أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - كأن لديه خبرة بالماضي














المزيد.....

كأن لديه خبرة بالماضي


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 06:34
المحور: الادب والفن
    


أريد التوقف عن أن أفعل شيئا .. أي شيء يصنف كضرورة .. كوسيلة حتمية للبقاء على قيد الحياة وتأجيل الموت .. أريد أن استمر في الاستيقاظ كل يوم بعد الظهر مترنحا ومتفائلا بالحياة دون أسباب مقنعة .. أتناول إفطارا بلا عناية في اختياره كمجرد ربع رغيف مثلا وقطعة جبن صغيرة وكوب شاي يعقبه فنجان قهوة .. أمضي اليوم بأكمله مستلقيا على الأريكة وممسكا بريموت كنترول يجعلني أتجول بتراخ شديد بين القنوات التليفزيونية لمتابعة الأفلام والبرامج والأغنيات التي لا تدخلني في جدل مع العالم ولا تحرضني على الاشتباك مع الحكمة السماوية .
أريد الوصول إلى عدم الحاجة لاستخدام هاتفي المحمول إلا لمشاهدة الأفلام الجنسية والاستمتاع بالـ Games فحسب دون إجراء مكالمات أو انتظارها .. أن أقرر عدم الدخول مطلقا إلى شبكة الإنترنت استنادا لثبات موقفي المحسوم الواثق بعدم أهمية معرفة أي شيء أو التواصل مع أي أحد أو التحدث عن نفسي بأي طريقة .
الأريكة .. المكوّن الحميم الرائع الوفي والخادم المطيع المخصص للاحتفاء باللامبالاة .. السكن الآمن للعينين الناعستين والابتسامة المرتخية .. الحالة الطفولية الثملة لما بين النوم التام واليقظة التامة .. هي ليست السرير الذي يسرقك لصالح غيبوبة مؤقتة أو دائمة .. هي أيضا ليست المقعد الذي يثبت حواسك في وضع الانتباه ومراقبة ما يحدث من حولك .. المتعة السرية التي يمنحها الجلوس بالضبط فوق النقطة الفاصلة بين ما يشبه الوجود والعدم .. حيث يمكنك أن تعيش دون التورط في إكمال أدوار قديمة تخصك ويشترك معك الآخرين في تنفيذها أحيانا لجعل الحياة والموت يستمران كما هما .. دون التورط في إضافة أدوار جديدة لإنجاح العالم .. ليس أكثر من التمطي كثيرا والتثاؤب وإدخال اليد وراء السروال لحك الخصيتين ثم رفعها إلى أنفك لتشمم الرائحة بمنتهى النشوة .. ليس أكثر من أن تظل مرتميا برأس ثقيل وعظام مفتتة تؤلمك قليلا بدغدغة تحفز طوال الوقت رغبتك الشديدة في الضحك .. أن تبدو دائما كامرأة نصف نائمة مبتسمة بشبع جائع للمزيد من اللذة وتحاول أن تفرد جسدها المتكسر والمتوجع برعشاته الدافئة صباحا بعد مضاجعة طويلة ومنهكة استغرقت الليل بأكلمه مع رجل قوي وعنيف للغاية .. كلمات قليلة وضحكات قليلة وصمت كثير .. أن ترى أحيانا وأنت مستلق نقطة ضوئية زرقاء ضئيلة تقترب في عينيك لتظن أنها عزرائيل فينتفض قلبك فزعا قبل أن تعتدل وتكمل ارتخاءك حينما يتضح لك أن هذه النقطة الضوئية ما هي إلا تعب عادي لعينيك المجهدتين ، وأن مشاهدة التليفزيون لمدة طويلة وضوء الحجرة مطفأ تفعل أكثر من هذا .



#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكل ميت رومانسيته
- ( قانا ) .. مثلا
- الحقيقة والدين / .. ردا على مقال د. كامل النجار - في طبيعة ا ...
- مُستعمَل / .. للشاعرة الأمريكية : سارا أكاسيا
- أكثر من طريق إلى مدافن الأسرة
- مشكلات صغيرة في فهم العالم
- أرواح الغرقى
- وحيد / .. للشاعر الأمريكي : ديفيد ليفينجستون
- الحبل السُري
- في طي الكتمان
- تكره الانتظار بجوار النافذة
- الأحوال الجوية السيئة تمنع وصول المساعدات لضحايا الزلزال
- لا أعرف أحدا هنا
- الحاوي العجوز
- بقدرة أعمى على فهم لغة الإشارة
- الشقيقتان
- سريعا كمحترم لضيق الوقت يسترجع التاريخ النضالي لخصية
- نيرفانا التي خانتني
- الفراغ الثابت في العلاقة بين الذات والموضوع
- رجل طيب يدعى مندل


المزيد.....




- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - كأن لديه خبرة بالماضي