أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - إذ يهجر الناس أفقهم ،يكون حينها ضياعهم مقاصد نص -أفق مهجور - لشلال عنوز















المزيد.....

إذ يهجر الناس أفقهم ،يكون حينها ضياعهم مقاصد نص -أفق مهجور - لشلال عنوز


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 7376 - 2022 / 9 / 19 - 13:23
المحور: الادب والفن
    


"أفق مهجور"
-----------------------
{نحو أفق بلا أفق}
كان مُمدّدا يعدّ صمته
يُشير بسبّابته المُتخشّبة
……………………نحو أُفق مهجور
فتشربهُ الأسئلة
تطوفه شقشقاتُ التِّيه
كلّما طرقَ بابَ الذّكرى
أتاهُ عَويل الحروف
فتنكسرُ تباريحُ المساء
……………………على جدران النهاية
هو يُمعنُ النّظر البليد مشدوهاً..
…………………………..عند نافذة خرساء هرب عنها الوقت
أزاح صدأ التغرّب
رتّل أيقونة الوداع
آه…يالهذا السرّ الذي يتهجّاه الرحيل
ماأطول الدرب؟!!
بل ما أقصر المُدّة؟!!!
حيث لاينتهي السفر الاّ. .
………………………بالاضطجاع على تلك الخشبة اللعينة
…………………………………………………………..ترحل بك نحو افق مهجور
………………………………………………………………لتنام سرمدّياً…
……………………………………………………………وهم نيام يرقصون
…………………………………..
يتداخل المحيط الثقافي cultural environment مع عملية نضج وبناء و اتجاه الشخصية الإنسانية وتتفاقم فاعلية أنساق المحيط عندما تكون تلك الشخصية أرهف حسا وأرق خاطرا ولذلك فالشعر هو الأعمق تأثرا ...الفواعل الثقافية نسقيًا تشمل العادات والتقاليد والطقوس والاعتبارات الاعتقادية المتوارثة والمعايير التاريخية والتراثية والشعبية والتقديسات والتابوهات... كثافة الضغوط الثقافية المجتمعية المسلط على الفرد وخصوصًا المرهف ربما تدفعه للشعور بالوحدة والإغتراب الوجودي بله قد يصاب بال"بارانويا" paranoid ..يمتلك الشاعر قدرات الاستبصارInsight والتنبؤ لفرط عاطفة الحدس والتحسس ووحدته الداخلية ومشاعر الاغتراب الملازمة له ...
حتى لو كان الشاعر يعاني من العوز في الذكاء العام Intellingence لايمنعه ذلك من التعاطي مع الشأن الذاتي أو الموضوعي ولا يفقده قدراته الخاصة مثل ملكة الاستبصار وحدة التركيز وفرط الانتباهAttention and Concentrationو ربما هذا ما يمنحه طاقة تفعيل الإنزياحات والأشتغال بالمجاز والاستعارة وربما استخدم التورية punning.ما نتلمسه أحيانًا من تشظية لفظية Dilapidationومن صناعة الإنزياح لعمل لغة مبتكرة Neologis وخلاقة وغير معهودة...اعتماداتنا النفسوسولوجية مرجعها ما لا حصر لها من المصادر المعنية وليكون للمتلقي مدخل فهم اعتمدنا تقسيمات "د. فخري الدباغ" حيث قسم الدراسات النفسية المعاصرة إلى 1/الاولية2/ النفسية التحليلية3/النفسية غير التحليلية.
1/الدراسات الأولية وهي: أ/"نظرية كريبلين" ب/"جانيه "ج/"بافلوف"
2/ الدراسات النفسية التحليلية وهي؛أ/"نظرية فرويد" والتحليل النفسي ب/"نظرية يونك "/"نظرية ادلر "/ "الفرويديون المحدثون" وأبرز من يمثلهم "كارين هورني"، و"إريك فروم"، و"هاري سوليفان"، و"جماعة لندن"، و"جماعة شيكاغو"
3/الدراسات النفسية غير التحليلية وهي: أ/"نظرية أدولف" "السايكوبيولوجية "ب/"نظرية التعلم والسلوكية الحديثة" ج/"النظريات التكوينية "د /"نظرية كريتشمر" ه/الاتجاه المتعدد الابعاد و/النظرية الوجودية.
هناك الذات والأنا وهناك الدفع Motives ويحدث الإحباط والصراع ومن أنواع الصراع النفسي ذو الاتجاهين المتقاربين وذو الاتجاهين المتنافرين وذو الاتجاهين السئ والسار...والرد المعتاد 18من الآليات الدفاعية يهمنا منها الانقلابConversionوالازاحة Diplacementوأحلام اليقظة FantasyوالتبريرRationalizationوالمحو Undoing واإانحلالDecompensation وآلية القلب Inversion.والكبت Repressionوالتعويض Compensation...تلكم ما سنعتمدها في الكشف الدلالي" النفسثقافي" لنص" عنوز" المعروض على طاولتنا..
ما ينبغي قوله في المدخل العام أن آليات الدفاع ال18 كلها لا تعد مرضية إلا إنْ تحولت إلى متلازمات لها عوارض معيقة لمواصلة الحياة الطبيعية بل حتى الشذوذ السلوكي لا يعد مرضا إلا إنْ تجاوز المعايير المجتمعية وتعدى على القوانين العرفية والوضعية وأحال صاحبه إلى معاق عن التكيف مع المحيط ولذلك قد نجد ما هو عاديا أو طبيعيا في مكان هو شاذًا في مكان أخر وقد نفس السلوك والانعكاس في زمن يكون شاذا في زمن أخر ...تلك المداخلة أردنا منها القول ،إنَّ الشاعر أي شاعر تكون أرتكاساته أشد وأعنف وآليات دفاعته قد تكون من القوة أنْ يعد من الشواذ كحال الصوفي... إنّها الإنزياحية الإزاحية(الشطح) وذلك الذي جعل "أفلاطون "يرجعها إلى "أبولو" و"آرسطو" أحالها إلى القوى :الميتافيزيقية" والعرب إلى "وادي عبقر" ...نود أنْ نلفت العناية إلى إنّنا قد نأخذ من هذا أوذاك دون أنْ نكون ملزمين بمتابعة كامل وسائل التناول لديه كما فعلنا مع "ميشيل فوكو عندما "أخذنا منه "الحفر التنقيبي" و"الأركولوجيا "و"الجينالوجيا" دون أنْ نقتفي نياسمه في المفاهيمية والعقديات بانقياد عقدي أو عاطفي...
أفق مهجور
كان مُمدّدا يعدّ صمته
يُشير بسبّابته المُتخشّبة
……………………نحو أُفق مهجور
أيقن أنْ لا مهرب فلجأ إلى الانقلاب المبطن المضمر مما يجري وألتزم الإطباق المصمت في الوجد وكأنّه مضطجعًا بسكون، رغم أنّه يعمل ويتحرك ويمارس الأعمال والوظائف. إلا إنّه في استسلام للذبول المعلوم لديه الباعث والمسبب وهو في ذلك الوجوم المكتوم يشير بإصبع "كتاتوني" تخشبي. وهي حالة يمكن أنْ تتمدد وتسري وتعم كامل اليقين في المحو والحس الوجداني... هنا ليست هي واقع مرضي بل تجلي كشفي يمكن أنْ يتعرشه ويأكل جدران صمته في تخشب ويبوس ونشف في ذات أنوية مجهدة يلوح للبعيد ويرسم إشارات المجهول مرتقب... ليس لسراب ولا لوهم ولا الشاعر في هلوسة ظنية، أنّه يشير إلى الأفق حيث تنطبق الأرض بالسماء هناك ضالته وملاذ أوجاعه.
يقول "ابن بطلموس" في المدخل لصناعة المنطق":" هذه الأقاويل الشعرية هي التي تؤلف من أشياء شأنها أنْ تخيل في الأمر الذي فيه المخاطبة حالا ما أو شيئا أفضل أو أحسن. و ذلك إما الجمال أوالقبح أوالجلالة إوالهوان، أو غير ذلك مما يشاكل هذه" ما لا يقبله الحس لا يقبله الوهم كما ،:يقول "ابن سينا"... ما يعانيه هو خط المدى مبتغى البلوغ للجميع هو خط يفترض أنه كان هدف الشروع فأمسى خرابًا لا أحد يقطن فيه كمحطة غيّر القطار مساره عنها لسبب مجهول، فهجرت أو مجرى بدل النهر وجهته عنه و شق له مجرى جديد. ناشف مؤلم متشقّق مجراه القديم موحش مترع الذكريات والأحلام الخائبة والغوارق والأشجار المحدبة والأعشاب اليابسة تلفه هبات العطش والجفاف ويعم أجواءه الغبار المتطاير ... خشبية سبابته علامة الدليل ووسيلة التوصيل وإشارة التوحيد وعند البعض لازمة التشهد ذلك الخط وإنْ كان إفتراضيًا يسكنه الوهج النائم والضجيج المستوفز وهو في سكينة الاندهاش والذهول وكأنَّ على رأسه الطير في حومة الهجران مكان مكين للخواء والحيرة ، فالمهجور لا سبيل إلى أنْ يعود إلى اكتظاظ الناس فيه إلا بتحول النوايا والغايات وذلك بعيد وليس بالمتناول وليس من المقبول القول فيه...
يقول "ميشيل فوكو": "إنّنا نعرف طبعًا في مجتمع كمجتمعنا إجراءات الاستبعاد. وأكثر هذه الإجراءات بداهة. وأكثرها تداوًلا كذلك هي المنع .إنّنا نعرف جيدًا أنّه ليس لدينا الحق في أنْ نقول، كل شئ وإنّنا لايمكن أنْ نتحدث عن كل شئ في كل ظرف ونعرف أخيرا إنَّ لا أحد يمكنه أنْ يتحدث عن أي شئ كان.هناك الموضوع الذي لايجوز الحديث عنه وهناك الطقوس الخاصة بكل طرف وحق الإمتياز أوالخصوصية الممنوحة للذات المتحدثة تلك هي لعبة الأنواع الثلاثة من إجراءات المنع، ما دام الخطاب وقد أوضح لنا التحليل النفسي ذلك ليسقط ما يظهر أو يخفى الرغبة لكنه أيضًا هو موضوع الرغبة" تضمين "فوكو" لا يعني مواكبة فكرة أو الإيمان بما يقول، ولكن حتى من العدو نتعلم ومن المجنون أنْ نأخذ حكما،" التوحيدي" يقول: "طريقة المتكلمين مؤسسة على مكايلة اللفظ باللفظ وموازنة الشئ بالشئ أما بالشهادة من العقل مدخولة، وأما بغير شهادة منه البته. والاعتماد على ما سبق إلى الحس ويحكم به العيان، أوعلى ما يسنح به الخاطر الإلف والعادة والمنشأ والوهم وسائل الأعراض التي يطول إحصاؤها ويشق الإتيان بها"…
فتشربهُ الأسئلة
تطوفه شقشقاتُ التِّيه
كلّما طرقَ بابَ الذّكرى
أتاهُ عَويل الحروف
فتنكسرُ تباريحُ المساء
……………………على جدران النهاية
تحزنه الإجابات لكنه لا يجازف و يطرقها أو يعرضها في كبته وعناه فيتحول إلى سقاء لأاسئلة التي ردها. إنه الانقلاب الكبتي وكيما لا تلوح الخيبة عليه يترك نفسه ترتوي تخشباته بالاستفهامات قد يعلم أو لا إنَّ ذلك ليس تحصينا و ذلك هو الدواء الشافي ومصل اللقاح إنّه سيطفو ما هو خشبي وستظهر علامات الاستغراب والدهشات والذهول جلية سافرة ،فيطوف نواحيه عطشًا مستكينًا لحملة التيه بكل ما فيه من ظمأ وتمزق ما عاد على سطح الإهاب بل توغل إلى الأعماق السحيقة للنفس متوغلا عبر أحراش الأحشاء إلى حيث مكامن الطوية حيث الصمت كدائرة مصمته وحيث الروح في قنوت التضرع ...
وجده يستهلكه النصب والنشف ووجع غربة روحه ووحدته في صومعة عزلته وسط العالم الحي المحيط، أنه التوحد دافعه للولوج عبر الزمان لا ستشراف الغد بأفقه المهجور ...يهجر الهيولى الآن ويؤوب إلى الأمس القريب والبعيد أنه الاسترجاع و"الفلاش باك". "مُكْره أخاك لا بطل" بتهدج عويل الحروف المجروحة وهي تنزف الدم وعواء القروح التي لا شفاء لها يطلق صرخات في الهو ليحطم الواح زجاج الصمت في داخله ، فالأمس مات وخلف وراءه الدمامل والشروخ والأوجاع ،إنها سنة الزمن وسولة الدهر وفعل الأجل لا يعود النوم بمقدور حامل الرسالة والشاعر وقاطن المجرى القديم ربتما سحابة ماطرة تمر ذلك ما يدور في خلد الجميع... أو أنْ تتحطم ألواح الزجاج المعتم يدخل النور في ذروة الليل فالقمر لازال منيرا لا يعود المساء صموتا ولا السكوت مطبقا ،بل أنّ الأنين يتكسر في الصدور ويتقلب القلب على جمر الحيرة والندم والترقب والذهول ...التلظي قاس وشريط يمرق على عجل من حوادث وأحداث هو العمر يجري ...هناك من رحل وهناك من أختفت أثاره وهناك الضبابي وكما قال" عبد الوهاب البياتي":
هناك "من خان "
آه ثم اآه كيف يحل المساء إذا؟
ليس زمن المدام هذا ولا زمن المنادمة ولا زمن الأمل، إنُه الانتظار لمن لم يات و لا يأتي قط. .إنّه خط الانتهاء إنْْ يقبل أو لا يقبل هذا المساء المقيم له موعدًا معنا لن يترك جيوبنا وأعناقنا وهوانا والنسيم العليل. كل هجير كل أغتراب وألم وذكريات عساها مع الأمس تموت. ولكن أنى لما في العقل والوجد أنْ ينس ليس الحنين ولا الشوق ولا حتى الهوى المكتوم، أنّه لا بديل له فالغد المهجور واليوم المهدور. أين نفر سوى للأمس وإنْ كنا نعلم يقينا أنّه الختام. جدار اليقين من الباطون نضرب به جماجمنا، يقول" الغزالي": في "المنقذ من الضلال"فقد علمت يقينا إنّهم أرباب الأ صحاب والأقوال، وإنّ ما يمكن تحصيله بطريق العلم فقد حصلته… ولم يبق إلا ما لا سبيل إليه بالتعليم، بل بالذوق والسلوك. وكان قد حصل معي من العلوم التي مارستها والمسالك التي سلكتها، في التفتيش عن صنفي العلوم الشرعية والعقلية، إيمان يقيني بالله تعالى والنبوة، واليوم الآخر...
أتره أجابك: الغزالي" يا" عنوز"…
لا نرى، إنّك لا تعرف ذلك فقد بلغته ولكن ما يجري أشد وطئة وأشق على الجواب فرحت تسيح لتشربك الأسئلة كيلا تشربها خنوعًا مقنعا. ليس النكوص ولا الإذعان ولكنه أحد أدوات الدفاع له توصيف وآليات ومدى ،إنْ تجاوزته حتى وإنْ كنت شاعرًا تخرج من دائرة الطبيعي فتحرى الانضباط وستمد كفيك وإنْ تخشبت وستخدش دواخلك فأولجها في أحشاء الروح والنفس لتخرجها من العتمة المسائية و أرجمها جمرات من أنفاس الجوى على شيطان الجدار الذي ليس لك سواه....
هو يُمعنُ النّظر البليد مشدوهاً..
……..عند نافذة خرساء هرب عنها الوقت
أزاح صدأ التغرّب
رتّل أيقونة الوداع
آه…يالهذا السرّ الذي يتهجّاه الرحيل
ماأطول الدرب؟!!
بل ما أقصر المُدّة؟!!!
ما الذي تنتظر ممن تخشب وأخرج ذاته وضربها بجدار المس وليس له الأفق ،إنّه في ذهول. أو هكذا تزعم ليبرر ما يعرف عجيب هو الكائن البشري؟ يكفر ما يرى ويعتم على ما يعرف ويدعي الذهول والدهشة. بل الأنكى أنْ يقول ،إنّه كليل البصر بليد لا يرى البعيد مابين يديه هو العشو إذن؟ وأين؟ عن ما يطل منه على الأمس ذلكم الذي بلا زجاج وتتمعشق بالهلل وخيوط العناكب بل بالخفافيش. قد فر الزمان ولا في ساعاتها منزع لتعود لها الحياة. الوقت فات بل طرد نفسه وهجر الشبابيك تعاني بنفسها مصيرها وهو الهلاك والوحدة وعواسج الإبتلاء الحرماني. يجلو خضرة النحاس وحمرة الحديد ويدعك. أليس به خشونة الخشب؟ إذًا يمكن له أنْ يرفع الصدأ الذي خلفته الغربة في الروح. وراح في تطويح يرقص درويشًا مجذوبا أو يمامة مذبوحة. يردد أيقونته الأثيرة منقوشة فجوة خلفها في جوفه وهو يمد يديه يستخرج روحه وهو ما يضمر وهو سره اليقين بوجه أخر فياله من حرباء ذلك اليقين؟ كلما عرفناه ضاع بين أشجار غابة الوجود يقول "الفاربي": في "فصوص الحكم" "واجب الوجود بذاته لا جنس له ولا فصل ولا نوع له ولا ند له. واجب الوجود لا مقوم له ولا موضوع له ولا عوارض ولا ليس له فهو صراح فهو ظاهر واجب الوجود مبدأ كل فيض وهو ظاهر عن ذاته فله الكل من حيث لا كثر فيه فهو من حيث هو ظاهر فهو بعد ذاته ويتحد الكل بالنسبة إلى ذاته فهو الكل في وحده فهو الحق" ...
يقول" السراج الطوسي": في "اللمع " "اليقين أصل جميع الأحوال، وإليه تنتهي الأصول، وهو أخر الأحوال وباطن جميع الأصول. وجميع الأحوال ظاهر اليقين، ونهاية اليقين: تحقيق التصديق بأزالة كل شك، الاستبشار…"وهو ما عرفه بحدسه وشاهده بالبصيرة أنه الملحمة الذي تلخص مسيرة عمر وعمر مسيرة معلم على امتداد المدى على الجانبين من الطريق أنْ كان الذي يطرقه ضريرا سيلمسه نتوءات وتعاريج وتغضنات وتجاعيد وأشجار يابسة ونخلات متحدبة وأثر للأنهار المندرسة وتشققات تحشر الأقدام فيها. من بلا حس تراه لا يحسها ويراها ويعرف معالم الطريق عش كأنك أبدًا ستعيش ولا تنسى أنّك قد تذهب إلى الأفق الذي تخاف على حين غرة تغيب قالها الرجل الحكيم الذي ما إنْ نزلت على يافوخة جارحة الخارجي حتى صاح فزت ورب الكعبة. تروه وعث وشاق وطويل دربكم ولكنه مجرد رمشة عين أو أقل من عمر المصير الكوني الذي أنت فيه. ولا أحد منكم يعلم كم سيقطع من الطريق وحتى لو استغرق مديد من السنين هي ذاتها النهاية وكأن لا شئ من مات اليوم أو حين الولادة في حساب المصير واحد يقول "الفارابي ""إذا عرفت أوًلا الحق عرفت ما ليس بحق. وإذا عرفت الباطل أوًلا عرفت الباطل ولم تعرف الحق على ما هو حقه.
فأنظر إلى الحق فأنك لا تحب الأفلين، بل وتوجه بوجهك إلى وجه من لا وجه ومن لا يبقى إلا وجهه …" تروه بعيدًا ممتدا وتشاهدون المدى ناءٍ ولكن الزمن تهويمة تلك من أسراره وقد عرفها بالعرفان شاعرنا"العنوز"
………………………………………………………………لتنام سرمدّياً….
……………………………………………………………وهم نيام يرقصون

ما المصير؟ والنهاية؟ هل هو ذلك الأفق المهجور إذا هو الثبور حيث كم من سبقك واليوم تدوسهم .أديم تنام في خشبتك يقول "ابن سينا "في "إشاراته": إذا كان العارف لا يخشى الموت، فهو شجاع، وإذا كان لا يجب الباطل، فهو جواد، وإذا كانت نفسه أكبر من أنْ تجرحها ذات بشر، فهو صفاح للذنوب. وإذا كان بذكر الحق دوما، فهو إذن ينسى الأحقاد، وغافل عنها…"ما أخذت؟ ما خلفت؟ ذكر حسن وجراية كتاب أو قصيدة أو احتفرت نهرا أنت أنت ما أخذت؟ مترًامن الأرض وكومة تراب أهيلت عليك والظلام سرمدي الخلوص حتى تغوص وترهص في الغوص وتعود ترابا، ولكن هناك من يرقص في أفيونه وفي جذب كاذب كالخلب لا يمطر ولا يغيث سوى رعد يصم الأذان وبرق يعمي الأبصار والبصائر. يقول" ابن رشد": في" تلخيص البرهان " إنّنا نعلم الشئ علمًا حقيقيًا متى علمناه لا لأمر عارض على نحو ما يفعل السوفسطائيون بل متى علمناه بالعلة الموجبة لوجوده وعلمنا أنه علته وأنه لايمكن أنْ يوجد دون تلك العلة ..." ويعود ليقول، في "تهافت التهافت ":"ليس العقل شيئًا أكثرمن إدراك الموجودات لأسبابها، وبه يفترق عن سائر القوى المدركة. فمن رفع الأسباب فقد رفع العقل وصناعة المنطق تضع وضعًا أنْ ها هنا أسبابًا ومسببات، لا تكون على التمام إلا بمعرفة أسبابها…" إنّهم نيام يرقصون إنّهم أموات إنْ كان تحت التراب هم فوق الأديم يسدرون في الوهم ما مات من خلف ما يذكر به بعد موته. ليس بالهباء ليس الله الذي عنده لاتضيع الودائع هو هو المصير نفس المصير خلف المدى ذاك الكئيب الخرب الركام وكل من فيه مضطجع نائم إلى حين أن يمسى الأديم وذاك من عرفان الشاعر الذي يلخصه "ابن سينا" في "إشاراته" بالقول: العرفان مبتدئ: تفريق ونفض وترك ورفض. ممعن في جمع، هو جمع صفات الحق، للذات المريدة بالصدق، منته إلى الواحد. ثم الوقوف…"
يقول المتلمس:
إِنَّ الحَبيبَةَ حُبُّها لَم يَنفَدِ
وَاليَأسُ يُسلي لَو سَلَوتَ أَخادَدِ
إنَّ العِراقَ وَأَهلَهُ كانُوا الهَوى
فَإِذا نَأى بي وُدُّهُم فَليَبعُدِ
ويقول، في بردته" كعب":
وَقَالَ كُلُّ خَلِيلٍ كُنْتُ آمُلُهُ
لاَ أُلْفِيَنَّكَ إِنِّي عَنْكَ مَشْغُولُ
فَقُلْتُ خَلُّوا سَبيلِي لاَ أَبَا لَكُمُ
فَكُلُّ مَا قَدَّرَ الرَّحْمنُ مَفْعُولُ
كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلاَمَتُهُ
يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ
أبو الشيص الخزاعي يقول :
وَمَن يَكُن الغُراب لَهُ دَليلا
ًفَناووسَ المجوس لَهُ مَصيرُ
تلكم كانت سياحة استطلاعية، عسى أنْ يتيح الزمان لنا متسعا، كيما نواصل السياحة في منجز" شلال عنوز" استبصاريًا، لنكشف كنه عوالم حرفه وبياضاته في جولة أخرى ونعد أنْ تتخللها دراسة عميقة عن الشعر والنص الشعري وقصيدة النثر ب /ف ...



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما تفعل الريح بمحب ليلى قراءة في-الوصول إلى ليلى- لشلال عنوز
- العنونة و المدخل لرفض الظلام الديني في نص -لا نريد دينًا لا ...
- كشف -تجليات في ممرات الانتظار- لشلال عنوز
- كيف نتعلم الإصغاء لصوت الله من التمعن في نص لشباب عنوز
- الطيران وقوفا إضاءة على نص شلال عنوز -هل جربت امتطاء الريح -
- تموز كان أولا،قراءة في نص شلال عنوز -لاشيء سوى تمُّوز-
- محاولة لفهم تجليات صباح العراق في نص شلال عنوز - عندما يشربن ...
- استجلاء تأويلي لنص شلال عنوز - تجليات طريق منحدر-
- وقفة تأمل مع زرقاء شلال عنوز
- درس الاستعارة في المجاز والفهم والتأويل لمعالجة نصوص شلال عن ...
- توطئة /-نصوص- شلال عنوز:على طاولة النقدُْ-
- -شلال عنوز وأردان العبق الثقافي النجفي-
- -مُقَدِّمة عَامة عن النقد وتوقف عند مَفْهوم النَّصّ - ًَّّّْ ...
- النجف ليست مقبرة،بل دار الشعر والسلام
- عَشِيَّةٌ وَرْدَةٌ،  وإذْ زَرْبِيَّةُ بينيلوبي تَفَقَّأَت * ...
- *إكليلٌ من بَثِّ -القَلْب المُنْكسِر-*
- قراءة فنية في نصوص نقدية ( الأفياء نخلة والأريج عنبر) الأستا ...
- وَجْد
- خائن
- هامش عن الايديولوجيا


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - إذ يهجر الناس أفقهم ،يكون حينها ضياعهم مقاصد نص -أفق مهجور - لشلال عنوز