أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - هاي دفشة والله لا يردك/1














المزيد.....

هاي دفشة والله لا يردك/1


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7380 - 2022 / 9 / 23 - 23:23
المحور: الادب والفن
    


وهاي دفشة الله لا يردك 1/ *
الأصوات تعلو في العمارة؛صراخ واستغاثة كأن القيامة قد قامت أو أن قوم هاجوج ومأجوج قد خرجوا من خلف سد قارون.ارتديت ملابسي على عجل لأعرف ماذا جد في العمارة فقد عهدتها دوما صامتة كصمت القبور لا يحرك هدوئها إلا زلزال.فتحت الباب فإذ بالشرطة تسد المدخل حاولت مد راسي لاستطلاع الأمر،لمحت شريطا يسور الشارع وطوق من البوليس والاطفاء يمنع الجميع من العبور والمرور.فجاة وجدت يد شرطية تدفعني وتقول بلهجةآمرة :"Steigen Sie ein und gehen Sie nicht hinaus oder strecken Sie Ihren Kopf"!وهذا يعني :ادخل للداخل ولا تخرج أو تمد رأسك!.ثم شدت الباب واغلقته.اشتغلت الدودة كما نقول،فما الأمر؟ ازداد فضولي خاصة اني لم أشاهد أحد من الجيران متجمعا على المدخل. لكني كنت اسمع همساتهم في الأعلى قليلا كان حديثهم كفحيح الأفاعي غير مفهوم. تسللت بهدوء إلى الأعلى فقد انتابني الفضول،قابلتني جارتي الكرنيبة قائلة:"الحق الشاب اللي ساكن على الرابع اللي من جماعتكم واقف على حافة السطح وبعد ينتحر..انت مش بتحكي نفس لغته اطلع اقنعه ما ينط". احترت ماذا اقول لها؟ يعني اذا انا وإياه بنحكي عربي يعني انا بقدر اقنعه ما ينتحر؟ لكني لم أقل هذا فلاول مرة في حياتي يجدني أحد ما سوبرمانا قادر على إنقاذ كائن حي..نفشت ريشي كالطاوس وقلت لهم "اهداوا انا لها تايهة وحلها عندي ". بهمة ثقيلة بدأت بتسلق السلالم للطابق الخامس،الذي وصلته منقطع اسلاف ابو اللي خلفوني.لمحته جالسا على حافة السطح يحدث نفسه.ما أن أنتبه إلى خطواتي البعيدة عنه حتى استدار وصرخ:"اذا بتقرب والله لأنط".بهدوء الخائف قلت:"ولك يا مشحر شو عم تهبب عندك؟". ما أن سمع صوتي حتى اطمئن أن من ورائه ليس بوليسا أو من الإطفاء . ضحك بهستيريا وقال:"اهلا بالختيار..حلت البركة ،تعى قعمز جنبي لاخرفك ليش انا هون"قلت:".اللهم طولك يا روح ..ليش انت يا اخو الحفيانة خليت فيها بركة ، بعدين انا عندي فوبيا من الأماكن المرتفعة،بقعد جنبك بس مش على الحفلة.هات خرفني شو قصتك؟ انت مش شايف انه العالم مقلوب تحت عشان قعدتك هايه؟".رد ببرود :"شوف ،انا فاض بي وما عدت متحمل حالي، صارلي خمس سنين لا إقامة ولا شغل واهلي ذبحهم الجوع هناك وما فيني اساعدهم،والأهم قتلني الحنين لهذيك البلاد..عيشة الكلاب عيشتي وكل ما حكيت بيقولوا لي ،شو ناقصك ما انت قاعد مكيف في أوروبا ولا على بالك،فقررت اخلص من هالكيف". العمى شو هالورطة اللي علقت حالي فيها ؟ ما انا عايف طي...أكثر منه .قلت له:" راح احكيلك قصتي بس بتوعدني ما بتنط لتحت غير لما اخلص". رد وقال:"احكي ما هينا قاعدين شو ورانا".انا كل اللي كان في راسى اشغله عبل ما يلاقوا هذول اللي تحت وسيلة لحل المشكلة.



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلا ستيك بلا بفتيك خدلك سندويشة فلافل وروح على السكيت
- زوال
- اهرب بجلدك
- حين وقعت في شر اعمالي
- انا وكوابيس ابن سيرين
- نهاية الشبيه
- فكنا من خرابيط المثقفين/الشبيه 3
- الأربعون شبيها/2
- صخرة سيزيف
- الاربعون شبيها /1
- ظل حيط ولا ظل رجل
- تحشيش بلا حشيشة
- على نفسها جنت براقش
- عنانة
- تحليق/نص لا جنس له
- برقيات في زمن الفيروس
- اعتذار من أقمار فلسطين
- نصوص واتس آبية
- وصايا ميركل
- خواطر في زمن الفيروس


المزيد.....




- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...
- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...
- تفكيك مشهد السلطة في الجزيرة السورية
- تفاصيل حوار بوتين ولوكاشينكو باللغة الإنجليزية في الكرملين ( ...
- الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنو ...
- الجيش الباكستاني ينتقد تصريحات نيودلهي: متى ستنتقل الهند من ...
- انطلاق فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي ...
- -الصليب الملتوي-: الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهو ...
- بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - هاي دفشة والله لا يردك/1