أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي مقلد - تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟














المزيد.....

تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7367 - 2022 / 9 / 10 - 17:35
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



من مفاعيل الحرب الأهلية اللبنانية تحويل مناسبة السادس من أيار وتحوير تسميتها، من عيد الشهداء إلى عيد شهداء الصحافة. وقد بلغ تشويه المناسبة أوجه في التبرير لجمال باش السفاح نصب المشانق. ذلك أن الحرب أعادت كتابة التاريخ اللبناني إلى نقطة الصفر، فجاهر بعضهم بعدم الاعتراف بالاستقلال وأذعنت السلطة للميليشيات فاستبدلت يوم الاستقلال بيوم العلم، وبدل شهداء الوطن صار لكل طرف من المتحاربين شهداؤه ويوم لتكريمهم.
الشهيد هو من افتدى الحزب، أي حزب، بدمه. أما ضحايا الخصوم أو غير المنتمين وغير المحاربين فليسوا سوى قتلى. أول انتهاك للدستور في حروب الميليشيات هو أن المواطنين لحظة تحولهم إلى مقاتلين يفقدون حقهم في المساواة أمام القانون، ولا هم سواسية أمام الموت. ضحايا الحروب الميليشيوية أولاد ست وأولاد جارية.
الميليشيات ظنت نفسها معنية بنداء الشاعر محمود درويش، يا أيها الشهداء لا تتكاثروا، فهو كان يعني كل من يموت برصاص إسرائيلي، حيث كل قتيل هناك شهيد. والميليشيات لم تصغ إلى نصيحة الشاعر عباس بيضون يوم آطلق دعوته " آن أن تستريح العظام" وأن يكف المتحاربون عن الاستثمار في الموت.
حين انتزعت المتاريس من الشوارع وانتقلت بلادنا إلى "السلم الأهلي"، بحسب تعبير وضاح شرارة، وبدّل المقاتلون ثياب الميدان وغادروا المتاريس وجبهات القتال، حصنوا ذاكراتهم ضد النسيان من غير أن ينتبهوا إلى أن ذاكرة المقاتلين في الحرب لا تشبه ذاكرة أمراء الحرب.
ما مات شهيد إلا من أجل قضية سامية، على اختلاف القضايا والجبهات وتعارضها وتصادمها. فالشهادة تضحية بالنفس من أجل الجماعة وهي تحتاج إلى جرعة كبيرة من الشجاعة لا تتوزع بالتساوي على المناضلين. لكن الشهيد لا يفقد حقه في الحياة فحسب، بل يفقد حقه في استثمار شهادته حين يهدي هذا الحق لسواه من الأمراء، فيقيمون باسمه الاحتفالات السنوية أو في المواسم أو حين تدعو الحاجة، وينشرون صور الشهداء على خارطة الوطن ويعلقونها على أعمدة الكهرباء.
يوم الشهيد الشيوعي، يوم الشهيد القواتي، يوم الشهيد الحزباللهي، والذكريات لا ينتهي تعدادها. أيام متواجهة يتخفى خلفها حنين إلى ماض دموي، وهي ليست لتكريم الشهداء بقدر ما هي لاستحضارهم في إقامة الطقوس وزراعة النخوة في النفوس.
تبرز الظاهرة على حقيقتها في الطقوس الدينية، صلب المسيح أو مقتل الحسين في عاشوراء. يزعم منظمو هذه الأخيرة أنها لتكريم الشهيد الحسين بن الإمام علي، وهي مستمرة على امتداد ألفية ونصف من السنوات، لكنها تحولت إلى طقوس لتكريم كل الميتين من أهل الملة، فتقرأ السيرة الحسينية بمناسبة وبغير مناسبة للحشد والتعبئة وشد العصب المذهبي، ويتكرر الكلام ذاته عن واقعة كربلاء ولا تقال كلمة واحدة عن المتوفى. هذا ما يحصل أيضاً في كل المناسبات الحزبية الحقيقية والمفتعلة بدعوى تكريم الشهداء أو الموتى.
كل طرف من أطراف الصراع يرى أن قضيته مقدسة، فيما أثبتت تجارب الحروب الأهلية كلها، في لبنان وفي بلدان الربيع العربي، أنه لا رابح فيها وأن الكل خاسر وأن الخاسر الأكبر هو الوطن، وأن قدس الأقداس هو الحفاظ على الأوطان والدول وعلى تنظيم الاختلاف تحت سقف الديمقراطية لا على تفجيره تحت سطوة العقول الميليشيوية.
هذه ليست دعوة للنسيان، بل لعدم تعلم الدرس بالمقلوب. لو عاد الشهداء إلى الحياة لحسبوا أن تصميمهم على الموت لم يكن إلا ضرباً من التهور. الثورات وحدها ينطبق عليها القول بأن العقلاء يخططون لها والشجعان يخوضونها، أما الحروب الأهلية فالخروج منها ولو متأخرين خير من إذكاء نارها.




#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع روسيا أم مع أوكرانيا؟
- بين خطبة الوداع وخطاب القسم
- مات مازن
- متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها
- تصريحاتهم -ناسخ ومنسوخ-
- الثورة صنعت نواباً فهل تصنع رئيساً؟
- نواب الثورة: احذروا مناوراتهم التافهة
- نواب الثورة: ادخلوا لعبة التعطيل
- لا تجيبوا على أسئلة مفخخة
- نقد الثورة أم شتم نوابها؟
- رسالة إلى الرفيق حنا غريب
- رسالة إلى نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 أساتذه في مدرسة مشاغبين
- أقلية نيابية من الكذابين
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 2- نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 1- الرئاسة
- الخطاب الانتخابي الخشبي التيار العوني
- الخطاب الانتخابي الخشبي الاعتكاف، الاستنكاف
- الخطاب الانتخابي الخشبي حزب الله
- الخطاب الخشبي الانتخابي - حركة أمل


المزيد.....




- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي مقلد - تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟