أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - الكتابة التي تثمر ولا تغني من جوع















المزيد.....

الكتابة التي تثمر ولا تغني من جوع


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 1357 - 2005 / 10 / 24 - 07:55
المحور: الادب والفن
    


حينما تكون طبيعتك سببا دائما للشعور بالمهانة
كم من المحاولات المستمرة والمتكررة التي حاولت أن تثبت بها للآخرين أنك لست ضعيفا ؟ .. كم من الوقت قضيته في التفكير في سخرية الآخرين من خجلك وقلة حيلتك وعدم درايتك بألعابهم السرية والمعقدة في توجيه الأذى والتهكم والإثبات القاسي لغفلتك عن بواطن الأمور في الحياة اليومية التي تجعلهم أقوياء وتجعلك أبلها كبيرا ؟ .. كم من الكلمات والإيماءات والضحكات والإبتسامات والحركات التي قمت بها لتثبت للآخرين أنك مثلهم فكانت سببا لأن يتأكدوا أكثر وأكثر أنك لست مثلهم ؟ .. كم من الأحاديث المخبؤة الخافتة التي قمت بها ـ فقط ـ مع نفسك عن قدرتك على أن تكون قاسيا وساخرا ومحنكا ومخادعا وذو كبرياء هائل ؟ .. كم من الفترات التي قضيتها مقتنعا بأن الأذى الذي يصدر منك غير كاف بالتأكيد ولا يقارن أبدا بما تتعرض له أنت وأن الجرائم الحقيقية لها مرتكبوها الحقيقيين الذين لست منهم ؟ .. كم من السنوات التي قضيتها غير راض على عدم توفر الشر في أفعالك بنسبة كافية وأنك غير مرتاح أبدا لكونك بريئا في أغلب الأحوال رغم أنك حتى لم ولن تكن أبدا بريئا خالصا ؟ .. كم مرة أدركت خلالها أنك فاشل تماما في تذكر عدم الحاجة للإنشغال بعداء الآخرين لك بما أن الكل سيموت في النهاية ولن يكن هناك أبدا منتصر نهائي في الأمر ؟ .. كم من الأوقات قضيتها نادما على إحتكاكك وتعاملك مع بشر حريصون على جعلك دائما الأدنى وأنك كاره طوال الوقت لإحتياجك لهم ولرغبتك المضطرة في التواجد بينهم ؟ ...

( إن الرجال الذين يتميزون بالعبقرية والمواهب العقلية وكل أولئك الذين تكون خصالهم العقلية والنظرية أكثر تطورا إلى حد كبير من خصالهم الأخلاقية والعلمية ، وباختصار أولئك الرجال الذين فيهم من العقل أكثر من الخُلق ، ليسوا فحسب يفتقرون في الغالب إلى اللباقة ويكونون مدعاة للسخرية في ممارسة شؤون الحياة اليومية كما لاحظ ( أفلاطون ) في الكتاب السابع من الجمهورية وكما صور لنا ( جيته ) ، بل أنهم يكونون غالبا أيضا مخلوقات تتصف بالضعف والخسة من الناحية الأخلاقية ) " 1 "



هل للكتابة دور هنا ؟ .. أي كتابة أصلا ؟ .. هل هي الكتابة الإنتقامية من الآخرين ؟ .. من طقوسهم العدائية ضدك ؟ .. هل هي كتابة محاولة شفي الغليل وخلق طريقة مغايرة لحدوث الأشياء لا تكون فيها مهانا بل منتصرا ؟ .. أم هي كتابة تظل طبيعتك خلالها كما هي وطبيعة الآخرين كما هي وطبيعة الواقع اليومي كما هي وفعل الإنتصار غير منسوب لأحد سوى لإصبع مرتعش يمس بخوف منطقة ما من عتمة ملغزة لا تقع في نطاق الأبعاد العادية المحيطة بالرأس ؟
الكتابة الإنتقامية هي ممارسة رد الإعتبار السري للذات والدفاع المقنع عن تحقق وجودها كفاعل إيجابي بمعايير الظالم والمظلوم والجاني والمجني عليه والحق والباطل والقوي والضعيف .. أي بقوانين ما هو عادي وبديهي وأزلي وخالد .. بالشروط التي لا ينبغي مساءلة أو مناقشة أحكامها للحياة المعروفة من تعاملات وعلاقات وأفكار ومشاعر وهواجس و ... و ... إلخ .
كتابة شفي الغليل هي إحياء الوصفة الميتة للإنتصار خارج الأنا ومنحها صفة الشرعية في الحدوث والبقاء الدائم بوعي موازي عن أن تواجدها بهذه الطريقة ـ من خلال الكتابة ـ يجعلها مضمونة وغير مهددة حيث أن مناخ الكتابة المغلق في تلك اللحظة الذي ينعدم وجود الآخر فيه كشر متربص يوفر أسباب الإطمئنان لتحقق الأسطورة الشخصية التي يعطل الواقع الخارجي ظهورها المعلن .

إذن الكتابة هنا إعادة إنتاج للواقع لليومي بإحتفاظ تام وحريص ـ وهذا ضروري جدا ـ على قوانين وأسس ومعتقدات هذا الواقع مع تغيير محسوب لمجرى الأحداث المتداولة لجعل الكاتب بطلا لهذا الواقع ، مع العلم أنه ليس شرطا أن يكون البطل هو الكاتب كمكون بيولوجي .. قد يكون البطل هو الكاتب كفكرة .. كمعتقد .. كحالة شعورية .. كرغبة في تحقيق شكل أو نموذج للحياة .. فقط .. هذه الفكرة أو هذا المعتقد لا ينفصلان بالضرورة عن خصائص الوعي الإنساني لديه بالأشياء والتي لا تتسم بسمات مغايرة عن الآخرين في الإيمان بالأنساق التقليدية المعروفة للحياة والتي تحوي بداخلها رؤى مختلفة ومتعارضة لكنها لا تخرج بأي حال عن سيطرتها .

( ما أشد وحدتي أحيانا ، آه كم أنا وحيد ،
وحتى كم أنا فقير وحزين ومنسي !
وهكذا ، أرغب في طلب صدقة
من شواطيء ميلادي ، من حقولي .
امنحوا العائد ، أحلفكم بالحب ، قطعة
من نور هاديء ، من سماء ساكنة .
رحمة ! ألا تعرفونني ...
ليس كثيرا ما أطلب ... أعطوني شيئا . ) " 2 "

ماالذي يمكن أن تنتجه هذه الكتابة ؟ .. نشوة كرد فعل منطقي لتحقق فوز ما ؟ .. الإحساس بالصلاحية للوجود في العالم نتيجة إثبات مقنع لأهمية مساحة الفراغ التي يشغلها جسدك ؟ .. قوة يغيب من تكوينها أي مسبب للضآلة أو الضعف أو الشفقة التي توجهها نفسك إلى نفسك ؟ .. من الممكن بالطبع أن تحتوي في تلك اللحظة أي من تلك المشاعر والأفكار وأكثر منها بكثير ولكن هناك مشكلة بسيطة تتلخص في أنه من المستحيل أن تظل تكتب طوال الوقت وهذا يقود بالضرورة إلى أن عملية رد الإعتبار والدفاع عن وجودك وإحياء وصفة إنتصارك في مناخ غير مهدد وإعادة إنتاج الواقع اليومي بطريقة تجعلك بطلا .. هذه العملية لابد أن تتوقف في لحظة ما .. لو كان الكاتب منغلقا على نفسه ويعيش بمفرده داخل ما يشبه كهف حجري بعيدا عن حواس البشر فلن يحتاج لكتابة من هذا النوع أصلا حيث تنعدم فرص إحتكاكه بأي آخر يجعله مهانا .. لكن مشكلة الكاتب هنا هي أنه لديه رغبة عادية ومضطرة للتواجد مع الآخرين والتحدث والتعامل معهم كأي شخص طبيعي حتى لو ترتب على ذلك ضديات هائلة تصيبه بالأذى .. إذن ماذا سيفعل ؟ .. سيتوقف عن الكتابة ويحرك رأسه إلى إتجاه آخر .. سيتوقف عن أن يكون بطلا ليسترد طبيعته التي سيتلقفها الآخرون ليعملوا على رعاية إنتهاكها مجددا .

( وتعين " كارين هورني " بأن مسألة العزلة هذه وما يتبعها من ( فلسفة الإبتعاد ) في هذا النمط من السلوك التوافقي العصابي بأن أساسه هو فلسفة الفرد في حل مشاكله والتي تستند إلى أنه إذا إبتعد عن الناس فلن يصيبه منهم الأذى وما يأتي يوضح المظاهر التي يلجأ إليها الفنان المعاصر .
إنه لا يرغب على وجه التحديد في ( الإنتماء ) ولا ( العدوان ) وإنما تكون رغبته الملحة في أن يكون بعيدا عن الناس فلكون الناس والمجتمع هم مصدر الصراع فالبعد عن الآخرين يقلل من إحتكاكك بهم فهو لنفسه وبنفسه ولكي يقوى على الإبتعاد عن الناس عقليا ومكانيا فإنه يجب أن يكون من القوة بحيث يستطيع أن يشبع مطالبه ) " 3 "

وبعيدا عن الوصف الملزم الذي يحدد التفسير الجازم لسلوك ( المبتعد ) باستخدام المصطلحات الخاصة بما هو نفسي فإن الإبتعاد سلوك يمكن تأمله من خلال وعي الكاتب ذاته بنفسه وبالعالم فإذا كانت طبيعة علم النفس تفترض وجود فروق واضحة بين الإنتماء والعدوان فإنهماعلى الجانب الآخر في حالة جدلية مراوغة وملغزة داخل الحس المؤرق بالأشياء الذي يعمل لدى الكاتب وعلى هذا فإن طقس الإبتعاد حينما يقاس على أساس علاقته بفعل الكتابة ذاته فإنه يتم تحليله بناء على غياب المفهوم الواضح والمحدد لمعنى الإبتعاد وليس مجرد الممارسة المتداولة والتقليدية للإبتعاد العادي الذي يمكن أن يمارسه أي فرد مثلا وعلى هذا أيضا فهناك غياب مضاعف لمفهوم الإنتماء والعدوان من حيث وجود شكل دائم للحياة يحتوي جميع الأنساق والمفاهيم لا يمنح الإشباع ويكرس على حتمية النقص وغياب الخلاص لذا فالإبتعاد ليس سلوكا فنيا بقدر ماهو سلوك نفسي يمكن الإطلاع على مظاهره وتحليلاته في تقارير المختبرات والمعامل البحثية النفسية أما إذا تم إقرانه بالفنان فستتوقف مصطلحات ( الإبتعاد والإحتكاك والإنتماء والعدوان ) عن أن تمتلك معنى أكيدا أو إقرارا ملزما بإمتلاكها صفات وملامح جامعة مانعة حيث تتحول جميع هذه المصطلحات إلى تجارب وإختبارات متوالية على الدوام وتظل على هيئتها الإحتمالية المتشابكة والمتداخلة في نطاق محاولة التعرف على ما هو كوني ككل حتى تتحول في النهاية هذه المصطلحات إلى ذرات أكسجين غير مفهومة كالعادة تشبه مثيلاتها من تلك المكونات التي تشكل طرق التنفس التي تترنح في فراغ العالم وتحاول عبثا طوال رحلتها الإمساك بماهية الألم .
إن القوة التي يجب أو من المفترض أن يتمتع بها الفنان لإشباع مطالبه والتي بالتالي تضمن له الإبتعاد وعدم إحتياجه للناس هي في الحقيقة نوع من القياس التقليدي لـ ( الإحتياج والإشباع ) والذي يمكن الشك في إيجابيته حتى مع تناول البشر العاديين حيث أن هذا الأمر يفترض وجود قائمة محددة يمكن حصرها للإحتياج توازيها قائمة محددة أيضا للإشباع وبالتالي يمكن من خلال الرصد النفسي المعتاد للمسألة تحديد ماهية هذه القوة التي يمكن أن يحتاجها الفرد ليظل بعيدا عن الناس وهذا يمثل قدرا كبيرا من الحكمة المدعية للفهم الباحثة عن يقين أو إلتزام ما تمنحه الأشياء على سبيل الحد الأدنى للمعرفة دون التفكير بطريقة تساؤلية تواجه غياب القانون الثابت لطرق البشر التي لا حصر لها في ممارسة الحياة وتأجيل الموت .. فإذا كانت هذه الإحتياجات إحتياجات بشرية عادية فإن الفرد العادي لا يمكن أن يتحول هنا إلى قاعدة ليس لها إستثناء فتتنوع وتختلف بشكل حاد في تلك الحالة هوية الإحتياجات وبالضرورة هوية الإشباع فضلا عن عدم وجود التحديد الاصلي الذي لا يكذب أبدا لمعنى الإحتياج ومعنى الإشباع أما إذا كانت هذه الإحتياجات لها علاقتها بدور الكاتب كحالة مستمرة ودائبة من الهم والإنشغال والأرق بالعالم فإن الإبتعاد هنا هو حالة غير مستقرة وغير ثابتة في ممارسة دور ما من أدوار التنفس التي لا يمكن حصرها وتماثلها تماما حالة الإحتكاك بالضبط مثلما ينطبق أيضا على الإنتماء والعدوان .. كلها مجرد أدوار تمارس وفقا لمتطلبات الأرق ولا تمنح أثناء تأديتها أية نتيجة تجعل علامة الإستفهام تتقلص على الأقل لكنها تنتج رؤية إستثنائية للأشياء إسمها الكتابة .

الكاتب الذي تخلو من رأسه أية نية مبيتة للإنتقام .. الذي يشعر ويدرك ضرورة أن يفعل شيئا بديلا لرد الإعتبار لذاته والدفاع عنها .. الذي يؤمن أن الإنتصار الحق يتم بطريقة أخرى وأن البطولة صفة ساذجة مختلة تلك التي تؤدي فعلا مخالفا لإعادة إنتاج الواقع بالشكل الذي يجعله قويا وغير مهانا .. ماذا تعني الكتابة في تلك اللحظة ؟ .
هذه الكتابة تعتمد اساسا على تصفية الرأس من اليقينيات المتوارثة وعدم الخضوع لوصفات جاهزة وقديمة قدم الإنسان نفسه .. هذه الكتابة لا تعترف بجدوى الأنساق التقليدية لحياة البشر ولا المقاييس أو المعايير التي تحكم الرؤية الدائمة للأشياء .. هي الكتابة التي تعتمد على الجهل وعدم المعرفة أو الإستيعاب .. الكتابة التي وقودها غياب الفهم والتصديق والوعي التام بالعجز عن إدراك الحكمة أو الحقيقة .. هي الكتابة التي تحاول طوال الوقت أن تعرف ماذا يعني الأمر أصلا ؟
الشر هنا ليس كوني مهانا أو مجنيا عليه .. كما أن الخير ليس أن أكون قادرا على توجيه الإهانة والإيذاء .. الشر هنا هو وجود الإهانة في ذاتها والإيذاء في ذاته .. الشر هنا هو كوجود أصلي مرضي عن تحققه في العالم .
( سأكشف عن حدود مقدرتي في تفهم الحياة من حولي .. أنا لا أستطيع أن أتظاهر برؤية أكثر مما أرى ، لأنني في كل موضع تحدني حدود حساسيتي ونوع حيويتي وضيق ذكائي والرعب الذي وجدته في بيئتي الأولى ، وما ترشدني إليه تجاربي التالية ، أنا لا أقبل شيئا على علاته ولكنني أخلق كل شيء خلقا جديدا من مدركاتي .. لست أقبل دون تساؤل أي نظام يقال عنه أنه عظيم أو خير ) " 4 "
في هذه الحالة ستتوقف الصفات والأحكام والمعايير التقليدية عن أن تمتلك قيمة ما إلا في الإحتياج الضروري لفضحها وهدمها لحظة الكتابة .. سيصبح الآخر هو أنا وأنا هو الآخر حيث أننا تحت سماء واحدة وفوق أرض واحدة ونتنفس ونموت بنفس الطريقة ونعلم عن الحياة ما هو مفروض علينا أن نعلمه ولا نعلم ما هو مفروض علينا ألا نعلمه .. لن تكون الكتابة هنا هي أخذ الحق المسلوب من كرامتي كما تصورها لي طبيعتي العادية وطبيعة الآخرين العادية وطبيعة الحياة ذاتها .. ستصبح الكتابة هنا تساؤلا طفوليا لانهاية له عن لماذا تحدث الأمور بهذه الطريقة وبالتالي عن الحكمة من الشر كمخلوق أزلي وعن الحكمة من تشكيل المكون الإنساني بهذا الشكل المتخم بمسببات الألم والإحساس بالأذى والقدرة على الإتيان به للذات وللآخرين .. ستصبح الكتابة شهادة مستمرة تؤكد في كل مرة بطريقة مختلفة عدم قدرتها على الإستيعاب لله والبشر والحياة والموت .. أيضا ستصبح الإهانة مطلق يسبق وجود الإنسان تم إعداده لينتظر أداءات الشهيق والزفير ليقوم بعمله .. الكتابة هنا هي سيرة رؤية ووعي وإحساس بالألم الذي لا يقتلني بمفردي بل يقتل الجميع بما أنهم بشر مثلي .. الألم ككائن حاضر وثابت وأزلي وخالد ومراوغ وملغز ويؤدي ماهو مقدر وما يجب عليه فعله تجاه المخلوقات طوال الوقت المفترض للحياة بمنتهى الكفاءة .
( إننا في اللحظة التي نتحرر فيها من الإرادة نسلم أنفسنا إلى معرفة خالصة خالية من الإرادة وندخل في عالم يغيب فيه كل شيء يؤثر على إرادتنا ويحركنا بعنف من خلالها وهذا التحرر للمعرفة يرفعنا بعيدا عن كل هذا بشكل كلي وتام كما يكون في النوم والأحلام وتختفي السعادة ولا نصبح عندئذ أفرادا ، فالفرد ينسى ونبقى ذاتا عارفة خالصة فحسب ، أي نبقى فقط تلك العين الواحدة التي تطل من كل تلك المخلوقات العارفة ) " 5 "
الطبيعة الخاصة المتسببة بشكل دائم في الإحساس بالإهانة ستظل حاضرة بالضبط مثلما ستظل تحاول في الحياة العادية الدفاع عن نفسك بأية طريقة ضد الأذى والسخرية والتهكم وإثبات أنك غير غافل بلا جدوى .. ستظل تحاول أن تصيب الآخرين بمثل ما يصيبوك به .. لم لا ؟!! .. فالكتابة لن تغير من طبيعتك كما أنها لن تستبدل طبائع الآخرين بطبائع أخرى .. كما أن العالم لم ولن يكن أبدا قطعة صلصالية في يد أحد .. لن تحصل على شيء أكثر من نقطة ختامية ينبغي أن تنهي بها آخر سطر في ورقة ما .. هذه النقطة ستظل تؤجل وضعها .. أنت تعلم أنك فرح جدا بجهلك وعدم إقتناعك بالأمر .. أنت تعلم أيضا أن التساؤل السري الذي بلا حيلة لن يأكله الدود أبدا .



الهوامش :
1 ـ شوبنهاور ( الخصائص العقلية والنفسية والخلقية للعبقري )
2 ـ رفائيل ألبرتي .. مختارات شعرية ـ ترجمة صالح علماني وعاصم باشا
3 ـ ظاهرة الإغتراب في فن التصوير المعاصر .. د / فاروق وهبه
4 ـ الحياة والشاعر .. ستيفن سبندر
5 ـ شوبنهاور ( الفن بين الميتافيزيقا والأخلاق )




#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعتني بفقاعة لأنسجم مع موكب جنائزي يمر في رأسي
- أخلاقيات التفكير في الوجود / صدر الدين الشيرازي
- عرض بطيء للتخلص من نفاية
- طاولة صغيرة لا تفسد عتمة المقهى
- علاقة ابتسامة النظرة المحدقة بمتطلبات الإيمان


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - الكتابة التي تثمر ولا تغني من جوع