الشعلة عدد 6 ( ضد اطروحة -وطنية- النظام)

محمد علي الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7367 - 2022 / 9 / 10 - 22:32
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    

الشعلة عدد 6 سنة 1976
الاحتراس من الوهم القاتل في خصوص بعض نواحي "وطنية" النظام المزعوم والعمل منذ الان على وضع اسس الجبهة الوطنية الديمقراطية
النظام البورقيبي في مجموعه رغم تناقضاته نظام رجعي وخادم الامبريالية
يجب علينا نحن الشيوعيين الم الل نعير مسألة التهيئة للحرب اهمية كبرى وان نرفع راية الدفاع عن الوطن والديمقراطية ضد الرجعية والاستعمار الجديد والامبريالية وضد الصهيونية.
ان النظام الدستوري بجميع شرائحه ورغم التناقضات القائمة في صلبه وهي انعكاس لتطور النضال الجماهيري وكتطور الصراع بين مختلف الامبرياليات نظام رجعي كمبرادوري.
فقيام النظام البورقيبي سنة 56 تم على اساس تحالف الجناح اليميني داخل حركة التحرر الوطني مع قوى الاستعمار الذي كان يرمي الى :
1-تأمين المصالح الاستعمارية الجوهرية التي تعهد بورقيبة بالمحافظة عليها
2-ضرب الجناح الوطني والتصدي لتصاعد الوعي الجماهيري
3-تفكيك الجبهة الوطنية المغربية التي كانت تحظى بمساندة وتأييد النظام المصري وتمكين فرنسا من توجيه كل قواها صوب الثورة الجزائرية والاستفراد بها -4-التصدي للمحاولات الامريكية الرامية الى بسط نفوذ الولايات المتحدة على المنطقة.
ولقد عمدت الطغمة البورقيبية الى المزيد من الانصهار في الطبقات الرجعية المرتبطة بالامبريالية ففي نهاية الامر (اي في فترة 56-60) هدفت السياسة البورقيبية الى خلق فئة جديدة من كبار ملاكي الاراضي ومن كبار البرجوازيين الكمبرادوريين اختارتهم من بين "قدماء المجاهدين" اي من بين "المناضلين الاوفياء" الذين تحصلوا على مساحات شاسعة من اراضي المعمرين(اراضي الفلاحين سابقا) وعلى رخص فتحت امامهم مجال التجارة والنقل العمومي والتوريد والتصدير.
وفي نفس الفترة نمت فئة البيروقراطية في ظل "بناء الدولة التونسية" وفي نفس الوقت ايضا هدفت السياسة البورقيبية الى التقريب الفئات الرجعية القديمة التي كانت تساند الاستعمار وبين الفئات التي نمت بعد معاهدة مارس 56 فتم التقارب المنشود بين "البلدية" و"البرانية".
ان هذه الطبيعة الطبقية الرجعية لم تتغير بصفة نوعية خلال العشرين سنة الماضية وعبر مختلف المراحل التي مر بها المجتمع التونسي وهي مرحلة الليبرالية (56-61 مرحلة التطور البيروقراطي-61-70 مرحلة التطور الليبرالي)
ومرحلة التطور الليبرالي المتهور منذ سنة 70. فالخاصيات التي تميز هذه المراحل تتمثل في تغيير ميزان القوى بين مختلف الشرائح الحاكمة كنتيجة لتطور موازين القوى داخل المجتمع وعلى النطاق العربي والدولي.
ان النظام البورقيبي بحكم اختياراته الكمبرادورية والمنساقة في ركب الامبريالية والهيمنة قد اصر طوال 20 سنة من الاستبداد عل مناهضة مصالح الوطن والشعب وجماهيره الكادحة بالاخص بل انه في الوقت الحاضر يزيد اكثر فاكثر من التبعية (بعض الارقام لاثبات تغلغل الامبريالية وتواجدها في العديد من القطاعات....)
هذه قائمة صغيرة جدا تثبت لجميع المناضلين ان قضية الدفاع عن الوطن ضد الامبريالية والهيمنة موكولة للشيوعيين الم الل والوطنيين الديمقراطيين تعرضنا لها في وقت بدأت تبرز فيه انحرافات من نوع جديد مفادها ان النظام الدستوري كلب حراسة المصالح الامبريالية بدأ يتدرج نحو "الوطنية".
يقدم بعضهم هذه المزاعم في الوقت التي تخطط فيه حكومة نويرة لرفع ديونها العالمية الى 7600 مليون بالنسبة لهذه السنة بعد ان كانت 2967 مليون سنة 69
(...) ان هذه المعطيات الضئيلة جدا ستأخذ حظها من التعمق في مرات قادمة وقصدنا من خلالها اثارة الانتباه الى الوهم القاتل الذي بدا يتسرب حول نواحي "وطنية" النظام المزعومة وهو وهم يبثه الانتهازيون اليمينيون اولائك الذين كانوا بالامس يصرخون ضد "الفاشية" في تونس.ان هذه التروتسكية بعينها التي لم تتغير منذ عهد لينين وستالين,ضجيج وعبارات "ثورجية" في الظاهر واستسلام ويمينية في الجوهر.
الشعلة عدد 6-نوفمبر 1976
النسخ: محمد علي الماوي

#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات