كل مرة للمشاركة في رسم معالم المستقبل بماض سحيق ظلت
تمظهراته تتشكل في نمط تفكيرنا ، بسبب جبروت ، وهم الارت الثقيل إنه إرث التقاليد ، والعادات الفاسدة التي تعيد تشكيل نفسها و تجددها في كل ما يحيط بنا .
إن جبروت لحظات تاريخية سوف لن يزول بفعل مغازلته ، ما دمنا نعتنق التمويه ، ونتجنب الارتماء في أحضان العقل .
إن الاستخفاف بميلاد الجديد سوف يتناسل وقعه وبؤثر لتأصيل الوهم الذي أسسناه ،لحظة بلحظة ، اسسناه لحظة ميلاد التاريخ بتنميط العقل ومنعه من الاشتغال بحرية .
لذلك لا يستقيم سؤال البداية إلا بمجابهة الوهم الذي تأسس من حولنا إذ على ضوء استئصال الوهم تبزغ لحظة انطلاق، لتأسيس مشروع نهضوي تنويري لازالت تداعيته غير منتهية طرحها في التاريخ العربي الذي يشتعل في كل مرحلة لإخماد نيران الاجابات التي يمكن ان تخلصنا من الرجوع الى الخلف، وكأننا في سباق مع الزمان .
هذه الاسئلة تلخص باقتضاب محنة سؤال البداية والاجابة المشوهة التي تنجبها كل مناسبة نعقد انها ستستأصل المحو .وسوف نتخلص من البداية منبطحين للوهم و نتخلص من عبوديتنا لتقاليد ، واعراف أسست فينا طريقة تفكير جعلتنا نعتقد أن أغلال السؤال ستظل تكبل صواب وجدية الانطلاق . .
وإذن فهدا السؤال تفرع من طبيعة بدابة شلت ، بل اعاقت مقومات الانطلاق وفقا لللأسس المعرفية التي تؤسس لمشروع فكري تنويري قائم على قاعدة مادية تمكننا من التخلص من المكر ، و ظل الشلل يتناسل في كل الحقول المعرفية ، في كل مناسبة نحاول التخلص منه من خلال فكر يقود إلى المزيد من الكمائن ، والاشتغال ونحن نعتقد انه بسبب ذلك سوف
نتمكن من تجاوز حرقة سؤال نؤسس به لمشروع يحسم مع كل ما يمنعنا من الخوف من المجهول ،وننطلق اسيادا دون تردد.

إنه باعتقادنا بأن جبروت الواقع أقوى من أسئلتنا ، بذلك نجبر أنفسنا على استمساخ كل مناسبة بإعادة طرح السؤال بصيغ تتفاوت اعاقتها بتفاوت حرقة السؤال ، إنه بسبب تسلط لحظة الهزيمة ، والشعور بالإحباط ، والتسلق في سلم عدم قبول الغير .بكل ذلك لا يستقيم سؤال الفكر ، الا باستقامة علاقته بالواقع ، ّذلك أن الوهم والتضليل ، وتأثيرهما على مسارنا الثقافي انجب ما يشبه مسخا لكل ما بحولنا ، وجعلنا نرى هذا المسخ غر يغورا يغير الامكنة بفضاء ضيق لا يتسع لطرح السؤال .
لذلك ينتصب سؤال عقلنة الفكر، ولكن أي فكر نريد عقلنته ؟ إنه الفكر الذي يقضي على كل ما من شأنه أن يميع السؤال ، ويمنع انجاب ا ختلا لات تعوق لحظات انتصاب الممارسة . .
إن التعاطي مع سؤال من هذا النوع لابد من أن يؤطر بأسس نظرية محكومة ، ومحددة سلفا بمنطق القدرة على الملاحظة ، والتحليل للتمكن من القراءة وتفكيك الواقع ، وليس الفكر بمفرده باليات تسمح بالاشتغال بشكل علمي معرفي موضوعي لتجنب اي انزلاق يقودنا الى النتائج الممسوخة التي نكتوي بنارها في كل مناسبة ننتظر منها أن تصبح حلا لمعضلاتنا الثقافية ، للتخلص من سؤال البداية وللحسم بشكل نهائي مع التشويه الذي يصاحب سؤال البداية. .
اذا كان سؤال الاليات مطروحا ، ,فما العمل من أجل اكتسابها ؟ وما السؤال من تعميمها ؟ واذا كان سؤال الفرد ليس يطرح الافي اطار علاقته بالجماعة ، فما العمل لمواجهة المسؤوليات الثقافية المعنية بهذا السؤال ؟ وما سمة المسؤولية لطرح سؤال البداية ؟ إن طبيعة الاجابات هي التي تقدم لنا الخلاص في كل لحظة تجرنا إلى الانزلاق .
وإذن ما العمل للحسم مع كل ما يعوق طرح سؤال البداية في فكرنا وثقافتنا ،من أجل الخروج من نفق الأفق المسدود الذي يدفعنا الى طرح نفس الاسئلة التي طرحت من قبل؟
ما العمل للاشتغال على تغيير سؤال الوهم بسؤال العقل الذي تغيبه الاسئلة البلهاء؟



#حسن_ابراهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبوة تغازل دخانا دون هوية .
- البحث عن التخلص من الهيمنة الذكورية من خلال رواية كوفيد ...
- قطف جمرة .
- تخصيب ألحان الملائكة .
- عطب بشفق على السرير.
- مرَج بتربة نُعنع .
- درج من النصر للخروج .
- خصبا كمقلة النبيذ
- تصوير بعض مظاهر الصراع الطبقي بالرواية الموسومة المطاردون لل ...
- مجد يفرَه الحريق
- أمشاج أنين على الأشواك .
- مطلب الديموقراطية وأسسها بالدول العربية .
- زراعة رائحة عطر في شهية التاريخ .
- طهو السراب .
- قضية المرأة العربية من خلال المجموعة القصصية الموسومة قرار أ ...
- وظيفة المكان برواية تحت عنوان قيامة آلهة لابتهال خلف الخي ...
- عبث بمَسَد الجراد .
- اخرج من الرمح ليكتمل دمي .
- جشع جمع المال ،وتوجيهه للعلاقات السائدة بالمجتمع الروسي من خ ...
- الشعر العربي من سلطة القبيلة الى سلطة الدولة عبر التاريخ .


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ابراهيمي - زغاريد قماش للرقص بنصف هلال .