أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - سريعا كمحترم لضيق الوقت يسترجع التاريخ النضالي لخصية














المزيد.....

سريعا كمحترم لضيق الوقت يسترجع التاريخ النضالي لخصية


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 1378 - 2005 / 11 / 14 - 11:04
المحور: الادب والفن
    


أستيقظ صباحا

كعجوز مخرف

لا يزال يؤمن بالمعجزات الفجائية

وفي حاجة لأن يصل إلى سيجارته الثانية

المصحوبة بفنجان القهوة

كي يسترد صوابه

وتبدأ يداه في الارتعاش

* * *
الانشغال بالموت

يشبه مراقبة تورطك في الحياة

ذلك الذي يجعلك تقرر عدم الخروج من بيتك اليوم

وأن تجلس وحيدا كلص مهزوم

يمرن أصابعه الثقيلة

على أفخاخ قادمة

بروح خبيرة في الانكسار

وعينين مدربتين على العتمة

لست في حاجة للشجاعة من أجلك أيها الموت

لدي حياة ما زلت أعيشها

أقصد حيلة إجبارية

لسرقة بهجة خالدة

خالدة أيها الموت

أرأيت ؟!

كم من الوقت يلزم شخص مثلي

ليستوعب حماقته جيدا ؟!

* * *
تحت سماء كهذه

ينبغي أن يوجد ليل يشبه حارسا قديما

يغلق عينا مطمئنة على فراغ محسوم

ويفتح الأخرى على كارثة تكمل زينتها

في ليل كهذا

ينبغي أن توجد حجرة بعيدة

تمزج الوحدة بهواء وصمت ثقيلين

في حجرة كهذه

ينبغي أن توجد مرآة هزيلة

كعجوز خرساء صلبت بعناية

في مرآة كهذه

ينبغي أن ينظر وجه

كوجهي

* * *
بيدين وقدمين مضمومتين

و بعينين تنظران لأسفل

أجلس على حافة الفراش

مساء الخير أيتها التعاسة

كيف حالك اليوم .. ؟!

منذ قليل كان هناك شخص يحدثني

أتعرفين كيف كان يتحدث ؟

كان يتحدث كمحب للحياة

ويريد رغم كل شيء

أن يستمر في التنفس

وألا يموت

رغم أنه بالطبع سيموت ذات يوم

وهو متأكد من هذا

وأنا

كنت أنظر إلى ابتسامته صامتا

أحاول أن أشاركه الكلام و الضحك

حتى ودعني بسلام متفاءل

أمر عادي أليس كذلك ؟

آه أيتها التعاسة من هذا الأمر العادي

بمنتهى الصدق أخبريني

لماذا يعتبر الصوت الاستنكاري الخارج من الفم بذيئا ؟!

ألا يعتبر منطقيا في هذه اللحظة ؟!

كم أتمنى بشدة أن أصدر هذا الصوت الآن

أريده أن ينبعث من بين شفتي طويلا متناغما

كموسيقى كونية متناسقة مع هزة واهنة للرأس

وابتسامة مرتعشة و مكسورة

لكنني لن أفعلها

أتدرين لماذا ؟

لأنني رغم الذهول الذي غرس شجرته في رأسي

خائف

خائف أيتها التعاسة

فبنفس اليدين والقدمين المضمومتين

وبنفس العينين اللتين تنظران لأسفل

سأترك حافة الفراش

وأتمدد في منتصفه

ورغما عني

سأضطر لإغلاق العينين المتعبتين

أغلقهما و ...

تصبحين على خير أيتها التعاسة

* * *
حتى في الأحلام

لابد أن يعمل شيء ما ضدك

فعلى الرغم من تمكنك أخيرا

من تقييد يديّ وقدميّ

وتكميم فمي جيدا

على الرغم من أنك وقفت أمامي

غير مهددة من عدوانيتي

لتخبرينني بكل شيء صراحة

عن الآلام التي سببتها لك

وعن عمرك الذي ضاعت سنواته هباء مع شخص مثلي

على الرغم من ذلك

وعلى الرغم من أطرافي المقيدة وفمي المكمم

كانت عيناي تضحكان وأنت تتحدثين

كأنما هناك شيء ما يريد بقسوة

عدم ترك مسافة فاصلة بين اللاوعي والخيانة

ما لا تعرفينه أنني رأيت نفس الحلم أيضا

وبنفس التفاصيل

فقط

بينما كنت تخبرينني بكل شيء

وبينما كانت عيناي تضحكان وأنا مقيد

لم أكن أنظر إليك

* * *
ذلك الذي أصبح يأتي بعد كل خريف

ليس شتاء

هي رائحة عظام تطهى بعيدا

بعيدا كمعجزة

حيث البرودة التي كانت ترعى النجوم الصغيرة في قلبي

مقيدة هناك في شجرة عارية

تراقب تعاقب الليل والنهار وهو يحفر قبرا من أجلها

دون أن يترك شاهدا ينبه العابرين

أن تحت أقدامهم شوارع وبيوت ونوافذ

ورائحة مطر قديم

وأشخاص جالسون في زوايا منكمشة

بملابس ثقيلة

يبتسمون في سكون

مقررين أن البهجة قريبة في مكان ما

وأن الوقت كائن رحيم

سيترك مكانا لها بينهم حينما تجيء

طالما أن السماء تمطر في الخارج

وراء الأضلاف الخشبية المغلقة

وطالما أننا لا زلنا قادرين على إعداد أكواب المشروبات الساخنة

والانكماش

وترتيب العالم بما لدينا من نية حسنة

( حقا .. ما هي فكرة الله عنا ؟! )

هكذا كنت في حاجة لوصف الحياة والموت

بقدرة متسول على الاحتفاظ بغريزة البقاء

وبصمت يشبه التوسل لعلاقة عابرة

مع أداة نداء لم يجربها يائس كلاسيكي

لا تنتهي بمأساة



#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيرفانا التي خانتني
- الفراغ الثابت في العلاقة بين الذات والموضوع
- رجل طيب يدعى مندل
- الكتابة التي تثمر ولا تغني من جوع
- أعتني بفقاعة لأنسجم مع موكب جنائزي يمر في رأسي
- أخلاقيات التفكير في الوجود / صدر الدين الشيرازي
- عرض بطيء للتخلص من نفاية
- طاولة صغيرة لا تفسد عتمة المقهى
- علاقة ابتسامة النظرة المحدقة بمتطلبات الإيمان


المزيد.....




- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - سريعا كمحترم لضيق الوقت يسترجع التاريخ النضالي لخصية