أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - على ساحل بركاس














المزيد.....

على ساحل بركاس


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7366 - 2022 / 9 / 9 - 01:13
المحور: الادب والفن
    


بعد أن دفعت له ثمن الخضار والفاكهه .. سألني:
- ما رأيكِ سيدتي في أن تصبحي حبيبتي ؟
رفعت رأسي إليه .. كأني أراه لأول مرة .. إنه كراسيمير بائع الخضار القريب من بيتي .. شاب بلغاري أبيض البشرة يميل للبدانة منقوش على ذراعه الأيمن وشم لثعبان مخرجًا لسانه يرتدي قميصًا أبيض اللون فيه زهور كثيرة .. قلت لنفسي ربما لأنني لا ألبس خاتم الزواج فظن أنني عزباء .. أجبته وأنا مبتسمة:
- لكني متزوجة !!
ارتسمت على وجهه ابتسامة أعرض من ابتسامتي ليقول لي:
- أعلم ذلك .. لقد كنت أراكِ وزوجكِ تتبضعان مني سوية وقد علمت بسفره وتيقنت من ذلك لأنكِ منذ أسابيع تأتين إلي بمفردكِ .. كوني برفقة رجل يحبكِ وهو أنا .. إذا وافقتِ سنذهب في رحلة إلى مدينة بركاس حيث البحر والليل والنسيم .. سنقضي أوقاتًا ممتعة سوية.
وهو يتكلم عن البحر شممت رائحته .. وجدت نفسي أجلس على الساحل فجرًا وبيدي قهوتي الساخنة أرقب ولادة الشمس من رحم الأمواج وهي ترتدي ثوبًا جديدًا وأصوات النوارس تخدش الصمت بينما هناك زورق بعيد و عند المساء حينما تتعب الأمواج من الجري تعود لأحضان البحر .. سأكون هناك أراقب النجوم وهي تحاول شق ثوب السماء لتنير العتمة بينما ذرات الرمل تحيط بجسدي وتمده بالدفء وتغريه في المبيت فوقها .. ثمة محارة وشت لي بأسرار البحر وقالت: الأحلام هنا لذيذة .. فقط أغمضي عينيك لتحصلي عليها .. أطعتها واستلقيت على ظهري لكن خلوتي لم تطل إذ حضر كراسيمير ومعه العشاء و زجاجة بيرة باردة .. قال بعد أن ناولني علبة السجائر التي طلبتها:
- حبيبتي .. لقد حجزت لنا تذكرتين لحفلة أوبرا ليلة الغد على مسرح المدينة الكبير.
قلت له وعلامات الاستغراب بادية عليّ:
- من قال لك إني أرغب في الذهاب للمسرح ؟
- لا أحد .. أنا خمنت ذلك ..
- لا أحب حفلات الأوبرا وأنت تعرف ذلك !!
- لا تكوني سخيفة وتفسدي علينا السهرة.
عدلت من جلستي وفتحت عيني وأنا أسأله مندهشة:
- هل تقصدني بهذا القول ؟
صمتْ وبدأ يزفر ويتطلع إلى السماء هازًا رأسه ثم أخذ يتمتم بكلمات لم أفهمها .. سرعان ما استدار ليصرخ في وجهي:
- أنا أعرف لمَ تفعلين ذلك .. لأني رفضت اصطحاب أمكِ إلى هنا .
- حقًا !! إنها أفكارك المريضة من توحي لك بذلك .
- ألا تذكرين ما فعلتيه الصيف الماضي حينما طلبتِ مغادرة الملهى بحجة انزعاجك من ضجيج الموسيقى العالي ؟
- كانت حجة لمنعك من النظر للنادلة الروسية الشقراء .
- والصيف قبل الماضي حينما أدعيت المرض واضطررنا للعودة إلى صوفيا ؟
- كم أنت لئيم ؟!
- وما فعلتيه قبل ثلاثة أعوام حينما ..
صرخت في وجهه وأنا أهم بالوقوف:
كفى أيها البدين .. إنها غلطتي عندما قبلت بالمجىء معك ..
- لا تكوني غبية كعادتكِ !!
- كيف تنعتني بالغبية أيها الأخرق .. هل تعرف ؟ سأتركك وحدك أنت و بحرك .. لعل سمكة قرش تلتهمك وتريح العالم منك.
بينما أنا أمد خطاي بصعوبة في الرمل مبتعدة عنه عدة أمتار .. ناداني بصوت عالِ:
- عودي سيدتي .. لقد نسيتِ أكياس الخضار والفاكهه !!
سرعان ماعدت إلى وعيي ولعنت خيالي الشاطح الذي كثيرًا ما يسبب لي المشاكل .. سألني وهو يناولني الأكياس:
- هه .. ماذا قلتِ ؟؟
أجبته بهدوء و بصورة قاطعة:
- آسفة لا يمكنني ذلك.
صمت قليلاً ثم رد والابتسامة ما زالت تعلو وجهه:
- أنا أيضًا آسف .. لكن لا عليك .. أرجو أن لا أكون قد سببت لكِ أي إزعاج .. مع أني كنت أمني النفس بأن توافقي .. أتمنى لكِ نهارًا سعيدًا ..
حملت أكياسي وهممت بالمغادرة .. التفت ثانية لأسأله:
- هل اسمك كراسيمير؟
- نعم سيدتي .. بائع الخضار كراسيمير ..
هززت رأسي وأنا أردد مع نفسي ..
كأني لا أعرف إنه بائع خضار ..



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق زهرة اللافندر
- مسافات وأشياء أخرى
- العهر الفني
- سكران والكأس ملأى
- حب بلون الغرق
- أول الفجر
- ترتيلة
- خصائص البطل التراجيدي في العرض المسرحي - 5 -
- خصائص البطل التراجيدي في العرض المسرحي - 4 -
- خصائص البطل التراجيدي في العرض المسرحي -3 -
- خصائص البطل التراجيدي في العرض المسرحي -3-
- خصائص البطل التراجيدي في العرض المسرحي - 2 -
- خصائص البطل التراجيدي في العرض المسرحي - 1 -
- دائمًا ما يغريني ..
- زفاف وطن
- أنت عمري
- ولم تزل الرسالة في كتابي
- للحياة
- حينما ولدت
- على حافة الاعتراف


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - على ساحل بركاس