أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد علي الماوي - استراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية وأشكال النضال والتنظيم















المزيد.....

استراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية وأشكال النضال والتنظيم


محمد علي الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7000 - 2021 / 8 / 26 - 21:16
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لقد وقع تشويه استراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية التي وضعت لبناتها "الشعلة" بداية السبعينات كما وقع اختصار التكتيك في الطرق البرلمانية التي اعتمدتها اطراف وطد(وطني ديمقراطي) كأسلوب اساسي للنضال (الحزب الوطد الموحد-الحزب الوطد الاشتراكي-حزب العمل الوطد المندثر الى جانب حزب النهج "الشيوعي" وكل من امضى معه على البيانات الاخيرة الخ...)
تعتبر هذه الاحزاب الاصلاحية قضية التمسك بالتحليل المادي الجدلي للأوضاع وللتناقضات التي تحكم المجتمع ضربا من الانعزالية والدغمائية وحلما لا علاقة له بالواقع وتشنّ حملة شعواء بالاعتماد على العناصر البوليسية والانتهازية ضد كل من يتمسك ببرنامج الثورة الوطنية الديمقراطية وذلك لتغطية تنكّرها للطرح وتمرير تكتيكاتها المنخرطة في التحول السلمي ومعزوفة بناء حركة جماهيرية واسعة يقع استعمالها في الانتخابات.
ان مثل هذه التكتيكات وإستراتيجية الجمهورية المدنية لن تخلّص الشعب من الهيمنة الامبريالية والتخلف بل ستعمل على تأبيد واقع الاستعمار الجديد كما اثبتت التجربة ذلك.
الثورة الوطنية الديمقراطية (او الديمقراطية الجديدة)
ان واقع اشباه المستعمرات ومن ضمها تونس يبيّن دون لبس- وإن تطلب ذلك تحيين ألمعطيات-حتمية الثورة الوطنية الديمقراطية كحلّ جذري لطبيعة المرحلة وطبيعة المجتمع التي تفرض مثل هذا الحلّ ونذكر فيما يلي بما ورد في برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية المطروح للنقاش والتحيين منذ سنوات
"ألطابع شبه المستعمر فيبرز في:
- -سيطرة الاحتكارات الامبريالية على أهم دواليب الاقتصاد في الصناعة والزراعة ويلعب صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والمنظمة العالمية للتجارة دورا محددا في رسم الخطوط العامة لهذه السيطرة و تكبيل الأقطار بالديون و فتح الأبواب للرأسمال الامبريالي.
- عدم وجود صناعة وطنية قادرة على توفير وسائل الإنتاج وضمان الاستقلال الاقتصادي. فالامبريالية تعمد إلى التقسيم العالمي للعمل فتستأثر بالصناعات الثقيلة التي تصنع وسائل الإنتاج وتدفع الدول المستعمرة وشبه المستعمرة إلى الاكتفاء بتركيز الصناعات الخفيفة والاستهلاكية والملوثة مثل الصناعات الصغيرة التحويلية والتركيبية هذا بالإضافة إلى أن الجزء الهام من هذه الصناعات نفسها موجه لخدمة السوق الامبريالية.
- ضعف مساهمة الصناعة في الدخل الوطني وتطور قطاع الخدمات على حساب الصناعة المعملية.
- تشغيل الصناعة الغذائية والنسيجية نسبة هامة من العمال الصناعيين.
- تحويل الأقطار العربية إلى ملحق للسوق الامبريالية وضرب الحرف والصناعة الوطنية والإبقاء عليها ضعيفة للغاية غير قادرة على الصمود أمام المنافسة العالمية.
- نهب خيرات الوطن والمواد الأولية والإنتاج الزراعي من قبل القوى الامبريالية التي تتمتع بكل التسهيلات المقننة بواسطة العديد من قوانين الاستثمار النهابة الخادمة للامبريالية( النفط و الغاز والفسفاط والحديد والقطن والحبوب والتمور والقوارص...)
- تركيز المناطق الحرة و المؤسسات الاحتكارية المعفاة من الأداء.
-فرض تبادل تجاري غير عادل وعقد اتفاقيات شراكة متعددة وخادمة للامبريالية تكبل الأقطار بالديون وتثقل كاهل الطبقات الشعبية.
- استغلال اليد العاملة بأجور منخفضة جدا .
- فتح القواعد العسكرية لمختلف الامبرياليات بالوطن العربي و منحها التسهيلات العسكرية البرية و البحرية والجوية و تنظيم المناورات المشتركة معها.
- العمالة السياسية و العسكرية و الثقافية للامبريالية.
- التخطيط باعتماد كل الوسائل لإبقاء الهيمنة عن طريق النظم الكمبرادورية الإقطاعية لقمع الجماهير و حركات التحرر الوطني.
3) الطابع شبه الإقطاعي .
يرتبط الطابع شبه الإقطاعي بالطابع شبه المستعمر و يبرز ذلك من خلال:
- المحافظة على أشكال الاستغلال الإقطاعي في المدينة و الريف.
- تشتت الملكية وسيطرة الإنتاج الصغير المعد للاكتفاء الذاتي مقابل احتكار الملاكين الكبار للأراضي الواسعة والخصبة.
-عدم انفصال المنتجين الصغار عن وسائل الإنتاج وبالتالي عدم تطور عدد السكان الصناعيين على حساب السكان الزراعيين رغم ارتفاع نسبة الحضر في بعض الأقطار.
- حجم السكان المرتبطين بالريف و العاملين في الزراعة يتجاوز %50 في اغلب الأقطار.
- تخلف أدوات الإنتاج ومحدودية المكننة وضعف استعمال الأسمدة.
- تدهور الإنتاج والإنتاجية وعرقلة القوى المنتجة بسبب العلاقات الإقطاعية .
- سيطرة الفكر الديني الاسطوري في المدينة والريف وتشجيع الأحزاب الظلامية إلى جانب المظاهر العشائرية والطائفية والقبلية وانتشار الأمية و تفشي الأمراض الاجتماعية.
- منع الجماهير الشعبية من ممارسة الحريات الديمقراطية كحق التعبير والنشر والتنظيم والتظاهر وحق الإضراب وفرض واقع الحصار العسكري والبوليسي.
- الاضطهاد المضاعف للمرأة فإلى جانب الاضطهاد الامبريالي تخضع المرأة إلى الاضطهاد الإقطاعي المقنن في العديد من التشريعات.
ثالثا : طبيعة الثورة : وطنية ديمقراطية.
1) التناقضان الأساسيان:
أ- التناقض بين الامبريالية وعملائها من جهة والأمة العربية المضطهدة من جهة ثانية.
ب- التناقض بين الفلاحين الفقراء وباقي الجماهير الشعبية الغفيرة من جهة وملاكي الأراضي الإقطاعيين المتحالفين مع الامبريالية من جهة ثانية.
يلعب التناقض الأول المتعلق رئيسيا بالمسالة الوطنية دورا هاما رغم علاقة التداخل الموجودة بين هذين التناقضين. فإذا لم يقع دحر الامبريالية يستحيل القضاء على الإقطاعية كما انه بدون النضال ضد مالكي الأراضي الكبار و بدون تجنيد جماهير الفلاحين بقيادة حزب الطبقة العاملة لا يمكن وضع حد للسيطرة الامبريالية و لا يمكن أن يتم التحرر الوطني الديمقراطي"
يحوصل المقتطف اعلاه جوهر مفهوم شبه مستعمر-شبه قطاعي وهو مقتطف من برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية الذي وقع تنقيحه عدة مرات من قبل التنظيم الماركسي اللينيني والمنظمة الم الل والحركة الشيوعية الماوية وهو لازال مطروحا للنقاش والاثراء خاصة بعد كل ما حصل منذ انتفاضة ديسمبر 2010
ويعتبر هذا البرنامج نتاجا لتحقيقات ميدانية ودراسات نظرية شارك فيها العديد من المناضلين وهو يعكس جلّ الصراعات التي وقع خوضها منذ اواخر الستينات ضد التروتسكية والتحريفية آنذاك (الحزب "الشيوعي" التونسي والعامل التونسي)
ثم ضد اطروحات حزب العمال واتباعه والتيار التصفوي وضد الشرعوية والنقابوية المتقمصة جبة "الوطني الديمقراطي"
تحدد اذا طبيعة المجتمع طبيعة الثورة ومرحلة التحرر الوطني الديمقراطية والمهام الموضوعية المطروحة على القوى الثورية عامة المدعوة الى ايجاد اشكال النضال والتنظيم الملائمة للسير في طريق الثورة وفضح كل التيارات الانتهازية التي تنظر للانتقال الديمقراطي السلمي ولا ترى ان التناقضات التي تحكم المرحلة هي تناقضات عدائية لا يمكن حسمها من خلال اصلاح النظام الفاسد من الداخل والتطبيع مع العملاء وكلاء الامبريالية بل المفروض عزل لنظام وإضعافه ثم التخلص منه نهائيا تطبيقا لشعار الانتفاضة"الشعب يريد اسقاط النظام"
ان الاهتداء الى استراتيجيا صحيحة إن صحّ التعبير من خلال دراسة الاوضاع المادية لا يعني البتة ان الثورة على الابواب لان الامر يتعلق بموازين قوى تحكم حركة الصراع الطبقي والنضال الوطني في علاقة بالوضع العربي والاقليمي والعالمي فقد تمكنت الامبريالية مثلا من اجهاض الثورة في البيرو وتفكيك الحزب الشيوعي بالاعتماد على القمع والاختراق وترويض البعض كما تمكنت من احتواء الحزب الشيوعي النيبالي المسيطر آنذاك على ما يقارب 80 بالمائة من الاراضي وجرّ براشندى الى سياسة التحول السلمي والمشاركة في انتخابات تتحكم فيها الرجعية .
لذلك الى جانب وجود استراتيجيا واضحة لابد من صياغة تكتيكات صائبة طوال مرحلة التحرر وفق مد وجزر الحركة الشعبية وهي مسالة معقدة تتطلب اولا وجود قوى ثورية منظمة احسن تنظيما وحركة شعبية عالية التجربة في مواجهة السلطة العميلة وتكتيك يخدم الاهداف الاستراتيجية ويعمل على اضعاف السلطة الحاكمة باستمرار وتأسيس سلطة شعبية مضادة ملتزمة بشعارات المرحلة وبالخط الاستراتيجي وما يتطلبه من اشكال كفاحية.
(3) يتبع : التكتيك او أشكال النضال والتنظيم
تونس 25 اوت 2021



#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفغانستان: فشل السياسة الامريكية ومعزوفة الانتقال الديمقراطي ...
- عودة الى قضايا الاستراتيجيا والتكتيك
- -برنامج الحرية السياسية -برنامج إصلاحي
- الحزب والجبهة(مقتطف من البرنامج السياسي)
- الارتباط بالجماهير والصعوبات الحالية
- حتمية الانصهار للخروج من العزلة
- أسباب ضعف القوى الثورية(الجزء الثاني)
- الصراع الرجعي على السلطة واسباب ضعف القوى الثورية
- في نقد برنامج المنظمة -الشيوعية- الماوية
- المنظمة الشيوعية الماوية في مفترق الطرق:(اما الماوية او الار ...
- وحدة الشيوعيين بين المقول والممارسة (لدى منظمة الع -الش-)
- الموقف المتذبذب من الاسلام السياسي لدى منظمة الع -الش-
- الارث التصفوي لدي منظمة العمل -الشيوعي- تونس
- تونس- منظمة العمل الشيوعي: الاستراتيجيا الغائبة والتكتيك الخ ...
- تونس- منظمة العمل الشيوعي: دون استراتيجيا لايمكن للتكتيك ان ...
- المناشير والاستقرار النقابي
- المسيرة
- قضية -جريدة الشعب السرية-
- 1ماي وتصاعد الاحتجاجات- تونس-
- العمل التثقيفي في الخلايا


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد علي الماوي - استراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية وأشكال النضال والتنظيم