أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد علي الماوي - خريف العاصفة لا خريف الهدوء(الشعلة اوت 1974)















المزيد.....

خريف العاصفة لا خريف الهدوء(الشعلة اوت 1974)


محمد علي الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7374 - 2022 / 9 / 17 - 02:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


خريف العاصفة لا خريف الهدوء
تقديم: نظرا لطول النص سنكتفي ببعض الملاحظات: مرت 48 سنة على كتابة هذا النص (خريف العاصفة لا خريف الهدوء في جريدة الشعلة) ولازالت الحركة الشيوعية عامة تعاني من التشرذم ولم تبلغ مستوى الوحدة لعدة اسباب نذكر منها الى جانب ما ورد في النص ما يلي: -1- تمكن الامبريالية والعملاء المحليين بفضل هامش المناورة من احتواء الغضب الشعبي وترويض العديد من الاطراف السياسية بما في ذلك كل الاطراف القانونية الملتحفة بجبة الشيوعية او الم الل او الوطنية الديمقراطية -2- ارتداد العديد من رفاق الامس وانخراطهم في سياسة الوفاق الطبقي والتحاقهم بالتنظيمات الانتهازية التي طالما ناضلوا ضدها سابقا هذا الى جانب استقالة البعض للتقدم في السن او بفعل الاحباط .3- تمكن الانظمة الرجعية من التأقلم مع الانتفاضات الشعبية ونجاحها في عزل الشيوعيين الماويين خاصة من خلال تواجد البوليس في بعض الاطراف التي تدعي الانتماء الى الشيوعية وهي اطراف انتهازية معادية للوطن والشعب لعبت دور تخريب التنظيمات من الداخل وتصدت لكل محاولات الوحدة من خلال افتعال الفتن وبث الاكاذيب وتشويه الشيوعيين الماويين خاصة واتهامهم بكل التهم المجانية والتي يعتمدها الخصوم لمزيد عزل المناضلين الثوريين في الممارسة العملية اليومية.
4- اما السبب الاساسي والرئيسي يتمثل في ضعف التنظيمات الشيوعية اذ بفعل هيمنة العنصر البرجوازي الصغير وتذبذب الخط السياسي لم تنجح هذه التنظيمات في خلق كوادر عمالية شيوعية ولم تساهم في ايجاد تحالف العمال والفلاحين على ارض الواقع هذا فضلا عن مستوى تطور الصراع الطبقي ومحدودية تجربة الحركة الشعبية في مواجهة العدو الطبقي وهي تجربة لم تتأثر بما فيه الكفاية ببرنامج الثورة الوطنية الديمقراطية.
خريف العاصفة لا خريف الهدوء
ان الوضع كما رأينا مشحون بالتناقضات ويتطور نحو مزيد من احتدادها واتساعها ومن الطبيعي اذا ان يكون فصل الخريف عاصفا وليس من مصلحة الطبقة العاملة والقوى الشعبية ان يكون "هادئا" لان الهدوء المفروض برشاش البوليس لا يخدم إلا مصالح الرجعية الحاكمة .
وفي مواجهة هذا الوضع نحدد مهمتين اساسيتين ومهمة ظرفية مع ضرورة التوضيح ان المهمة الظرفية لا يجب ان تتم على حساب مهماتنا الاساسية .
المهمة الظرفية: العمل على اقصاء الفئة الدستورية الحاكمة
من المعروف ان الحكم الدستوري يمر في المرحلة الراهنة بحالة تقلص ناتج عن تأزم الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتصاعد المد الجماهيري على جميع المستويات وافتضاح كل الالاعيب البورقيبية كما ان العديد من شرائح هذا الحكم وفئاته السياسية عزلت او تساقطت بينما برزت الشريحة الاكثر رجعية ولجأت هذه الفئة الى الديكتاتورية البوليسية لمجابهة النضال الجماهيري وحفظ مصالحها الطبقية ومصالح الامبريالية الموالية لها.
لكن نظرا لكون البيروقراطية البوليسية مازالت ضعيفة البنية فان الرجعية الحاكمة حاولت تغطيتها بغطاء "ايديولوجي" وواصلت خرافة "المجاهد الاكبر محرر الامة وحزب الامة العتيد".
اتضح اليوم ان هذا الشكل من الحكم المخضرم (قمع وديماغوجية ابوية) لا يمكن ان يصمد في مواجهة تطور الاحداث وأصبح طبيعيا ان ينتهي ويفرز احتمالات للتطورات القادمة - اما ان يتحرك الجيش "لوضع حد للأزمة مثلما حدث ذلك في عدة بلدان اخرى وبما ان وضع الجيش معقد وتتجاذبه تيارات سياسية مختلفة فانه من الصعب ان نحدد منذ الان الاتجاه الرئيسي الذي يميّز هذا التحرك ونرى ايضا ان حظوظ هذا الاحتمال مازالت ضئيلة نظرا لسيطرة حزب الدستور على الجيش ولضعف البيروقراطية العسكرية .
واما ان تضطر الفئة الحاكمة حاليا الى التقهقر لتفسح المجال امام فئة اخرى(...) ونحن نعلم ان الطبيعة الطبقية للنظام الحاكم لا تتغير بمجرد تغير فئة من فئاته وان مصلحة الطبقة العاملة والجماهير الغفيرة لا تتحقق الا بالثورة الشعبية الا اننا لا نجهل ان التصدي بكل حزم للفئة البورقيبية الحاكمة من اجل اجبارها على التقهقر يمثل عاملا ايجابيا ويفتح امام جميع القوى الوطنية الديمقراطية افاقا جديدة نحو تطور العمل الثوري وتصعيده.
ومن البديهي اذن ان نشهر في كل مكان ولدى جميع الاوساط الشعبية بالمناورة التي تهيئ لها بورقيبة وعصابته والتي تتمثل في دوسهم للشرعية الدستورية لانها اصبحت تضايقهم وان ننادي بتطبيق البند 40 من الدستور الذي ينص على ما يلي:"ان رئيس الجمهورية لا يترشح اكثر من 3 مرات متتالية" وان نربط هذه المطالبة بتوفير الحريات العامة وخاصة:1-اطلاق سراح كل المساجين السياسيين في اقرب الاجال وبدون قيد ولا شرط.
2-تطبيق البند 8 من الدستور الذي يقر مبدأ الحريات العامة والغاء الامر الجائر الذي يبطل مفعوله والذي صدر بتاريخ 7نوفمبر 1959 لان هذا الامر ينفي الشرعية الدستورية.-3-تكوين مجلس اعلى لمراقبة الشرعية الدستورية-
4-الغاء القانون 109 من المجلة الانتخابية لتمكين كل المواطنين من تقديم ترشحهم الى "مجلس الامة" اذا رغبوا في ذلك -5- الغاء كل القوانين والتشريعات التي تنفي حرية الصحافة والتظاهر والاضراب والتنظيم .6- انهاء حالة الحصار المفروضة على الجامعة وتمكين الطلاب والاساتذة والباحثين من حرية التعبير والصحافة الجامعية والتنظيم المستقل.

مهماتنا الاساسية : تطوير العمل الشيوعي- خلق الكوادر العمالية – اتقان اساليب العمل
ان الهدف النهائي للطبقة العاملة وممثليها المباشرين الماركسيين اللينينيين هو انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية في تونس كمرحلة اولى نحو تحقيق الاشتراكية فالشيوعية وانجاز هذا الهدف يتطلب اعداد الاداة الثورية اي الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني وعقد تحالفات بين العمال والفلاحين كقاعدة اساسية لبناء جبهة وطنية ديمقراطية تضم البرجوازية الصغيرة وبقية الشرائح الوطنية بقيادة هذا الحزب والعمل بمبدأ العنف الثوري الذي يجب ان تمارسه الجماهير في مواجهة العنف الامبريالي- الرجعي المستعمل ضدها وربط الصلة ببقية الفصائل الثورية في الوطن العربي من اجل انجاز مهام الوحدة العربية في مواجهة الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية وربط هذا النضال التونسي والعربي بنضال كافة قوى التحرر والاشتراكية في العالم وعل رأسها جمهورية الصين الشعبية وجمهورية البانيا الشعبية ومحاربة التحريفية المعاصرة وعلى راسها الاشتراكية الامبريالية السوفياتية حصن الثورة المضادة في هذا العصر.
هذه هي اهدافنا ومبادؤنا واسسنا النظرية نطرحها بكل وضوح حتى لا يقع اي لبس في علاقاتنا مع بقية الاطراف التي تطرح نفسها ماركسية لينينية ومع كل القوى المعادية للحكم البورقيبي واذا كان هناك من يميل الى التهادن في حق هذه الاسس والمبادئ رغم ادعائه الانتماء الى الم الل ويملا الدنيا ضجيجا حول"جمودنا العقائدي وتطرفنا و... و..."فاننا نقول له هذه طريقنا وهذه طريقك ولاشيء يجمعنا فهناك مذهب ماركسي لينيني واحد اسسه ماركس انجلس وطوره لينين وستالين وماو تسي تونغ وقد اثبت هذا المذهب العلمي صحته وحيويته وانسجامه مع الاوضاع الخاصة بكل بلد كما اثبت تحدّيه المطلق لكل التيارات الانتهازية يمينها ويسارها فحاربها محاربة عنيفة وانتصر عليها وعلى هذا الاساس تمكنت الم الل من الانصهار في الطبقة العاملة ووعتها بمسؤوليتها التاريخية ودورها القيادي.
ونحن اليوم نمر بمرحلة نشوء الم الل وانتشارها لدى اوساط واسعة من الشباب المثقف الجامعي والمدرسي وبدا التحامها بالعناصر العمالية المتقدمة الا ان التوجه نحو العمال لم يكتس بعد صبغة رئيسية اذ مازال يغلب على الحركة التشرذم والانحصار في بوتقة الاوساط المثقفة وهذا ضعف كبير اصبح من الاكيد التفطن له والعمل على تداركه بكل حزم لان مسالة انتصار الفكر الشيوعي الم الل مرتبطة بانصهاره في قاعدته الاجتماعية.
ان هذه الناحية ذات اهمية مصيرية لا تقبل التهاون والحلول المجزأة اذ لم يعد مسموح ان نعلن ان الم الل هي ايديولوجية الطبقة العاملة بينما نسخر كل طاقاتنا في اوساط الشبيبة وهذا لا يعني بطبيعة الحال اهمال اوساط الشبيبة فمع ضرورة التواجد في هذا الميدان بصفة ثانوية يجب ان يكتسي توجهنا نحو العمال طابعا رئيسيا وذلك من اجل تكوين الكوادر العمالية المتشبعة بالفكر الشيوعي الم الل والقادرة على تحمل المسؤوليات النضالية تحملا كاملا.وفي سبيل تحقيق المهمات الرئيسية المذكورة يجب ان يخضع عملنا للقوانين والمستلزمات التالية:
1-ان الطبقة العاملة بجميع فئاتها (عمال السكك الحديدية –النقل - ألموانئ المناجم-الصناعات المختلفة –البلديات -الفلاحة) لها مصلحة في الثورة في مرحلتيها الا ان كل فئات الطبقة العاملة ليست في نفس المستوى من حيث القدرة النضالية والاستعداد لكسب الوعي الم الل ومن الضروري ان يكون توجهنا في هذا الظرف نحو عمال السكك الحديدية والنقل والمناجم والموانئ باعتبارهم الشريحة الاكثر تقدما وخبرة في النضال والاقرب الى الوعي الشيوعي الم الل.
2-تطبيق السرية المطلقة في العمل ومقاومة الليبرالية والتهور البرجوازي الصغير اذ هناك الكثير من "ابطال الثورة"يتصورون ان توخي السرية في العمل يعد من قبيل الجبن ولا يفهمون ان "بطولتهم" الموهومة هي اكبر ظاهرة من ظواهر الجبن لانها تعبر عن عجزهم وتخوفهم من مستلزمات العمل الثوري وهم لا يدركون ان المسألة ليست متعلقة بشخص وإنما بمصالح الطبقة العاملة وجميع الجماهير الشعبية في مواجهة عدو طبقي شرس لا يضيع فرصة واحدة لعزل الثوريين من قاعدتهم الاجتماعية وضربهم بكل وحشية ولا ادل على ذلك من المحاكمات التعسفية الاخيرة وليس لنا سلاح ضده الا الالتحام بالجماهير العمالية والشعبية مع تطبيق السرية في العمل(كالسمكة في الماء) للحفاظ على استمرارية النضال ومناعة الهياكل التنظيمية مهما تصاعد القمع ومهما تعددت المناورات الدستورية ولتوفير هذه الشروط يجب الاعتماد على نوعية المناضلين وتصعيد التثقيف الايديولوجي حتى يحصل لكل المناضلين الثوريين فهم علمي ودقيق لمستلزمات العمل الثوري.
3- السرية في العمل لا تعني الجمود والعقم والانزواء في برج عاجي ولا تنفي تصعيد العمل الجماهيري وتنويعه وتعميمه على نطاقات واسعة. فالسرية ترتبط جدليا بالعمل العلني وشبه العلني على طريق التنظيمات والهيئات الشرعية وشبه الشرعة في الداخل وفي الهجرة
في الداخل: من الضروري ان يعمل الشيوعيون الم الل في اللجان الثقافية ونوادي السينما والمسرح وفي كل الاطر التي تجمع الشباب والعمال والفلاحين من اجل خلق تيار مناهض للحكم البورقيبي وبث الافكار الوطنية الديمقراطية مع
الاعتناء بالقرى والارياف من اجل الالتحام بالفلاحين ودراسة مشاكلهم ومطالبهم ومساعدتهم على التنظيم المستقل والوقوف الى جانب الطلبة لمساعدتهم على افتكاك نقابتهم وتقديم مشروع مضاد لمشروع "قيقة-الصياح" الذي يرمي الى حل الاتحاد العام لطلبة تونس وتعويضه بجمعيات ثقافية على مستوى الجامعات والى جانب هذه الاطر نطرح فكرة تشجيع المحامين التقدميين على تكوين هيئات محامين للمساهمة في التصدي لتعسف الحكم الدستوري ونقترح تكوين لجان مساندة الثورة الفلسطينية تكون مهامها عرض اشرطة عن نضال الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية المناضلة في عمان والخليج وجمع التبرعات وتجنيد المتطوعين لمناصرة المقاومة الفلسطينية ويمكن ان نعمل على خلق تيار شرعي يطالب بتكوين جمعية صداقة بين الشعب التونسي والشعب الصيني.
في الهجرة : هناك تنظيمات قائمة يجب العمل داخلها وتدعيمها =أ الفروع الطلابية المنبثقة عن حركة فيفري التي لها في الظرف الراهن مهمة رئيسية متمثلة في عقد ندوة الطلبة التونسيين بالخارج باعتبارها الحل الوحيد لجمع شتات اجزاء الحركة الطلابية في الخارج ولخلق اوضاع جديدة تمكن الحركة ككل من الانطلاق من اجل افتكاك حقوقها المشروعة.
ب- لجنة الدفاع عن ضحايا القمع مع ضرورة التدرج نحو تغيير جوهر هذه الهيئة وشكلها حتى تستجيب للمفاهيم السليمة للاعلام والدفاع.-ج}الاطر العمالية من اجل توسيع نطاقاتها وجعلها قادرة على دحر الدستوريين وودادياتهم وتحمل مسؤولية الدفاع عن حقوق العمال المهاجرين التونسيين وربط نضالهم بنضال بقية العمال العرب ونضال كافة العمال المهاجرين والفرنسيين في اطار وحدة الطبقة العاملة بفرنسا.
4- لقد ثبت بعد تجارب عديدة ان الكثير من المناضلين لا يدرك الفرق بين التنظيم الجماهيري والتنظيم الثوري ويعيد هنا وهناك نفس الطرق والشعارات كما يحلو للبعض الاخر ان يصبغ التنظيمات الجماهيرية بلون تنظيمه السياسي فيفرغها تماما من محتواها الجماهيري ويحولها الى حلقة ضيقة منكمشة على نفسها وتظهر فيها نفس الوجوه وتتكرر نفس النقاشات المضنية والنخبوية فتتبلور داخله علاقات عشائرية مركزة على القرابة والنزعة الجهوية والتحزب الخاطئ الذي لا صلة له بالنضال الجماهيري والثوري وقد اصبح من الاكيد ان نضع حدا لهذا الوضع السيئ وان يحصل لنا ادراك حقيقي لمستلزمات العمل الثوري ومستلزمات العمل الجماهيري فالعمل الثوري يمتاز بالسرية كأسلوب فرضه الوضع والاعتماد على نوعية المناضلين واتحادهم الايديولوجي والسياسي التام بينما يمتاز العمل الجماهيري بالشرعية-في حدود الامكان- والاعتماد على اوسع الجماهير مهما اختلفت معتقداتهم ومذاهبهم السياسية والعمل الثوري غايته افتكاك السلطة السياسية بينما غاية العمل الجماهيري الدفاع عن الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأوسع الفئات الشعبية ومن المحقق انه يلعب دور المدرسة التي يتدرب فيها الكوادر الثورية على الالتحام بالجماهير لتعليمها والتعلم منها.
5- في هذا الظرف الذي شهد تطور الحركة الم الل وبروز عوامل وحدة الم الل اصبح ضروريا نقد الانحرافات السائدة في صفوف الحركة الم الل حتى تتوفر لها القدرة على التفاعل مع الاحداث والتحكم فيها.
الانحراف الاول : التوفيقية وهو اتجاه يميني اهم مميزاته :1 نفي الدور القيادي للحركة الشيوعية العالمية وطرح شعار "دع عنك بيكين وموسكو" ويتجاهل اصحاب هذا التيار ان التناقض بين بيكين وموسكو اي التناقض بين الم الل الثورية والتحريفية المعاصرة تناقض حاد لا يحسم بالنقاش والاقناع وإنما بالعنف الثوري وانه لا مفر لأحد من تحديد موقف واضح منه ونحن متيقنون ان اصحاب هذا التيار التوفيقي لا يمكن لهم التمادي في الوضع المخضرم فإما ان يختاروا الم الل الثورية وإما ان يكشف القناع عن مناوراتهم الجبهوية.
2-قبول "حرية النزعة" والتعايش في تنظيم واحد مع اصحاب النظرة التروتسكية بينما نجد في تجربة الحركة الم الل العالمية ما يكفي للدلالة على ان الشيوعيين لا يقبلون "حرية النزعة" في التنظيم كما انهم يواجهون التروتسكية والتيارات المستوحاة منها مواجهة عدائية لا تهادن فيها.
ونعتقد ان اصحاب هذا الاتجاه التوفيقي هم ايضا مخيرون بين الم الل الثورية مع ما يطرحه هذا الاختيار من تحول ايديولوجي وتنظيمي وعملي والمفهوم الجبهوي الذي يسعى الى ارضاء كل الاهواء والتوفيق بين كل الاتجاهات.
الانحراف الثاني: "اليسارية"واهم مميزاتها ترويج نظرية "الثورة الاشتراكية" في المرحلة الراهنة- احتقار التيارات الوطنية الديمقراطية –بث خرافة استقلالية تونس عن بقية الوطن العربي واستعمال "الدارجة" في الكتابة كما لو كانت هناك "قومية تونسية"- الارادية والبطولة والتهور في مواجهة " الخصم الدستوري"والامبريالية وازدراء اساليب الوقاية اللازمة لسلامة التنظيم الثوري وافتعال ظروف موضوعية لفرض افكار ذاتية واستعمال البيروقراطية في العلاقات التنظيمية عوض عن النقد والنقد الذاتي والتوعية الايديولوجية.
ولقد قطع النضال ضد اليسارية خطوات هامة وحصل تطور ملموس لدى العديد من الرفاق الذين كانوا تحت هيمنة هذا التيار إلا ان هذا التطور بقي محدودا في بعض الاماكن بينما لاتزال اليسارية قوية في الداخل ولذلك يجب مواصلة نقدها حتى يحصل تطور متناسق لجميع اطراف الحركة. (الشعلة اوت 1974 –صفحة 33 الى صفحة 37)
النسخ: محمد علي الماوي



#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعلة عدد 6 ( ضد اطروحة -وطنية- النظام)
- افتتاحية الشعلة -افريل 1975
- الشعلة عدد ماي 1974(نظرة سريعة في مسألة حزب الطبقة العاملة)
- من اجل تدعيم التيار الجديد(من ارشيف حلقات الشعلة)
- شعب اوكرانيا بين مطرقة الاطلسي والسندان الروسي
- الاتحاد العام التونسي للشغل- مؤتمر 25 مؤتمر غير شرعي
- نداء الى الشعب -تنظموا -2
- نداء الى شعبنا المنتفض (ارشيف)
- لهيب الأسعار وتدهور المقدرة الشرائية
- حول تكتيك العمل النقابي(ارشيف)
- الصين سنة 1977 (ترجمة *)
- حول الاستراتيجيا والتكتيك (3 حلقات)
- التكتيك(1):أشكال النضال والتنظيم(الحلقة 3)
- استراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية وأشكال النضال والتنظيم
- أفغانستان: فشل السياسة الامريكية ومعزوفة الانتقال الديمقراطي ...
- عودة الى قضايا الاستراتيجيا والتكتيك
- -برنامج الحرية السياسية -برنامج إصلاحي
- الحزب والجبهة(مقتطف من البرنامج السياسي)
- الارتباط بالجماهير والصعوبات الحالية
- حتمية الانصهار للخروج من العزلة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد علي الماوي - خريف العاصفة لا خريف الهدوء(الشعلة اوت 1974)