أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - لأننا لا نتألم بطريقة صحيحة















المزيد.....

لأننا لا نتألم بطريقة صحيحة


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 1689 - 2006 / 9 / 30 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


( وبينما كنتُ أحتضرُ
أنزف حتى الموت، كانوا يقولون
"لكن هذه قصيدة نثر،
هذا ليس شعراً، هذا نثر "
وهكذا متُّ أنا ) .
لويس دوديك
* * *
بالنسبة لي لا يوجد ( راهن ) ولا توجد ( مصر ) .. ربما ( الزمان ) و ( المكان ) ضروريان للعالم كقبضتين يضمن بهما نجاح علاقته الأزلية والخالدة بأعناق أبنائه .. لكنهما غير ضروريين للكتابة إلا للتعرف على كونهما ليسا مجرد ( زمان ) و ( مكان ) .. الكتابة احتواء و تجاوز لهما وتحرر منهما .. الكتابة استيعاب وتحرك ضدهما .. الراهن جدل والكتابة لا علاقة لها بالجغرافيا الرسمية والشرط القومي إلا في أسوأ وأضعف لحظات حياتها .. الراهن لا يمكن اختزاله في طبيعة تنظيرية مثبتة من التحديدات الوصفية لأنه ببساطة حالة متشابكة ومراوغة من الهدم المتواصل والبناء المتواصل كما أن قضايا وهموم ما يسمى بـ ( الوطن ) ليست أسبابا مباشرة لأرق الكتابة .. الراهن تساؤل معقد دائم واختبار متواصل كما أن الفساد السياسي والاقتصادي ليس أكثر من مظهر سطحي للكارثة الحقيقية .
التجربة الشعرية الجديدة في مصر .. في تونس .. المغرب .. سوريا .. الإمارات .. الهند .. فرنسا .. البرازيل ... التجربة الشعرية الجديدة في أي مكان له حدود تعمل على ضبط الأكسجين تواصل عملها داخل المساحة الملغزة التي خلفتها نتائج التجربة التاريخية التي عاشت على وهم الأيدولوجيا والقضايا الكبرى والتي كانت في مجملها تحققا لفكرة الصراع مع الآخر والسعي الحتمي لتفعيل أدوار القيم الاستهلاكية والنفعية .. نتائج الطموح العدائي للسيطرة بقوة الخديعة المتمثلة في المباديء المثالية للمعتقدات البراقة الزائفة .. نتائج الترويج المجاني للحلول الاستعمارية تحت عباءة التطور .
التجربة الشعرية الجديدة تواصل تفحص الخراب الذي أفرزته الطبيعة اللاانسانية لآليات القهر التاريخي .. اكتشاف الكابوس كما يحدث بالضبط بالتخلي عن القوانين الاستبدادية للخير والشر .. أصبحت المؤشر على مدى إمكانية تقبل الحس الإنساني أن المصالحة خرافة كبرى وأن الإخفاق كان النتيجة الطبيعية للحلول الفاسدة التي تمت تربيتها وتمريرها طوال المراحل المتآمرة للتاريخ .
كقيمة جمالية تواصل ترسيخ المنجز الحقيقي لها المرتبط بتحرير مصطلحي ( قصيدة ) و ( نثر ) من التقاليد والقوانين والسمات والمفاهيم الشائعة التي التصقت بهما على مدار التاريخ وذلك سعيا وتركيزا باتجاه تحقيق وخلق فكرة ( الكتابة ) في حد ذاتها .
التجربة الشعرية الجديدة .. الحالة الضدية التي تفضح سذاجة عبارة ( راهن التجربة الشعرية في مصر ) بما أنها فعل استقلال .. ضد السفالة المجانية لمنطق القطيع .
كتابة الاحتفاء بالحياة والموت .. ضد الحياة والموت .
* * *
دائما أشعر أن أسوء وأسخف ما يمكن لكاتب ما أن يفعله هو أن يتحدث عن تجربته .. من السهل جدا أن تحاول بل وأن تنتج شيئا في هذا السياق لكن من السهل أيضا أن تعتبر ذلك خيانة لحقيقة ما خاصة بك .. لجوهر سري .. لطبيعة حميمة بداخلك .. بداخلك ككائن .. كنص .. من السهل أن تعتبر ذلك ترويضا وتدجينا وربما تغييبا لذاتك داخل حماقة لغوية تسعى غريزيا لتحقيق نظام .. أي نظام .
( حقا ..
" ما هي فكرة الله عنا ؟! "

هكذا كنت في حاجة لوصف الحياة والموت

بقدرة متسول على الاحتفاظ بغريزة البقاء

وبصمت يشبه التوسل لعلاقة عابرة

مع أداة نداء لم يجربها يائس كلاسيكي

لا تنتهي بمأساة . ) .

* * *
قبل بداية حضوري الإلكتروني على شبكة الإنترنت كانت ( قصيدة النثر ) أشبه بحزب سياسي يتخذ من مقاهي وبارات وسط القاهرة مقرات وحصونا له .. حيث النصوص والمقالات والكتب ذات الطبعات المحدودة والمجلات الصادرة بتمويل ذاتي وعلب السجائر وزجاجات البيرة أشبه بمنشورات ثورية ضد ماهو ستيني وسبعيني وثمانيني .. ضد النقاد والمثقفين الحكوميين والإعلام والصحافة وأربطة العنق الأنيقة والقنوات والبرامج الثقافية ومحرري الصفحات الأدبية و ... و ... و ... !! .. ضد الأيدولوجيا والقومية والعروبة والإسلام وسائر القضايا الكبرى .. كانت ( قصيدة النثر ) عبارة عن سباب وهتافات وتحريض وتهكم وتصفية وإبادة واحتكار ونزاع على ملكية الوسط الثقافي المصري من أصحاب الحناجر القوية المعروفين بالاسم كموقّعين على محاضر بوليسية أكثر منهم كشعراء .. حيث بدأت الصحف والمجلات الأجنبية فجأة وبطرق غريبة ومريبة تتسابق بشكل محموم لكتابة موضوعات عن ( أبطال الكتابة الجديدة في مصر ) وتفرد من أجلهم مساحات شاسعة في الملاحق الأدبية وتغطي أخبارهم واصدراتهم و تجري حوارات دائمة ومستمرة معهم وتنشر صورهم الفوتوغرافية بزوايا معينة تظهرهم في هيئة ( مناضلي الحقبة الفاسدة ) .. حيث كان يمكنك أن تكتب نصا في الصباح لينشر بعد الظهر ويكتب مقالا عنه عصرا ثم يترجم في المساء ليجري معك أحدهم حوارا سريعا قبل أن تنام وفي يدك تذكرة سفر لحضور مهرجان أو مؤتمر أو لتستجم بعيدا عن وساخات العالم الثالث .. حيث كان من غير المهم أبدا كم أو ماذا كتبت وإنما كان من المهم جدا إلى أين تذهب ومع من تتكلم وماذا تقول .. حيث كانت المزايا الجنسية الذكورية والأنثوية والمابين معاييرا لصلاحية الاستخدام الأدبي .. كان مصطلح ( قصيدة النثر ) مقترنا بمفهوم ( السلطة ) بكل ماتعنيه من غباء وقبح وجهل وخراب وتزييف . حينما كانت قصيدة النثر كذلك .. كان من الطبيعي جدا أن يتحول الجدل نحو كيفية الحصول على أكبر استفادة ممكنة من الإتجار بالمصطلح وأن يتحول التفاعل إلى كيفية استثمار الأزمة بشكل فردي .. لاشك أن هذه الأمور اختلفت الآن .. ذلك لأننا ببساطة وصلنا للحظة التعايش مع النتائج التي أفرزتها المرحلة السابقة والتي كان من الطبيعي والمنطقي جدا أن تنتهي باقتسام الغنائم وتوزيع الأدوار فهناك من نجحوا في الحصول على وظائف صحفية داخل مؤسسات الدولة وخارجها وهناك من أصبحوا أعمدة رئيسية لوزارتي الثقافة والإعلام وهناك من أصبحت أسمائهم مختومة على منح التفرغ كالعلامات التجارية المسجلة وهناك من عثروا على من يتبناهم ماديا خارج مصر ويتكفل بمعيشتهم وإقامتهم في أوروبا ودول أمريكا الشمالية تحديدا ويمنحهم الوظائف والمجلات والمنح والترجمات والمهرجانات .. إلخ .. دون التورط طبعا في إعلان طلب اللجوء السياسي لأنهم بالطبع مجرد شعراء فحسب لا حول لهم ولا قوة ولاعلاقة لهم بالقضايا السياسية ويقيمون بالخارج للعمل أو للدراسة فقط .. !!!!!!!!!!!! .. في رأيي أن أكثر النتائج كانت مصدرا للرائحة الكريهة هي الاتصاق والالتحام وتثبيت الاقتران بين هذه الأسماء وبين ( قصيدة النثر ) بحيث أنه كان من المستحيل على الإطلاق أن يذكر مصطلح ( قصيدة النثر المصرية ) دون أن يذكر على الفور وبشكل تلقائي جدا ومجاني ما يقرب من عشرة أسماء أو أكثر بقليل محددين ومعروفين ومحفوظين عن ظهر قلب لدى الجميع كالمناهج المدرسية .. هذا الالتصاق والالتحام والاقتران لم يكن راجعا لقوة النص بقدر ما كان راجعا لقوة الذكاء الخططي .. من الطبيعي الآن ومنذ فترة ليست بالطويلة أن نكتشف أنه كان هناك آخرين يكتبون .. أن نكتشف أنه كان هناك شعراء آخرين يعيشون بيننا .. أنه كان هناك نصوص تمثل إضافة جمالية حقيقية لقصيدة النثر .. نصوص يرفض مشروعها أن تطرح باستخدام أدوات تبادل المنفعة والتلميع والصياح والسباب والمصادرة والإقصاء .. كان من المستحيل أن نكتشف ذلك دون أن تنتهي المهمة المقدسة لرواد الحداثة المصريين من تحقيق أهدافها .. كان من الطبيعي الأن أن ننشغل ونشتبك ونتفاعل أكثر حول الكتابة والشعر وقصيدة النثر بشكل أعمق بعد أن انتهى تقريبا كل الشعراء الكبار من عملهم .. !!! .
كان هناك دائما ولا يزال ما يشبه القانون المحدد الذي يحفظه الكتّاب والفنانون في مصر عن ظهر قلب .. وهو أن الأقاليم لا تخلق فرصا حقيقية للتحقق والانتشار والتناول وتسليط الضوء والاحتفاء النقدي بأعمال المبدعين ، وأن هذه الفرص متاحة ومتوفرة بمنتهى السهولة والبساطة والتلقائية بلاحدود في العاصمة ( القاهرة ) باعتبارها المركز الذي يحوي كافة مايلزم لصناعة وترويج جميع المنتجات !!! .. كما أن الأفضل والأفضل لو أتيحت لك فرص الوصول لأوروبا حيث سيزداد دون حساب كم الأبواب التي ستفتح باتساع لتحقيق الدعائية والتداول والتركيز والحضور الإعلامي المستمر لمشروعك .. كان هذا يثبت ولايزال بالضرورة قاعدة هامة ورئيسية وهي أن الفرق ( الإعلامي ) بين شاعر وآخر ليس النص وإنما محل إقامته !!! .
على أن المسألة تظل أقرب إلى حسابات من الضروري حسمها لدى الكاتب كمهمة أساسية من فروض المشروع الإبداعي نفسه وهي الاستقرار الشخصي على معنى الدور التقدي في حد ذاته .. أي ماذا تريد حقا مما يطلق عليه ( نقد ) ؟!! . فإذا كانت الكتابة تحتم أو تتطلب آخر / مشارك في إعادة إنتاج وتكوين وخلق علاقات تأملية وجدلية مختلفة وحالات من الاشتباك للوعي والخبرة والتجربة داخل المكوّن الحميم المسمى ( النص ) .. فإن هذا الآخر لا يجب تحديده في شروط كمية أو كيفية معينة بمعنى أدق أن الكتابة تحتم أو تتطلب وجود آخر .. أي آخر ولو كان شخصا واحد فحسب يؤدي دور المشارك تحت أي مستوى وبأية درجة لطبيعة / حالة النص .. هذا لو أمكن حقا تحديد هذه المستويات والدرجات بدقة .
لا شك أن الإنترنت له من الفضائل في هذا الشأن ما لا يمكن إنكاره .. النشر والتعريف والإشارة والتواصل وخلق مجالات متجددة ومستمرة دون حد لطرح النص في نطاقات التواجد والقراءة والنقاش والتعليق .. لكن الواقع الالكتروني هو واقع حقيقي أيضا بالطبع .. يحمل نفس المهازل .. مهازل أن تكون منبوذا من الآخرين وغير مرحب بك في بيوتهم الإلكترونية ( مواقعهم ومجلاتهم ) لأنك لا تحمل اسما أنثويا ولا ترسل صورا شخصية لك تظهر كتفين عاريين ومفترق نهدين ونصف ابتسامة ناعسة مرفقة بنص عن ألم المضاجعة الصباحي .. لأنك لست ماهرا في الاستفادة من جميع إمكانيات الماسنجر والبريد الإلكتروني والويب كام آخر الليل .. نفس المهازل الواقعية التي تجعلك غير محمي طبعا من الصدام مع من يحاول أن يقلص تدريجيا المساحة التي يشغلها وجودك سعيا لإلغاءك بالكامل .. وجودك الذي يكفي أن يكون غريبا وضديا لخبرة الآخر كي يصبح من السهولة اتخاذ القرار البديهي بعدم الاعتراف به / بحقه في الحياة المغايرة والموت المغاير .. مع من هو على استعداد لقضاء الوقت الذي يمضيه بصحبة نصك في محاولة استخراج عناصر القصة القصيرة منه ليثبت الكشف الخطير والمرعب أن ما كتبته قصة قصيرة وليس شعرا والعكس صحيح .. الذي لافرق بينه وبين من يتحدث معك بطريقة " كيف تجرؤ أن تتألم هكذا ؟!! .
* * *
عن قصيدة النثر تكتب المقالات والدراسات والشهادات والكتب .. تعقد المؤتمرات والندوات وحلقات النقاش .. كل هذا يتم خدمة وطاعة للتنظير / المصطلح / الحلول الإرشادية للتأويل .. خدمة وطاعة غريزية أزلية وخالدة للسلطة / للنظام .. ماذا يعني النظام ؟! .. لماذا يجب أن تكون قصيدة النثر نظاما ؟! .. لماذا يجب أن تكون الكتابة نظاما ؟! .. ما الذي حققه تاريخنا التنظيمي الهائل ؟! .. لماذا لا تترك المسألة كلها للفوضى .. الفوضى الصريحة المباشرة والصادمة .. الفوضى التي لا تدخر مفاجآت مثالية زائفة ومعتادة من قوانين بديلة تعد بإمكانية الجدوى والخلاص .. لماذا لانترك الكتابة لتكون نفسها فحسب دون أن نتناولها إجمالا في سياقات / مسارات عامة ونمنحها بقدر ما يتوفر لدينا من ذهنية الجناة هوية / مسمى كي لا تتمكن جمالياتها الحقيقية من الفرار من سجوننا الضيقة المتعفنة في عتمة التصالح الوهمي .. لماذا لا نترك الكتابة تتم فحسب .. أن نترك الكائن لحدوثه الشخصي المختلف .
( على هذا ستتوقف " قصيدة النثر " عن أن تكون مصطلحا أدبيا بالمعنى التقليدي الذي ينتمي لمنظومة الأجناس النوعية التي تمت تربيتها ورعايتها بعناية فائقة بل وستتوقف أيضا عن أن تكون مظهرا من مظاهر التطور والتجديد للقوالب النثرية والشعرية القديمة أو نتاجا تجريبيا لتمازج الشعر بالقصة القصيرة مثلا .. ستتوقف عن كل ذلك لتصبح " كتابة " فحسب .. الكتابة التي ستعلن حينئذ عن حضورها في الموروث الشعري والقصصي والروائي والمسرحي و...إلخ .. ذلك لأن المسألة أصبحت محاولة جمالية " تأمل " لإدراك جوهر الفعل البسيط الضد .. الذي لا يشترط الاستذكار الجيد للمناهج والخصائص الملزمة التي تحدد لتجربتك الذاتية الطرق الواجب أن يتبعها قرارك بممارسة " الكتابة " ).

* * *
في منتصف المسافة نحو إتمام الثلاثين عاما .. على ماذا راهنت ؟! .. لماذا كنت في حاجة للمراهنة ؟! .. ماذا تعني المراهنة أصلا ؟! .. الأسرة .. الله .. التعليم .. الأصدقاء .. القراءات .. الرغبة المراهقة في الالتحاق بمهن مختلفة .. الحبيبة .. الطفولة التي ستمتد بقدرة بديهية على تثبيت المسافة الفاصلة بينها وبين توفر معلومات أكثر عن الشر .. الزوجة .. مايشبه يوتوبيات سياسية ودينية شاحبة .. راهنت على نفسك .. ماذا تعني ؟! .. على كل مامنح لك .. ما وجدته في طريقك .. ما أتيح لك .. ماسمح لك أن تقابله .. وطوال الوقت .. منذ ثلاثين عاما .. منذ ما يمكن للعالم أن يحدده من عمره الذاتي .. تظل الأشياء الجميلة دوما هي تلك التي ستحدث وليست التي حدثت .. هكذا ببساطة محسومة ومتفائلة مفروغ منها .. الكتابة نفسها كانت رهانا .. لكن ذلك كان تمهيدا منطقيا لتبدأ بالتدريج مشروعها الحقيقي .. أن تعمل كدفتر مفتوح لتدوين المراهنات .. توثيق المفترض والممكن والمحتمل والفعلي .. سيرة ذاتية مغايرة لاهتزازات الرأس وأنصاف الابتسامات الغير مصدقة .. المذهولة لدرجة الموت .. أن تكون تقريرا سريريا عن مرض مجهول ومزمن .. سجل الدوار والرعشة وضيق التنفس ودقات القلب المضطربة .. سجل الخوف من المشي في الشوارع وركوب التاكسي لمسافات طويلة .. الخوف مما أعرفه ومما لا أعرفه .. التوقع المستمر للإصابة بالإغماء أو المرض أو الشلل أو الموت المفاجيء .. الفزع من الوحدة ومن الآخرين .. الكتابة كل ماهو غير ذلك أيضا .
على ماذا تراهن الآن ؟! ..توفير عوامل مناسبة لخلق لحظة استعادة مثالية للذكريات تحقق أقصى درجات التطابق مع الماضي ؟ .. غيب ؟ .. أداء استثنائي مفاجيء للكون قبل موتي ؟ .. خلود ؟ .. تفسير ؟ .. خلاص لايشترط القبر أولا ؟ .. امتصاص كل قطرة دم لكل لذة تليق بشخص عادي يحب الحياة ؟ .. أو على الأقل .. على الأقل .. ليس أكثر من توقف أبناء العالم عن تبرير الخراب المقدس .. الخراب الذي لايحتاج أساسا لمن يدافع عنه لكوننا نحن الذين بالطبع لا نتألم بطريقة صحيحة .. ثلاثون عاما من العمل ضد الفوضى .. من الاعتناء بالفوضى .. ثلاثون عاما من التخطيط و تعديل الضروريات والخطوات المستقبلية والإجراءات اللازم تنفيذها و تسجيل الملاحظات و الأرق والانهماك في الاسترجاع والتفسير والتبرير والتنقيب عن الانتصارات .. ثلاثون عاما من هاجس اكتشاف ثابت مثالي .. ولازالت الأشياء الجميلة هي تلك التي ستحدث وليست التي حدثت .

* * *
كيف يمكن التحدث عن مستقبل كتابة ما ؟! .. حينما يطلب منك التحدث عن مستقبلك الشخصي أو عن مستقبل العالم فمن الطبيعي جدا أن تلزم الصمت .. الكتابة كذلك .. بل الكتابة أكثر اتساقا مع هذا الصمت .. الصمت التام .



#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربما سنذهب .. ربما سيأتي
- كأن لديه خبرة بالماضي
- لكل ميت رومانسيته
- ( قانا ) .. مثلا
- الحقيقة والدين / .. ردا على مقال د. كامل النجار - في طبيعة ا ...
- مُستعمَل / .. للشاعرة الأمريكية : سارا أكاسيا
- أكثر من طريق إلى مدافن الأسرة
- مشكلات صغيرة في فهم العالم
- أرواح الغرقى
- وحيد / .. للشاعر الأمريكي : ديفيد ليفينجستون
- الحبل السُري
- في طي الكتمان
- تكره الانتظار بجوار النافذة
- الأحوال الجوية السيئة تمنع وصول المساعدات لضحايا الزلزال
- لا أعرف أحدا هنا
- الحاوي العجوز
- بقدرة أعمى على فهم لغة الإشارة
- الشقيقتان
- سريعا كمحترم لضيق الوقت يسترجع التاريخ النضالي لخصية
- نيرفانا التي خانتني


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - لأننا لا نتألم بطريقة صحيحة