أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - انا وكوابيس ابن سيرين














المزيد.....

انا وكوابيس ابن سيرين


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7371 - 2022 / 9 / 14 - 02:38
المحور: الادب والفن
    


انا وكوابيس ابن سيرين *
لدي رف في الغرفة عليه مرطبانات متعددة تحوي بهارات مثل الفلفل الاسود والكركم والنعناع الجاف والثوم المجفف و...بينها مرطبان صغير يحتوي رفات جاري العجوز الذي رفض أقاربه أخذه فألت ملكيته لي حيث انه أوصى أن ينثر رفاته في نهر الراين ، حين توفي كنا في عز أزمة الكورونا ولأن الإجراءات كانت مشددة ،بصراحة جبنت أن احمل قارورة رفاته وافرغها في الراين..فأنا بدون هذا التصرف صوفتي حمراء كما يقال ولا تنقصني الشبهات،لهذا بقيت القارورة على الرف إلى حين أصابتني الجلطة الأولى،حينها نسيت أمر قارورة جاري واختلطت بقوارير التوابل،هنا سابوح بسر كتمته منذ عامين حينما غادرت المشفى حينها ،في الليلة الأولى وانا بين محاولة الخروج من الفالج الذي أصابني وتركني مشلول اليد والقدم اليسرى وفاقدا للتركيز،وبين الرغبة في محاولة التعود على وضعي الجديد،نهضت ليلا لأحضر صحنا من شوربة ،سخنت الماء وفتحت كيس الشوربة وافرغته في الماء،ولمحاولة تعويد أصابع يدي اليسرى على فتح القواريرالصغيرة خطر في ذهني وضع قليلا من التوابل على طنجرة الشوربة ...وبسبب عدم قدرتي على التركيز بعد اصابتي بالجلطة لم أعد قادرا على تحديد ماذا يحتوي كل مرطبان،خاصة اني منذ أكثر من عام لم استعمل أيا منها فاختلط الحابل بالنابل كما يقال.في تلك الليلة والجوع ينهشن احشائي مددت يدي لأرش قليلا من كل مرطبان عل الشوربة حتى يصبح مذاقها افضل.وكلما رششت قليلا اختلف المذاق .طيلة اسبوعين أصبح طعامي على الغذاء والعشاء صحنا من الشوربة المليئة بالتوابل المتعددة حتى أوشكت القوارير أن تفرغ.المهم في الموضوع اني منذ ثلاثة أيام وكابوس يلازمني ولا يفارقني،أصحو منه مرعوبا،لجأت لابن سيرين لتفسير الكوابيس فلم ينفعني ،والأمر نفسه مع كتاب تفسير الأحلام للإمام الصادق،حيث أصبحت كوابيسي تتجلى لي حتى في اليقظة.كان هنالك صوت يصرخ بي انت "cannibalism"،لم افهم معنى الكلمة ثم أصبح الصوت متحشرجا ومترافقا مع صورتي وانا التهم فخذ انسان أو وركه أو ذراعه..كانت الصورة تزداد وضوحا كل يوم الى ان اكتملت برؤية جمجمة وانا احاول كسرها لاستخراج المخ منها...ما أن تمعنت بملامح الوجه حتى قفزت رعبا لم يكن إلا جاري المتوفي صاحب الرماد..نقلت بصري بين الصورة التي باتت واضحة في مخيلتي وقارورة الرماد الملقاة بين قوارير البهارات،كانت جميعها تصفر فيها الريح وخاوية على عروشها.

*نصوص من مجموعة جديدة قيد الإعداد



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية الشبيه
- فكنا من خرابيط المثقفين/الشبيه 3
- الأربعون شبيها/2
- صخرة سيزيف
- الاربعون شبيها /1
- ظل حيط ولا ظل رجل
- تحشيش بلا حشيشة
- على نفسها جنت براقش
- عنانة
- تحليق/نص لا جنس له
- برقيات في زمن الفيروس
- اعتذار من أقمار فلسطين
- نصوص واتس آبية
- وصايا ميركل
- خواطر في زمن الفيروس
- خواطر مجنونة
- عفن
- رائحة الطريق
- اللعنة عليكم
- جلسة سمر مع الدكتاتور


المزيد.....




- لازلو كراسناهوركاي.. الكاتب الذي عبر من الأدب إلى السينما وص ...
- صورة المعلم في الرواية العربية: دراسة نقدية منهجية تطبيقية ت ...
- أسماء أطفال غزة الشهداء تقرأ في سراييفو
- الكاتب المجري لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للأدب
- تامر حسني يعيد رموز المسرح بالذكاء الاصطناعي
- رئيس منظمة الاعلام الاسلامي: الحرب اليوم هي معركة الروايات و ...
- الدكتور حسن وجيه: قراءة العقول بين الأساطير والمخاطر الحقيقي ...
- مهرجان البحرين السينمائي يكرم منى واصف تقديرا لمسيرتها الفني ...
- مهرجان البحرين السينمائي يكرم منى واصف تقديرا لمسيرتها الفني ...
- صدور كتاب تكريمي لمحمد بن عيسى -رجل الدولة وأيقونة الثقافة- ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - انا وكوابيس ابن سيرين